[لسـ المواطن ـان]

إرهاب إدراي .. داخل أسور تعليم القصيم ..!!

=

باشر الشاب ( ع / غ ) عمله على بند العمال وعلى الفئة ( أ ) بمؤهل لا يتعدى الابتدائية .. علماً أن الأنظمة تمكنه من شغل فئة أعلى وهي الفئة ( ب ) فمن هنا بدأ البخس ..!!

فباشر ( ع / غ ) عمله في صبيحة يوم سبت في إحدى المدارس الحكومية في بريدة تحت مسمى ( عامل نظافة ) آن ذاك ..!! وبهذا المسمى ومنه بدأت تشتد تلك العوارض الصحية على هذا الموظف البسيط .. مما جعله ينقطع عن عمله .

ولكن كان في هذه المدرسة رجالاً هم للخير أقرب من الشر .. وللصلاح أقرب من غيره ... .

فلم يتوانوا عن السؤال عنه ... مما جعل مدير هذه المدرسة يبعث بوفد ممن يراهم ؛ إلى هذه الأسرة ؛ لسؤال عن هذا الزميل .. فوجدوا أن هذا الموظف الشاب .. طريح الفراش .. بسبب يوم غابر قضاه في تنظيف بعض الغرف في المدرسة ..!! مما جعل النتائج تصبح وخيمة عليه .. ولولا لطف الباري فيه .. لهلك من غبار المدارس .. !!

فتعافى بعد أسبوع انقطع فيه .. من ضيق في التنفس وفحيح الصدر ..!! علماً أن خدمته الوظيفية لا تزال في أولها .. فهو لم يمضي إلا أربعة أشهر في هذه المدرسة التي هي أول محط لقدمه في مسيرته الوظيفية .. والتي كانت بداياتها لا تبشر بخير ..!!

إلا أن جعل الله فيها أمثال تلكم الزملاء لهذا الأخ ؛ فقد أجمع من زاره على أنه لا يصلح لهذا العمل .. وأنه مفيد في أعمال أخرى كالكتابية منها .. لما يتمتع به من خط حسن وضبط في الإملاء .. فقد جعل الله هاتين الخصلتين فيه من الأسباب التي قد تريحه ... فوافقت إدارة المدرسة إلى يكون تحت امتحانات عملية وإدارية تكون له مدخلاً يدخل من خلاله إلى العمل الحكومي الإداري .

فلم يكن من هذا الموظف إلا أن أبدع في عمله .. داخل وخارج المدرسة .. ملم بكل ما يقوم به .. سهل التعلم والتعامل ... وهذا ليس غريب عليه حيث أنني رأيت هذا عندما روى لي هذه القصة ..!
فهو يقول : " أن زملائه في هذه المدرسة نصحوه بأن يكمل تعليمه في إحدى المدارس الليلة ... وبالفعل لم يتأخر فقد انتظم في أول عام دراسي في إحدى هذه المدارسة .. بعدما أمضى في عمله أربع سنوات من أصل تسع كلها في هذه المدرسة والتي يحفظ فيها كتاب العزيز الحكيم . " وأظنه أشار إلى " أبي موسى الأشعري " .

ولكن لم تأتي الرياح على ما تشتهي الأحلام ..!! نعم .
ففي الوقت الذي كان فيه ( ع/ غ ) يحصد مراحل التعليم .. وبعلامات ممتازة .. تؤهله إلى النهوض بنفسه وظيفياً إلى مكانة أعلى .

يفاجأ بأن الأنظمة واللوائح هي أيضاً تمتد ، و تبتعد عنه .. فمهما حصد وحصل على مؤهلات علمية .. يجد عائق قد وضع له عمداً مع العلم انه قد أعاد السنة الابتدائية بملء إرادته وهذا لم يكن إلا لحرصه منه على الاستمرارية في التعليم .. وهو لا يعلم أن هناك من ينتظره في أروقة ادارة التعليم لكي يمارس عليه أشنع وأفظع أعمال الإرهارب الإداري والتي وصلت إلى تعمد التحجير على الناس .. والكذب عليهم .. وبتلك المحسوبية .. وتهميش الغير .

فلا عجب ..!!
فقد كان ( ع / غ ) مقابل المسؤول ( س / خ ) والذي كان المتحكم الأوحد بهذه الدائرة بكل ما يخص الموظف من ( تعيين أو ترقية أو حوافز ) ولم تكن هذه اللقاءات أو المواجهات بين الموظف والمسؤول إلا أول البراهين والبداية .. لهذه الرواية التي دامت أحداثها.. أكثر من خمس وعشرون عام عانى فيها هذا البائس الفقير .
=
يتبع إن شاء الله تعالى .