بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » "صوت من الداخل" a voice from an insider

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 29-02-2004, 03:03 AM   #1
طالب في امريكا
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2002
المشاركات: 85
"صوت من الداخل" a voice from an insider

جميل عندما نسمع صوتا من الداخل, لانه حينها لن يكون هناك مجال للمراوغة
************************************************** ***************

رسالة إلى أعضاء الحزب الأمريكي في العالم العربي

جمال أحمد خاشقجي*


السادة أعضاء حزب أمريكا في العالم العربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أعرف أن ما منكم من أحد سيقر بالانتماء لهذا الحزب المنتشر من الخليج إلى المحيط، ولكنكم ستهتمون بقراءة خطابي هذا، فأنتم بيننا، نتبادل معكم الرأي في مجالسنا ومقاهينا المشغولة هذه الأيام بتلمس مخرج من أزمات تراكمت وإحباطات سادت. ليس لي أن أشكك في وطنيتكم وصدقكم، بل أميل إلى الإيمان بصدق ولائكم وحبكم للوطن والدين من خلال بحثكم عن أمل . أي أمل للوطن و أهله، ولو كان بالارتماء في حضن" الشيطان الأكبر " و " الحليفة الكبرى للصهيونية العالمية ". و لكن لم تندفعوا لذلك إلا بعد أن غلقت دونكم الأبواب، و ضاقت بكم السبل وأنتم ترون عالمكم العربي وأمتكم يترديان سياسيا وحضاريا، هزائم عسكرية تتوالى، وتراجع في المداخيل، وهجرة للعقول، وسيادة للمتملقين، ضعف في التعليم وفوق ذلك خوف من فتاوى المتنطعين وسطوتهم الذين يحاصرون فكركم ومحاولاتكم الفاشلة في الانعتاق إلى قرطبة ما حيث سعة الفكر والممارسة والبحث والتجربة والخطأ، فتعلقتم وقد كتمتم عقيدتكم بحبل أمريكي ولم يعد يهمكم إن قال قائلهم إن هذا حبل من الشيطان .

أيها السادة، لقد جئتكم من أمريكا بخبر يقين، وبنصيحة صادقة، أن لا تتحمسوا كثيرا للوعد الأمريكي، وأن تحافظوا على كل أسباب الوطنية والانتماء، فلا تفقدوا الأمل في إصلاح حقيقي يبعث من داخلكم، فالأمريكيون غير مستعدين لتدخل حقيقي في المنطقة، وفي حالة من الارتباك والحيرة، فلا توجد لديهم خطط مفصلة لنشر ما بشروا به من ديمقراطية و ثقافة رخاء في عالمنا، إنهم متخوفون أن يؤدي تدخل سافر منهم إلى نتيجة عكسية لما يعلنون، ذلك أنهم لم يحسموا أمرهم فيما يفعلون مثلا مع القوى الإسلامية التي يعتقدون أنها ستكون المستفيد الأول من أي انفتاح ديمقراطي وممارسة انتخابية، ويزيد من حيرتهم الإسرائيليون الذين باتوا في وسط دوائر البحث وصنع القرار فيما يخص العالم العربي والإسلامي، فهؤلاء يخشون الإسلاميين ويعلمون أن وصولهم إلى مواقع نفوذ في الدول العربية والإسلامية لن يساعد في صنع السلام الذي يريدون، والذي لا يعني لهم سوى مزيد من التنازلات العربية، مع أقل قدر من التنازلات من جهتهم. وما زلت أجد صعوبة في الاقتناع بنية حسنة خلف اهتمامهم المتزايد في البحث عن أسباب سقوط العرب والمسلمين وسبل النهوض بهم، فلم أزل من أتباع المدرسة القديمة القائلة إن نجاح إسرائيل في البقاء وسط بيئة ترفضها، و أجنبية عليها، لم يكن إلا بسبب حال التردي والضعف والنزاع الداخلي في عالمنا.
العامل الثاني الذي يزيد من حيرتهم هو مشروعهم المتعثر في العراق، فلا يزالون يغيرون ويبدلون في خططهم فيستعدون الآن لاعتماد خطة ثالثة لإحلال السلام وتطبيع الوضع هناك بعد فشل خطتين كاملتين، وعند الفشل يكثر الاختلاف والتلاوم. أما العامل الأخير والأهم وهو الإرهاب، ذلك العدو غير المرئي الذي يقلق مضاجعهم ويربط مصير انتخاباتهم واقتصادهم بإشارات الخطر التي ما أن تنزل من الأحمر إلى البرتقالي إلا وتعود إلى الأحمر من جديد، كلما اعترضوا رسالة من مشتبه يتتبعونه يقول لصاحبه " البضاعة وصلت، والعملية القادمة عند الفجر وكلمة السر القعقاع في ميناء الشرق البعيد " فيجتمع أركان استخباراتهم وخبراؤهم الذين ألفوا كتبا عن القاعدة وأسامة بن لادن نصفها أخطاء، ليعرفوا ما هي البضاعة ومتى موعد العملية ومن هو القعقاع وأين ميناء الشرق البعيد ؟ لعلها لعبة أتقنتها القاعدة فأرهقت الأمريكيين وأرهقتنا معهم
حضرت مؤخرا أكثر من لقاء في الولايات المتحدة وخارجها مع أمريكيين، خبراء في الشرق الأوسط، رسميين وأكاديميين متخصصين، أصدقاء ودون ذلك، فوجدت الأكاديميين متشككين في نوايا السياسيين في نشر الديمقراطية في العالم العربي، ومن لم يشك في النوايا غير مطمئن إلى القدرات. فيرد عليهم السياسيون أن الإدارة الأمريكية صادقة في مسعاها ويكادون أن يقسموا على ذلك لشعورهم بمقدار الشك الساخر من حولهم، ولكن عندما تسألهم عن التفاصيل ومتى وكيف ولماذا وماذا لو ؟ يعتذرون عن الإجابة مستخدمين آلية " ليس كل ما يعلم يقال " .
الخبراء الأصدقاء يقولون بالتدرج، وضرورة إدراج الإسلاميين في العملية، والاعتدال في تأييد إسرائيل وبناء علاقات مع شتى القوى السياسية العربية وتفهم ثقافات المنطقة، ولكن في النهاية يشكون أن لا أحد يسمع لهم، والجميع يخشون ما سموه " قبلة الموت" وهي عندما تعلن الإدارة تأييدها لتيار أو ناشط فيقضى عليه في وطنه وبين أهله بدمغة العمالة للأمريكيين، فيضرب المثل بالناشط المصري المعروف سعد الدين إبراهيم وقصته معروفة، ولكن وجدت في ذلك عذرا لتبرير الخوف من الانغماس والتدخل. فسألت سفيراً أمريكياً خدم في منطقتنا ويعرفها جيدا ويعد من الأصدقاء عن طبيعة رد الإدارة الأمريكية فيما إذا تعرضت عملية الإصلاح في أي بلد عربي لانتكاسة فقال " سيرفع السفير في تلك الدولة تقريرا واقتراحات ويطلب من مراجعه الرأي والنصيحة، ستنصح الخارجية بعدم التدخل القوي حتى لا يؤثر ذلك على عملية السلام في الشرق الأوسط، وسيكون ذلك أيضا رد البنتاجون حتى تستمر الدولة المعنية في دعم المساعي الأمريكية لاحتواء الوضع المتأزم في العراق، أما وكالة المخابرات الأمريكية فستقدم نفس التوصية حتى لا يتأثر تعاون الدولة المعنية في الحرب على الإرهاب، وبالتالي سيكون الرد المتوقع تصريحاً عاماً وأمنيات بضرورة الاستمرار في عملية الإصلاح والانفتاح السياسي يدلي بها الناطق باسم البيت الأبيض".
لذلك أيها السادة أعضاء حزب أمريكا في العالم العربي أدعوكم ألا تلقوا بكل ما في يدكم في السلة الأمريكية، ألا تحرقوا مراكبكم وتقفزوا في الظلام، وادعموا ما هو قائم من مشاريع الإصلاح في أوطانكم وانخرطوا فيها معتمدين على قدراتكم الذاتية وفق طاقتكم، التي تحددونها أنتم فما حك جلدك مثل ظفرك .
طالب في امريكا غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)