[ابواسيد]

ماهي العلاقة بين (الأشعة الكونية) و (الاحتباس الحراري)؟
ماهي العلاقة بين (الأشعة الكونية) و (الاحتباس الحراري)؟






على مدى المائة عام الأخيرة ارتفعت درجة حرارة مناخ الأرض بحوالي 0.7 درجة مئوية، وتجري نقاشات حادة بين العلماء والسياسين والاقتصاديين حول المسؤولية وطرق التصدي لهذه الظاهرة، وغالبية العلماء مقتنعون بأن الاستهلاك المتزايد للفحم والنفط، وبالتالي ما ينتج من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون هو السمؤول عن ذلك، إلا أن هناك دراسات حديثة مثيرة للجدل تربط ( الأشعة الكونية) ب (ظاهرة الاحتباس الحراري).

وعبر بحوث عديدة بدأت منذ عام 1998م نشرتها مجلات علمية معتبرة، وكان منها ما نشرته في عام 2007م الدورية البريطانية المرموقة ( محاضر الجمعية الملكية ) وجد الفيزيائي الدنماركي (هنريك سفينمارك) الباحث في (مركز الفضاء القومي الدنماركي) أن الدور الأكبر في هذه الظاهرة هو للأشعة الكونية؛ حيث يعزو الأمر إلى (النشاط الشمسي) وماينتج عنه من رياح شمسية تؤثر على (المجال المغناطيسي للشمس) الذي يحدد كمية (الأشعة الكونية) التي تصطدم بالأرض.

ووفق النظرية الجديدة لسفينمارك فإن للأشعة الكونية قدرة تحكم كبيرة على كمية الغيوم التي تتشكل في طبقات الجو، ولأن الغيوم تقوم بعكس أشعة الشمس إلى الفضاء الخارجي فإنه سيكون لها تأثير تبريدي على مناخ الأرض، وهذا يعني أنه إذا ازدادت (الأشعة الكونية) تصبح الأرض أكثر برودة.

وفي القرن العشرين أصبحت الشمس نشطة بصورة استثنائية حيث وصل نشاطها إلى أعلى مستوياته خلال السبعمائة سنة الأخيرة، مما يجعل مجالها المغناطيسي ذا فاعلية أكبر في صد (الأشعة الكونية)، ولدى (سفينمارك) المزيد من الأدلة على كيفية ارتباط الحرارة بالنشاط الشمسي عبر الزمن، ففي القرون الوسطى في الفترة من 1000-1300م كان (النشاط الشمسي) بنفس مستواه اليوم، مما رفع درجة حرارة مناخ الأرض إلى درجة سمحت بممارسة الزراعة لأول مرة في (جزيرة غرينلاند).

وبالنسبة للفيزيائي سفينمارك فإن هذه النتائج تعتبر بمثابة الحلقة المفقودة، غير أن المعارضين لم يقتنعوا باستنتاجاته بالرغم من أنهم يعترفون بأن ( الأشعة الكونية ) لها تأثير واضح على تشكيل الغيوم، ولكنهم ليسوا مقتنعين بأن لهذه الآلية الدور الرئيس في التغير المناخي الجاري اليوم، وتقوم حالياً المنظمة الأوربية للأبحاث النووية (سيرن) بالإعداد لتجارب مستندة إلى أبحاث (سفينمارك) لدراسة تأثير (الأشعة الكونية) على ( الغلاف الجوي).

ويلاحظ بعض المراقبين أنه بالرغم من نشر هذا البحوث في دوريات علمية مرموقة إلا أنها لم تحظَ بالاهتمام المطلوب على الصعيدين الإعلامي والسياسي .

الطريف أن (سفينمارك) وفريقه البحثي لم يكونوا الوحيدين الذي ربطوا بين (النشاط الشمسي) وبين تشكُّل الغيوم، فقد وجه الفلكي البريطاني (وليام هيرشل) في عام 1801م إلى أن هناك صلة بين (البقع الشمسية ) وبين أسعار القمح في بريطانيا!.

[take no]

مشكور على المعلومه الاكثر من رائعه