[سياف الواحة]

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
قال تعالى ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا ) فنعم الله كثيرة وهذا من فضله وإحسانه إلينا سبحانه فحري بنا أن نكون من الشاكرين لله سبحانه على نعمه علينا, قال تعالى( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) ومن نعم الله علينا أن جعل لنا عبادات نتعبد بها له وحده.
وبإمتثالنا وطاعتنا له سبحانه ولرسوله عليه أفضل الصلاة والسلام يكون الجزاء الجنة, ومن العبادات التي أنعم الله علينا بها هي فريضة الحج قال تعالى ( ولِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) وقال صلى الله عليه وسلم (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) والحج المبرور الذي لا رياء فيه ولا سمعه ولم يخالطه إثم , ولا يعقبه معصية هو الذي وفيت أحكامه وهو المقبول.
والحج من أركان الإسلام فعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا اللـه وأن محمداً رسول اللـه وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان)) وقال عليه الصلاة والسلام (( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟ قال ((إيمان باللـه ورسوله )) قيل :ثم ماذا؟ قال : ((ثم جهاد في سبيل اللـه)) قيل:ثم ماذا؟ قال ( ثم حج مبرور) رواه البخاري.
وللحج أركان وشروط وسنن ومواقيت ومحظورات وهي محظورات الإحرام .
فالمواقيت ثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة و لأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم
قال : (( هن لهن ,ولمن أتى عليهن من غيرهن ممن أراد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة )).
ومحظورات الإحرام الثمانية وهي:
1ـ إزالة شعر الرأس 2ـ تقليم الأظافر 3ـ تغطية الرأس 4ـ قتل الصيد
5ـ لبس المخيط,والدليل على ذلك حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: ما يلبس الحرم من ثياب قال: " لا يلبس القميص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين ، ولا تلبسوا شيئاً مسه زعفران ولا الورس " أخرجه البخاري ومسلم .
وجاء في بعض الروايات زيادة((ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين)).
6ـ استعمال الطيب. 7ـ عقد النكاح. 8ـ الجماع ومقدماته.
وأول ما يبدأ به الحاج فيما يتعلق بأعمال النسك هو الإحرام من الميقات. والإحرام هو نية الدخول في النسك.
وبعض الناس يظن أن الإحرام يكون بلبس ملابس الاحرام وهذا ليس بصحيح فالإنسان وإن كان لابسا لملابس الإحرام فهو ليس بمحرم حتى ينوي الدخول في النسك.
ومن السنة لمن أراد الإحرام مايلي:
1ـ الإغتسال. 2ـ التطيب.
ومن الأحكام التي تتعلق بالإحرام أنه يجب التجرد من المخيوط وهي الثياب ولبس الإزار والرداء كذلك لايجوز أن يطيب الإزار و الرداء, وإنما يطيب البدن, وإذا أصاب الطيب الثوب وجب عليه غسله.
وبعد لبس ثياب الإحرام يستحب له إذا ركب راحلته أن يستقبل القبلة ثم يلبي حتى يبلغ الحرم ثم يمسك ، والسنة للمحرم أن يتلفظ بما أهل به من نسك ، إذا كانت عمرة يقول : لبيك اللهم عمرة وإذا كانت حجاً قال: لبيك اللهم حجاً :

وأنواع الأنساك ثلاثة :وهي التمتع والقران والإفراد .
والمستحب للحاج أن يتمتع بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يسق الهدي من الصحابة أن يتمتع ويجعل طوافه وسعيه عمرة .
والتمتع : هو أداء الحج والعمرة في سفرة واحدة في سنة واحدة ، وتكون هذه العمرة في أشهر الحج .
والقران : هو أن يحرم الإنسان بالحج والعمرة معاً فإذا قدم إلى البيت طاف وهو طواف القدوم وهو سنة للقارن والمفرد ثم يسعى بين الصفا والمروة ويكون السعي للحج ثم يبقى على إحرامه إلى أن يأتي اليوم الثامن فيذهب إلى منى ويبيت بها ويفعل باقي أعمال الحج وهذا يكون في حق من ساق الهدي .
والإفراد : هو أن يحرم الإنسان بالحج وحده وهو مثل القران من حيث الصفة والفرق بينهما أن المفرد ليس عليه هدي .
وبعد أن يهل الحاج بنسكه يشرع بالتلبية فيقول : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم زاد على التلبية " لبيك إله الحق " .
* الدخول إلى مكة :
يستحب للداخل إلى مكة أن يغتسل وأن يدخل من أعلاها ويخرج من أسفلها .
ويذهب إلى البيت الحرام ، ويسن له أن يدخل من باب بني شيبة ويقول دعاء دخول المسجد
ويأتي إلى الحجر ويكبر ، وزيادة التسمية لم تصح مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ثبتت عن ابن عمر، ويشرع له أن يستلم الحجر ويقبله فإن لم يستطع تقبيله فإنه يستلمه بيده ويقبل يده فإن لم يستطع استلامه بيده وكان معه شيء استلمه به وقبله ، وإذا لم يستطع أن يفعل شيئاً من ذلك اكتفى بالإشارة إليه بيده اليمنى قائلاً : الله أكبر ، ومن الخطأ أن يشير إلى الحجر بكلتا يديه ، وهذا خلاف السنة وكذلك تكبير بعض الناس ثلاث مرات ، والسنة أن يكبر مرة واحدة .
ويجعل الكعبة عن يساره ويستحب له قبل أن يشرع بالطواف أن يضطبع .

والاضطباع : هو كشف المنكب الأيمن ووضع الرداء على منكبه الأيسر .
ثم يطوف سبعة أشواط ، ويستحب له في الأشواط الثلاثة الأولى أن يَرْمل .
والرَّمَل : هو مقاربة الخطا مع سرعة المشي .
وإذا تجاوز الركن اليماني يقول{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
ويدعو الحاج بما أحب من الأدعية ، وفي نهاية الشوط السابع إذا حاذى الحجر فينصرف بدون إشارة ولا تكبير ثم يذهب إلى مقام إبراهيم ويقول { وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }
ويصلي خلف المقام ركعتين يقرأ في الأولى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ }وفي الثانية{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
والطواف الذي يقع من الحجاج ثلاثة أنواع : طواف القدوم وطواف الإفاضة وطواف الوداع.
والرمل والإضطباع لا يشرعان إلا في طواف القدوم ، وبعد ذلك يذهب إلى الصفا والمروة وعند الصعود إلى الصفا يتلو قوله تعالى {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}ثم يقول : " أبدأ بما بدأ الله به " ثم يصعد ويستقبل الكعبة ثم يكبر الله ويوحده ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده يقول ذلك ثلاث مرات ويدعو بين ذلك وعند الدعاء يرفع يديه ثم ينحدر من الصفا ، وإذا وصل الميل الأول فعليه أن يهرول حتى الميل الثاني ، وليس في السعي دعاء أو ذكر معين فإذا وصل المروة يكون انتهى من الشوط الأول فيصعد عليها ويستقبل الكعبة ويفعل على المروة مثل ما فعل على الصفا ثم ينزل إلى الصفا ويفعل باقي الأشواط مثل ذلك ، وإذا كان في الشوط الأخير فلا يكبر ولا يهلل .
وبعد السعي يقصر من شعره إذا كان متمتعاً ويكون قد تحلل من العمرة ، وفي ضحى يوم الثامن يحرم بالحج ويقول : لبيك اللهم حجاً ويشرع في التلبية ثم يتوجه إلى منى ويصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كل صلاة في وقتها ويقصر الرباعية ، والمبيت بمنى هذه الليلة سنة .
وإذا صلى الفجر في منى من اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس ثم يتوجه إلى عرفة والسنة أن يستمر في التلبية حتى يرمي جمرة العقبة ، ومن السنة أن ينزل في نمرة ويبقى في نمرة إلى أن تزول الشمس ثم يأتي الموقف ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف " ويسن للحاج أن يكثر من قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وقال النبي صلى الله عليه وسلم " خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " ويكثر الحاج من التهليل والتسبيح والدعاء والاستغفار .
ومن فضائل يوم عرفة حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ " .
وبعد أن تغيب الشمس يذهب إلى مزدلفة فإذا وصل إلى مزدلفة صلى المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ، والسنة للحاج بعد أن يصلي المغرب والعشاء أن يضطجع وينام حتى يطلع الفجر ، ومن كان معه ضعفه فإن له أن يتعجل بالرمي ولا يكون إلا بعد مغيب القمر ، ولا يشرع للشخص أن يتعجل عند منتصف الليل ، وبعد أن يصلي الفجر من يوم النحر يسن له أن يكبر ويهلل ويسبح ويرفع يديه للدعاء إلى قبيل طلوع الشمس ، وإن استطاع أن يذهب إلى المشعر الحرام فحسن،وقبل أن تطلع الشمس يتجه الحاج إلى الجمرة ويستمر بالتلبية إلى أن يرمي جمرة العقبة فإذا أتاها جعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه ويستقبل الجمرة ويرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، وإن رمى الجمرة من أي مكان فلا بأس وبعد الرمي يسن له أن يذبح هديه ثم بعد ذلك يحلق أو يقصر من شعره والحلق أفضل وأما المرأة فتقصر من أطراف شعرها بقدر أنملة فقط, وبعد ذلك يتحلل وهو التحلل الأصغر: وهو أن يتحلل الشخص من جميع ماحرم عليه،إلا النساء وبعد أن يطوف طواف الإفاضة يكون قد تحلل التحلل الأكبر حتى النساء.
ويجوز أن يتحلل بعد رمي الجمرة,وبعد أن يرمي ويذبح هديه ويحلق رأسه يذهب إلى البيت ويطوف طواف الإفاضة ويسعى بين الصفا والمروة..والمتمتع يجب عليه سعيان:سعي للعمرة وسعي للحج بخلاف المفرد والقارن فإنما عليهما سعي واحد وهو السعي للحج.
والأفضل للحاج أن يأتي بأعمال يوم النحر مرتبة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم على النحو التالي:
1/رمي جمرة العقبة
2/ذبح الهدي
3/الحلق أو التقصير
4/طواف الإفاضة
5/السعي.
فان قدم بعضها على بعض فلا حرج.,لحديث عبدا لله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسألونه فقال رجل: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ قال:
(( اذبح ولا حرج )) فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي؟ قال: ((ارمي ولا حرج)) فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: ((افعل ولا حرج))..
*أيام التشريق :
وفي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر, والواجب على الحاج في هذه الأيام هو رمي الجمرات الثلاث يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى ويرمي كل واحدة منهن بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويسن بعد رمي الصغرى والوسطى أن يتقدم ويجعلهما خلفه ويدعو دعاء طويلا, وبعد رمي الجمرة الكبرى ينصرف ولا يدعو .
والرمي في أيام التشريق للجمرات الثلاث أن يكون بعد زوال الشمس, وإذا أراد الحاج أن يتعجل رمي الجمرات في يوم الثاني عشر بعد الزوال ثم يطوف طواف الوداع ويخرج من مكة, والسنة أن يتأخر ويبيت بمنى يوم الثالث عشر ويرمي الجمرات ثم يطوف طواف الوداع وبهذا يكون قد أنهى أعمال الحج..


وفي الختام أسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .
.

[ماشي وين؟؟]

الله يجزاك الجنه --