بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ماذا تعرف عن التلوث الضوئي

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 20-04-2004, 02:43 PM   #1
القصيمي البحت
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: القصيم
المشاركات: 55
ماذا تعرف عن التلوث الضوئي

التلوث الضوئي
كيف نطفئ نجوم سمائنا بأيدينا ؟
تعد إنارة المدن والأبنية والحدائق والشوارع بالكهرباء سبباً لما صار يعرف بالتلوث الضوئي .فإنارة المدن قديمة في التاريخ ،إذ كانت روما القديمة تضئ سوقها العامة وساحاتها بالمشاعل .وفي العام 1882م .كانت في نيويورك آلاف الأضواء ، ولكنها لم تكن ساطعة هكذا وصف أحدهم المدينة آنذاكهذه هي آلاف البقع الضوئية الصغيرة التي لا تؤثر على العتمة ، إنها أضواء غاز ، غاز النيون ، عديم اللون والرائحة لاشي يمكنك قراءته غير أفق أسود مرقط بالضوء ..)
. أما مصابيح شوارع باريس في القرن التاسع عشر لم تكن كافية لكشف تحركات (مدام بوفاري) السرية كما جاء في رواية غوستاف فلوبير . لكن الأمور صارت مختلفة تماماً في بداية القرن الحادي والعشرين .
بدأ العلماء قبل نحو ربع قرن بإجراء دراسات جادة حول هذا التلوث .
وفي سنة 1989م وجد بيارانتو سانزانو وفابيو فالسيني من جامعة بادوا في إيطاليا وكرستوف بولدر من جامعة كولورادو أن بعض صور الأقمار الصناعية لمدن ومصانع وحتى سفن الصيد تشبه إلى حد كبير حرائق هائلة تلتهم ظلام الليل.
وبذل الثلاثة جهوداً كبيرة لوضع أول طريقة تمكن من قياس الضوء والظلام . ووضعوا بالفعل أول أطلس من نوعه في هذا المجال . وكشفت أبحاثهم المذهلة أن ضوء مصباح كهربائي واحد في شارع معين يؤثر على الرؤية حتى مسافة 200كم عن موقعه .
وتوقع سانزانو أنه في حال استمرار زيادة الأضواء بالوتيرة الحالية ، فإن مجرة درب التبانة التي ننتمي إليها ، لن تكون في مجال النظر في إيطاليا كلها بحلول العام 2025م.
ويشير الأطلس المذكور إلى أن هذا التلوث لا يطال العالم الصناعي فقط ،بل العالم بأسره .
وقد اقترح الدكتور دايف كروفورد من (الجمعية العالمية للسماء السوداء) أن تكون مصابيح المدن موجودة كلها صوب الأسفل ، وليس إلى فوق . وأعطى مثالاً على ذلك تجربة مدنية تاكسون في ولاية أريزونا، والتي تعتبر أول مدينة تحسن التعامل مع التلوث الضوئي ، إذ استبدلت المصابيح التقليدية فيها بأخر من السودويوم أقل توهجاً وتكلفة ، ويذهل زائر هذه المدينة الجميلة من حفاظها على الليل دون حرمان المنتقل في شوارعها من الرؤية الجيدة.
ومع العلم بأن الناظر إلى السماء يفترض أن يرى في وضع طبيعي حوالي 2500نجم، فإن بعض الأطفال في العديد من المدن العالمية سيولدون ويموتون من دون أن يرو النجوم .
وثلثا سكان العالم و (99 % ) من سكان المدن،و (88 % ) من سكان الولايات المتحدة ، لا يرون سماء ليلية حقيقة من أماكن إقامتهم ، وهذا ما دفع العالمة ويني بروير إلى الحديث عن (تدمير السماء) والقول إن النجوم صارت من ضمن الأنواع السائرة إلى الاتقراض).
على صعيد آخر الأبحاث المتعلقة بتأثير الضوء الصناعي في الصحة توصلت إلى أن أجسامنا تعمل أفضل خلال ساعات النوم المعتمة .
وأكد باحثون من جامعة بانسيلفانيا سنة 1999م أن الأطفال دون السنتين ، الذين ينامون على الضوء الآتي من الشوارع ، يتعرضون لمرض قصر النظر خلال الطفولة وخلال عمر المراهقة . ويقول الدكتور جورج برانيارد ، أستاذ علم الجهاز العصبي والمخ من معهد جيفرسون الطبي : "ليس هناك من شك في أن الضوء هو منظم قوي لفيزيولوجيا الإنسان والتعرض إلى الضوء الباهر يؤثر في الكثير من وظائف الجسم الفيزيولوجية ، بتعطيل الساعات الداخلية المنظمة لها ،مما يؤدي إلى أمراض بيولوجية ونفسية كثيرة "ويقول الدكتور روبرت هان من " مركز السيطرة على الأمراض " في الولايات المتحدة "
النوم في غرفة معرضة لأضواء الشوارع يؤدي إلى أمراض سرطان الثدي " فالضوء يؤثر كثيراً في إفراز مادة melatonin وهي هرمون يتعلق بوظيفة النوم والاستيقاظ وتعديل حرارة الجسم .
ومن جانب يقول عالم الدماغ ، البروفسور روسل فوستر من "المعهد الملكي للعلوم"
في لندن " إن الذين يتعرضون للضوء الصناعي يصابون بمرض الحرمان من النوم المزمن.
الطيور ، هي الأخرى ربما تكون أكثر تأثرا ً بالتلوث الضوئي من الإنسان . فالكثير من الطيور المهاجرة نختزن في ذاكرته أنماطاً أرضية معينة في الليل والنهار تساعدها على الطيران خلال رحلاتها الطويلة بتحديد أماكن وجهتها .
كما أن بعض هذه الطيور أصبحت اليوم منجذبة إلى أضواء المدن وناطحتها السحاب وغيرها ، التي تشوش عليها ذاكرتها.
وفي سنة 1945م قتل حوالي خمسين ألف طير لحقوا بشعاع ضوءي في قاعدة وارنر روبنز الجوية في جورجيا حيث اصطدمو بالأرض .وقدر مايكل ميزور من "برنامج التحذير من الضوء المميت في الولايات المتحدة أن عدد الطيور التي تسقط ضحية الضوء المخادع يقارب الـ 100 مليون سنوياً . وكما تعلم جميعا فأن الطيور تبدأ بالغناء عند الفجر , لكن الأضواء الساطعة تخدعها باستمرار . وتشوش ساعات توقيتها الداخلية مما يجعل بعضها يقوم ببناء أعشاشه في الخريف بدلاً من الربيع ويكون لذلك عواقب وخيمة على توليدها .
وهذا التلوث يؤثر في الحياة البحرية .فإناث السلاحف والخفافيش تضع فراخها في الضوء الطبيعي على الشاطئ فتنخدع بالأضواء الصناعية للشوارع والأبنية القريبة فتنتقل إلى الأماكن الخطأ .
وهذا النوع من الحيوانات معرض, للانقراض خلال فترة ليست طويلة .

والأضواء الصناعية تؤثر أيضاً في بعض الأشجار فتحتفظ بأوراقها مدة أطول مما يؤثر في نموها الطبيعي ويعرضها لخطر الانقراض .
كذلك تتأثر بعض الأزهار التي تتفتح في النهار وتغلق في الليل .
و التعبير نفسه "التلوث الضوئي " صاغه علماء الفلك والتعامل في المراصد الجوية الأرضية . وقد سمي أحياناً "العمى الضوئي " . إنه الضوء الذي يحجب الرؤية .فكثير من المراصد لم تعد قادرة على العمل الجيد بسبب الوهج المتصاعد من الإنارة الصناعية . وأصبح من الضروري نقلها إلى أماكن أخرى.
هذا التلوث الذي يزداد سنة بعد سنة بوتيرة مختلفة يجعل من هواية رصد الفضاء هواية غير ممكنة .
ويقول بعض العلماء إنه إذا استمر هذا الاتجاه فسيكون القمر هو الملجأ الوحيد لهم.
لقد أخذ الإنسان الآن بتوسيع النهار على حساب الليل . لكننا عشنا , ومنذ فجر التـاريخ.
مع الليل والنجوم أصبح جزءاً من حياتنا الروحية . ونحن العرب ,ربما من أكثر الشعوب التي تغنت بالليل والنجوم قد تكون أكثر المتأثرين بهذا التلوث .
إن جزءاً مهماً من ثقافتنا هو الشعر وسيكون الليل وتلألؤ النجوم وسطوع القمر في سماء صافية . فهل يذهب ليل الشعراء والعائشين وملجأ المتأملين وشفيع الملهمين مع ضوء الحضارة الحديثة؟
يعني ياجماعة الله يسترنا بس

مجلة القافلة
سبتمبر ـ أكتوبر 2003
العدد 52
المجلد 4
__________________
قل الحق ولو على نفسك
القصيمي البحت غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)