.
.
* أَحْبَبْتُ أَنْ أسألَ قَبْلَ الكِتَابَةِ لأكُونَ عَلى بَصيرَةٍ فَشَكَرَ اللهُ سَعْيَكُمْ
المَشَاكِلُ في حَيَاةِ المَرءِ شَيءٌ يَجِبُ أَنْ نَعْتَادَ عَليْهِ ، إذْ أنَّ بَيْتَ النُّبوَّةِ لَمْ تَسْلَمْ مِنْهَا وَهيَ التيْ بِحَالٍ إيمَانيٍّ أقْوَى مِنَّا ، وَكَأفْرَادٍ مُجْتَمَعٍ مُسْلِمٍ يَجِبُ عَليْنَا أيْضَاً أنْ نَجْعَلَ تَحْكِيمَ حَيَاتِنَا عَلى وَجْهِ التَّوجِيهِ القُرْآنيْ والنَّبَويْ ، فَهُمَا قَارِبُ نَجَاةٍ في ذَلِكْ ، فَدِينُنَا مِنْ نِعْمَةِ اللهِ عَليْنَا لَمْ يَأتيَ لَنَا باِلحَيَاةِ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةْ ، بَلْ بَذَرَ لَنَا حَيَاتَنَا وَأسَّسَهَا مِنْ جَميعِ الوُجوهـِ ، وَمَا حَصَلَ مِنْ قَصصٍ وَرَدَتْ في القُرآنِ أو في العَهْدِ النَّبويْ هِيَ مِنْ أجلِ أنْ تَكُونَ مَنْبَعَاً لَنَا لِنَتَعلَّمَ مِنْهَا كَيْفَ تَعَامَلوا مَعهَا .
المَشَاكِلُ في الحَيَاةِ ، لَيْسَ مُشْكِلَتُهَا بِوُقوعِهَا ، إنَّمَا بالتَّعَامُلِ مَعهَا ، وَالحَكيمُ العَاقِلُ مَنْ مَرَّتْ المَشَاكِلُ بِدَارِهِـ وَلَمْ تُزَلْزلُ عَرْشَ بَيْتِهِ وَلَمْ يَتأثَّرْ ، بَلْ هُنَاكَ إيجَابيَّاتْ بأنْ تَكُونَ المُشْكِلَةُ تُعْطي إيجَابيَّةٌ بَعْدَ وُقوعِهَا عَلى الأسْرَةْ .
وَأحْيَانَاً نَخْتَلِقُ مَشَاكِلاً وَلو رَجْعنَا إليْهَا بَعدْ فَتْرَةِ زَوَالِ غَضَبِنَا لَضَحِكْنَا عَلى أنْفُسِنَا مِنْ تَفَاهَتِهَا ، سِوَى أنَّ حُضورَ الشَّيْطَانِ عَسَّرَ المَوْقِفَ وَرَكِبَ العُقولَ لِيُعَانِدْ .
المَشَاكِلُ لَيْسَتْ بِذَاتِ صِنْفٍ وَاحِدٍ فَهيَ بَيْنَ مَشَاكِلَ أُسَريَّةٍ أو زَوْجِيَّةٍ خُصوصيَّة ، أو مُشْكِلَةُ فَرْدٍ وَاحِدٍ في الأسْرَةِ عَاثَ بِاسْتِقْرَارِ أُسْرَةٍ كَامِلَة - وَهذهـِ غَالبَاً تَكْمُنُ في بُيوتِ المَرَاهقينْ - .
* المَشَاكِلُ الأسَريَّةْ - الزوجيَّةْ - :
أَوَّلاً أَنْصَحُ الأزْوَاجَ وَفَّقَهُمْ اللَّه أَنْ يَجعَلوا نَصْبَ أعيُنِهِمْ أنَّ الحَيَاةَ بِحَاجَةٍ لِتَنَازُلاتْ لا صِرَاعَاتْ ومُكَابَرَةْ ، وَ العيشَةُ الزَّوجِيَّةُ عِيشَةٌ تَكَامُليَّة ، رُبَّما يَكونُ لِعَوائِدِ الأسَرِ في تَربيَتِهَا مَا يُؤثِّرُ سَلباً أو إيجَابيَّاً على الزَّوجِ أو الزَّوجَة ، وَلكِنْ لِتسيرَ الحَيَاةُ باسْتِقرَارٍ يَجبُ عليْنَا أنْ نَطْمِسَ مَعْنَى الحَيَاةِ مِنْ أجلِ نَفْسٍ وَاحِدَةْ ، وَنَبَدأ بِأول العِلاجِ للمَشَاكِلِ بِوصيَّةِ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمْ " لا تَغْضَب " وَأنْ يَتَحاشَى المَرءُ لَحظَات الغَضَبْ مِنْ قِبَلِ شَريكِهِ في حَيَاتِهِ بَل إنْ أحَسَّ بِذَلِكَ أو بِضِيقٍ مِنْهُم أَنْ يُغَادِرَ المَكَانَ الذي هُمْ فيهِ ، لِكَيْ لا يُحَمِّلَهُم جَامَ غَضِبِهِ مِنْ غَيْرِ ذَنبْ .
ويَلزمُ عَلى الزَّوجَيْنِ أنْ يُحاولا بِقَدْر استِطَاعَتِهِمَا حَلَّ مَشَاكِلهَمَا وِديَّةً بَيْنَهُمَا ، ولا يحُاولا بِدُخولِ وَسيطٍ بَيْنَهُمَا سَواءاً مِنْ أهلِ الزَّوجِ أو الزَّوجَة ، لأنَّ ذَلِكَ سَيزيد الأمورَ تَعْقيدَاً وَمُكَابَرَةْ وَقَبْلَ كُلِّ ذَلِكَ يقل مَبْدأ الثِّقَةَ بَيْنَكما - أي الزوجين - .
ثانياً على الزَّوجِ أو الزَّوجَةِ أن لا يُظْهِرَا مَشَاكِلهمَا بَيْنَ أبنَائِهِمَا ، حَتى لا تَتأثَّرُ نَفْسِيَّةُ الأبْنَاءِ ، وَيجبُ أيْضَاً على الأبِ أَنْ يُظْهِرَ هَيْبَةَ زَوجَتِهِ كَأمٍّ عِندَ أبْنَاءِهِـ والزَّوجَةُ هَكَذا أيْضَاً ، لأنَّ اسْتِنْقَاصَ الأبْ لِزوْجَتِهِ أمَامَ أبْنَائِهِ يُنْقِصُ مِنْ هَيْبَتِهَا وَالعَكْسُ أيْضَاً تَمَاماً مَع الزَّوجَةِ للزَّوْج .
الأبْنَاء /
ذَكَرَهُم اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالى في القُرآنِ عَلى أَقْسَامٍ ثَلاثَةْ 1) زينَة 2) فِتْنَة 3) عَدو
وَنَحْنُ بَأيْدِينَا مَنْ نَصْنَعُ أبنَائَنَا عَلى مَا نُريدْ من هَذهـِ الأقْسَامْ ، ولا بُدَّ أنْ يَعيَ الوَالديْنِ أنَّ صِنَاعتَهُمَا لأبنَائِهَمَا عَلى أيِّ حَالٍ سَيتَذَوَّقُوا طَعْمَهَا لاحِقَاً حُوها أو مُرُّها ، فَمَا أجْمَلَ أن يُلاقي الوالدينِ مِن أبنَائِهِمَا حُو الحَيَاة .
عَلى عَجَلٍ خَشْيَةَ الإطَالَة
وَنَتْركُ الأمْرَ للمُتَزَوِّجينْ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايتِهِ .
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 19-12-2009 الساعة 09:52 AM.
|