بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » يوسف اباالخيل يكتب في جريدة الرياض عن مراعاة الرسول لمصلحة الوطن عند إبرام المعاهدات

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 02-02-2004, 05:34 PM   #1
ابن عساكر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 47
يوسف اباالخيل يكتب في جريدة الرياض عن مراعاة الرسول لمصلحة الوطن عند إبرام المعاهدات

منتدى الكتّاب> مقالات عامة > يوسف أبا الخيل

الدخول في الأحلاف والمواثيق الدولية والوفاء بها جزء من تحكيم الشريعة (3)

التاريخ: الاثنين 2004/02/02 م


جاءت سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية موافقة لسياق التأصيل الكلي للتلازم المساري الفوق زمكاني بين الهم المصلحي العام وبين الدخول في المعاهدات التي أبرمها مع غير المسلمين سواء أكانوا كفار قريش من أهل مكة أو اليهود في المدينة ووادي القرى وتيماء أو غيرهم. والمجال هنا واسع ومتنوع ومادته غزيرة تمكن الباحث من الإبحار المتوازن المترافق مع المناسبات التاريخية العديدة التي استصحب فيها المشرع الأول مصلحة من سلموه طوعاً خطام قيادتهم فابتغى من أجل ذلك مصلحتهم في كل مفاوضاته وأحلافه الدولية، ولم يشأ أن يستصحب خلال أي من تلك المناسبات الظرفية التاريخية أياً من نصوص الشريعة التي كان يطبقها في الداخل الإسلامي قدر استصحابه ما يؤمن به المصلحة العليا له ولصحابته ولغير المسلمين ممن ينضوون تحت لواء الدولة الإسلامية مثل يهود المدينة.
وفق ذات السياق جاءت قصة صلح الحديبية كمرجعية قانونية عليا في فن المفاوضات الدولية تتوضح فيها كيف ان الحاكم المسلم إذ هو يدخل في هذا النوع من المفاوضات فإن الهم الذي يجب أن يتلبسه هو أن يحقق الانضمام لمثل هذه المعاهدات أكبر قدر ممكن من مصلحة الوطن والمواطنين بغض النظر عما قد تحدثه النظرة ذات الأمد القصير للبنود التي قد تتضمنها المعاهدة. ففي حديث قصة صلح الحديبية الذي رواه البخاري في صحيحه برقم 2732، 2731ان النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد العمرة في تلك السنة ومنعه مشركو مكة من ذلك دخل معهم في مفاوضات مثل هو فيها المسلمين ومثل قريشاً (مندوبها السامي) سهيل بن عمرو وعندما جلس الطرفان للتفاوض وانتهى الأمر بالاتفاق على عدم اكمال المسلمين لعمرتهم في تلك السنة على أن يؤدوها في العام القادم كانت بنود المعاهدة تضم أموراً يمكن أن ينظر إليها مجردة من السياق المصلحي العام باعتبارها مخالفة صريحة لنصوص إسلامية معلومة من مبادئ الإسلام الأولى بالضرورة، إلا ان المصلحة العليا إذ كانت تتوكد بضرورة القفز عليها كان لابد مما ليس منه بدّ، وها هي أبرز بنود المعاهدة:
1- حين اعترض مندوب قريش على ابتداء وثيقة الصلح بلفظة (بسم الله الرحمن الرحيم) وطالب باستبدالها بلفظة (باسمك اللهم) التي يعرفونها جيداً في الجاهلية وافقه الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك وأمر الكاتب وهو علي بن أبي طالب بكتابتها رغم امتعاض بعض الصحابة من ذلك.
2- اعترض سهيل بن عمرو ايضاً على لفظة (هذا ما صالح عليه محمد رسول الله قريشاً) وطالب بالاكتفاء بكتابة اسمه المجرد من كل لقب (محمد بن عبدالله) وقال وقتها (اعني سهيل بن عمرو) إنهم لا يعترفون بنبوته ولو كان الأمر كذلك لاتبعوه ووافقه النبي صلى الله عليه وسلم رغم حزن وغضب أكثر الصحابة على هذا الأمر الذي اعتبروه بمثابة تنازل لقريش عن أصول ومسلمات عقدية.
3- رفض سهيل أيضاً بالنيابة عن قريش أن يكمل المسلمون عمرتهم وطالبهم بتأجيلها للعام القادم ووافق الرسول على ذلك وأمر صحابته بأن يحلوا عمرتهم.
4- كان أقسى بنود المعاهدة على المسلمين ذلك الشرط الذي تطالب به قريش النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يستقبل أي وافد من قريش ولو كان مسلماً وعليه أن يسلمه لقريش والعكس غير صحيح فإن من لجأ لقريش من المسلمين فليسوا ملزمين برده له ومع ذلك فقد وافق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الشرط ونفذه عملياً بأن رد أبا جندل بن سهيل بن عمرو وأبا بصير بعد أن وفدا عليه مسلمين. ولما اعترض عمر بن الخطاب على هذه الشروط التي رآها مخالفة للإسلام وقال قولته المشهورة (كيف نعطي الدنية في ديننا) لم يجبه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال له إني رسول الله ولست أعصيه كناية عن أن هذه الشروط التي وافق عليها إذ هي تحقق مصلحة عليا فليست من ثم خروجاً على الشريعة ولا تحكيماً للطاغوت كما تدعي جماعات الإسلام السياسي المعاصرة التي تتخذ من هذا الستار حجة لإثارة الفتن والحروب والإرهاب في بلاد المسلمين وغير المسلمين بدعوى كفرية الانضمام للمؤسسات الدولية التي لا تخضع لقانون الشريعة، وحتى الأعراف الدولية غير المكتوبة وغير المنضوية تحت لواء بنود معاهدة معينة فإن الإسلام يراعيها ويحرص على التواؤم معها بدليل امتناع الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتل رسولي هرقل لما علم بجريان العرف الدولي على ذلك وكذلك موافقته على اتخاذ خاتماً يختم به رسائله للملوك والقادة لما تناهى إلى علمه بأن ذلك مما جرت عليه العادة العرفية في ذلك الزمان

يوسف اباالخيل
ابن عساكر غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)