|
|
|
19-11-2009, 01:33 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: حولك منب بعيد
المشاركات: 1,266
|
لنفتح النوافذ .. لاستيعاب أقوال الآخرين
يروى إن هناك أربع اشخاص من جنسيات مخلتفة تصادف وجودهم في رحلة سفر واحدة وفي طريق واحد , واتفقوا فيما بينهم أن يضموا أموالهم إلى بعض ليشتروا متاعا ً لهم , رغم عدم معرفة بعضهم لغة بعض , قال العربي : لنشتري عنبا ً , واعترض الفارسي : لا من الأفضل أن نشتري " أنكور " , فرد التركي : بل الأفضل أن نشتري " اُزُم" , واعترض الايطالي قائلا ً : لا .. لا .. بل نشتري " أستافيل " ... وكلها تعني العنب حسب اختلاف لغاتهم !! .
وهل جربتم أن ناديتم على من تعرفونهم من مكان بعيد ,, ولم يستجيبوا , ولم يسمعوا اصواتكم ولم يستوعبوها , وبذا لاتكونوا قد توصلتم الى عمل ايجابي يذكر .. !!! وفي كلتا الحالتين لم نتوصل الى وصول الهدف باستيعاب ما يروم إليه الآخرون . ففي الرواية الأولى كان السبب هو الإختلاف بين الاشخاص في اللغة , وفي الثانية كان المانع من وصول صوت المنادي إلى السامع هو بعد المسافة رغم الاشتراك في اللغة. ولكن ما الذي ينبغي لنا فعله لإيصال أصواتنا ومرادنا للحيلولة دون النزاع والإختلاف والخصومة ؟؟؟ فلابد من تقليل المسافة المكانية ( وإن كانت هذه المسافة عينية وليست فعلية .. فلربما كنا نتواجد في فضاء واحد ولكننا أبعد ما نكون في التألف ) والتقرب من بعضنا ليحصل التفاهم . أو لابد من القضاء على الجهل وعدم الوعي , وتقريب مسافات الفهم والتفكير , والتخفيف من حدة الغضب للوصول إلى المراد الذي ينتهي لصالح الجميع . ومن بين المشاكل المعاصرة بين جيل الشباب هو عدم فهم مرادات بعضهم فكل يقف على فكرته ويعتبرها الجبل المقدس الذي لا يعلو فوقه جبل ولا يصل الى درجة قدسيته . وبعبارة أخرى يمكن القول : إن الوضع القائم بين جيلنا المعاصر بشقيه ( او تفرعاته العديدة ولكن لنفترض جدلا ً إنها شقين فقط ) هو وضع متأزم من الناحية الفكرية والثقافية والعقائدية . ولكي نتمكن من إجتياز هذه المرحلة بسلام نحتاج إلى وعي وفهم ودراية وتدبر وتقارب لأن الحاجز خطير !! .. وبوسعنا ان نشبه هذه الازمة بالصراع .. انه " صراع فكري " وتمزيق بفعل فاعل قد يكون خفي وقد يكون ظاهر حسب المرحلة ومتطلباتها ... . ولكي نتمكن من بيان أهمية الموضوع , ويتسنى لمن يريد دخول ساحة الصراع هذه ويعد العدة اللازمة له , لابد أن يدرك إنه لايمكن حسم هذه الموضوع ... أي موضوع كان .. عن طريق الغضب وممارسات العنف او الأضطهاد الفكري وتحجيم الطرف الاخر في الحوار او النقاش !! فكل له مساحته في واقع الموضوع ونقطة الحوار المطلوبة وكل له دلائله وما يراه أحدهم خطأ قد تراه انت صواب في جزئيات أي موضوع وليس في كليته تماما .. ... فالإختلاف في كل الموضوع لايحتاج إلى دخول الحوار اصلا ً والنقاش في أساسياته . فما نحتاجه حقا هو .... كظم الغيظ واحتواء الغضب .... قال تعالى " وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 133 الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 134 " آل عمران . فالغضب والعنف الكلامي سلوكية غير معتدلة ولا منطقية في أساسيات التحاور , فإنه يأزم الأجواء ويشل التفكير المنطقي ويزيد الحاجز القائم بين الأفكار والإرادات .. وعن نبينا الكريم ( عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم ) : " الغضب يفسد الايمان كما يفسد الخل العسل " . إن للغضب ومصادرة حق الاخرين في الإعتبار والوجود ردود أفعال وآثار مدمرة في الروابط الإجتماعية والأخلاقية ومن أمثلة ما قيل عن الغضب إليكم هذه : قال الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام : - الغضب يُفسد الألباب ويبعد عن الصواب . - الحدَّة ضرب من الجنون , لأن صاحبها يندم , فإن لم يندم فجنونه مستحكم . -من طبائع الجهّال التسرع إلى الغضب في كل حال . فإذا تمكنا من أن نسيطر على غضبنا وأن نخلق جوا هادئا ً في نقاشاتنا ( إي نوع من النقاشات كانت .. ) نكون قد توصلنا إلى إيجاد أرضية مساعدة لفهم مرادات بعضنا وإزالة الحاجز الفكري , وعندها يغدو بالإمكان إستيعاب أقوال وأفكار الآخرين وفتحنا نوافذ عقولنا لتنسم هواء نقي وتوسيع مداركنا من معرفة تجارب الآخرين وخلاصة خبراتهم وفهم ما يدعون له فهما ً صحيحا ً وليس خاطئا ً مبنيا ً على حكم مسبق وعقل مستغلق . فلم يكن في يوما ً ما أبدا ً لمنطق الغضب!!! أن يكون طريقا ً للتفاهم والإصلاح بل إنه يفسد جو الحوار والتحاور ويزيد الأجواء تعقيدا ً ويوقف قابلية العقل على التفكير " ما أفتقر من ملك فهما ً " و " من أبصر فهم ومن فهم عقل " وبذا يكون الفهم والإدراك كمصباح يضيء الطريق ومتاهات النقاش ويجعل العقل قادرا ً على الإستيعاب .. وفي الختام أسأل الله جلَّ وعلا أن يجعلني وإياكم ممن يتحلوا بضبط النفس وسعة الصدر وعدم التسرع في تخطئة الآخرين .
__________________
فَمَنْ يُبـَارِي أبَا حَفْصٍ وَسـِيَرتَه أوْ مَنْ ْيُحَاوِلُ للفَارُوقِ تَشـْبِيها كَذَاكَ أخْلاقُـه كانـَتْ ومَـا عهدَت بَعْـدَ النّبُوّةِ أخْلاق تُحَاكِيهـا |
19-11-2009, 01:39 AM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2007
البلد: أحـلام العاجـزين
المشاركات: 2,027
|
ليس مهماً أن يقتنع الأخر برأيك وأيضاً ليس مطلباً , لكن على الأقل يحترمه ويتيح لك الفرصة للتعبير كما أتيحت له قبلك . ,
__________________
أحنُّ إلى خبزِ أمّي ’ وقهوةِ أمّي .. ولمسةِ أمّي ’ وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ يومِ ’ وأعشقُ عُمري .. لأنّي إذا متُّ أخجلُ منْ دمعِ أمّي . |
21-11-2009, 05:05 AM | #3 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: حولك منب بعيد
المشاركات: 1,266
|
رد مميز
__________________
فَمَنْ يُبـَارِي أبَا حَفْصٍ وَسـِيَرتَه أوْ مَنْ ْيُحَاوِلُ للفَارُوقِ تَشـْبِيها كَذَاكَ أخْلاقُـه كانـَتْ ومَـا عهدَت بَعْـدَ النّبُوّةِ أخْلاق تُحَاكِيهـا |
|||||||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
|
|