بسم الله الرحمن الرحيم
قوله (لاريب ) فيه إلاحة وإيماء جاء البيان عنه إفصاحا في قول الله - سبحانه وتعالى - :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } (الحجرات:6)
فقوله (لا ريب فيه) ليس نفيًا للريب ولكنه نفي لما يمكن أن يحسِبَ حاسبٌ ما أنّه مما يُرتاب ذو ريبٍ فيه ، وهذا من الإبلاغ في النفي ، وفي هذا بشرى لكلّ من أراد أن يقف من القرآن الكريم موقفًا موضوعيا علميًّا في طور بحثه عن الحقّ أنه ما عليه إلا أن يلتزم بالأصول العلمية المقررة في البحث عن الحقِّ والبحث فيه ، فلينظر ماذا يرى ؟ وما الذي ينتهى إليه ؟
لن ينتهي إلا إلى حقيقة الحقائق : أن هذا المنزَّل على عبد الله ورسوله محمد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا ليس إلا الكتاب العلىَّ القدرالذي ليس كمثله كتاب وأنه المنزه عن أن يكون فيه ما يصحُّ أنْ يكون محلا للريب
وفي هذا - أيضًا - تعليم للأمّة أن لا تخشي من أن يسعى ساعٍ إلى ما يطلقون عليه في الثقافات الإنسانية الدراسات النقدية القائمة على منهاج الشك في كل الموروثات والمسلَّمات السلفية ، فإن مثل تلك الدراسات إذا ما التزمت بالموضوعية العلمية والتزمت بأصول النظر وبالتحقيق العلمي ، فلن ينتهي الأمر إلا إلى الإذعان والإعلان بأنَّ القرآن الكريم إنِّما هو الكتاب الكامل الذي لايقوله إلا رب العالمين - سبحانه وتعالى - ، كل ُّ ما هنالك أن يلتزم الساعون إلى تلك الدراسات بأن يكونوا متخلقين بأخلاق العلماء الموضوعين [المرجع: الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن - (1 /153- 154)، المؤلف: محمد توفيق محمد سعد)].
لا يملك الإنسان إلا أن يشارك عندما يُدعى إلى خير ، فالخير كل الخير في كتاب الله عزّ وجل تعلماً وتعليماً ودراسة ومدارسة ، وقد اطلعت على أن بعض العلماء منهم ابن تيمية رحمه الله تندم في آخر حياته أنه لم يجعل حياته كلها في العمل بكتاب الله عزّ وجل ..
بوركتِ وجزاك الله كل خير
|