رجال ومواقف ( في مرحلة التأسيس )

أولاد علي2007 · 06-05-2010, 04:51 PM

رجال ومواقف ( في مرحلة التأسيس )
بقلم الدكتور : محمد بن علي السكاكر
كلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم - قسم التاريخ

نظراً لما يتمتع به الملك عبدالعزيز رحمه الله من حسن التوكل على الله، وصدق في الولاء وإخلاص في النية وسداد في الرأي وعزيمة على الامر، فقد وفقه الله
سبحانه وتعالى ليكون منقذاً للأمة مما تعانيه من فرقة سياسية واختلال في الأمن وتدهور في الاقتصاد وتدن في مستوى المعيشة، إضافة الى إحيائه لدعوة الشيخ
محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وتأييده لعلمائها، حيث جعل منهم المستشارين والقضاة والمفتين، فكانت كلمتهم نافذة وأحكامهم مطبقة، فعاش الناس في ظل حكمه
ودستوره عيشة آمنة مطمئنة,
ولما كانت القصيم من أهم المناطق النجدية التي لعبت دوراً مميزاً في حروب الملك عبدالعزيز لتوحيد البلاد، فقد رأيت أن أبرز دور أهلها في هذه الحركة
التوحيدية التجديدية، ليعرف القارىء من خلال هذه الوقائع ان صدق الولاء واحترام البيعة والانضواء تحت راية ولي الأمر من أهم الاسباب لحفظ الدين وتحقيق
الوحدة والأمن وتأمين السبل وتوفير العيش وتنمية البلاد,
وإذا كان الماضي نواة للحاضر، فإن الدولة السعودية في دورها الثالث حلقة مكملة للدولة السعودية في دوريها الأول والثاني، لأن مبادئها متفقة، وأحداثها
متصلة، وكان للعقيدة السامية دورها المميز في تسيير أحداث هذه الدولة في أدوارها الثلاثة، ذلك ان رابطة اللسان لا تستقيم، ورابطة المصالح لا تدوم إذا لم
يكن هناك رابطة في الدين ينضم الناس تحت لوائها، فتؤثر فيهم، ويتأثرون بها، لذا رأيت أن أمهد للموضوع بذكر أهم احداث القصيم في الدولة السعودية الأولى،
لأبين الرابطة بين العهدين، وأوضح أهمية الدين في توحيد الشعوب,

القصيم... الإنسان والأرض

ولما كانت القصيم هي مسرح الأحداث السياسية والحضارية في هذا الموضوع، فيجدر بنا التعريف بها قبل الخوض في أحداثه ليتضح لنا مدى أهميتها السياسية
والحضارية في ذلك الوقت، فيقول الشيخ محمد العبودي في معجمه: تعد القصيم إحدى المقاطعات النجدية التي تتصف بنقاء الهواء، ووفرة الماء، وخصوبة الارض، وكثرة
المراعي، كما أن أهلها اشتهروا بتحمل المشاق، وقوة البأس، وكانوا من أنشط النجديين في التجارة والصناعة والاتصال بالعالم الخارجي (1) ، ولعل رجال
العقيلات الذين وطئت أقدامهم أراضي العراق والشام ومصر والسودان,, وغيرها خير دليل على ذلك، حتى إن أولاد علي في مصر وهم رجال القصيم قد شاركوا في حفر
قناة السويس التي تم انجازها سنة 1869م (2) ,
وتتمتع القصيم بموقع استراتيجي جعل القوى المتصارعة تتسابق الى الاستيلاء عليها، لأنها بوابة نجد الشمالية الشرقية، فمن استولى عليها استولى على نجد كلها،
ومن كان أهل القصيم معه اطمأن أن نجداً ستكون تحت سلطته, (3) ,
ومن العوامل الهامة التي أبرزت رجال القصيم أن ولاءهم لمن أعطوه العهد عن رضا ورغبة لا يتغير، ولذلك فقتالهم في الغالب لأجل الدفاع عن الدين وتطبيقه
وتوسيع رقعة ولي الأمر الذي يقاتلون تحت رايته، كما أنهم أهل نخوة ونجدة، فقل أن تجد معركة من معارك نجد في تاريخ دولة آل سعود في أدوارها الثلاثة لم
يشترك فيها لواء أومجموعة منهم, ففي عهد الدولة السعودية الأولى أخذ أمير بريدة في ذلك الوقت حجيلان بن حمد آل أبو عليان يسعى جاهداً لتبليغ الدعوة
السلفية، وضم البلاد المجاورة له أو البعيدة عنه لحكم آل سعود، فوصلت جيوشه الى بلاد شمر، وإلى حدود بادية الشام والعراق، وذلك في نهاية القرن الثاني عشر
الهجري وبداية القرن الثالث عشر الهجري، وقد ظل حجيلان بن حمد محافظاً على ولائه لآل سعود حتى سقطت الدرعية على يد ابراهيم بن محمد علي باشا سنة 1233ه،
وكان حجيلان بن حمد من ضمن من أخذه ابراهيم باشا معه من زعماء الدولة السعودية في دورها الأول، وقد توفي حجيلان بن حمد في المدينة المنورة سنة 1234ه, (4) ،
وفي عهد الدولة السعودية في دورها الثاني جدد أهل القصيم ولاءهم لآل سعود في عهد الإمام تركي بن عبدالله ومن بعده الإمام فيصل بن تركي، ولزموا البيعة
وشاركوا في حروب هذين الإمامين، وعندما نشب الخلاف بين أبناء الإمام فيصل بن تركي لم يشترك أهل القصيم في أحداث هذا الخلاف، بل لزموا الحياد، واستقل
امراؤهم بإماراتهم مكونين حكماً محلياً حتى تمكن أمير حائل محمد بن عبدالله الرشيد من ضم القصيم وإدخالها تحت سلطته وذلك بعد انتصاره على أهل القصيم في
معركة المليدا سنة 1308هـ,
ولما بدأت شمس آل سعود تشرق على نجد من جديد، وأخذت طلائعهم على عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله تسعى جاهدة لاستعادة حقهم المسلوب، تطلع أهل القصيم يتقدمهم
العلماء للانضواء تحت راية القائد الجديد، فكانت معركة الصريف، ومحاولة الملك عبدالعزيز استرداد حكم آبائه في الرياض للمرة الأولى سنة 1318ه، ثم استعادة
الرياض وما حولها، ثم القصيم ونهاية حكم آل رشيد فيها، وبما أن احداث هذه المعارك غير مجهولة، فإني سأركز على دور رجال القصيم في هذه المعارك لخدمة حماة
الدين من آل سعود,

معركة الصريف سنة 1318هـ
بعد معركة المليداء سنة 1308ه والتي انتصر فيها ابن رشيد على أهل القصيم، انسحب من القصيم من استطاع الخروج من أمراء الأسر الحاكمة فيها، وكان من ضمنهم
أفراد من اسرة آل مهنا امراء بريدة، وافراد من اسرة آل سليم امراء عنيزة، وقد وصلوا الى الكويت فاستقروا فيها يعانون آلام الغربة ويتطلعون للعودة الى
بلادهم، ثم حدثت احداث جعلت أمير الكويت مبارك الصباح يقرر غزو ابن رشيد في نجد، فخرج من الكويت ومعه الامام عبدالرحمن الفيصل آل سعود وابنه الملك عبدالعزيز
وكذلك آل مهنا وآل سليم، وفي الطريق انفصل الملك عبدالعزيز بسرية صغيرة قاصداً استعادة الرياض ولم يتحقق له ذلك، أما بقية الجيش فقد اتجه الى محاربة ابن
رشيد، وقبل وصول الجيش الى القصيم، ارسل الامام عبدالرحمن ومن معه من آل مهنا وآل سليم الى أهلها من يخبرهم بقدومهم، فاستقبل هذا الخبر بسرور تام، وأخذوا
يجمعون الأموال ويجهزون الرجال لهذه الحرب، وقد تمكن آل مهنا وآل سليم من دخول بريدة وعنيزة بعد أن هرب واليا آل رشيد فيهما, (5) ،
ثم لما وقعت المعركة اشترك كثير من أهل القصيم في هذه الحرب الى جانب الامام عبدالرحمن الفيصل، وكان من ضمن من أبلوا بلاء حسناً فيها أمير الربيعية في ذلك
الوقت عبدالله بن حمود البازعي وهو شمري الأصل ولكنه فضل ولاء الدين على ولاء القبيلة، ومنهم اسرة الربدي وأسرة الجربوع وغيرهم كثير، إلا أن هؤلاء قد وقع
عليهم العبء الأكبر بعد انتهاء المعركة, فقد سلم البازعي للامام عبدالرحمن ما عنده في بيت المال الخاص بالربيعية والشماسية والنبقية، كما ساهم الشيخ عبدالرحمن
وابراهيم الربدي بأموال كثيرة في هذه الحرب، وشارك الجربوع بنفسه في هذه الحرب، وبعد انتهاء المعركة بانتصار ابن رشيد وهزيمة جيش مبارك الصباح، تفرغ ابن
رشيد للانتقام من هؤلاء الذين بقوا في مدنهم ولم يغادروها، فقد قبض على البازعي وفرض عليه غرامة مالية كبيرة وهدده بالقتل إن لم يسددها، وقد يسر الله عز
وجل له تسديد هذا المبلغ، حيث طلب قاضي الشماسية الشيخ ضيف الله بن سيف من جماعته أن يتبرعوا باضحياتهم لأمير الربيعية، كما وصلته تبرعات من أهل الربيعية
والنبقية، (6) وأما اسرة الربدي فقد عانت من قسوة وظلم ابن رشيد لها، فقد قتل عبدالعزيز بن متعب بن رشيد كبير اسرة الربدي وهو الشيخ عبدالرحمن الربدي
وابنه سليمان العبدالرحمن الربدي، كما صادر اموالهم وتقدر بثمانين الف ريال فرنسي، وكذلك ابلهم وخيولهم، كما قبض على الشيخ ابراهيم الربدي شقيق عبدالرحمن وأودعه السجن،
وطلب منه ان يسلمه دفاتر حساباتهم مع الناس الذين يتعاملون معهم لتصفية أموالهم والاستيلاء على ما في ذمم الناس من ديون، كما تعرض للأذى والقتل كثير من أفراد أسر القصيم ممن
اشتركوا في هذه المعركة, (7) ،
وإذا كانت هذه المواقف تنبىء عن مظاهر بطولية لأهل القصيم الذين أيدوا الحق ووقفوا الى جانبه في جميع احداث القرن الهجري الماضي، حيث بخلوا بأموالهم
وأنفسهم على من فرض سيطرته بالقوة عليهم، وعرضوا مصالحهم للخطر وهم مدركون له، فإنهم على النقيض من ذلك في ولائهم وطاعتهم لآل سعود حيث جادوا بأنفسهم
وأموالهم في سبيل نصرتهم وتأييدهم، ومن الأمثلة على ذلك ما قدمه الشيخ ابراهيم الربدي من كرم وأدب وحسن تعامل مع الملك عبدالعزيز، فبينما كانت الحروب
قائمة احتاج الملك عبدالعزيز الى مبلغ من المال وهو بعيد عن الرياض، فطلب من الشيخ ابراهيم الربدي اقراضه هذا المبلغ حيث ارسل اليه رسولاً يحمل معه رهن
المبلغ، فقال له الشيخ ابراهيم الربدي : نحن والمال تحت اشارة الملك عبدالعزيز، ولسنا بحاجة الى الرهن أو التوثيق، فإن سلم الله الإمام عبدالعزيز فإن المال سيعود،
وإن كان غير ذلك فليس المال بأعز علينا من الإمام نفسه, (8) ،

معركة البكيرية سنة 1322هـ
بعد معركة الصريف وما حدث فيها من انتصار لابن رشيد، وما أعقبها من محاولة انتقام من ابن رشيد ضد أهالي القصيم الذين انضموا الى الامام عبدالرحمن الفيصل
حيث كثر القتل والتعذيب ضد أهل القصيم، فلا يوجد بيت من بيوتهم الا وفيه قتيل أو جريح أو طريد، وكان الشاعر محمد بن عبدالله العوني ممن عاصر هذه الحادثة
وتألم من مآسيها، فكتب قصيدة طويلة يستحث بها همم أهل القصيم من تجار عقيل، ويهيب بهم العودة إلى القصيم للدفاع عنها وطرد المعتدين، وقال في مطلع قصيدته
خلوج تجد القلب باعلا عوالها .... ترزم بعبرات تحطم اسمالها
ومنها قوله:
دار بنجد جنة كان قبل ذا .... من صكته سود الليالي عنالها
ومنها ايضاً:
تلقي علينا الجوخ والشال فوقنا .... وهي عارية تبكي ولا حد بكى لها (9)

ولما وصلت هذه القصيدة الى أولاد علي في الخارج، صفوا تجارتهم ثم أقبلوا مسرعين لنجدة أهلهم والدفاع عن ديارهم، وقد تزامن قدومهم مع تحرك الملك عبدالعزيز
رحمه الله لتوحيد نجد,
فبعد أن استعاد الملك عبدالعزيز الرياض سنة 1319ه، ثم اخذ يتوسع فيما جاورها، تطلع إلى ضم القصيم وانتزاعها من ابن رشيد، وقد توافقت تطلعاته مع رغبة أهل
القصيم في عودة حكم آل سعود والذي ألفوه وسعدوا به في فترات سابقة، فكانت هذه التطلعات وهذه الرغبة فاتحة خير لأهل القصيم، حيث أقبل الملك عبدالعزيز بجيشه
لتحرير القصيم، وقد انضم اليه امراء بريدة وعنيزة، فدخل الملك عبدالعزيز إلى عنيزة بعد أن خاض بعض المعارك ضد سرايا وحاميات ابن رشيد، كما دخل إلى بريدة
بعد أن ساعده أهلها على دخولها، وقد خرجت حامية ابن رشيد من بريدة بعد أن يئسوا من المقاومة فطلبوا الأمان، فأمنهم الملك عبدالعزيز,
كان عبدالعزيز بن متعب بن رشيد قد جمع جيشه واستعان بالدولة العثمانية للحيلولة بين الملك عبدالعزيز وبين حصوله على القصيم، بل دخول الرياض والقضاء على
حركة الملك عبدالعزيز بمهدها، فوقعت بينه وبين الملك عبدالعزيز معركة البكيرية المشهورة، والتي انهت سيادة ابن رشيد على القصيم، وصارت المسمار الذي دق في
عرشه وأسرع بزواله، وقد كان لأهل القصيم دور بارز في هذه المعركة، حيث إن ابن رشيد الذي كان يستند إلى الدولة العثمانية وشاركه في هذه المعركة فيلق حربي
منظم من جيوشها قد سلط مدافعه وشن هجوماً خاطفاً على جناح أهل الرياض بقيادة الملك عبدالعزيز، فانهزم الملك عبدالعزيز في بادىء الأمر، ثم عاد بعد قليل
عندما علم بأن جناح أهل القصيم قد باغت جيوش ابن رشيد من الخلف واوقع بهم هزيمة كبيرة فقتل منهم اعدادا كبيرة وبخاصة من جيش الدولة العثمانية ففر ابن رشيد
منهزما بعد ان خسر كثيرا من القتلى ولما وصل الملك عبدالعزيز الى اهل القصيم توجه بهم الى البكيرية فاستولى عليها، كما استولى على خزائن ابن رشيد من
المؤن والعتاد فيها,,

وقد قال الشاعر محمد العوني يوم وقعة البكيرية قصيدة طويلة نقتطف منها هذه الابيات:
مني عليكم يا هل العوجا سلام ....... واختص ابوتركي عمى عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام .... يا حامي الوندات يا ريف الغريب
اضرب على الكايد ولا تسمع كلام .... العز بالقلطات والرأي الصليب

وبعد هذه المعركة انتقل مسرح الاحداث الى مدينة الرس حيث وقعت معركة الشنانة

معركة الشنانة 1322هـ
بعد هزيمة ابن رشيد في معركة البكيرية، حاول جزافا الاستيلاء على بلدة الخبراء فحاصرها، ولكنها صمدت امامه، وعندما علم باستيلاء الملك عبدالعزيز على
البكيرية انطلق الى الشنانة فاتخذها معسكرا له ثم لحق به الملك عبدالعزيز وعسكر في مدينة الرس، ولمدة شهرين لم يكن بينهما معركة مكشوفة، مل اصحاب كل فريق
من طول الانتظار وبخاصة اهل البادية منهم، وتطلعوا للمواجهة او الرحيل الى بلدانهم، فاستغل الملك عبدالعزيز هذا الموقف لصالحه، حيث رأى ان يعرض الصلح على
ابن رشيد ليستطلع رأيه، وليثبت لجيش الدولة العثمانية انه لم يقاتلهم الا دفاعا عن النفس، وانه حريص على سلامتهم، وقد بحث عمن يصلح لهذه المهمة فوقع
اختياره على الشيخ فهد العلي الرشودي من اهل بريدة لرجاحة عقله وبعد نظره، فخرج فهد الرشودي من عند الملك عبدالعزيز وذهب الى ابن رشيد في معسكره بالشنانة
، فلما جلس عند ابن رشيد عرض عليه الصلح على ان يكون العارض والقصيم لابن سعود، ويحتفظ ابن رشيد في ملكه على حائل فقط، فغضب ابن رشيد وهم بقتل فهد الرشودي
وقال له: (لو لا ان الرسل لا تقتل لقتلتك) فأجابه الرشودي بقوله اذا قتلتني فأنا فلاح لا أعز ولا أذل) ثم ان ابن رشيد هدد وتوعد بأنه سيجعل القصيم والعارض
هدفا لمدافعه وسيقتل اهلها ويبيح المدن لجنده فخرج فهد الرشودي من عنده فرحا بنجاح مهمته لأن ابن رشيد بتعنته وتهديده سيزيد من حماس اهل القصيم والعارض
وسيدفعهم الى المبادرة للخلاص من شره ، وذلك في وقت هبطت فيه الهمم وتطلع الناس الى انتهاء القتال، اما ابن رشيد فقد فوت الفرصة على نفسه، حيث ان من معه
من قومه قد ملوا من طول الانتظار وتطلعوا الى العودة لبلادهم لحلول فصل الربيع، كما ان جيش الدولة العثمانية هو الجيش النظامي الذي كان يدعمه في هذه
الحرب، قد عرف نوايا ابن رشيد وان اهل القصيم معارضون له، ففكروا بالعودة الى بلادهم لعدم صدق مقولة ابن رشيد ان ولاء اهل القصيم لجانبه ضد الملك
عبدالعزيز,
وعلى اية حال فإن فهد الرشودي لما عاد الى الملك عبدالعزيز واخبره بجواب ابن رشيد، كما اخبره والحاضرين معه بتهديد ابن رشيد ووعيده، فحمد الملك عبدالعزيز
الله على سلامة فهد الرشودي ونجاح مهمته، ثم حث الحاضرين على ملاحقة ابن رشيد ومناجزته في الشنانة نفسها، ولما اجمعوا على ذلك كان ابن رشيد قد أيس من
إقناع جنده بالحرب، فنزل عند رغبتهم وارادوا العودة الى حائل، وفي طريقه مر بقصر ابن عقيل فحاصره ولم يحصل منه على طائل، ثم واصل سيره يريد حائل اما
الملك عبدالعزيز فإنه لحق بجيش ابن رشيد عند قصر ابن عقيل فناوشه بالحرب، ثم لحق به ايضا فحاربه في وادي الرمة وانتهت هذه المعركة بهزيمة ابن رشيد وفراره
ومن معه هائمين على وجوههم، وقد غنم الملك عبدالعزيز من هذه المعركة غنائم كبيرة من الذهب والابل والخيل، فأخذها ووزعها على المحاربين بعد ان اخذ الخمس لبيت المال.

===== فهرس الهوامش : ================================
1- محمد بن ناصر العبودي، المعجم الجغرافي لبلاد القصيم، ط1 دار اليمامة، الرياض 1399ه، ص 23
2- ناصر السليمان العمري، ملامح عربية، ط 1 ، 1411ه ص 341,
3- محمد بن ناصر العبودي، المصدر السابق، ج2 ص 95
4- انظر حروب حجيلان بن حمد عند حسين بن غنام، تاريخ نجد، ج2، حوادث السنوات 1200ه - 1201ه ، 1207ه وعند عثمان بن بشر، تاريخ نجد، ج1، حوادث السنوات
،1196ه، 1201ه، 1207ه، 1212ه,
5- سعود بن هذلول، تاريخ ملوك آل سعود، ط2 1402ه ، ص 51,
6- ناصر السليمان العمري، المرجع السابق، ص 86,
7- انظر احداث هذه المعركة عند الشيخ ابراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن، تذكرة اولي النهى والعرفان ، ط1 ج1 ص ،ص 318 - 320,
8- المصدر نفسه، ج2، ص 249,
9- انظر القصيدة كاملة في المجموعة البهية من الاشعار النبطية لعبدالمحسن بن عثمان ابابطين، ص,ص 82-85,
10- عبدالعزيز بن راشد السنيدي، الربيعية، الرئاسة العامة لتعليم البنات، الرياض، 1414ه، ص,ص 163 - 164,
11- انظر احداث هذه المعركة عند عبدالله الصالح العثيمين، معارك الملك عبدالعزيز المشهورة لتوحيد البلاد، الرياض 1415ه، ص,ص 95 - 96,

أولاد علي2007 · 07-05-2010, 12:22 AM

هذا المقال منشور في جريدة الجزيرة
بتاريخ 14/ 12/1998م بمناسبة المئوية

أحلى بريدة · 07-05-2010, 03:59 PM

مقال رائع ومميز للدكتور السكاكر

مشكور أخي على النقل ،،،

Shakespeare · 07-05-2010, 04:15 PM

مشكور اخوي على إفادتنا بالمعلومات ذي .

الوافي دايم مضلوم · 07-05-2010, 06:52 PM

السراحه الكتب كثيييير خخخخخخخخخخخ والله ياهي قلق اقراا

06-05-2010, 04:51 PM	#1
أولاد علي2007 عـضـو تاريخ التسجيل: Nov 2007 المشاركات: 13	رجال ومواقف ( في مرحلة التأسيس ) رجال ومواقف ( في مرحلة التأسيس ) بقلم الدكتور : محمد بن علي السكاكر كلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم - قسم التاريخ نظراً لما يتمتع به الملك عبدالعزيز رحمه الله من حسن التوكل على الله، وصدق في الولاء وإخلاص في النية وسداد في الرأي وعزيمة على الامر، فقد وفقه الله سبحانه وتعالى ليكون منقذاً للأمة مما تعانيه من فرقة سياسية واختلال في الأمن وتدهور في الاقتصاد وتدن في مستوى المعيشة، إضافة الى إحيائه لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وتأييده لعلمائها، حيث جعل منهم المستشارين والقضاة والمفتين، فكانت كلمتهم نافذة وأحكامهم مطبقة، فعاش الناس في ظل حكمه ودستوره عيشة آمنة مطمئنة, ولما كانت القصيم من أهم المناطق النجدية التي لعبت دوراً مميزاً في حروب الملك عبدالعزيز لتوحيد البلاد، فقد رأيت أن أبرز دور أهلها في هذه الحركة التوحيدية التجديدية، ليعرف القارىء من خلال هذه الوقائع ان صدق الولاء واحترام البيعة والانضواء تحت راية ولي الأمر من أهم الاسباب لحفظ الدين وتحقيق الوحدة والأمن وتأمين السبل وتوفير العيش وتنمية البلاد, وإذا كان الماضي نواة للحاضر، فإن الدولة السعودية في دورها الثالث حلقة مكملة للدولة السعودية في دوريها الأول والثاني، لأن مبادئها متفقة، وأحداثها متصلة، وكان للعقيدة السامية دورها المميز في تسيير أحداث هذه الدولة في أدوارها الثلاثة، ذلك ان رابطة اللسان لا تستقيم، ورابطة المصالح لا تدوم إذا لم يكن هناك رابطة في الدين ينضم الناس تحت لوائها، فتؤثر فيهم، ويتأثرون بها، لذا رأيت أن أمهد للموضوع بذكر أهم احداث القصيم في الدولة السعودية الأولى، لأبين الرابطة بين العهدين، وأوضح أهمية الدين في توحيد الشعوب, القصيم... الإنسان والأرض ولما كانت القصيم هي مسرح الأحداث السياسية والحضارية في هذا الموضوع، فيجدر بنا التعريف بها قبل الخوض في أحداثه ليتضح لنا مدى أهميتها السياسية والحضارية في ذلك الوقت، فيقول الشيخ محمد العبودي في معجمه: تعد القصيم إحدى المقاطعات النجدية التي تتصف بنقاء الهواء، ووفرة الماء، وخصوبة الارض، وكثرة المراعي، كما أن أهلها اشتهروا بتحمل المشاق، وقوة البأس، وكانوا من أنشط النجديين في التجارة والصناعة والاتصال بالعالم الخارجي (1) ، ولعل رجال العقيلات الذين وطئت أقدامهم أراضي العراق والشام ومصر والسودان,, وغيرها خير دليل على ذلك، حتى إن أولاد علي في مصر وهم رجال القصيم قد شاركوا في حفر قناة السويس التي تم انجازها سنة 1869م (2) , وتتمتع القصيم بموقع استراتيجي جعل القوى المتصارعة تتسابق الى الاستيلاء عليها، لأنها بوابة نجد الشمالية الشرقية، فمن استولى عليها استولى على نجد كلها، ومن كان أهل القصيم معه اطمأن أن نجداً ستكون تحت سلطته, (3) , ومن العوامل الهامة التي أبرزت رجال القصيم أن ولاءهم لمن أعطوه العهد عن رضا ورغبة لا يتغير، ولذلك فقتالهم في الغالب لأجل الدفاع عن الدين وتطبيقه وتوسيع رقعة ولي الأمر الذي يقاتلون تحت رايته، كما أنهم أهل نخوة ونجدة، فقل أن تجد معركة من معارك نجد في تاريخ دولة آل سعود في أدوارها الثلاثة لم يشترك فيها لواء أومجموعة منهم, ففي عهد الدولة السعودية الأولى أخذ أمير بريدة في ذلك الوقت حجيلان بن حمد آل أبو عليان يسعى جاهداً لتبليغ الدعوة السلفية، وضم البلاد المجاورة له أو البعيدة عنه لحكم آل سعود، فوصلت جيوشه الى بلاد شمر، وإلى حدود بادية الشام والعراق، وذلك في نهاية القرن الثاني عشر الهجري وبداية القرن الثالث عشر الهجري، وقد ظل حجيلان بن حمد محافظاً على ولائه لآل سعود حتى سقطت الدرعية على يد ابراهيم بن محمد علي باشا سنة 1233ه، وكان حجيلان بن حمد من ضمن من أخذه ابراهيم باشا معه من زعماء الدولة السعودية في دورها الأول، وقد توفي حجيلان بن حمد في المدينة المنورة سنة 1234ه, (4) ، وفي عهد الدولة السعودية في دورها الثاني جدد أهل القصيم ولاءهم لآل سعود في عهد الإمام تركي بن عبدالله ومن بعده الإمام فيصل بن تركي، ولزموا البيعة وشاركوا في حروب هذين الإمامين، وعندما نشب الخلاف بين أبناء الإمام فيصل بن تركي لم يشترك أهل القصيم في أحداث هذا الخلاف، بل لزموا الحياد، واستقل امراؤهم بإماراتهم مكونين حكماً محلياً حتى تمكن أمير حائل محمد بن عبدالله الرشيد من ضم القصيم وإدخالها تحت سلطته وذلك بعد انتصاره على أهل القصيم في معركة المليدا سنة 1308هـ, ولما بدأت شمس آل سعود تشرق على نجد من جديد، وأخذت طلائعهم على عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله تسعى جاهدة لاستعادة حقهم المسلوب، تطلع أهل القصيم يتقدمهم العلماء للانضواء تحت راية القائد الجديد، فكانت معركة الصريف، ومحاولة الملك عبدالعزيز استرداد حكم آبائه في الرياض للمرة الأولى سنة 1318ه، ثم استعادة الرياض وما حولها، ثم القصيم ونهاية حكم آل رشيد فيها، وبما أن احداث هذه المعارك غير مجهولة، فإني سأركز على دور رجال القصيم في هذه المعارك لخدمة حماة الدين من آل سعود, معركة الصريف سنة 1318هـ بعد معركة المليداء سنة 1308ه والتي انتصر فيها ابن رشيد على أهل القصيم، انسحب من القصيم من استطاع الخروج من أمراء الأسر الحاكمة فيها، وكان من ضمنهم أفراد من اسرة آل مهنا امراء بريدة، وافراد من اسرة آل سليم امراء عنيزة، وقد وصلوا الى الكويت فاستقروا فيها يعانون آلام الغربة ويتطلعون للعودة الى بلادهم، ثم حدثت احداث جعلت أمير الكويت مبارك الصباح يقرر غزو ابن رشيد في نجد، فخرج من الكويت ومعه الامام عبدالرحمن الفيصل آل سعود وابنه الملك عبدالعزيز وكذلك آل مهنا وآل سليم، وفي الطريق انفصل الملك عبدالعزيز بسرية صغيرة قاصداً استعادة الرياض ولم يتحقق له ذلك، أما بقية الجيش فقد اتجه الى محاربة ابن رشيد، وقبل وصول الجيش الى القصيم، ارسل الامام عبدالرحمن ومن معه من آل مهنا وآل سليم الى أهلها من يخبرهم بقدومهم، فاستقبل هذا الخبر بسرور تام، وأخذوا يجمعون الأموال ويجهزون الرجال لهذه الحرب، وقد تمكن آل مهنا وآل سليم من دخول بريدة وعنيزة بعد أن هرب واليا آل رشيد فيهما, (5) ، ثم لما وقعت المعركة اشترك كثير من أهل القصيم في هذه الحرب الى جانب الامام عبدالرحمن الفيصل، وكان من ضمن من أبلوا بلاء حسناً فيها أمير الربيعية في ذلك الوقت عبدالله بن حمود البازعي وهو شمري الأصل ولكنه فضل ولاء الدين على ولاء القبيلة، ومنهم اسرة الربدي وأسرة الجربوع وغيرهم كثير، إلا أن هؤلاء قد وقع عليهم العبء الأكبر بعد انتهاء المعركة, فقد سلم البازعي للامام عبدالرحمن ما عنده في بيت المال الخاص بالربيعية والشماسية والنبقية، كما ساهم الشيخ عبدالرحمن وابراهيم الربدي بأموال كثيرة في هذه الحرب، وشارك الجربوع بنفسه في هذه الحرب، وبعد انتهاء المعركة بانتصار ابن رشيد وهزيمة جيش مبارك الصباح، تفرغ ابن رشيد للانتقام من هؤلاء الذين بقوا في مدنهم ولم يغادروها، فقد قبض على البازعي وفرض عليه غرامة مالية كبيرة وهدده بالقتل إن لم يسددها، وقد يسر الله عز وجل له تسديد هذا المبلغ، حيث طلب قاضي الشماسية الشيخ ضيف الله بن سيف من جماعته أن يتبرعوا باضحياتهم لأمير الربيعية، كما وصلته تبرعات من أهل الربيعية والنبقية، (6) وأما اسرة الربدي فقد عانت من قسوة وظلم ابن رشيد لها، فقد قتل عبدالعزيز بن متعب بن رشيد كبير اسرة الربدي وهو الشيخ عبدالرحمن الربدي وابنه سليمان العبدالرحمن الربدي، كما صادر اموالهم وتقدر بثمانين الف ريال فرنسي، وكذلك ابلهم وخيولهم، كما قبض على الشيخ ابراهيم الربدي شقيق عبدالرحمن وأودعه السجن، وطلب منه ان يسلمه دفاتر حساباتهم مع الناس الذين يتعاملون معهم لتصفية أموالهم والاستيلاء على ما في ذمم الناس من ديون، كما تعرض للأذى والقتل كثير من أفراد أسر القصيم ممن اشتركوا في هذه المعركة, (7) ، وإذا كانت هذه المواقف تنبىء عن مظاهر بطولية لأهل القصيم الذين أيدوا الحق ووقفوا الى جانبه في جميع احداث القرن الهجري الماضي، حيث بخلوا بأموالهم وأنفسهم على من فرض سيطرته بالقوة عليهم، وعرضوا مصالحهم للخطر وهم مدركون له، فإنهم على النقيض من ذلك في ولائهم وطاعتهم لآل سعود حيث جادوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل نصرتهم وتأييدهم، ومن الأمثلة على ذلك ما قدمه الشيخ ابراهيم الربدي من كرم وأدب وحسن تعامل مع الملك عبدالعزيز، فبينما كانت الحروب قائمة احتاج الملك عبدالعزيز الى مبلغ من المال وهو بعيد عن الرياض، فطلب من الشيخ ابراهيم الربدي اقراضه هذا المبلغ حيث ارسل اليه رسولاً يحمل معه رهن المبلغ، فقال له الشيخ ابراهيم الربدي : نحن والمال تحت اشارة الملك عبدالعزيز، ولسنا بحاجة الى الرهن أو التوثيق، فإن سلم الله الإمام عبدالعزيز فإن المال سيعود، وإن كان غير ذلك فليس المال بأعز علينا من الإمام نفسه, (8) ، معركة البكيرية سنة 1322هـ بعد معركة الصريف وما حدث فيها من انتصار لابن رشيد، وما أعقبها من محاولة انتقام من ابن رشيد ضد أهالي القصيم الذين انضموا الى الامام عبدالرحمن الفيصل حيث كثر القتل والتعذيب ضد أهل القصيم، فلا يوجد بيت من بيوتهم الا وفيه قتيل أو جريح أو طريد، وكان الشاعر محمد بن عبدالله العوني ممن عاصر هذه الحادثة وتألم من مآسيها، فكتب قصيدة طويلة يستحث بها همم أهل القصيم من تجار عقيل، ويهيب بهم العودة إلى القصيم للدفاع عنها وطرد المعتدين، وقال في مطلع قصيدته خلوج تجد القلب باعلا عوالها .... ترزم بعبرات تحطم اسمالها ومنها قوله: دار بنجد جنة كان قبل ذا .... من صكته سود الليالي عنالها ومنها ايضاً: تلقي علينا الجوخ والشال فوقنا .... وهي عارية تبكي ولا حد بكى لها (9) ولما وصلت هذه القصيدة الى أولاد علي في الخارج، صفوا تجارتهم ثم أقبلوا مسرعين لنجدة أهلهم والدفاع عن ديارهم، وقد تزامن قدومهم مع تحرك الملك عبدالعزيز رحمه الله لتوحيد نجد, فبعد أن استعاد الملك عبدالعزيز الرياض سنة 1319ه، ثم اخذ يتوسع فيما جاورها، تطلع إلى ضم القصيم وانتزاعها من ابن رشيد، وقد توافقت تطلعاته مع رغبة أهل القصيم في عودة حكم آل سعود والذي ألفوه وسعدوا به في فترات سابقة، فكانت هذه التطلعات وهذه الرغبة فاتحة خير لأهل القصيم، حيث أقبل الملك عبدالعزيز بجيشه لتحرير القصيم، وقد انضم اليه امراء بريدة وعنيزة، فدخل الملك عبدالعزيز إلى عنيزة بعد أن خاض بعض المعارك ضد سرايا وحاميات ابن رشيد، كما دخل إلى بريدة بعد أن ساعده أهلها على دخولها، وقد خرجت حامية ابن رشيد من بريدة بعد أن يئسوا من المقاومة فطلبوا الأمان، فأمنهم الملك عبدالعزيز, كان عبدالعزيز بن متعب بن رشيد قد جمع جيشه واستعان بالدولة العثمانية للحيلولة بين الملك عبدالعزيز وبين حصوله على القصيم، بل دخول الرياض والقضاء على حركة الملك عبدالعزيز بمهدها، فوقعت بينه وبين الملك عبدالعزيز معركة البكيرية المشهورة، والتي انهت سيادة ابن رشيد على القصيم، وصارت المسمار الذي دق في عرشه وأسرع بزواله، وقد كان لأهل القصيم دور بارز في هذه المعركة، حيث إن ابن رشيد الذي كان يستند إلى الدولة العثمانية وشاركه في هذه المعركة فيلق حربي منظم من جيوشها قد سلط مدافعه وشن هجوماً خاطفاً على جناح أهل الرياض بقيادة الملك عبدالعزيز، فانهزم الملك عبدالعزيز في بادىء الأمر، ثم عاد بعد قليل عندما علم بأن جناح أهل القصيم قد باغت جيوش ابن رشيد من الخلف واوقع بهم هزيمة كبيرة فقتل منهم اعدادا كبيرة وبخاصة من جيش الدولة العثمانية ففر ابن رشيد منهزما بعد ان خسر كثيرا من القتلى ولما وصل الملك عبدالعزيز الى اهل القصيم توجه بهم الى البكيرية فاستولى عليها، كما استولى على خزائن ابن رشيد من المؤن والعتاد فيها,, وقد قال الشاعر محمد العوني يوم وقعة البكيرية قصيدة طويلة نقتطف منها هذه الابيات: مني عليكم يا هل العوجا سلام ....... واختص ابوتركي عمى عين الحريب يا شيخ باح الصبر من طول المقام .... يا حامي الوندات يا ريف الغريب اضرب على الكايد ولا تسمع كلام .... العز بالقلطات والرأي الصليب وبعد هذه المعركة انتقل مسرح الاحداث الى مدينة الرس حيث وقعت معركة الشنانة معركة الشنانة 1322هـ بعد هزيمة ابن رشيد في معركة البكيرية، حاول جزافا الاستيلاء على بلدة الخبراء فحاصرها، ولكنها صمدت امامه، وعندما علم باستيلاء الملك عبدالعزيز على البكيرية انطلق الى الشنانة فاتخذها معسكرا له ثم لحق به الملك عبدالعزيز وعسكر في مدينة الرس، ولمدة شهرين لم يكن بينهما معركة مكشوفة، مل اصحاب كل فريق من طول الانتظار وبخاصة اهل البادية منهم، وتطلعوا للمواجهة او الرحيل الى بلدانهم، فاستغل الملك عبدالعزيز هذا الموقف لصالحه، حيث رأى ان يعرض الصلح على ابن رشيد ليستطلع رأيه، وليثبت لجيش الدولة العثمانية انه لم يقاتلهم الا دفاعا عن النفس، وانه حريص على سلامتهم، وقد بحث عمن يصلح لهذه المهمة فوقع اختياره على الشيخ فهد العلي الرشودي من اهل بريدة لرجاحة عقله وبعد نظره، فخرج فهد الرشودي من عند الملك عبدالعزيز وذهب الى ابن رشيد في معسكره بالشنانة ، فلما جلس عند ابن رشيد عرض عليه الصلح على ان يكون العارض والقصيم لابن سعود، ويحتفظ ابن رشيد في ملكه على حائل فقط، فغضب ابن رشيد وهم بقتل فهد الرشودي وقال له: (لو لا ان الرسل لا تقتل لقتلتك) فأجابه الرشودي بقوله اذا قتلتني فأنا فلاح لا أعز ولا أذل) ثم ان ابن رشيد هدد وتوعد بأنه سيجعل القصيم والعارض هدفا لمدافعه وسيقتل اهلها ويبيح المدن لجنده فخرج فهد الرشودي من عنده فرحا بنجاح مهمته لأن ابن رشيد بتعنته وتهديده سيزيد من حماس اهل القصيم والعارض وسيدفعهم الى المبادرة للخلاص من شره ، وذلك في وقت هبطت فيه الهمم وتطلع الناس الى انتهاء القتال، اما ابن رشيد فقد فوت الفرصة على نفسه، حيث ان من معه من قومه قد ملوا من طول الانتظار وتطلعوا الى العودة لبلادهم لحلول فصل الربيع، كما ان جيش الدولة العثمانية هو الجيش النظامي الذي كان يدعمه في هذه الحرب، قد عرف نوايا ابن رشيد وان اهل القصيم معارضون له، ففكروا بالعودة الى بلادهم لعدم صدق مقولة ابن رشيد ان ولاء اهل القصيم لجانبه ضد الملك عبدالعزيز, وعلى اية حال فإن فهد الرشودي لما عاد الى الملك عبدالعزيز واخبره بجواب ابن رشيد، كما اخبره والحاضرين معه بتهديد ابن رشيد ووعيده، فحمد الملك عبدالعزيز الله على سلامة فهد الرشودي ونجاح مهمته، ثم حث الحاضرين على ملاحقة ابن رشيد ومناجزته في الشنانة نفسها، ولما اجمعوا على ذلك كان ابن رشيد قد أيس من إقناع جنده بالحرب، فنزل عند رغبتهم وارادوا العودة الى حائل، وفي طريقه مر بقصر ابن عقيل فحاصره ولم يحصل منه على طائل، ثم واصل سيره يريد حائل اما الملك عبدالعزيز فإنه لحق بجيش ابن رشيد عند قصر ابن عقيل فناوشه بالحرب، ثم لحق به ايضا فحاربه في وادي الرمة وانتهت هذه المعركة بهزيمة ابن رشيد وفراره ومن معه هائمين على وجوههم، وقد غنم الملك عبدالعزيز من هذه المعركة غنائم كبيرة من الذهب والابل والخيل، فأخذها ووزعها على المحاربين بعد ان اخذ الخمس لبيت المال. ===== فهرس الهوامش : ================================ 1- محمد بن ناصر العبودي، المعجم الجغرافي لبلاد القصيم، ط1 دار اليمامة، الرياض 1399ه، ص 23 2- ناصر السليمان العمري، ملامح عربية، ط 1 ، 1411ه ص 341, 3- محمد بن ناصر العبودي، المصدر السابق، ج2 ص 95 4- انظر حروب حجيلان بن حمد عند حسين بن غنام، تاريخ نجد، ج2، حوادث السنوات 1200ه - 1201ه ، 1207ه وعند عثمان بن بشر، تاريخ نجد، ج1، حوادث السنوات ،1196ه، 1201ه، 1207ه، 1212ه, 5- سعود بن هذلول، تاريخ ملوك آل سعود، ط2 1402ه ، ص 51, 6- ناصر السليمان العمري، المرجع السابق، ص 86, 7- انظر احداث هذه المعركة عند الشيخ ابراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن، تذكرة اولي النهى والعرفان ، ط1 ج1 ص ،ص 318 - 320, 8- المصدر نفسه، ج2، ص 249, 9- انظر القصيدة كاملة في المجموعة البهية من الاشعار النبطية لعبدالمحسن بن عثمان ابابطين، ص,ص 82-85, 10- عبدالعزيز بن راشد السنيدي، الربيعية، الرئاسة العامة لتعليم البنات، الرياض، 1414ه، ص,ص 163 - 164, 11- انظر احداث هذه المعركة عند عبدالله الصالح العثيمين، معارك الملك عبدالعزيز المشهورة لتوحيد البلاد، الرياض 1415ه، ص,ص 95 - 96, آخر من قام بالتعديل أولاد علي2007; بتاريخ 06-05-2010 الساعة 04:57 PM.

07-05-2010, 12:22 AM	#2
أولاد علي2007 عـضـو تاريخ التسجيل: Nov 2007 المشاركات: 13	هذا المقال منشور في جريدة الجزيرة بتاريخ 14/ 12/1998م بمناسبة المئوية

07-05-2010, 03:59 PM	#3
أحلى بريدة عـضـو تاريخ التسجيل: Aug 2007 المشاركات: 18	مقال رائع ومميز للدكتور السكاكر مشكور أخي على النقل ،،،

07-05-2010, 04:15 PM	#4
Shakespeare عـضـو تاريخ التسجيل: May 2010 البلد: بريده المشاركات: 8	مشكور اخوي على إفادتنا بالمعلومات ذي .

07-05-2010, 06:52 PM	#5
الوافي دايم مضلوم Registered User تاريخ التسجيل: May 2010 البلد: بريده المشاركات: 234	السراحه الكتب كثيييير خخخخخخخخخخخ والله ياهي قلق اقراا