|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
09-02-2010, 03:56 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 371
|
حرية التفكير
أنا أشك إذن أنا أفكر، أنا أفكر إذن أنا موجود”، هذه مقولة الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت، نطق بها قبل حوالي 350 عاماً، وشغلت المفكرين والعامة، وتأسست عليها مناهج علمية وبحثية وفكرية، فهل تعني حرية التفكير حرية الوجود؟ بمعنى حرية التصرف والفعل والحياة في حيز الوجود، وهل التفكير عملية مجردة ومنفصلة تماماً عن الواقع؟ وهل هنالك قيمة لفكرة تبقى في رأس صاحبها؟ وهل بالضرورة أن تقود حرية التفكير إلى حرية التعبير؟
البعض يرى أن حرية التفكير متوافرة، أما حرية التعبير مصادرة، وإذا كان الحال كذلك، فإن مقولة ديكارت تصبح بلا معنى، فليس نقيض الوجود العدم، من وجهة نظر فلسفية، وإنما الفعل الوجودي، وهذا لا يتم إلا إذا خرجت الفكرة من حجرات الدماغ نحو آفاق العقل باتجاه الوجود المحسوس واللامحسوس؟ إن هذه الإشكالية تشبه الإشكالية المحيطة بالرأي النقدي القائل بأن كل الناس يمارسون النقد، الطفل وهو يتأمل وردة في مزهرية، المرأة وهي تتأمل طفلها، والناقد وهو يشرّح عملاً إبداعياً أو فكرياً، فهل يستوي الناقد من حيث الأثر العام، بتأمل أم لطفلها، وهل يتساوى الأمر بين شاعر يكتب عشقه، وبين عاشق يعيش عاطفته، وهل يتساوى الأمر بين شاعر يكتب قصيدته وهو نائم، وشاعر يسطرها على الورق، وينشرها على الملأ قياساً إلى أثر الفكرة والجملة في الوجود؟ حين يهبط سقف حرية التعبير قليلاً، فإن حرية التفكير تكون على مقربة من الحضيض، لأن ارتفاع سقف التفكير يرفع سقف التعبير، والعكس ليس صحيحا، وأجزم بأن حرية التفكير ليست عملاً فردياً، شأنها شأن حرية التعبير، لأن التفكير يلامس القضايا الجماعية، علاقة الفرد بالآخر، وهذا الآخر هو من يتولى تدبير حياة الناس اليومية ويتحكم بمصائرهم، وقد يكون شخصاً أو مؤسسة أو نظاماً، وقمع هذا الشخص المتواصل وبالسبل كافة، لحرية التعبير بشأن تفاصيل الحياة والحكم، سيقود إلى قمع الفرد لذاته، وبالتالي مصادرته لأفكاره، واختياره نمطاً آخر للحياة، يجنبه التصادم مع ذاك الشخص أو تلك المؤسسة. هنالك حاجة ماسة إلى تحرير التفكير البشري، فالممنوعات والتابوهات شوهت آلياته، ومشاهد وقصص القمع أفقدته خصوبته، والإحساس بالرعب قصّ جناحيه، وهذا ما أثر على الإنتاجية النوعية، في الوظيفة، والإبداع، والتجارة، والعلاقات الزوجية والعاطفية، وفصلت الفرد عن الجماعة، حتى تحول إلى آلة تذهب للعمل صباحاً، تسلك الطريق ذاته، وتنفذ التعليمات ذاتها، بمستوى الطاعة ذاته، ويعود مساء إلى جحره، ليأكل ويتكاثر وينام. حرية التعبير متدنية بسبب تدني حرية التفكير، وتراجع الزمن المخصص لجلسات النقاش الجادة، وتفشّي اللامبالاة حد البلاهة والسطحية، ألهذا تكثر حوادث السيارات، وتكتظ الملاعب، وتفشل العلاقات الزوجية، ويزداد مرض البرود الجنسي، ويضحك باراك الصهيوني حتى بلا شفتين؟ نعم هنالك علاقة
__________________
ليس ذنبي أن العقُول صغيره أمآم فهمِي .! وليس ذنبهم / أن فهمّي صعب .! كل مآ ادركه أن لي قنآعآت لآ تقبل القسمه على 2 .! ولآ تقبل الجزر والمد .. ولآ تقبل أن تكون مش‘آبهه ل ‘ قنآعآت للأخرين ..! أنآ {مُختلِفَ } طبعآ ليس ل ألافضل || وليس ل الأسوء !ولكنّي { أختلّف } |
09-02-2010, 04:47 PM | #2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 2,071
|
جميل أخي معاذ , جميل
تحياتي ,,
__________________
في المجتمع المريض الاستشهاد بالرجال أولى من الاستشهاد بالأدلة والأفكار !!
|
الإشارات المرجعية |
|
|