|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-03-2004, 06:13 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
|
الـوالـديـن ( حــقــوق وعــقــوق )
[c]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أقصر الطرق لك .. يطول عمرك .. يزيد رزقك .. يمحي ذنوبك .. البر بوالديك .. يقول العلماء: كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان .. عقوق الوالدين : من أكبر الكبائر بعد الإشراك بالله .. وكيف لا يكون كذلك وقد قرن الله برهما بالتوحيد فقال تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ) وقال تعالى: ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ) وهي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا .. ( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً ) وها نحن نسمع بين الحين والآخر، وللأسف من أبناء الإسلام من يزجر أمه وأباه .. أو يضربهما أو يقتلهما .. إن انتشار مثل هذه الجرائم البشعة نذير شؤم وعلامة خذلان للأمة .. ومن هنا وجب على جميع قنوات التربية والتوعية والإصلاح تنبيه الناس على خطر هذا الأمر .. وإظهار هذه الصورة البشعة لمجتمعاتنا بأنها علامة ضياع وعنوان خسارة .. سؤال : ما سبب انتشار أمثال هذه الجرائم؟ ولا أقول وجودها لأنها قد وجدت من قديم الزمان .. لكن ما سبب انتشارها ؟ إلا انتشار الفساد والأفلام المقيتة بوجهها الكالح .. وتشبه طبقة من طبقات المجتمع بصورة الشاب الغربي الذي يعيش وحده .. وليست له أي صلة تربطه بذي رحم أو قريب .. فيتأثر البعض بهذه المناظر فيحصل ما لا تحمد عقباه من العقوق .. قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد البر بهما مع اللطف ولين الجانب .. فلا يغلظ لهما في الجواب .. لا يحد النظر إليهما .. ولا يرفع صوته عليهما .. بل يكون بين يديهما مثل العبد بين يدي السيد تذللاً لهما .. وكان أبو هريرة إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته .. فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته .. فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً .. فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيراً .. ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك .. وبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات وتكشف الكربات .. وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاثة لاينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، ومدمن الخمر ، والمنان . وثلاثة لايدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والديوث , والرَّجلة ) حق الآباء و الأمهات .. لا يمكن لأحد أن يحصيه أو يقدره و لو حاول الأبناء أن يحصوا ما لاقاه الآباء و الأمهات في سبيلهم لا استطاعوا إحصاء ما يستحقون من البر و التكريم و لكنه أمر فوق الوصف.فالأم حملته بين أحشائها .. وغذته من دمها .. وأرضعته من لبنها .. وحنت عليه بقلبها و حبها .. تذبل الأم لذبول ولدها .. و تغيب بسمتها إن غابت ضحكته .. و تذرف دموعها و تحرم نفسها من الطعام و الشراب إن اشتد توعكه .. يرقص قلبها فرحا إذا ضحك وليدها .. و ترى الحياة كلها نورا و جمالا و هي تراه مع الصبيان يلعب أو إلى المدرسة يذهب و هكذا تعيش له و معه .. هذه هي الأم .. أليست هذه الإنسانة العظيمة حرية بأن يكون لها من الحقوق ما ليس لأحد ..؟ و أن يكون لها من عظيم البر ما يفي ببعض إحسانها ..؟ فمن أحق منها بالإحسان و أولى من الولد بالوفاء والعرفان ..؟ ( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:أمك قلت: ثم من؟ قال:أمك قلت:ثم من؟ قال:أمك قلت:ثم من؟ قال:أبوك ) والأب للأبناء هو الحبيب و المربي و المنفق الذي يبذل جهده .. و يوقف حياته .. و يؤثر على نفسه من أجل أن يوفر العيش السعيد و الحياة الهانئة فهو يرى أبناءه وجودا يمثل وجوده و امتدادا يمد في حياته بعد موته .. البر بالآباء و الإحسان إليهم هو أبسط الواجبات في منطلق الأخلاق و عرف الضمير التي يؤديها الأبناء لآبائهم لتصاغر عطاء الأبناء و عجز حسهم و شعورهم عن مماثلة عطاء الآباء و أحاسيسهم لذلك كان الواجب هو الإحسان و الشكر و العرفان و هو مجرد اعتراف بالفضل و محاولة لتحقيق الرضى و ليس هو كامل الوفاء أو المعادلة .. و لقد رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجلا يطوف بالكعبة حاملا أمه على رقبته، فقال يابن عمر أترى أني جزيتها؟ قال:لا، و لا بزفرة واحدة و لكنك أحسنت و الله يثيبك على القليل كثيرا .. وعقوق الوالدين من الكبائر التي تنبئ عن تدهور الخلق .. و انحطاط النفس و تنكرها لصاحب الفضل .. ( بروا آباءكم تبركم أبناؤكم و كما تدين تدان و لا تجازى على الشر إلا بمثله و اعلموا أن سخط الله في سخط الوالدين و أن رضاه لا يكون إلا في رضاهم ) سؤال : كيف تعامل أمك بالعقوق و قد حملتك تسعة أشهر حملا ثقيلا و حين ولادتك تقاسي بوضعك ألما شديدا و عذابا وبيلا و قد أرضعتك و كان صبرها عليك صبرا جميلا .. فكانت تجوع لتشبع أنت و تسهر لتنام أنت و تتعب لتستريح أنت ما استطاعت إلى ذلك سبيلا فطعامك درها و بيتك حجرها و مركبك ظهرها و ما تعد بكاءك إلا تسبيحا و تهليلا .. تحن إليك و تهواك و تحيطك و ترعاك و إذا غبت عنها كرهت كل شيء سواك و قد شغلت بك قلبها و جعلت عليك حافظا و وكيلا ربها .. فإياك أن تعقها أو تضيع حقها فتكون من الخاسرين في حياتك و يوم توفى كل نفس بما كسبت و كان وعد ربك مفعولا .. ألا و إن من أمارات الساعة أن يطيع الرجل زوجته .. و يعق أمه .. و يبر صديقه .. ويجفو أباه .. و من شقاوة المرء أن يحسن إلى أعدائه و يسيء إلى من يحبه و يهواه و لا منة لأحد على أحد بعد الله كمن الوالد على الولد الذي كان سببا في وجوده و محياه و بعطفه و حنانه عليه رباه و أطعمه و سقاه و إذا كبر الطفل و ترعرع و شب تمنى لوالديه الموت و هما يتمنيان له الحياة .. وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (كل الذنوب يؤخر الله فيها ما يشاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات ) كثرة الأمهات التي ترضى من البر بكف الأذى عنها و بطيب الكلام و تسأل ربها كل خير لأولادها الذين لا يرضونها إلا بشيء من السكوت و الابتسام .. و رب صابرة على قلة ذات يدها و موت زوجها و كفالة الأيتام و السعي في تحصيل ما يحتاجون إليه من الملابس و الطعام و من أجل ذلك رضيت أن تعيش خادمة في بيوت بعض اللئام حتى إذا بلغ الولد أشده و استوى تكبر عليها و أعرض عنها .. أمك أيها المسلم تسعى لك و تعولك صغيرا و كبيرا وأنت تهينها غنيا و تكلفها أولادك إن كنت فقيرا و قد تجود عليها بشيء يسير تمن عليها به و تعدّه شيئا كثيرا .. ورب عجوز فانية قد يئست من الحياة و أظلم الدهر في عينيها و لم يترك لها من دون الله وليا و لا نصيرا فلا تسمعها إلا باكية تكاد تموت غيظا،كانت تأمل بر أولادها و تنتظر منهم جزاء وشكورا .. وكانت تعدهم بينها و بين الخطوب حجابا مستورا و لكنهم تركوها و شأنها و لم يبالوا بحقها و شغلتهم الأموال و الأولاد و الزوجات .. ومهما ظلم الأبناء آباءهم و أمهاتهم فإن غضب الله لا يفارقهم و كنوز الدنيا كلها لا تنفعهم و لا بد من أن يلقى العاق لوالديه من أبنائه مثل ما فعل بأبويه و الله غالب على أمره .. قصص : [SIZE=5 ] ذكر أحد بائعي الذهب قصة غريبة وصورة من صور العقوق .. يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته .. ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير .. أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي .. فلما راق لها نوع من المجوهرات .. دفع الزوج المبلغ .. فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتما فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد .. فقال: ولماذا الثمانون ريالا ؟ قال: لهذه المرأة ؛ قد أخذت خاتماً ، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب ، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها .. فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ .. ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم .. فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله .. [/SIZE] المرأة التي حملتك في بطنها تسعة أشهر ، وتألمت من حملك، وكابدت آلام وضعك، بل وغذتك من لبنها، وسهرت ونمت، وتألمت لألمك، وسهرت لراحتك، وحملت أذاك وهي غير كارهة ، وتحملت أذاك وهي راضية، فإذا عقلت ورجت منك البر عققتها .. نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟ يقول العلماء: كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان .. ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي .. فقال: لأذبحك .. فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه .. فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا .. وكما تدين تدان .. خاتمة : حق الوالدين .. حق الوالدين الذي أضاعه كثير من الناس و صاروا إلى العقوق و القطعية .. فترى الواحد منهم لا يرى لأبيه و لا لأمه حقاً .. و ربما احتقرهما و ازدراهما و ترفّع عليهما .. و سيلقى مثل هذا جزاءه العاجل أو الآجل .. اللهم إنا نسألك أن تعيننا جميعاً على بر والدينا، اللهم قد قصرنا في ذلك وأخطأنا في حقهما، اللهم فاغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسرفنا وما أعلنا، واملأ قلبيهما بمحبتنا، وألسنتهما بالدعاء لنا، يا ذا الجلال والإكرام ..[/c] |
26-03-2004, 06:19 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: الجزيرة العربية
المشاركات: 773
|
جزاك الله خير ياالوسيم على هذا الموضوع الذي هو بسراحة حساس جدا
وذلك لكثرت من نجدهم قد عقوا والداهم ولاحول ولاقوة إلا بالله مع التحيات برق البصر |
26-03-2004, 06:46 PM | #3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: مُجرَّدُ غُرَبَـاءْ ..!!
المشاركات: 11,482
|
موضوع رااااااااائع جدا الله يعطيك العافية
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك نسأل الله أن يعيننا على بر آبائنا وأمهاتنا
__________________
|
27-03-2004, 10:35 PM | #4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
|
تعليقكم أعتز به وهو فخر لي وحضوركم بحد ذاته كرم .. شرفني مروركم الكريم ...وتعليقكم الجميل .. أبعد الله عنكم كل مكروه وشملكم بواسع رحمته وجميل عطائه .. سلمت براجمكم .. شاكراً ومقدراً زيارتكم .. لاتنسونا من صالح دعائكم .. دمتم أهل المروء .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. |
28-03-2004, 08:20 AM | #5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2002
البلد: مملكة { بريدة } العظمى
المشاركات: 729
|
بارك الله فيك :::
وجعل الله في كل حرف كتبته يداك حسنه :: تسمحلي أن أحفظها عندي ؟؟
__________________
يمنع وضع الإيميل |
28-03-2004, 08:48 AM | #6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: Saudi Arabia
المشاركات: 225
|
أخي الوسيم .. حفظك الله من كل سوء و مكروه
أسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء على ما سطرته أناملك .. وأن يوفقك لبر والديك .. وأن يرزقك بر أبناءك وأحفادك .. & موضوع يستحق التثبيت & ودوماً على دروب الخير و العلم و النور نلتقي .،
__________________
من مواضيع العضو : مثلث برمودا المال قوة !! زمن البقالة !! ::صدام حسين:: لن ننسى جرائمه .. كما لن ننسى مواقفه !! مافيا العلاقات !! |
30-03-2004, 03:51 PM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
|
قناص - برمودا ..
استنار الموضوع عزاً برودكم المتميزة .. حفظكم ربي .. تشرفنا بوجودكم .. دمتم بتواصلٍ معنا .. لا تنسونا من صالح الدعاء .. قناص بريدة .. الموضوع منكم ولكم وإليكم .. سلمت .. و حياك الله دائما .. دمتم بحفظ الله ورعايته .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. |
01-04-2004, 02:52 PM | #8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
المشاركات: 7,209
|
جزاك الله خير
__________________
يــــارب يــــارب يــــارب اشـفـي والـدتـي عـاجـلاً غـيـر آجـل |
الإشارات المرجعية |
|
|