بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » محاولات لإزالة أدخنة « التفجيرات »

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-02-2004, 01:48 AM   #1
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
محاولات لإزالة أدخنة « التفجيرات »

بسم الله الرحمن الرحيم

اخوتي الكرام ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثر الكلام في المجالس، والمنتديات، وتجمعات الناس حول عدد من القضايا التي تتعلق بالتفجيرات، وحكمها، والمفجرّين والحكم عليهم، وحول المفتين في تلك الأحداث، وعدالتهم، وحول أسباب تلك الأحداث ومن ورائها، وكثر النزاع حول مسائل التكفير، والبيعة ونحوها ..

وللناس حول تلك الأحداث مواقف متعددة؛ فمنهم من يعد هذه العمليات ضربا من ضروب الجهاد، ولهذا الصنف آراءٌ ينبني بعضها على بعض كتكفير الحكام، وتخوين العلماء، وغير ذلك ..

وصنف يرى براءة المتهمين بالتفجير مما وصموا به، وأن تلك الأحداث خطة لتصفية المجاهدين، والقضاء على الصالحين، وقد يقع هذا الصنف نهبا للأخبار المتضاربة؛ فبعضهم يبني على تلك الأخبار مواقف قد تؤثر على عقيدته؛ ومثال ذلك : من يبني على أخبار لم تثبت صحتها تخوين العلماء الموثوقين، ومن ثم الإعراض عنهم إلى غيرهم ..

وصنف يلوم العلماء بسبب ردودهم على هؤلاء المفجرين، ويرى أن الرد على العلمانيين أولى من الانشغال في المعارك الجانبية !

وصنف تلقف كل ما تلقيه الصحف اليومية من أخبار وأفكار؛ فجعل الحميَّة للوطن فحسب.

وصنف استغل تلك الأحداث كي يقول للناس نحن أهل الوسطية والاعتدال، وذهب يطنطن حول أهمية احترام الرأي الآخر، ويقرر أن التطرف يكمن في أحادية الرأي ومصادرة الرأي الآخر .

وصنف عرف ما عليه سلف الأمة رضي الله عنهم، فوقف عند حده، وعمل بنصيحة العلماء الربانيين.

ومساهمة مني لبيان الحق، ودرء الاختلاف عزمت على نشر بعض المشاركات التي فيها توضيحٌ لعدد من الإشكالات، وقد انتخبتُها مما كتبُه بعض طلبة العلم، وليس لي فيها إلا الترتيب والتصرف الذي لا يُخل - إن شاء الله تعالى - .

وستكون هذه الفصول تحت التصنيف التالي :

1- هل أخطأ العلماء حين حرصوا على الرد على الأفكار التي يرددها كثير من الإسلاميين؟.
2- حوار مع أهل التكفير .
3- رد على شبهة في مسألة الولاء والبراء.
4- أصول وضوابط في التكفير.

وأسأل الله العلي القدير أن يعينني على نشر ما فيه خير وصلاح . والحمد لله رب العالمين .



__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  


قديم(ـة) 15-02-2004, 01:52 AM   #2
ابن نجد
Guest
 
تاريخ التسجيل: Feb 2004
المشاركات: 40
وعليكم السلام ..

جزاك الله خير ..

ونحن بالانتظار ..

سدّدك الله .. وأعانك على نشر الحق ..

ابن نجد
ابن نجد غير متصل  
قديم(ـة) 15-02-2004, 02:31 AM   #3
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
مَسـألةُ الرَّدِّ على المُخَــالفِ

كثيرا ما نسمع من يقول : « الآن تركت العلمانيين، وذهبت ترد على إخوانك المسلمين !! »

والحق أن من يردد مثل هذه العبارة لم يدرك حقيقة الرد على المخالف، وأنه ضربٌ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فالمنكر سواء كان فكريا، أو عمليا لا بد من إنكاره والنهي عنه صغُر أم كبُر.

وفي الفصول التالية تجلية لهذه القضية وردٌ لبعض ما يثارُ حولها من شبهات .

فقرات قبل الدخول في الموضوع :

إن تطهير الجسم من داخله هو الذي يَهَبُ الصحة ، ويزيد المناعة ، ويرفع المقاومة، لأن العمل تحت ضوء الشمس يقتل العفونة ، ويكشف محاضن الجراثيم التي تنخر في خلايا الجسم، وتمتص دمه، وهو القنطرة التي يمر عليها التغيير الأكيد التأثير : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }

إن معرفة مواطن الخلل وتصحيحه هي سلامة في البناء وصلابة في القاعدة وإقامة للمجتمع على تقوى الله ورضوانه وان التستر عليها والسكوت عنها بحجة عدم التشويش في الوسط الإسلامي وعدم خلخلة الصف المؤمن من أوهام الإنسان وتلبيس الشيطان.

إن حراسة القضية الإسلامية وبناء قاعدة المجتمع الإسلامي الصلبة وتربيتها على الإسلام الصحيح إنما كانت بالتقويم الدائم والتبصير بالأخطاء ليتم استدراكها فتستقيم المسيرة الإسلامية لتبلغ غايتها بإذن ربها.

إن الإبقاء على الأخطاء وعدم كشفها وتبصير الجيل بها وعدم معالجتها مهما تعددت الأسباب لتُودي بالعمل الإسلامي كلما بلغ اشده واستوى على سوقه.

وإن فلسفة التلفيق وعدم المناصحة لا تقتصر على تدعيم أركانها ونموها وإنما تعمل على تكرارها لذلك فالخطورة في قبول الخطأ والرضى به وليست الخطورة في بيانه ومعالجته.


إن كثيرا من الذين يحذرون عملية النقد والنصح ويحذرون منها لا نشك في إخلاصهم ولكننا نشك في إدراكهم للحق والصواب ، ولذلك فإن الإخلاص وحده لا يكفي لبلوغ الغاية فكم من مريد للخير لم يبلغه ، ولكن من يتحرى الخير يعطه ومن يتوقى الشر يوقه.

إن عملية النصح نابعة من الإخلاص وإدراك لخطورة تسرب الأخطاء ـ وخاصة إذا كانت باسم الدين! ـ


(( 1 ))
إن الفرقة أمر قدري واقع لا محالة لقوله تعالى : {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 118، 119].
وقوله صلى الله عليه وسلم : « سألت ربي ثلاثاً فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسَنَةِ فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها » [أخرجه مسلم]. وقوله عليه السلام : « وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة ». [صحيح أخرجه أبو داود وأحمد وغيرهم وصححه ابن تيمية والشاطبي والألباني ].
لذلك لا يجوز إخفاء الخلاف وعلى الدعاة أن يكونوا صرحاء مع أنفسهم ومع الناس في أمر دعوتهم، وأن يقولوا لهم الحقيقة - ومريض القلب تجرحه الحقيقة - ولا يخفوها عليه لأنها لابد أن تظهر وتطفو على السطح مهما عملوا على تأجيلها شاءوا أم أبوا ، فذلك دليل صدقهم، وسبب الاستجابة للحق.

والحقيقة أن العاملين للإسلام مختلفون، وهذا الاختلاف ليس محصوراً فيهم بل هو عام ومشترك بين جميع الدعوات والمبادئ، لأنه قضاء نافذ من قضاء الله، وسنة من سنن الله تعالى في الحياة.

وإظهار الأمور على حقيقتها واجب لنقيم الحجة لله {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}[لأنفال:42].

وإخفاء الخلاف والظهور بمظهر الو حدة والائتلاف سبيل المغضوب عليهم حيث وصفهم خالقهم في كتابه المجيد : {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} [الحشر:14].

فلو كانوا يعقلون لعملوا على اجتثاث الخلاف من أصوله فتوحدوا، ولم يقروا الخلاف، ويظهروا أمام خصومهم بمظهر الوحدة، فإذا مادت الأرض من تحتهم أتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم .
وعليه فإن الدعوة إلى إخفاء الخلافات بين العاملين للإسلام عن الناس دعوة إلى الاهتداء بسنن المغضوب عليهم، والذين أمرنا بمخالفتهم، وحذرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من التشبه بهم والسير على خطواتهم.

وإخفاء الخلاف أمر مهلك للأفراد والجماعات وسبب انقراض المجتمعات وسقوط الحضارات ومورث للعلن الذي لحق ببني إسرائيل بسبب عدم تناهيهم عن المنكر كما أخبر سبحانه : )لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ..} [المائدة: 78، 79].

إن معرفة مواطن الخلل وتصحيحه هي سلامة في البناء وصلابة في القاعدة وإقامة للمجتمع على تقوى الله ورضوانه وان التستر عليها والسكوت عنها بحجة عدم التشويش في الوسط الإسلامي وعدم خلخلة الصف المؤمن من أوهام الإنسان وتلبيس الشيطان.
الحقيقة ان العاملين للإسلام ليسوا بمنأى عن العلل التي أصابت الأمم الماضية والمجتمعات الخالية قال صلى الله عليه وسلم :

« سيصيب أمتي داء الأمم. فقالوا : يا رسول الله وما داء الأمم ؟
قال : الاشر والبطر والتكاثر والتنافس في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي» [أخرجه الحاكم].

والفرقة وإن كانت واقعة لا مفر منها إلا أننا مكلفون شرعاً بالأخذ بأسباب القضاء عليها ؛ قال تعالى : {وَانَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}[المؤمنون:52].
{انَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الانبياء:92].

لقد بين الله في هاتين الآيتين طريق الوصول إلى كلمة سواء وذلك بفعل ما أمر الله واجتناب ما نهى عنه الله، فعين الغاية وحدد الوسيلة وهما العبادة الصحيحة التي تثمر التقوى التي تحجز العبد فلا يتعدى حدود الله قال سبحانه : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا..} [آل عمران:103].

إذاً لابد من فتح باب الحوار والنقد والمناصحة على مصراعيه لتصب كل الخيرات في مجرى الحياة الإسلامية وتسد كل الثغرات ويشعر كل العاملين بالرقابة التي تحققه ممارسته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إن عملية النقد والمناصحة والتقويم والمراجعة ليست بدعاً جديداً في المجتمع الإسلامي بل إن المنهج القرآني والتدريب النبوي اللذين صاغا الجيل الرباني بلغ الذروة في ذلك المدى الذي لم يدع مجال للشك والالتباس أو التخوف، لقد تناولت عملية التصحيح والتقويم الرسول القدوة في بعض ما رآه قبل أن ينزل عليه الوحي ومع ذلك لم يكتم الرسول صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك وكذلك عرض القرآن جوانب الخطأ والتقصير على المستوى الفردي والجماعي عندما كان يربي الجيل الرباني الفريد ليكون الجيل القدوة.
إن حراسة القضية الإسلامية وبناء قاعدة المجتمع الإسلامي الصلبة وتربيتها على الإسلام الصحيح إنما كانت بالتقويم الدائم والتبصير بالأخطاء ليتم استدراكها فتستقيم المسيرة الإسلامية لتبلغ غايتها بإذن ربها.
إنه المنهج القرآني المعجز المتمثل في السلوك النبوي الخالد الذي يتلى على الأمة الإسلامية جهاراً نهاراً لتبصر منهج حركتها وتتجنب الأخطار في مسيرتها ، وتلتزم النصح لنفسها ولا تحيد ولا تنصرف عنه لأي سبب أو توهم.
لقد طبق الجيل القدوة النصح على أعلى المستويات وأدناها ، فالنصح شرعة تعبدنا الله بها لمن خلصت نيته وصفة سريرته لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « الدين النصيحة. قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولكتابه وللأئمة المسلمين وعامتهم » [رواه مسلم]؛ ولكن بعض الناس الذين تحفزهم الغيرة على المصلحة الإسلامية والإخلاص للعمل الإسلامي لا يريدون أن يتم النصح بشكل جلي بحجة أن ذلك يمكن للأعداء من معرفة أسرار المسلمين ومن ثم الانقضاض عليهم ، إن هؤلاء القوم تختلط في تصورهم طرائق النصح للفرد لتصحيح بعض قصوره أو خطا له والتي يجب أن تتم في إطاره وإلا خرجت لتصير تشهيراً وتعيراً وطرائق النصح للفرق والطوائف والجماعات والأحزاب والمذاهب ذات التوجه العام حيث يتم النصح لها بصورة جلية لأن المصلحة الإسلامية تهم جميع المسلمين.
واعلم أخي في الله أن الأعداء الذين نالوا منا ما نالوا أعرف منا بأخطائنا لأنهم لا يزالون يتسللون من خلالها الإسلام وأهله من قبلها ويعملون على تثبيتها وتربيتها واستمراريتها وعدم قدرتنا على إبصارها وتخويفنا من معالجتها والمتأمل للواقع يدرك صحة ما نقول.

إن الإبقاء على الأخطاء وعدم كشفها وتبصير الجيل بها وعدم معالجتها مهما تعددت الأسباب لتُودي بالعمل الإسلامي كلما بلغ اشده واستوى على سوقه.

وإن فلسفة التلفيق وعدم المناصحة لا تقتصر على تدعيم أركانها ونموها وإنما تعمل على تكرارها لذلك فالخطورة في قبول الخطأ والرضى به وليست الخطورة في بيانه ومعالجته.
إن كثيرا من الذين يحذرون عملية النقد والنصح ويحذرون منها لا نشك في إخلاصهم ولكننا نشك في إدراكهم للحق والصواب ، ولذلك فإن الإخلاص وحده لا يكفي لبلوغ الغاية فكم من مريد للخير لم يبلغه ، ولكن من يتحرى الخير يعطه ومن يتوقى الشر يوقه.

إن عملية النصح نابعة من الإخلاص وإدراك لخطورة تسرب الأخطاء ـ وخاصة إذا كانت باسم الدين! ـ ، لقد كان منهج المحدثين الذين أخذوا على عاتقهم بتوفيق الله لهم القيام بالدفاع عن السنن فوضعوا علم الجرح والتعديل هذا العلم الذي لو التزمه المسلمون العاملون المعاصرون في حياتهم لكانوا أقرب للصواب ، فبعض الرواة الذين كانوا أصحاب عبادة أناء الليل وأطراف النهار حيث لا يتطرق الشك إلى إخلاصهم ، ومع ذلك ردت روايتهم لعدم قدرتهم على الضبط ولسيطرة الغفلة عليهم ولقد بلغ ببعضهم ـ وبدافع المحبة للدين ـ أن يضع أحاديث لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ! وعندما سُئلوا عن قوله صلى الله عليه وسلم : « من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار » .
قالوا : نحن ما كذبنا عليه وإنما كذبنا له !
قال ابن كثير رحمه الله في " اختصار علوم الحديث" : ( وهذا من كمال جهلهم وقلة عقلهم وكثرة فجورهم وافتراءهم فإنه صلى الله عليه وسلم لا يحتاج في كمال شريعته وفضلها إلى غيره ).
إذاً فكان ذلك محل رفض لأن الكذب له كالكذب عليه، ولا فرق ولو اختلفت الدوافع فإن النتائج واحدة والأعمال بخواتيمها، وليعلم هؤلاء أنهم كالأم الرؤوف التي بلغت غيرتها ومحبتها لوليدها الوحيد إلى عدم تقويم سلوكه وتربيته حفاظاً على شعوره فلما بلغ السعي الفته عاجزاً عن حل مشكلاته، هذه المحبة الناقصة قد تودي إلى هلاكه لأن هذه الأم حالت بينه وبين من يتعاهده ويرعاه خشية أن يخاف من مقابلته أو يتألم من علاجه.
واعلم أخي المسلم أيدك الله بروح منه أن الخطأ في المعالجة وغياب الموعظة الحسنة عند بعض القائمين بهذا الأمر لا يسوغ للآخرين المطالبة بإلغاء النصح لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم بحجة فقدان السلوك القويم والأسلوب الرشيد وفظاظة الذين يمارسونها وإنما ينبغي إلغاء الفظاظة والغلظة وتهذيبها بمكارم الأخلاق الذي بعث محمد صلى الله عليه وسلم ليتمها ولذلك لابد من وجود الطائفة المنصورة القائمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الوارثة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وجيل القدوة الأول الدين بقضه وقضاضه المستمرة في الثبات عليه غير خائفة لومة لائم ولا شماتة شامت حتى يأتي أمر الله بالنصر والتأييد.
[مصدر ما سبق : شريط " الطريق إلى الجماعة الحق" للشيخ عبدالله العبيلان مقدمة الشريط الأول. نقلتُه ـ بتصرف يسير من ـ كتاب : " وجوب الرد على المخالف "].

(( 2 ))
« ولما كان معلوماً بالضرورة في فقه سنن الله في التغيير أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها ، كان لزاماً فتح نوافذ النقد(1) والحوار والنصح؛ لأنه من حقِّ المسلمين جميعاً أن يتلقوا الرسالة الإسلامية صحيحة؛ كما أُنزلت على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يكون خطاب التكليف سليماً صحيحاً؛ لتكون الاستجابة صحيحة، لأن السلوك السوي ثمرة للفهم السليم الذي يحصل من التلقي السليم .
ولأن العاملين للإسلام نواة مجتمع إسلامي منشود فهم أحقُّ الناس بذلك .
فالواجب أن لا يستوحش المسلم من نصحٍ يسمعه، أو نقد يقرؤه، أو تذكير يبصره سواء أكان موجهاً إلى شخصه أم إلى شيخه أم إلى حزبه وجماعته ، فلعل في ذلك خيراً وإن كرهه ولكنه لم يتبيّنه :
لعــلّ عتبــك محمــود عواقبه *** وربمـا صحـت الأجســام بالعـلل

إنَّ التستر على الخطأ وقبوله يُنمِّي العلل؛ فنصاب بما يشبه الورم .

إنَّ الإبقاء على الأخطاء وعدم كشفها ـ مهما تعددت الأسباب ـ ألغام موقوتة فتيلها بيد العدو يفجّرها أنى شاء؛ فيخرّ العمل الإسلامي صريعاً؛ لأنه جهل سبيل المجرمين .

إن إخلاص كثير من الذين يحذرون عملية النصح والنقد والتواصي لا يكفي لبلوغ الغاية؛ لأن هذه الأبواب لا تقلُّ أهميَّةً عن الإخلاص، فالله ـ سبحانه وتعالى ـ لا يقبل الإخلاص دون الصواب؛ فإنَّ الإخلاص والصواب ركنا العمل الصالح الذي يرضاه ربنا .

إن تسويغ الأخطاء لا يقتصر على إبقائها ونموها إنما يؤدي إلى تكرارها وانشطارها؛ فالمسلم يتبع الحقّ إذا اتضح، والدليل إذا وضح .

وختاماً أقول : إن تطهير الجسم من داخله هو الذي يَهَبُ الصحة ، ويزيد المناعة ، ويرفع المقاومة، لأن العمل تحت ضوء الشمس يقتل العفونة ، ويكشف محاضن الجراثيم التي تنخر في خلايا الجسم، وتمتص دمه، وهو القنطرة التي يمر عليها التغيير الأكيد التأثير : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد: من الآية11].

إذن ... فلماذا نخشى النقد ؟! » [ المقالات السلفية لسليم الهلالي : 154 ـ 156 ].

(( 3 ))
أسس الرد على المخالف(2)
على المسلم أن يتقي الله - عز وجل - في كل شئ، ولا يتكلم بحق إلا بنية صادقة لله، لأن الله محاسبه على كل لفظ يتلفظ به {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [قّ:18] فلا يحق لكل إنسان أن يتولى الرد على المخالف، فلابد من أسس وضوابط شرعية حتى لا نفتح لكل إنسان أن يقوم بالرد على المخالف بدون هذه الأسس والضوابط، ومنها:
1- إخلاص النية:- قال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} [البينة:5] وقال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} [الزمر:2].
والرد على المخالف إذا كانت النية خالصة لله فيكون من الدين، ويكون من العبادة التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه، لدفاعه عن دين الله، وحماية لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، أما إذا كان الرد لمجرد هوى، أو للتشفي من شخص، فهذا عمل مردود لا يقره الشرع، ولا يرتضيه الدين، ولا يبتغي الإنسان من وراء ذلك هدفا آخر مغايرا كالانتصار للنفس أو لهوى أو لحزب أو لجمعية أو للجنة أو غير ذلك من أهداف دنيوية كحب الظهور والرياسة وغيرها.
2- العلم:- والعلم أمر مهم جدا، فالراد على المخالف لابد أن يرد عليه بعلم شرعي مرتكز على الدليل من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، حتى يكون رده ببصيرة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]، والبصيرة هي العلم. فإن لم يكن عند الإنسان علم فعليه بالسكوت لقوله صلى الله عليه وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت » [رواه البخاري ومسلم]. والخير: هو الكلام بعلم وفيه مصلحة للأمة فالرد على المخالف بعلم، فهذا خير وفيه مصلحة للأمة،لأن الراد على المخالف يحذر الأمة من السقوط في مهاوي الردى، وعدم الاغترار بالباطل وأهله، وهذا هو الخير العظيم. فلابد من الراد على المخالف أن يجمع بين الإخلاص والعلم، ومن جمع بينهما كان من المجاهدين في سبيل الله.
ويدخل في باب العلم: من سمع من عالم أو قرأ له وهو يحذر ويرد على أهل الأهواء والبدع فنقله عنهم من باب العلم كذلك، فأحيانا في بعض الأمور لا يرد عليها إلا فحول العلماء الجهابذة، وإلا يكون الرد بغير علم، فلا يرد على الباطل بالباطل، وإنما يرد الباطل بالحق، وقد أنكر الإمام أحمد - رحمه الله - على من رد قولا بدعيا بمثله وقال في حقه: كلما ابتدع بدعة اتسعوا في جوابها، وقال: يستغفر ربه الذي رد عليهم بمحدثة، وأنكر على من رد بشيء من جنس الكلام[مجموع الفتاوى 3/325-326].
وقد ذم الله من حاج بغير علم فقال سبحانه: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [آل عمران:66] .
وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].
وعلى ذلك كل حسب طاقته وقدرته، فمن الناس من أعطاه الله الحجة والبيان في الرد على الملاحدة والكفار، ومنهم من أعطاه الله القدرة على الرد على أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ومنهم من أعطاه الله القدرة على الرد على أهل الأهواء والبدع من الحزبيين والفرق الضالة، ومنهم من أكرمه الله وأعطاه القدرة على الرد على جميع هذه الأصناف كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، فالكل مأجور على إنكار المنكر وإظهار الحق، ولا يحق لأحد أن يعيب على أحدهما دون الآخر، لأن الكل قام بواجبه المنوط به، والقادر عليه.
ويدخل في العلم كذلك: معرفة الخلل العقدي أو المنهجي بدقة، حتى تصف العلاج الناجع للمرضى وتحذر المسلمين من الوقوع في هذا الخلل الذي يفسد عليهم دينهم لقوله تعالى: {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام:55].
ويدخل في العلم كذلك: الحرص على الاحتجاج بالحديث الصحيح لدحض حجة الخصم، وإظهار عجزه، حتى يكون الإقناع بالحجة والبرهان الصحيح، لا بمجرد الكلام، والاحتجاج بالحديث الضعيف أو الموضوع فاحذر أن ترد على المخالف وأنت ضعيف العلم في المسألة التي ترد عليه فيها، وإلا ضَعُفَت أمامه وانتصر عليك بمخالفته وبدعته، فحينئذ يصعب عليك التخلص منه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ضوابطه الشرعية ، وأن يكون الدافع له النصيحة لا الشماتة . فـ« أنت إذا نقدت شخصاً يجب أن تلتزم الحق والصدق والإخلاص ويكون قصدك بيان الحق والتنبيه على الخطأ الذي ينافي هذا الحق .
إذا كان هذا قصدك فهذا مقصد شريف وأمر عظيم تشكر عليه من الأمة كلها ولا يجوز لأحد أن يتهمك بسوء ، وإذا كان لك مقاصد سيئة وتبين بالسبر والدراسة إنك صاحب هوى فللناس الحق أن يتكلمون فيك ». ـ (النقد منهج شرعي)
وألا يكون ذلك باباً لنشر الفوضى والجدال بغير حق وعلم ؛ قال الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله- في " لقاء الباب المفتوح " ( المجلد المحتوي على المجالس : 51-60 ) ( ص239-240 ) إجابة على سؤال : ما رأيكم في الأشرطة التي يكون فيها ردود بين طلاب العلم ؟
فأجاب الشيخ : أرى أن الأشرطة التي يكون فيها أخذ ورد وإذا تأملته وجدته ليس إلا جدلاً ، أرى ألا تُخرج لأن هذه توجب تذبذب المستمعين ، وانقسامهم إلى أقسام ، أما إذا كان رداً لابد منه ، بحيث يكون شخص أعلن في شريط شيئاً باطلاً لابد من بيانه ، فهذا لابد من نشره ، أي لابد من نشر هذا الرد.
والإنسان يعلم ذلك بالقرائن ، أي يعلم ما نشر مجرد جدال بين الناس أو أنه بيان للحق ، فما كان بياناً للحق فلا بد أن ينشر ، وما كان مجرد جدال فلا أرى أن ينشر ، لأن الناس بحاجة ماسة إلى ما يؤلف بينهم ، لا إلى ما يفرق بينهم ، وكما تعلمون بارك الله فيكم أن كثيراً من الناس لا يدركون الأمور على ما ينبغي ، فربما يغتر أحدهم بهذا ، وربما يغتر أحدهم بهذا فيحصل بذلك الفتنة ) اهـ.
-وجوب الرد على المخالف-.

(2) بقلم سمير البحوح.



__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  
قديم(ـة) 15-02-2004, 02:48 AM   #4
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
حــوارٌ مع أهلِ التكـــفـيرِ قبل التفـجـــير

هذا رد جيد (أنصحكم بقراءته) على بعض شبهات أهل التكفير كتبها أحد طلبة العلم، أنشر - إن شاء الله - ما تيسر لي منه - مع شيء من التصرّف - .

(( 1 ))

قال - وفقه الله - :

بسم الله الرحمن الرحيم
كأني بأهل التفجير الأخير إذا التقيت بهم أسألهم عن سبب تكفيرهم ثم تفجيرهم الأثيم وقتلهم للمعاهدين وإخوانهم من المسلمين الذين قالوا لاإله إلا الله وكانوا بها مؤمنين وقتل أنفسهم بعملية انتحارية بين تحريمها فقيه الزمان ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين ولكنهم بأحكام الجهاد جاهلين يوردون هذه الأدلة يحسبونها كذلك وإنما هي شبه تقربوا بها لرب العالمين ولا يعلمون أنهم في دين الله من المبتدعين فاستمع إلى شبههم التي نشروها بين العباد والرد عليها لتكون من الحذرين وما كان لي وما ينبغي نشر شبههم والرد عليها إلا لما قام المقتضي من نشرهم لها بين العامة والخاصة يرددونها يريدون إفساد الرعية على الراعي وخلق الفتن عليه وما كان لهم من سبيل في السيطرة على عقول الشبيبة إلا بعد الطعن في علماء السنة وتوقير علماء البدعة فإليك إليك واحذر ثم احذر فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل خير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .

شبه القوم الغالين

الأولى: من قال لكم أن هؤلاء معاهدين ألم يقتلوا المسلمين في الأفغان و العراق وينصروا اليهود على الفلسطينين هل بقي أن نردد أنهم من المعاهدين فأي عهد تتكلمون عنه فقد نقضوا العهد ولا كرامة بل ليس لنا معهم إلا القتل والإهانة0

الثانية: وبالنسبة للمسلمين الذين قتلوا فقد كان الكفار بهم متترسين فلا بأس من قتلهم أجمعين كما أفتى بذلك شيخ الإسلام والمسلمين فلم نقتل المسلمين لذاتهم فنصبح آثمين بل فعلنا ذلك بغية قتل الكافرين 0

الثالثة: النكاية بالعدو لردعهم وتخويفهم جهاد فكذبتم علينا وقلتم فساد0ألم يغتل النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن الأشر ففعلنا إصلاح أم إفساد0

الرابعة: قد أمرنا بطاعة الأمير بلسان سيد المرسلين وقد جاءتنا توجيهات المجاهد الأمين أسامة بن لادن أو الظواهري ذراعه اليمين أو من على طريقتهما فكنا لها مطيعين بفعلٍ فيه نصر للإسلام والمسلمين على الكفارالظالمين فنأخذ بثأر إخواننا الذين كانوا ظلما وعدونا بأيديهم من المقتولين 0

الخامسة: وأما دول المسلمين فقولنا في حكامهم أنهم كفار بالله رب العالمين وينبغي الهجرة من عندهم كما أفتى بن لادن شيخ المفتين ألم تروا أنهم حكموا غيرَ شرعِ أحكمِ الحاكمين فكانوا به من الكافرين 0

السادسة: وناصروا دول الكفر على إخوانهم المسلمين وأتوا ناقضا جعلهم كافرين وبنعم الله عليهم جاحدين.

السابعة: وأما علماؤكم فإنا عنهم من المنعزلين وأين العلماء فكما قال شيخنا علامة زمانه أيمن الظواهري المصري فابن باز وابن عثيمين أسماء براقة من استمع إليها كان من الجاهلين فأعرضوا عنهم تكونوا سالمين فالسمع والطاعة للمضحين المجاهدين لا لعملاء السلطان المداهنين 0 فأين جهادهم فلا يزالون بين الحواشي الصفراء راقدين وللشباب عن الجهاد مثبطين.

الثامنة: هل يجوز إدخال النصارى إلى جزيرة العرب ؟؟ وقد أدخلوهم وعصوا الرسول الأمين الله صلى الله عليه وسلم 0 فكانوا عن أمره معرضين وبوجودهم في جزيرة العرب قانعين0



فأقول في الرد على هؤلاء الجاهلين المعتدين مستعينا برب العالمين بلا إسهاب ممل ولا اختصار مخل وعجلت إليك ربي لترضى فأكن من الناجين المنصورين:


__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح

آخر من قام بالتعديل ناصرالكاتب; بتاريخ 15-02-2004 الساعة 02:52 AM.
ناصرالكاتب غير متصل  
قديم(ـة) 15-02-2004, 03:03 AM   #5
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
(( 2 ))

أولا قولكم :
من قال لكم أن هؤلاء معاهدين ألم يقتلوا في العراق والأفغان المسلمين وينصروا اليهود على الفلسطينين هل بقي أن نردد أنهم معاهدين فأي عهد تتكلمون عنه فقد نقضوا العهد ولا كرامة بل ليس لنا معهم إلا القتل والإهانة.

الرد عليه من وجوه :

الأول – أتعرفون من المعاهد ؟ وعظم ذنب قتله ؟
قال البخاري في صحيحه حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا.
فقتله كبيرة إذن من الكبائر.

قال ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث " مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا ", وَالْمُرَاد بِهِ مَنْ لَهُ عَهْد مَعَ الْمُسْلِمِينَ سَوَاء كَانَ بِعَقْدِ جِزْيَة أَوْ هُدْنَة مِنْ سُلْطَان أَوْ أَمَان مِنْ مُسْلِم .
قلت وهؤلاء الذين فجروا فقتلوا كذلك لهم عهد مع السلطان وقد أعطوا إقامة تدل على ذلك العهد فلا يحل والحالة كذلك القتل 0

الثاني : إذا نقضوا عهدهم مع دولة مسلمة أخرى كالأفغان فلا يلزم نقض عهدنا نحن معهم لأن لنا سلطاننا المبايع ولهم سلطانهم وقد تفرق العالم المسلم منذ العهد الأموي بعد اتساع الرقعة إلى دويلات وصار في كل دولة إمام مبايع بلا نكيرفإذا نقض الكفار عهدهم مع دولة فلا يلزم نقض العهد مع دولة أخرى معاهدة لهم وقد قال تعالى (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) فإذا كان بيننا وبينهم ميثاق واعتدوا على بعض المسلمين في بلاد أخرى فلا يلزم نقض عهدهم معنا والنصرة لأن الله تعالى استثنى وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل.
قال الشوكاني في كتابه السيل الجرار(4- 512 ):
وأما بعد انتشار الإسلام واتساع رقعته وتباعد أطرافه فمعلوم أنه قد صار الأمر في كل قطر أو أقطار الولاية إلى إمام أو سلطان وفي القطر الاخر أو الأقطار كذلك ولا ينفذ لبعضهم أمر ولا نهي في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته فلا بأس بتعدد الأئمة والسلا طين ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره ونواهيه وكذلك صاحب القطر الآخر فإذا قام من ينازعه في القطر الذي قد تثبتت فيه ولايته وبايعه أهله كان الحكم فيه أن يقتل إذا لم يتب ولاتجب على أهل القطر الآخر طاعته ولا الدخول تحت ولايته لتباعد الأقطار00000000إلى أن قال : ودع عنك مايقال في مخالفته فإن الفرق بين ماكانت عليه الولاية الإسلامية في أول الإسلام وماهي عليه الان أوضح من شمس النهار ومن أنكر هذا فهو مباهت لايستحق أن يخاطب بالحجة لأنه لايعقلها0
الثالث – إن أمر إعلان نقض العهد يكون تحت نظر السلطان المسلم الحاكم فلا يفتات عليه احد من الرعية بقوله "نقض العهد ولم ينقضه الحاكم" والإثم في تقصيره في الإعلان عن النقض إذا تم موجبه عليه فلايفتات أحد عليه برأيه.
الرابع- لو نقض الإمام عهدهم وجب تنبيههم لامباغتتهم وقتلهم قال البخاري في صحيحه قَوْله : بَاب كَيْفَ يُنْبَذ إِلَى أَهْل الْعَهْد , وَقَوْل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ )
قال ابن حجر في شرح الباب:
أَيْ اِطْرَحْ إِلَيْهِمْ عَهْدهمْ , وَذَلِكَ بِأَنْ يُرْسِل إِلَيْهِمْ مَنْ يُعْلِمهُمْ بِأَنَّ الْعَهْد اِنْتَقَضَ , قَالَ اِبْن عَبَّاس : أَيْ عَلَى مِثْل, وَقِيلَ عَلَى عَدْل , وَقِيلَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّك قَدْ حَارَبْتهمْ حَتَّى يَصِيرُوا مِثْلك فِي الْعِلْم بِذَلِكَ . وَقَالَ الْأَزْهَرِيّ : الْمَعْنَى إِذَا عَاهَدْت قَوْمًا فَخَشِيت مِنْهُمْ النَّقْض فَلَا تُوقِع بِهِمْ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ حَتَّى تُعْلِمَهُمْ .
وهؤلاء فجروهم فقتلوهم ولم ينذروهم 0

قولهم في الثانية :وبالنسبة للمسلمين الذين قتلوا فقد كان الكفار بهم متترسين فلا بأس من قتلهم أجمعين كما أفتى بذلك شيخ الإسلام والمسلمين فلم نقتل المسلمين لذاتهم فنصبح آثمين بل فعلنا ذلك بغية قتل الكافرين.

فالجواب عنه :
هذه ليست صورة صحيحة للمسألة بل صورتها أن يكون ذلك في جهاد منضبط بضوابط الشرع ويكون المسلمون في جيش ثم يتترس الكفارالحربيون بنفر من المسلمين أما قتل المعاهدين الآمنين وهم مدنيون غفلة ولم يواجهوننا في حرب فلا تدخل هذه الصورة أبدا في مسألة التترس0

قولهم في الثالثة :
النكاية بالعدو لردعهم وتخويفهم جهاد فكذبتم علينا وقلتم فساد0ألم يغتل النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن الأشرف0فأنصفونا فأين الإفساد0

أقول في الجواب عن هذا :
النكاية بالعدو قد أجازها جمع من العلماء ولكن لها شروط وضوابط فمن ذلك ما ذكره بن عبد السلام في القواعد الفقهية قال : شرع الجهاد للنكاية بالعدو فإذا كان العدو قويا مستحكما أو كثيرا وكانت النكاية بالضد فلا يشرع000 أو كما قال انتهى كلامه بتصرف.

فإن النكاية التي جاءت في حديث أبي أيوب لون ونكاية هؤلاء لون آخر فتلك منضبطة بجيش مضاد فيه قوة وهذه قائمة على منكر من قتل المعاهدين وليسوا في حالة حرب بجيش مواجهة معنا فبأي دليل يسوغ قتلهم 0
واغتيال كعب بن الأشرف كان في العهد المدني لما انتفى زمن الضعف وشرع الجهاد وكان عند المسلمين قوة رادعة وكان كعب في حكم الحربي وكان ذلك بإذن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن حجر في الفتح: , وَصَنِيع الْمُصَنِّف فِي الْجِهَاد يُعْطِي أَنَّ كَعْبًا كَانَ , مُحَارِبًا حَيْثُ تَرْجَمَ لِهَذَا الْحَدِيث " الْفَتْك بِأَهْلِ الْحَرْب " وَتَرْجَمَ لَهُ أَيْضًا " الْكَذِب فِي الْحَرْب ".


__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  
قديم(ـة) 15-02-2004, 07:19 AM   #6
ابن نجد
Guest
 
تاريخ التسجيل: Feb 2004
المشاركات: 40
يرفع ..

موضوع رائع ..

جزاك الله خير ناصر على هذه الدرر الغاليات ..

ونحن بانتظار البقيّة ..

ابن نجد غير متصل  
قديم(ـة) 15-02-2004, 02:22 PM   #7
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
بارك الله فيك أخي الكريم / ابن نجد
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح
ناصرالكاتب غير متصل  
قديم(ـة) 15-02-2004, 02:39 PM   #8
ابن حزم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2003
البلد: اللهم الــجنة
المشاركات: 1,135
. . . . .

فتن كقطع الليل المظلم ليلها كنهارها ..... اللهم صلي وسلم على رسول الله .

فاقول : ان عدم التطرق لهذه المسائل هي الحل الوحيد للتخلص من الشبهه , فلم يمسك الشخص من وراء ظهره ليبدي وجهة نظره في الموضوع , واهم ماعلى الانسان دينه , فاللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا ,,

طبعا لست ارد على الكاتب ( ناصر الكاتب ) في هذا الموضوع وانما اطرح وجهة نظري والتي ارى انها الحل لمثلنا في هذه الازم الى حين ان يقضي الله امرا كان مفعولا .
__________________
اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين .. اللهم انر قبورهم واغفر ذنوبهم , واجمعنا بهم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ,,
ابن حزم غير متصل  
قديم(ـة) 15-02-2004, 06:15 PM   #9
ناصرالكاتب
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2002
المشاركات: 377
أخي الكريم / الظاهر بيبرس - وفقك الله -

لاحظتُ في هذا المنتدى وغيره كثرة طرح الآراء والأحكام من غير علم ولا برهان، وهذه والله آفة وأي آفة !

كان بعض العلماء الأعلام لايجرؤ على أن يطرح رأياً يخالف به قول غيره من العلماء الثقاة، وما دفعه لذلك إلا الورع والخوف من الله .

أما الآن فالفتوى مشاعة لكل أحد !.
وأصبحت الأحكام الشرعية وجهات نظر تطرح للنقاش في وسائل الإعلام ومع عامة الناس !

اللهم إني أعوذ بك من أن أقول في دينك بما لا أعلم .
__________________
[mark=FFFFFF][align=right]قال الشيخ عبد الرحمن السَّعدي -رحمه الله-: «على كلِّ عبدٍ ... أن يكون في أقواله وأفعاله واعتقاداته وأصول دينه وفروعه متابعًا لرسول الله متلقيًّا عنه جميعَ دينِه، وأن يعرِض جميع المقالات والمذاهب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فما وافقَهُ قبلَهُ، وما خالَفَهُ ردَّه، وما أشكل أمره توقف فيه».
[/center]
[توضيح الكافية الشافيَة].
[/mark]
صفحة ناشر الفصيح

آخر من قام بالتعديل ناصرالكاتب; بتاريخ 15-02-2004 الساعة 06:23 PM.
ناصرالكاتب غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)