[البـــــارق]

( السيارة قادتنا ولم نقدها )

في مساء يوم غـاب فيه نور القمر تماماً في ليلة بـــدره ..حزناً على أوضاع الناس والأمة التي تنتهك كرامتها في كل مكان .. ذهبنا نحن قريبات ثلاث لنحضر مذكرات دراسية وجهاز كهربائي للبيت مع سائق بيتنا في سيارة أخينا التي نستقلها لأول مرة .. تعطلت السيارة عند المحل الأول و"بالعافية" أدار السائق المفتاح حتى تكرمت بالمسير .. توقفنا عند المحل الآخر .. قلنا لا تطفئ السيارة حتى لا نتأخر في أن نستعطفها لتسير .. لزم الأمر السائق ونزل ليحضر الجهاز .. وإذا بأحد الأخوات تقول: بنات إن السيارة تتحرك، قلنا أنت تتوهمين في ليلة الخسوف ! عـــجيب ! المحل الذي أمامنا يتغيٌر..إن الأمر جـٌد.. السيارة فعلا تتحرك، ما لعمل ؟ .. بدأنا الصراخ.. لا أحد يجيب !! ، نحن في المرتبة الخلفية كيف نتصرف ؟ ، الصغرى كانت أكثر جرأه " مدٌت يدها من الخلــف لتدير دركسون السيارة، وإذا بها ترتطم بالرصيف ثم يتغير المسار إلى الشارع المجاور " قالت الكبرى اصطدمي بعمود الكهرباء لتقف السيارة، أما الأخرى فقفزت ثم ارتطمت بالرصيف مع السيارة.. قفزت الكبرى ثم تبعتها الصغرى.. تحركت السيارة إلى الخلف وكأنها تريد أن تقضي علينا.. لا نعلم كيف تتغير حركات هذه السيارة.. محرك السيارة كان مخـــتلاً تماماً مثل ذلك الشخص الذي وقف على مصــابنا وظننٌا أنه سيساعدنا فقال " تسترن " نساء على الرصيف..والله لأخبرن الهيئة والمرور.. قلنا حسبنا الله..وإذا بالآخر يقفز إلى السيارة ليوقف زحفها.. ثم يقول حمداً لله على السلامة هذه الأمور تحدث كثيراً " كم من سيارة تحركت من غير سائق ".. أين السائق ؟ قال الرجل الذي يعكس صورة مخالفة لمن قبله.. قلنا له في المحل تقريباً 30 متراً إلى الخلف.. وتلك مسافة جريمة قيادة السيارة بنا.. فقط ثلاثون متراً ! جنت علينا هذه السيارة بقيادتها لنا.. جعلتنا حديث المجـالس.. في ليلة غــاب فيها البدر كما يغيب العقل والفكر عن المتعجلين.. هاتفنا أخينا.. ( بالله أنقذنا إننا في حادث مؤسف.. أسرع وخذنا.. نساء في موقع لا نحسد عليه ).. حضر الأخ بعدما هاتفنا فأخذنا والحمد لله )..
" ســرنا ومنا من يمسح دموع السلامة.. ومنٌـــا من يمسح آلام الدم في يديه ومرفقيه ".. تحركت السيارة " بالدف " وأصوات المساجد تقرأ لصلاة الخسوف – الذي نحن جزء منه – وإذا بأصوات النجدة تطلق عبارات التوقف.. أنه السيارة المشبوهة..! نعم والله إن فيــها لشبهه لو علمنا بها ما ركبناها.... الصوت يعلو توقف ! .. "يا ترى ماالأمر.. هل سيساعدوننا ؟" .. أوقفنا المرور وهو مشحون ببلاغ " الغوغائيين... متغافلاً عن حقيقة ما حدث.. " مالخبر ؟ .. نساء في حالة غير طبيعية على الرصيف.. هـــكـــذا نقلت الصورة.. رصدت شهادة (المتعٌجل ) ولم ترصد حقائق الحدث.. نســـاء في حالة غير متزنة.. وكيف يتم الاتزان في سيارة غير متزنة تأخذنا يمنةً ويسرةً.. وتقذفنا في الرصيف ( إنــه لأمر ومطلب عجيب ) ! ). يطلب من المر أه أن تتزن حتى مع سقوطها من السيارة ( نحتاج إلى تدريب في ذلك !!) .. تبادل الأخ مع الشرطي كلاماً مشدوداً كنٌا نستغربه تماماً كما هي بالضبط غربة بدر تلك الليلة عن ذلك المساء الحزين الذي كــنــٌا أبطاله " آســــفـــه " ضحاياه.. لتلك السيارة التي قادتنا إلى مانحن فيه...
" عدم اتزان السيارة حينما قادتنا إلى الرصيف يعكس بالضبط عدم اتزان اجتماعي في تناقل الاشاعه الهوجاء.. من بنات يقدن السيارة في الصفراء... إنها مسؤولية الجميع.. أن لا يقذف بكلمة لا يلقي لها بالاً تهوي بضحاياها لتلوكهم ألسنة العجلة دون رادع من عقل أو وطنية أو دين..
حمى الله الجميع من كل سوء ومكروه .. ودعائنا لجميع سياراتنا بالأمن والأمان من أن تتحرك دون قائد ..


منقوول