كاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااافي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1
لم يعد خافياً أننا في زمن تكاثرت فيه الفتن وتنوعت، ولم يعد باستطاعة أحد التصدي لها ومواجهتها، نظراً لتعدد مصادر سطوتها والتي تتمثل في قنوات العبث واللهو، وأقنية المعلومات التي استعصت على التحكم والحجب، حيث أضحت هذه المصادر مدخلات للتكوين المعرفي، لا تستطيع الأسرة وحدها مقاومته، والتصدي لمغرياته المتعددة، وفنونه الماجنة، فقد غطى هذا الغثاء الفضاء كله، ودخل البيوت دون إذن أو استئذان أو حياء، وبسبب عواصفه وقواصفه ازدادت درجات الأرق والقلق لدى مؤسسات التربية، (الأسرة والمدرسة)، ولم يعد خافياً أن جهودهما بحاجة إلى مزيد من التنسيق والتواصل والتفاعل، وإلى الاستعانة بالمؤهلين الذين يمتلكون القدرة على التعامل مع هذه المدخلات بمهنية عالية في مضمونها وآلياتها، من أجل إحكام السيطرة والتحكم والضبط والحماية من الشرور والمفاسد التي تهدد الناشئة وتسعى إلى إخراجهم من أطرهم الثقافية والأخلاقية، ومن خلال معايشتي للجهود الموفقة التي يبذلها المشرفون التربويون في التوعية الإسلامية في جهاز وزارة التربية والتعليم وفي إدارات التعليم أود أن أنوه وأشيد بتلك الجهود الموفقة، والرؤى الثاقبة، والسياسات الحكيمة، والإدراك الواعي المتفاعل مع المتغيرات والمخاطر، والطرح المتوازن الوسطي في مضامينه وأساليبه، وما حققته برامج التوعية المعلنة التي تمارس في الهواء الطلق من تأثير في نفوس الشباب ووجداناتهم، فكان لها الفضل بعد الله في تصحيح الإفهام ومعالجة الأسقام.
إن برامج التوعية الإسلامية تتسم بالوضوح والتنوع، وتعتمد الربط الواعي بين المفاهيم والممارسات، وتستند في بناء مشروعاتها وبرامجها التربوية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي بهذا النهج الواضح تجمع بين الأصالة والمعاصرة في التناول والعرض، إن برامج التوعية صمام أمان ونبع فياض بكل خير وفضل، فكم من تائه دلته إلى طريق الحق والفلاح، وكم من سلوك فج منحرف قومته وعدلته وأعادته إلى جادة الاستقامة والهداية، وكم من فكر مشوش مضطرب تعلوه غشاوة الشبه والتأويل قومته وصححته وساعدت صاحبه على تبين الحق من مصادره المعتبرة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم-، والمستندة على ما أجمع عليه العلماء الربانيين الموثوق في عملهم وصواب معتقدهم ومنهجهم.
أعلم أن برامج التوعية تحظى بثقة كبيرة، وتقدير وامتنان يستحقه المشرفون الفضلاء الذين يبذلون بسخاء من أجل المحافظة على عقول الأبناء من مصائد الشر والفتن، يدفعهم إيمان خالص مخلص لدينهم ووطنهم وأهلهم، بارك الله جهودهم ونفع بها، والكل يتطلع بشوق وأمل إلى مزيد من فيض منابع الخير والصلاح، ففيها حفظ للدين والعقل والنفس والمال والعرض.
|