[د. صالح التويجري]

بسم الله الرحمن الرحيم

قبيل الدراسة ـ خطبة الجمعة 18/7/1425هـ

الحمد لله . .
أما بعد أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي نجاة الدنيا والآخرة .
عباد الله : أيام معدودة ويكون السير حثيثاً وتموج الجموع الغفيرة في الشوارع وتغص الطرقات . . وتتغير البرامج اليومية وتنتظم الحياة وينفض الناس عنهم غبار الدعة والسكون ، ويتحول الجميع إلى فرق من العمل الجاد ، فيا ترى بماذا تستقبل المدارس طلابها وطالباتها ، وما الذي تحويه حقائب الطلاب من ذخائر ، وماذا عن التهيئة النفسية بعد انقطاع طويل ، وتحولات في المراحل .

الوقفة الأولى :
ماذا ننتظر من المدارس أن تفعل ، أهي كالمعتاد تلك الرتابة المملة والفوضى المخلة ، وأخذ العمل بضعف يضاف إلى رصيد الطالب المتراكم ، أم أنها سوف تفتح أبوابها بأساليب حديثة ليكون الأسبوع الأول والأيام الأولى مهرجانات استقبال تنظم فيه المدرسة بجميع الكادر وليس المرشد فقط لقاءات مفتوحة وتوزع الاستبانات على الطلاب تشمل أسئلتها سرداً لما جرى في الإجازة من المشاركات العلمية والتربوية والدورات التدريبية والملاحظات على المهرجانات وأماكن الترفيه والطموحات التي لم تحققها المجالات والمفاجآت والغرائب .
وحين يُستنسخ هذا الرصيد يتم فرزه وتقديمه إلى الجهات ذات العلاقة كل بحسبه لاتخاذ ما يلزم من إجراء في المستقبل ، وكم في هذا من كشف لحقائق غائبة ومعرفة حقيقة لما جنى الطلاب خلال ثلاثة أشهر أو تزيد ، فهل تترك هذه الفترة الزمنية بلا تقويم ودراسة . . أرجو من كل معلم حضر أن يسهم في نقلها وتفعيلها أو كتابة الفكرة غداً في جريدة سيارة ولمن يكون السبق .

الوقفة الثانية :
أيها الأب والأم لنفترض أن المدرسة ستصنع شيئاً في الأسبوع الأول ، فبأي سلاح سيخوض أبناؤكم المدارس . . أهو بالتهويل والمبالغة في مجريات الرحلة حيث المغايرة والمضايقة للآخرين . . أم هو الكذب والتشبع بما لم يقع . . لا أدري . . والذي أرجو من كل أب وأم أن يكون الأسبوع القادم حديث عن أول يوم دراسي وما الذي نتوقع أن يحدث فيه ، فماذا ستفعل غداً يا بني ، هل أعددت قصة مؤثرة أو موقفاً طريفاً ، أو مسابقة هادفة . . ارسم لهم الفضائل التي يمكن أن يفاخروا بها . . أعط الأولاد معالم تحميهم من الحسرات حين يستعرض بعض الطلاب أساليبهم المتهوكة في قضاء الأوقات كالذين يفاخرون بالسفر إلى الخارج أو إلى أماكن اللهو والأغاني في الداخل . . فميزان القيم ثابت لا يضطرب .

الوقفة الثالثة :
ماذا عن المشتريات المدرسية ، ونحن في زمن بدأت الطبقية تطل بأعناقها وهي إنما تنشأ حين يضعف الإيمان ويغيب التراحم بين المسلمين ويحل التفاخر ومن ذوي اليسار من يتهاون في شراء أنفس السلع وأغلاها . . فهل يتذكر هؤلاء أن هناك طلاباً وطالبات دخلوا مع الفقر معتركاً ودارت بهم رحى الفاقة . . وجذبتهم عاصفة الحاجة . . فكونوا خير معين لهم بالأسلوب الذي ترون ، فكل مدرسة تعرف أحوال طلابها جيداً فزيارة واحدة تعطي تصوراً حقيقياً عن طبقات الطلاب . . ومن الممكن التنسيق مع أصحاب المحلات بسن بطاقات تحمل اسم الطالب الزائر ، مدفوعة الثمن تفي بحاجاته الأولية ، وليس هذا مجال توصيف آلية التعامل مع هذه المشكلة ، لكن أعلم لو انبرى أشخاص لهذه القضية وأعلنوا أنفسهم في الأحياء لوجدوا من المحسنين خيراً كثيراً .
ويكفي أن تعلم أيها المحسن وأنت أيها الرجل النشيط قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال وكالقائم الذي لا يفتر ، وكالصائم الذي لا يفطر " متفق عليه .
عباد الله : ولا يزال الحديث عن المشتريات ، ومؤسفاً جداً أن يتحول المسلمون إلى سوق رائجة لنشر الصور الفاتنة والرموز المثيرة على معظم مقتنيات التعليم ، فالحقائب والأقلام والمساطر وغيرها تحاكي إكسسوارات غرف النوم ولعب الأطفال، فهل هذه أسلحة المتعلمين . . فمقاطعة هذه العروض بعدم شرائها ، وإعلان المدارس رفض أي نوع من هذه الأدوات التي غيرت الهدف ، وأشغلت الآباء والأمهات والطلاب بالشكل عن المضمون .

وأخيراً :
وعلى الصعيد نفسه هل تجعل المدرسة ركناً لبعض المستلزمات الخفيفة والتي غالباً تضيع أو تنسى ويُعفى الأولياء من تتبعها ، وهي على غرار المقصف وعائداتها تثري المدرسة ، والشباب الذي لا يعمل ينتظر مثل هذه الفرص المضمونة .
عباد الله : كل منكم يحدث نفسه بهذه الخواطر ، فهل تكون مشاريع عملية يجني ثمرها أصحاب الهمم ، والأمة لهم تبع ، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة . .
بارك الله لي ولكم في القرآن ، ونفعنا بما فيه من الهدى والبيان . .

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيرا ، أما بعد :
عباد الله : نشوة البداية فيها طموحات هائلة وأحاديث سارة عن برمجة الحياة اليومية ، وتنظيم الواجبات . . حتى لا تتكرر حرقة الرسوب أو تدني مستوى التحصيل ، وما هي إلا أيام معدودة ثم تتلاشى تلك الأماني والأفكار ، ويقذفها طوفان الحياة اليومية خارج دائرة الاهتمام ، فما هو الحل ؟ اطلعت على ورقة قدمتها مدارس أهلية بعنوان ( معاً نحو جيل جديد ) عنى فيها نخبة من المرشدين .. وهي رائعة وإكمالاً لواقعيتها هي برنامج عمل يحتاج إلى طاقم من المقاولين لتنفيذه على الطبيعة ، وكل منا يعاني من تراكم الإنذارات على الأبناء وعدم القدرة على مواصلة المتابعة معهم أو معرفة المادة العلمية . . فهل تفتح مراكز في المدارس في الفترة المسائية ويدفع الأولياء اشتراكاً لتوظيف العاملين فيها من أبنائها الذين تخرجوا ولم يجدوا عملاً وهم يحملون الشهادات الجامعية . .
أو تكون هناك مدارس في الجوامع في الأحياء تشرف على هذا البند المهجور ، وهو سر من عزوف الأبناء عن المواصلة . . وتخرجهم بمعدلات هابطة ، وكلنا ركاب في سفينة المجتمع والموج يؤثر على الجميع ، فلا أحد بمنأى عن التأثر أو التأثير فمن يكون له قصب السبق وزمام المبادرة لمساندة المدارس والبيوت على تجاوز هذه المشكلة المعضلة .

أيها الناس : وأنتم المستهدفون في كل ما تطرحه القنوات والمعنيون بالسياحة فماذا قدمتم لهؤلاء ، من حقهم عليكم أن يقدم من تعرض لشيء من ذلك ورقة فيها الملاحظات على المهرجانات ومواقع السياحة والنـزهة ، ومثل ذلك العرض المسرحي واقعياً وفضائياً لتطويرها وتلافي محاذيرها ، ومن حقكم على القائمين تلقي كل ورقة بالعناية وتحويلها إلى لجان مختصة ، وهكذا يكون المؤمنون نصحة ويسري بينهم التكافل الاجتماعي إلى التكامل على كل الصعد .
وإذا توفرت لدي مادة من الجمهور حول ذلك فسوف أعرضها عليكم ، وليكن الهدف التسديد والواقعية ونشدان الأفضل ومقاربة الكمال ، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه . . .

خطبة د. صالح بن عبد العزيز التويجري
بجامع الرواف ببريدة

[درة نجد]

أول الغيث قطرة
وأول ..................خطبة

جعل الله ذلك في ميزان حسناتك وألبسك لباس الصحة والعافية ونفع الله بك الإسلام والمسلمين

[ban]

الله يعطيك الف عافيه ياشيخنا الكريم

وهذا اول الخير وننتظر المزيد

[سراج الخير]

بارك الله فيك يا شيخ وجعل ذلك في ميزان حسناتك

[نبع الحنان]

... :: د. صالح التويجري :: ...

شيخي الفاضل
لا أستطيع أن أصف لك فرحتي وسعادتي عندما وجدت اسمك
اسمك الذى عطر منتدانا .. وبعث في نفوسنا السرور
خطبة رائعة .. بارك الله فيك شيخنا الفاضل
زدنا زادك الله

مع محبتي
نبع الحنان

[الإعصار]

جزاك الله كل خير يا شيخنا وبارك الله فيكم
وأجزل لكم الأجر والثواب