بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تلاميذ محمّد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-06-2010, 02:18 PM   #1
الباسق
عـضـو
 
صورة الباسق الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: مدينة بريدة
المشاركات: 290
تلاميذ محمّد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ

قد يكون الموضوع فيه طول فمعذرةً ...
في عهد الفاروق الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاءهـ شابان معهما رجل يقودانه قال ماشأنكم ؟!
قالا : يا أمير المؤمنين إنّ هذا الرجل قتل أبانا .
فالتفت عمر إلى الرجل قال : أقتلت أباهما ؟!
قال الرجل : نعم قتلته .
قال عمر : كيف قتلته ؟
قال الرجل : دخل بجمله في أرضٍ لي فزجرته فلم يزدجر فرميته بحجر فوقعت عليه فمات .
قال عمر مباشرة دون أن يعلم من أي قبيلةٍ هو وهل وضيع أم شريف النسب : إذاً القتل وهذا هو شرع الله .
قال الرجل : يا أمير المؤمنين أسألكـ بالذي رفع السموات بلا عمد أن تمهلني حتّى أذهب إلى أبنائي وزوجتي في البادية أطعمهم وأواسيهم وأخبرهم أنّكـ ستقتلني وآتيكـ فإن ليس لهم عائلٌ بعد الله غيري .
قال عمر : من يكفلكـ ؟
فسكت الرجل وألتفت عمر إلى الناس قال من يكفله ؟
فسكت الناس أيضاً لأنّ الأمر خطير، وهذا الرجل غريب لا أحد يعرفه ، والكفاله لن تكون على مال وإنّما رقبة ستطير ويعلمون أنّ عمر رضي الله عنه إذا قال فعل وأنّ هذا حد من حدود الله لا يمكن لعمر أن يسكت عنه .
فالتفت عمر إلى الشابان فقال لهما : أتعفوان عنه ؟
قالا : لا يا أمير المؤمنين من قتل أبانا يقتل .
فطأطأ عمر رأسه وأصبح في حيرة هل يدع الرجل يذهب وقد لايعود فيذهب دم المقتول ؟!
أم أنّه يقيم الحد عليه ويجعله يتركـ زوجته وأبناءه يموتون جوعا ولا يعلمون أين أباهم ؟!
وفي هذهـ اللحظات تحرّكـ الخير الذي زرعه النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ في أصحابه وقال : أنا أكفله يا أمير المؤمنين !!
فالتفت عمر فإذا هو شيخ كبير إنّه أبوذر الغفاري رضي الله عنه !!
قال عمر : القتل يا أباذر .
قال أبوذر : القتل يا أمير المؤمنين .
فقال عمر : هل تعرفه ؟؟
قال أبوذر : لا !
قال عمر : كيف تكفله ؟!!
قال أبوذر : رأيت فيه سمات المؤمنين وإنّه إن شاء الله راجع .
قال عمر : أتظن أنّي تارككـ يا أباذر إن لم يعد بعد ثلاث ؟
قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين .
فذهب الرجل ...
ولمّا مرّت الثلاث لم ينسى عمر الموعد مع أنّه خليفة المسلمين لكنّه لايريد أن يجعل في عنقه حد من حدود الله لم يقيمه ، ونادى عمر في الناس الصلاة جامعة الصلاة جامعة ...
فاجتمع الناس وجاء الشابان وجاء أبوذر وجلس أمام أمير المؤمنين فقال له عمر : أين الرجل يا أباذر ؟
قال : والله ما أدري أين الرجل يا أمير المؤمنين .
وينظر أبوذر للشمس وكأنها على غير عادتها تسير نحو الغروب بسرعة !
الكل يرقب الغروب والكل متوترٌ وعلى أعصابه هل يُقتل صاحب رسول الله والشيخ الكبير الزاهد ؟!!
وما إن غربت الشمس حتى جاء الرجل وقال : يا أمير المؤمنين ها أنا جئتكـ بالموعد ولقد تركت زوجتي وأبنائي في البادية كفراخ الطير وإن ليس عائل إلا الله سبحانه وتعالى .
فقال عمر(يريد أن يختبرهـ) : أيّها الرجل مالذي جاء بكـ والله لو جلست في مكانكـ ماشعرنا بكـ ولا علمنا أين أنت .
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين إن كنت لا تعلم أنت أين مكاني فإن الله من يعلم السر وأخفى يعلم أين أنا ، وإنّي جئت لأنّي خشيت أن يقال : ضاع الوفاء في أمّة محمّد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ .
فقال عمر يا أبا ذر : مالذي حملكـ على أن تكفله ؟
قال : يا أمير المؤمنين خشيت أن يقال ضاع الخير في أمّة محمّد ـ صلى الله عليه وسلّم ـ
فالتفت عمر إلى الشابان وقال : ماتقولان ؟
قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه و وفائه ، وإنّا خشينا أن يقال : ضاع العفو في أمّة محمّد ـ صلى الله عليه وسلّم .
فقال عمر ودموعه على خدّهـ : جزاكـ الله خيراً أيّها الرجل على وفائكـ ، وجزاكـما الله خيراً أيّها الشابان على عفوكما عن أخيكما ، وجزاكـ الله خيراً يا أبا ذر على أن نفّست عن أخيكـ كربته .
ونحن نقول جزاكـ الله خيراً ياعمر على إقامة لشرع وحدود الله ..
بقي أيّها الأخوة المباركون أن نعلم أنّ هذهـ القصّة اشتملت على أربعة من أخلاق وأفعال وأقوال النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وقد تشرّبوها أصحابه منه ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وفعلوها كما هي :

ففعل عمر ـ رضي الله عنه ـ لمّا أقام الحد ولم يتهاون فيه ولم ينظر في عصبة الرجل وقبيلته ومِمَّن هو ؟ وهل هو وضيع أو شريف ؟ أخذها من فعل النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ لمّا أقام حد السرقة على المخزوميّة ، فعزّ على الناس كيف تقطع يد المخزومية وهي من هذهـ قبيلة شريفه فأرادوا أن يستشفعوا فيها فغضب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال : (أتشفع في حد من حدود الله وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) .
أمّا فعل أبي ذرًّ ـ رضي الله عنه ـ فقد أخذهـ من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة) ، وقوله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ (لايؤمن أحدكم حتى لأخيه مايحب لنفسه) .
أمّا الشابّان ففعلهما مستلهمٌ من فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ في فتح مكّة لمّا وقف أمامه الأسرى وهم قد آذوهـ وطردوه وضيّقوا عليه معيشته قال لهم : (إذهبوا فأنتم الطلقاء) .

أمّا الرجل فإنّه ذكّرنا بالنبي الكريم ـ صلوات ربّي وسلامه عليه ـ في صلح الحديبية لمّا انتهوا من كتابة الصلح وفيه "أنّ من جاء من المشركين إلى المسلمين يريد الإسلام فإنّه يُرد إليهم" جاء ذلكـ الرجل قد هرب من المشركين وارتمى بينهم يريد الإسلام فردّه النبى ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وهو حزين لكنّه الوفاء بالعهد .


وأخيراً نقول أيّها الأخوة أين نحن من أخلاق نبيّنا ؟؟
فلقد والله فقدت هذهـ الأخلاق عند كثير من الناس إلا من رحم ربي..
فعلى الصعيد الدولي كم مِن دولةٍ تدّعي أنها دولة إسلامية قد فشا الظلم فيها وتركت إقامة حدود الله ؟!
وكم أب وصاحب ريادة (وأساتذة جامعات)لايعدل فيمن تحت أمرته وتصرفه ؟!
وكم من المنتسبين للإسلام لايحرّكـ فيه ساكن مايراه يفعل بإخوانه المسلمين من ظلم واضطهاد ؟!
وكم من أخوة من أم و أب واحد تجدهم يتحاسبون بكل صغيرةٍ وكبيرة فيما بينهم ، فكيف
تعاملهم أخوانهم المسلمين ؟!
وأمّا إخلاف العهود والوعود فحدّث ولا حرج وأصبح أمراً عاديا والله المستعان ؟!


فإذا كنا نريد المزيّة والدرجات العلية والنصرة للأمّة فلنقتفِ أثر هؤلاء الأطهار .
الباسق غير متصل  


قديم(ـة) 16-06-2010, 03:01 PM   #2
ياحبيلتس يانا
عـضـو
 
صورة ياحبيلتس يانا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: بريده
المشاركات: 1,180
جزاك الله خير ..الله يوفقك
ياحبيلتس يانا غير متصل  
قديم(ـة) 16-06-2010, 03:34 PM   #3
شهلول
عـضـو
 
صورة شهلول الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 1,454
*
*

ومن تلاميذ محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم خزيمة بن ثابت الأنصاري وقصته :
(أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ابتاع[اشترى] فرساً من أعرابي، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا يشعرون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتاعه،[اشتراه] فنادى الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن كنت مبتاعاً هذا الفرس وإلا بعته، فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال: أوليس قد ابتعته منك؟ فقال الأعرابي: لا، والله ما بعتكه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بلى، قد ابتعته منك، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيداً، فقال خزيمة بن ثابت رضي الله عنه: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال: بم تشهد؟ فقال: بتصديقك يا رسول الله!
يعني: كيف تشهد وأنت ما حضرت؟ فقال: [ (بتصديقك يا رسول الله) ] والمعنى: أشهد على صدقك لأنك تأتينا بخبر السماء وبالوحي، ونحن نصدقك في كل ما تقول فكيف لا نصدقك مع أعرابي؟ فهم يصدقونه في كل ما يقول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين)
ومعنى كون شهادته بشهاتين يعني أن شهادته وحده في الأمور التي لا تثبت إلا إذا شهد عليها رجلان كافية ومقبولة،
وظهر ذلك عندما أراد أبو بكر جمع القرآن وأمر زيد بن ثابت أن يتتبعه ويجمعه، كان لا يقبل آية إلا بشاهديْ عدل، وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا عند خزيمة بن ثابت فقال:اكتبوهافإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم جعل شهادته بشهادة رجلين.. فكتبوها
والحديث في سنن أبي داود




أرجو تقبل مروري بقبول حسن
ولك من الشكر أجزله







..
__________________


أنـت الـزآئـر رقـم



لـمـوآضـيـعـي وردودي
شهلول غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)