مشاهدات رائعة ، بوركت أخي الفاضل قناص الفوائد ونفع الله بما تعلمته في كلية الشريعة أو غيرها.
أما القضاء فهو بلاء في الدنيا والآخرة ، وأذكر حديثًا فيه مقال في بلوغ المرام "من تول القضاء فقد ذبح بغير السكين" ، وغاية أمره أنه تكليف لا تشريف. فمن تطلع إليه وتشوّف له وُكل إلى نفسه ، على أن هذا لا يمنع من يرى في نفسه قوة عليه ، وعلماً يعينه ، وشيخًا يحثه ، أن يبادر إليه للضرورة المحوجة ، والواقع يشهد بذلك.
وأذكر لبعض الإخوة الفضلاء من طلاب العلم قصص وطرائف في محاولة جادة لهروبهم من هذا المنصب ، وليس هذا مقام ذكرها ، ولا ريب أن تولي القضاء -في الغالب- من عوائق الطلب ، فإذا وُلي القضاء ، احتاج إلى مضاعفة جهده كي لا ينقطع عن الطلب ، وأسأل الله أن يعين القضاة فهم على ثغر عظيم ، لو تُرك لانهدم وباد.
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
وأحد من درسنا – بارك الله فيه – قال لأحد زملاءنا : أنا لا أعرف زملائك فخذ فرشح من تره للقضاء أهلاً |
|
 |
|
 |
|
أعوذ بالله من مثل هذا ، فإن الأقران من طلاب العلم لابد أن يكون منهم شيئاً من المنافسة ، وكتب آداب الطلب أشارت إلى ذلك ، بل إنها تستحثهم على زيادة تعلم العلم بالنظر إلى أقرانهم ، ومنه قول الشاعر:
ألعباً وقد علاك المشيب ** أتوانياً وقد جدّ قرناؤك
بوركت أخي قناص الفوائد.