الحاقا للمركزي والتخصصي
يــــــــــــــاوزير الصحة +يا هشام ناظرة خوذوا هذه ايضا
قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ... الآية " وقال تعالى : " لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ... الآية " وقال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ... الحديث ).
انطلاقاً من هذه النصوص الكريمة التي توجه بأن لا يقول الإنسان إلا قولاً سديداً وأن يكون هدفه ابتغاء وجه الله ولما تقتضيه المصلحة العامة المبنية على القواعد الشرعية التي تراعي مصالح الناس وتحميهم من الضرر مهما كان مصدره ومهما كانت المبررات ولأن من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ولأن الواجب على كل مسلم أن يكون عضواً نافعاً ناصحاً مخلصاً لدينه ولدولته ولمجتمعه لا تأخذه في الحق لومة لائم ولأن أكثر ما يضيع الحقوق هو الضعف والتهاون والاتكالية وحب المناصب فإني أرى أن من الواجب عليّ ومن خلال مشاهداتي أن أكتب بكل أمانة وتجرد عن مأساة وكارثة قد لا يدركها أكثر الناس ولكنها حقيقة وواقع لا يمكن إنكاره وهي مأساة يتيم لا بواكي له وشريد بلا مأوى وغريب بلا وطن وفقير بلا مواسٍ فهل من كافل لليتيم ومضيف للشريد ومكرم للغريب ومواسٍ للفقير. إن النداء ينطلق من كل ركن في هذا المستشفى ليسمعه ذو مروءة أو غَيرة أو جاه فما للانتظار بعد الرحيل من جدوى.
لقد رحلت مراكب التطور والتطوير والإخلاص والجد والصبر و أناخَت مكانها رواحل التراجع والإهمال والفوضى والضياع بسبب التواني والضعف والرضا بالقليل وتصديق الوعود البراقة فكم تمنيت أن عصراً مضى يعود ليشاهد ما حل بدار أهلها عن الجد قعود, عصر استلم فيه المسئولية رجل نظر إلى البدائع كأنها بيته وأهلها أسرته فبادر جزاه الله خيراً إلى تخصيص طبيب من عنده ليتفرغ لتطوير المستشفى وهو من الجنسية ( النيجيرية ) وكلف شاباً متحمساً نشيطاً لإدارة المستشفى يدعى ( المطلق ) وقام هو بنفسه بمتابعة جميع الخطوات أتعرفون من هو؟ إنه : ياسر الغامدي وفقه الله ولكن وبكل أسف قام اثنان من وجهاء البلد بالتوجه صبيحة ذات يوم إلى الغامدي بمكتبه لا ليطلبا زيادة أطباء أو تمريض أو فنيين أو تجهيز أو ليشكراه على جهوده بل لمطلب واحد لا يليق بمكانتهما وهو : استبدال مدير المستشفى !! بدون مبررات صحيحة ولكن رضوخاً لإيحاءات من موظف ذي مكانة لديهما ، وفعلاً استجاب الغامدي واستبدله بشاب آخر لا يقل عنه ويدعى (المشيطي ) واستمرت خطوات التطوير والتحديث على خير ما يرام ولكن المصلحة الشخصية أبت إلا إبعاد (المشيطي ) وبما أن عقلية الغامدي تدرك أن المستشفى ليس ملكاً لأحد بل هو تفضل من الدولة حرسها الله وزادها قوة وتمكينا فقد عوضهم بشاب ثالث يدعى (الحسينان ) ولم يتوقف الغامدي لحظة في بذل ما في وسعه لتطوير المستشفى لدرجة أنه انتدب أطباء استشاريين من مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة للعمل بمستشفى البدائع وهذا يحدث لأول مرة ولكن جاءت اللحظة التي يتخلى فيها الغامدي عن المستشفى نتيجة لردة فعل يعذر عليها حيث دخل عليه مجموعة من الناس من سكان البدائع وتهجموا عليه بلا مبرر وبأسلوب لا يليق أبداً مع أنهم يرون جهوده فطلّق المستشفى ثلاثاً لا رجعة فيها وعلى نفسها جنت براقش وكان بالإمكان إصلاح الوضع لو ذهب نفس الأشخاص إليه معتذرين الأمر الذي لم يحصل وقد نتج عن هذا الأمر انتكاسة خطيرة في حالة المستشفى وجاء المدير الحالي (د/ هشام ) بأمل لعل وعسى ولكن هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ فقام بزيارة المستشفى وأجرى بعض التعديلات التي لا تأثير لها إذ أن إصلاح الوضع يحتاج إلى جهود لا تقل عن جهود المطلق والمشيطي والغامدي وقد عُرف د/ هشام بحسن أخلاقه وتسامحه الزائد وإحسانه الظن بجميع الناس وتركه الأمور بيد من لا يحسن التصرف وخضوعه للضغوط التي تمارس عليه من قبل بعض أصحاب النفوذ والدليل أنه تبنى مشكوراً مشروعاً لتوسعة مستشفى البدائع الجديد وخصص فيه عشر غرف لأصحاب الذوات في حين أن الإسلام لا يفرق بين فقير وغني وشريف ووضيع وأبيض وأسود إلا بالتقوى وكذلك حالة المرضى لا يمكن أن تخضع للمعايير الشخصية والمحسوبيات التي راعاها د/ هشام هداه الله كما أنه مشكوراً سعى لتشغيل المستشفى ذاتياً ولكنه لم يحرك ساكناً لإصلاح وضع المستشفى الحالي مع قدرته التامة على ذلك إذ أن الإصلاح سهل جداً متى ما صدقت النوايا وتوكل الإنسان على الله وأخذ بالأسباب وولى المسئولية أهل الثقة والأمانة والحياد ويمكن لمسئول مهما كانت فئته أن يعمل من الإصلاحات المفيدة في سنة ما لم يعمله غيره من المسئولين في عشر سنوات ولكن من يأتي بأصحاب الهمم العالية و الأفكار الراقية الذين وهبهم الله حسن التصرف وسعة الأفق والتواضع والصبر وهذه الأمور لا تخفى على الدكتور هشام ونرجو أن تكون في شخصه الفاضل فهل نرى جديداً ؟ إنّا منتظرون ؟ ولن ينجح في هذا الزمان إلاّ الأقوياء العاملون .. أسمعتم ؟
إن المسئولية أمانة عظيمة وليست وجاهة ولن يبقى للمسئول إلا ما قدم فمن عمل وأخلص واجتهد حاز على الذكر الحسن والدعوة الصالحة ومن تهاون فإن حسابه على الله ولن يجد ذكراً حسناً ولا دعاءً صالحاً ومن يرى في نفسه انه يؤدي المسئولية ويعطي الوظيفة حقها و أنه أحسن من غيره فهو قطعاً فاشل بكل المقاييس ومن يرى أنه مقصر وأنه لم يوفِ الأمانة حقها ويسعى بكل جهده للعطاء والإنتاج فهو الناجح بإذن الله .
يتبع في الحلقة القادمة بإذن الله ....
|