|
|
|
|
![]() |
#1 |
قد ثلمت من الإســلام ثلمة
تاريخ التسجيل: Sep 2001
البلد: اللهم ........................... إغفر لي ما لا يعلمون............. واجعلني خيراً مما يظنون......... ولا تؤاخذني بما يقولون..............
المشاركات: 3,708
|
لا تنه عن خُلقٍ وتأتي مثله ... عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيم
*** جميل منك أن تُشنع على من يقدح في شخص الكلباني ويترك أقواله ولكن من القبيح أن تخوض في ما خاض فيه غيرك ممن أخطأوا [ كلما تجردتَ للحق إتضح لك معنى الكلام ![]()
__________________
" والله يا إخوة بقدر ما تعطي أي قضية من وقتك بقدر ما تكون هناك نتائج القائد الشهيد خطاب تقبله الله في الشهداء
|
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: بريدة
المشاركات: 2,888
|
. الأخت الفاضلة / نديم الجرح يجب أن لاتقلقي وعليك أن تفكري كثيراً في الأركان , والثوابت العظيمة التي يتفق عليها الجميع . ثم ليكن في قرارة نفسك أن الخلاف بين علماء اهل السنّة في المسائل الإجتهاديّة أمر معروف , حتى من عهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهرانيهم ! لكن المشكلة تكمن في محاولة - البعض - في قصر الرأي على رأيه فقط وبهذا تكون المشكلة ! عموماً سأجيبكـ على تسؤلاتكـ الليلة أو غداً "إن شاء الله" بشأن تفسير الآية وشرح الحديث بناء على من يرون جواز المعازف . وهنا أكرر ... وأكرر .. بأن المقصود بالمعازف أي الأغاني التي بالموسيقى والخالية من أي دعوة لفحش أو محرم . دمت بحفظ الله ورعايته .
__________________
|
![]() |
![]() |
#3 |
.
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: .
المشاركات: 3,309
|
عودة مرة ً أخرى . .
الرابط الذي وضعته سابقًا هو للمحاضرة لكن غير مهندس . لكن بإمكان الأخوة من كان متكاسلاً منهم عن سماع المحاضرة كلها بأن يسمع المقدمة . . من يسمع المقدمة ستتضح له صورة المسألة بإختصار . . أتمنى من الجميع سماع لو مقدمة هذا الرابط للشيخ عبدالعزيز الطريفي _ حفظه الله _ http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=57000 نديم الجرح : آمين وإياكم وسماع أمثال هذه المحاضرات فيه الفائدة العظيمة وذلك لقوة التأصيل فيها فهذا يغني عن كثير من كلام العلماء المعاصرين ؟!
__________________
آخر من قام بالتعديل أبو ريّـان; بتاريخ 27-06-2010 الساعة 01:56 AM. |
![]() |
![]() |
#4 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 441
|
بغض النظر هل القصيدة للشيخ سعود الشريم "حفظه الله" .. أم لا .. ( وتمنيت أن الشيخ نفى أن تكون له إن كانت كذلك)
عموماً لاشك أن فيها سوء أدب , وظلم , وتعدي يخالف ما تعلمناه من شريعتنا الغرّاء .. ومن ذلك قوله : أم قد سئمت من التلاوة مدة *** فأردت تبديلا لها بأغاني حياك الله أخي العزيز فتى الظل قصيدة شيخنا سعود رائعة بحق وقد أجاد صنعا لافضَ فوه وجعلها في موازين حسناته أستغرب من وصفك للبيت بأنّ فيه سوء أدب وظلم وتعدي ... إلخ !!! بالفعل هذا التساؤل منطقي وجميل جدا وأتمنى منك الإعتذار على زلّتك الأليمه بهذه الأوصاف الشنيعه والغريبه ! أتمنى منك أخي العزيز أن تعي جيّدا وتفرّق بين الكلام الإخباري والإستفهامي حتى لا تربط بينهما وشكرا جزيلا لك |
![]() |
![]() |
#5 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2009
البلد: ≈ إِذَا اشْتَكَى مُسْلِمٌ فِي الهِنْدِ أَرََّّقَنِي * وَإِنْ بَكَى مُسْلِمٌ فِي الصِّينِ أَبْكَانِي * وَ أَيْنَمَا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ فِي بَلَدٍ * عَدَدْتُ ذَاكَ الْحِمَى مِنْ صُلْبِ أَوْطَانِي≈
المشاركات: 525
|
لم أقرأ الردود .. لكني أنبه هنآ أن قول ابن حزم في هذه المسألة بالجواز .. لأن ابن حزم كان فقيها أكثر من كونه محدثا .. لذلك قد يصحح أحاديث ليست صحيحة أو العكس.. وحديث ليكونن من أمتي ....الخ / الذي رواه البخاري وغيره ..قال عنه ابن حزم أنه حديث ضعيف ..! .. فهل من قال بقول ابن حزم يضعف أيضآ هذا الحديث ..؟! وإذا كان الجواب بـ لا ..فما موقفه من هذا الحديث وتفسيره له ..؟! ؛
__________________
. |
![]() |
![]() |
#6 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2005
البلد: الـريـآن
المشاركات: 1,612
|
بدأ غريباً ويعود غريباً ..
__________________
. |
![]() |
![]() |
#7 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: بريدة
المشاركات: 2,888
|
مرحباً بكـ يا فارس7 قال النبي صلى الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) حديث صحيح .. لكن أعتقد أن ليس مجاله أن يذكر هنا في نقاشنا عن إباحة سماع الموسيقى التي تخلو من الحرام ! ثم لتعلم أن مدار الحديث حول الإسلام بأصوله وأركانه وثوابته كأركان الإيمان , وأركان الإسلام , والمحرمات القطعيّة بالكتاب والسنة أو اجماع ثابت متيقن ! ثم ينبغي عليك ( حسن الظن بالأمة ![]() ثم تذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( من قال هلك النّاس فهو أهلكهم ) . أخيراً إليك هذا الرابط فيه شرح جميل من الشيخ عبدالعزيز بن باز "رحمه الله" للحديث الذي أشرتَ إليه : http://www.binbaz.org.sa/mat/12102 ثم أنصحك بسماع محاضرة للشيخ محمد المنجد "حفظه الله" بعنوان : ( في الأمة خير كثير ) ابحث عنها في النت فستجدها "إن شاء الله" . وفقك الله ![]() .
__________________
آخر من قام بالتعديل فتى الظل; بتاريخ 08-07-2010 الساعة 05:17 AM. |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#8 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: بريدة
المشاركات: 2,888
|
.
الأخت الكريمة / لغز الحياة نعم هناك من أهل العلم من يبيح الموسيقى ومع ذلك يصحح حديث ( يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) ولكنهم بينوا كيف أن الحديث غير صريح بتحريم المعازف ! لعلّي أذكرها لاحقاً "إن شاء الله" بموضوع مستقل : <<< وهي محاولة لإقناع البعض في حقيقة هذا الخلاف حتى يطمئن الأخوة والأخوات بأن العلماء المخالفين لايحللون ماحرم الله ! وأنهم في دائرة الإجتهاد . دمت بحفظ الله وأمانه .
__________________
|
![]() |
![]() |
#9 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2009
البلد: ≈ إِذَا اشْتَكَى مُسْلِمٌ فِي الهِنْدِ أَرََّّقَنِي * وَإِنْ بَكَى مُسْلِمٌ فِي الصِّينِ أَبْكَانِي * وَ أَيْنَمَا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ فِي بَلَدٍ * عَدَدْتُ ذَاكَ الْحِمَى مِنْ صُلْبِ أَوْطَانِي≈
المشاركات: 525
|
يا أخي بحثت عن العلماء الذين صححوا هذا الحديث ومع ذلك أباحوا المعازف, وبينوا أن هذا الحديث غير صريح بتحريمها ... لم أجد إلا الشيخ "يوسف القرضاوي "..لك أن تتحفني بغيره من أهل العلم الآخرين.. ..ومن ثم أني وجدت حجة القرضاوي أنه يقول : يستفاد من الحديث تحريم المجموع المذكور في الحديث..! والرد عليه بأن اقتران المعازف بالزنا وشرب الخمر وهذه محرمات مقطوع بتحريمها.. - وهناك قاعدة عند أهل العلم بـ أنه لا يجمع بين محرم ومباح في الوعيد . ولك أن ترجع إلى كتاب " السيف اليماني على من أباح الأغاني "
نعلم أن هناك خلآف .. ولكن لك أن تقارن بين الأئمة والعلماء الذين حرموا المعازف مع غيرهم من المجيزين ..! ولك أيضآ أن تقارن بأقواهم حجة ..! /~
__________________
. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#10 | |||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: بريدة
المشاركات: 2,888
|
أهلين يامينون بريده أخي الكريم راجع ردي رقم 61 واقرأه جيداً فستعلم أن كلامي فيه منطقي جداً . أما طلبك بأن أفرق بين الكلام الإخباري والإستفهامي فهذا ليس مجاله حيث لا أرى إلا همزاً ولمزاً وسخرية ... ثم بالله عليك هل العامة سيفرقون بين هذه الأشياء التي ذكرتها ! ولو أن احداً كتب فيك أو في احد "مشايخك" بمثل هذه القصيدة : هل ستلزم الصمت وتطالب نفسك بأن تعي التفريق بين الكلام الإستفهامي والإخباري وبالتالي تتقبل سبّه وشتمه بك أريحيّة ! ثم أتحداك , وأتحدى من كتب تلك القصيدة أن يكتب قصيدة اخرى "سياسية" ثم يقول ياناس فرقوا بين الكلام الإخباري , والإستفهامي ! لإنه لن يستطيع الجرأة على ذلك لأنه لا يحب شئيا اسمه أبو زعبل ![]() وفقك ربي .
__________________
آخر من قام بالتعديل فتى الظل; بتاريخ 06-07-2010 الساعة 02:12 PM. |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: !!!
المشاركات: 2,024
|
الأخ فتى الظل ..
أسعدك الله في الدارين , ودائما نراك في مثل هذه المواقف ولا أدري لماذا حقيقةً ..؟ كلامك عن احترام العلماء وتقديرهم في محله ولكني أراك ضقت ذرعا به في حديثك الأخير , مهما بلغ الخطأ منه لا سيما وأنه شيخ نعرفه جميعا أم الحرم قرابة العقد والنصف إن لم يكن أكثر وله شروح علمية وتزكيات من كبار العلماء , فهو ليس كغيره أم الحرم شهرا واحد وفي صلاةٍ نافلة ولم نعرف له شيخا ولم نرى له مزكيا وليست له آثار في العلم والفقه , ومع ذلك أغلظت القول على مخالفيه وقمت واعظا فيهم ومذكرا بحرمة أعرض العلماء وما إلى ذلك ..! وقفتي معك أيها الحبيب في قولك في مسألة الاجتهاد وقبول الرأي الآخر وأراك جهِلتَ أو تجاهلت أن التعامل مع المسائل الاجتهادية لا بد أن يكون من مجتهدين بلغوا درجة الاجتهاد ولعلك ترجع إلى باب الاجتهاد في أصول الفقه لترى هل هي متوفره في صاحبك ليقبل منه الاجتهاد بل هل هناك شرط واحد متوفر فيه ..! يجب أن ننتبه إلى مسألة مهمة مع تقديري لك أيها الفاضل وحرصك على أعراض المسلمين أن الدين والشريعة لا يجوز أن يتقحمها الجهال مهما بلغت شهرتهم ولا يعني كون الانسان حافظا للقران أو إماما للناس ولو لفترة معينة في أطهر البقاع أنه أهل للفتوى والاجتهاد , وهذا مشكلة كبيرة تفشت مؤخرا بسبب الجهل ترى أن كل من اعتلى المنابر أو أم الناس لحقه العامة واستفتوه ورفعوه حتى يظن بأنه إمام عصره وشيخ زمانه ثم يأتي بالطوام جهلا منه وغرورا ..! المشكلة ياعزيزي فيمن يجهل فقه الفتوى وللفتوى فقه أتمنى أن تبحث عنه وتقرأه إن كنت تجهله وانظر هل علمه صاحبك أم جهله وهل ردة الفعل الحاصلة الآن طبيعية أم أنها لم تكن متوقعة , , وعهدي بك تجل وتعظم ولاة أمرنا وأنا مثلك في ذلك ولكن أؤمن أن من ولاة أمرنا العلماء الذين نُصِّبوا لإفتاء الناس وتعليمهم ومارأيك بمن خالفهم أو تنقص منهم ألا يكون مخالفا لولاة الأمر ومتنقصا منهم ..؟ حبي لك وتقديري ..!
__________________
مَـنْ يـُعَـمّـَرْ يـَجِـدْ أَحِـبّـَاءَهُ فِـيْ الأَرْضِ أَوْفـَى مِمَّنْ عَـلَيْـهَا وَأَحْـنَـى ..!
|
![]() |
![]() |
#12 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: بريدة
المشاركات: 2,888
|
.
أهلاً بكـ أيها الفاضل المحبوب / دعبل نجد شرفتني بكريم إطلالتك ![]()
إن ما تكلمت عنه وأتكلم عنه الآن هو واقع مؤلم يجب أن نكون فيه أكثر صراحةً ووضوحاً في مناقشته على قدر ماوهبنا الله من علم ومعرفة . لأنني لاحظت عدم التوسط والحيادية في مناقشة مثل هذه الأشياء ! بل - وبكل تأكيد - أن هناك مفاهيم خاطئة رأيت من الواجب عليَّ تصحيحها ودونك بعض مواضيعي ففيها كثيراً من النقاشات تؤكد كلامي هذا (: لأنه وبكل أسف يعتقد الكثير أنه لايجوز التجرؤ على مناقشة أخطاء المتدينين كالهيئة , والدعاة وأمثالهم وكأنهم حمى محرم لايجوز تخطئتهم , أوتصحيح مااعوج من ممارساتهم . ولاشك أن هذا مخالف لتعاليم الشريعة لاسيما إذا كان النصح بطريقة محترمة تهدف إلى الإصلاح لا لأجل التنقيص والإزدراء .
لا أعلم من تقصد بالضبط ! لكنني اظن أنك تقصد الشيخ الفاضل / سعود الشريم "حفظه الله" بشأن ردي هنا على القصيدة المنسوبة إليه ! أليس كذلك ؟ فإن كان كذلك فأعتقد أنني قلت كلاماً منطقيّاً أحتسب أجره عند الله . فالخطأ لايقبل من احد من النّاس حتى وإن صلى بالحرم عشرات السنين لأننا لانقدس أحداً من علمائنا ودعاتنا فإذا أخطأوا قلنا هذا خطأ ! وبالنسبة للقصيدة المنسوبة إليه فإنه وبكل اسف حتى لحظة كتابة هذا الرّد وجدت أنهم كتبوا في موقع الشريم الرسمي : (حول القصيدة المنسوبة للشيخ الشريم و الموجهة للشيخ الكلبانى لم يصلنا حتى الآن أى تنويه رسمى عنها ..) ياسبحان الله ... عجيب هذا التاخر .. عفى الله عن حبيبنا الشيخ سعود .
لاشك أن العلماء هم من يملكون حق الإجتهاد لكنني أبني كلامي على اجتهادات علماء كبار واقول ماذكرته بشأن قبول الرأي الآخر أما ما قال به الشيخ عادل الكلباني : فهي ليست فتوى نازلة تفرد بها ! بل هي مسألة قلّد فيها علماء اجلاء ! وبالنسبة لفقه الفتوى فلاشك أنني بحاجة لقرائتها والتركيز فيها لكن لتعلم أن من يفتي بأمر يستنكره المجتمع هو في الحقيقة فقه مالم يدركه غيره !! لذلك فقه الفتوى لايلزم ان يكون على نمط وطريقة فئة من العلماء دون الآخرين .
ولازلت بفضل الله وسأستمر بإذن الله ![]() ![]() بالنسبة لرأيي بمن خالف كبار علمائنا : 1) إذا خالفهم لكونه مقلداً لعلماء ثقات من أهل السنة والجماعة لأجل أن رأيهم أقرب للدليل الشرعي فلاضير عليه في ذلك ولايعتبر مخالفاً لولي الأمر . كتقليدهم في المسائل الفردية كالصيام , والصلاة , والزكاة حيث أنه لايلزم موافقتهم في ذلك تماماً ولو لاحظت فإنك قد تجد من كبار علمائنا هم بأنفسهم مختلفون فيما بينهم فيها . أما المسائل التي تتعلق بالحاكم وولايته والوطن وأمنه ووحدته فيلزم الأخذ برأي كبار علمائنا لأنهم أعرف , وأعلم بواقع ذلك . 2) أما إذا خالفهم عن جهل وهوى فهنا لايجوز لأنه لم يبنِ علمه على أساس شرعي ولذلك يلزمه أن يقلدهم ويأخذ بفتاويهم والله عز وجل يقول : ( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون ) أما من ينتقص من ولاة أمرنا وعلمائنا : فهو واضح حكمه في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ( ويل لكل همزة لمزة ) وقال عزوجل : ( ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن دمائكم واموالكم وأعراضكم حرام عليكم ) والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة معلومة . شرفتني ياعزيزي تمنياتي لك بالتوفيق والسداد في الدنيا والآخرة وشكراً لكـ ![]() .
__________________
آخر من قام بالتعديل فتى الظل; بتاريخ 08-07-2010 الساعة 01:52 AM. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
#13 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 9
|
يقول الشيخ القرضاوي حفظه الله :
اتفقوا على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية، إذ الغناء ليس إلا كلاماً، فحسه حسن، وقبيحه قبيح، وكل قول يشتمل على حرام فهو حرام، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم والتأثير؟ واتفقوا على إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلآت والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة، كالعرس وقدوم الغائب، وأيام الأعياد، ونحوها بشرط ألا يكون المغنى امرأة في حضرة أجانب منها. وقد وردت في ذلك نصوص صريحة ـ سنذكرها فيما بعد. اختلفوا فيما عدا ذلك اختلافاً بيناً: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة، بل اعتبره مستحباً، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعاً باتاً بآلة وبغير آلة، وعده حراماً، بل ربما ارتقى به إلى درجة الكبيرة. ولأهمية الموضوع نرى لزاما علينا أن نفصل فيه بعض التفصيل، ونلقى عليه أضواء كاشفة لجوانبه المختلفة، وحتى يتبين المسلم الحلال فيه من الحرام، متبعاً للدليل الناصع، لا مقلداً قول قائل، وبذلك يكون على بينة من أمره، وبصيرة من دينه. الأصل في الأشياء والإباحة: قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً) (سورة البقرة/29)، ولا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع ثابت متيقن، فإذا لم يرد نص ولا إجماع. أو ورد نص صريح غير صحيح، أو صحيح غير صريح، بتحريم شئ من الأشياء، لم يؤثر ذلك في حله، وبقى في دائرة العفو الواسعة، قال تعالى: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) (سورة الأنعام/ 119). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينْسى شيئاً"، وتلا: (وما كان ربك نسياً) (سورة مريم/ 64) رواه الحاكم عن أبي الدرداء وصححه، وأخرجه البزار. وقال: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" أخرجه الدار قطني عن أبي ثعلبة الخشني. وحسنه الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه، والنووى في الأربعين. وإذا كانت هذه هي القاعدة فما هي النصوص والأدلة التي استند إليها القائلون بتحريم الغناء، وما موقف المجيزين منها؟ أدلة المحرمين للغناء ومناقشتها: أ_ استدل المحرمون بما روى عن ابن مسعود وابن عباس وبعض التابعين: أنهم حرموا الغناء محتجين بقول الله تعالى: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) (سورة لقمان/ 6) وفسروا لَهْو الحديث بالغناء. قال ابن حزم: ولا حجة في هذا لوجوه: أحدها: أنه لا حجة لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني: أنه قد خالفهم غيرهم من الصحابة والتابعين. والثالث: أن بعض الآية يبطل احتجاجهم بها؛ لأن الآية فيها: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا) وهذه صفة من فعلها كان كافراً بلا خلاف، إذ اتخذ سبيل الله هزوا. ولو أن امرأ اشترى مصحفاً ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافراً! فهذا هو الذي ذم الله تعالى، وما ذم قط عز وجل من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالى. فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا وكذلك من اشتغل عامداً عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن، أو بحديث يتحدث به، أو بنظر في ماله أو بغناء أو بغير ذلك، فهو فاسق عاص لله تعالى، ومن لم يضيع شيئاً من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن1. أ ه. ب_ واستدلوا بقوله تعالى في مدح المؤمنين: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (سورة القصص/55) والغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه. ويجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو: سفه القول من السب والشتم ونحو ذلك، وبقية الآية تنطق بذلك. قال تعالى: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) (سورة القصص/ 55)، فهي شبيهة بقوله تعالى في وصف عباد الرحمن: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) (سورة الفرقان/ 63). ولو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه وتمدحه، وليس فيها ما يوجب ذلك. وكلمة اللغو ككلمة الباطل تعنى ما لا فائدة فيه، وسماع ما لا فائدة فيه ليس محرماً ما لم يضيع حقاً أو يشغل عن واجب. روى عن ابن جريج أنه كان يرخص في السماع فقيل له: أيؤتى به يوم القيامة في جملة حسناتك أو سيئاتك؟ فقال: لا في الحسنات ولا في السيئات؛ لأنه شبيه باللغو، قال تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) (سورة البقرة/225، سورة المائدة/ 89). قال الإمام الغزالي: (إذا كان ذكر اسم الله تعالى على الشيء على طريق القسم من غير عقد عليه ولا تصميم، والمخالفة فيه، مع أنه لا فائدة فيه، لا يؤاخذ به، فكيف يؤاخذ بالشعر والرقص؟!2. على أننا نقول: ليس كل غناء لغوا؛ إنه يأخذ حكمه وفق نية صاحبه، فالنية الصالحة تحيل اللهو قربة، والمزح طاعة، والنية الخبيثة تحبط العمل الذي ظاهره العبادة وباطنه الرياء: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"3. ج_ واستدلوا بحديث: "كل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه عن قوسه" رواه أصحاب السنن الأربعة، وفيه اضطراب، والغناء خارج عن هذه الثلاثة. وأجاب المجوزون بضعف الحديث، ولو صح لما كان فيه حجة، فأن قوله: "فهو باطل" لا يدل على التحريم بل يدل على عدم الفائدة. فقد ورد عن أبي الدرداء قوله: إني لأستجم نفسي بالشيء من الباطل ليكون أقوى لها على الحق. على أن الحصر في الثلاثة غير مراد، فإن التلهي بالنظر إلى الحبشة وهم يرقصون في المسجد النبوي خارج عن تلك الأمور الثلاثة، وقد ثبت في الصحيح. ولاشك أن التفرج في البساتين وسماع أصوات الطيور، وأنواع المداعبات مما يلهو به الرجل، لا يحرم عليه شئ منها، وإن جاز وصفه بأنه باطل. د_ واستدلوا بالحديث الذي رواه البخاري ـ معلقا ـ عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعرى ـ شك من الرواي ـ عن النبي عليه السلام قال: "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر4 والحرير والخمر والمعازف". والمعازف: الملاهي، أو آلات العزف. والحديث وأن كان في صحيح البخاري، إلا أنه من "المعلقات" لا من "المسندات المتصلة" ولذلك رده ابن حزم لانقطاع سنده، ومع التعليق فقد قالوا: إن سنده ومتنه لم يسلما من الاضطراب، فسنده يدور على (هشام بن عمار)5 وقد ضعفه الكثيرون. ورغم ما في ثبوته من الكلام، ففي دلالته كلام آخر؛ إذ هو غير صريح في إفادة حرمة "المعازف" فكلمة "يستحلون" ـ كما ذكر ابن العربي ـ لها معنيان: أحدهما: يعتقدون أن ذلك حلال، والثاني: أن يكون مجازاً عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور، إذ لو كان المقصود بالاستحلال: المعنى الحقيقي، لكان كفراً. ولو سلمنا بدلالتها على الحرمة لكان المعقول أن يستفاد منها تحريم المجموع، لا كل فرد منها، فإن الحديث في الواقع ينعى على أخلاق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور. فهم بين خمر ونساء، ولهو وغناء، وخزّ وحرير، ولذا روى ابن ماجه هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بلفظ: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير"، وكذلك رواه ابن حيان في صحيحه. ه_ واستدلوا بحديث: "إن الله تعالى حرم القَيْنة (أي الجارية) وبيعها وثمنها، وتعليمها". والجواب عن ذلك: أولاً: أن الحديث ضعيف. ثانياً: قال الغزالي: المراد بالقينة الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشرب، وغناء الأجنبية للفساق ومن يخاف عليهم الفتنة حرام، وهم لا يقصدون بالفتنة إلا ما هو محظور. فأما غناء الجارية لمالكها، فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث. بل لغير مالكها سماعها عند عدم الفتنة، بدليل ما روى في الصحيحين من غناء الجاريتين في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها. [الإحياء ص1148] وسيأتي. ثالثاً: كان هؤلاء القيان المغنيات يُكَوِّنَّ عنصراً هاماً من نظام الرقيق، الذي جاء الإسلام بتصفيته تدريجياً، فلم يكن يتفق وهذه الحكمة إقرار بقاء هذه الطبقة في المجتمع الإسلامي، فإذا جاء حديث بالنعي على امتلاك (القينة) وبيعها، والمنع منه، فذلك لهدم ركن من بناء "نظام الرق" العتيد. و_ واستدلوا بما روى نافع أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطريق، وهو يقول: يا نافع، أتسمع؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتى قلت: لا. فرفع يده وعدل راحلته إلى الطريق وقال: "رأيت رسول الله يسمع زمارة راع فصنع مثل هذا" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. والحديث قال عنه أبو داود: حديث منكر. ولو صح لكان حجة على المحرمين لا لهم. فلو كان سماع المزمار حراما ما أباح النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر سماعه، ولو كان عند ابن عمر حراماً ما أباح لنافع سماعه، ولأمر عليه السلام بمنع وتغيير هذا المنكر، فإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر دليل على أنه حلال. وإنما تجنب عليه السلام سماعه كتجنّبه أكثر المباح من أمور الدنيا كتجنبه الأكل متكئاً وأن يبيت عنده دينار أو درهم...الخ. ز_ واستدلوا أيضاً بما روى: "إن الغناء ينبت النفاق في القلب" ولم يثبت هذا حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت قولاً لبعض الصحابة، فهو رأى لغير معصوم خالفه فيه غيره، فمن الناس من قال ـ وبخاصة الصوفية ـ إن الغناء يرقق القلب، ويبعث الحزن والندم على المعصية، ويهيج الشوق إلى الله تعالى، ولهذا اتخذوه وسيلة لتجديد نفوسهم، وتنشيط عزائمهم، وإثارة أشواقهم، قالوا: وهذا أمر لا يعرف إلا بالذوق والتجربة والممارسة، ومن ذوق عرف، وليس الخبر كالعيان. على أن الإمام الغزالي جعل حكم هذه الكلمة بالنسبة للمغنى لا للسامع، إذ كان غرض المغنى أن يعرض نفسه على غيره ويروج صوته عليه، ولا يزال ينافق ويتودد إلى الناس ليرغبوا في غنائه. ومع هذا قال الغزالي: وذلك لا يوجب تحريماً، فإن لبس الثياب الجميلة، وركوب الخيل المهملجة، وسائر أنواع الزينة، والتفاخر بالحرث والأنعام والزرع وغير ذلك، ينبت النفاق في القلب، ولا يطلق القول بتحريم ذلك كله، فليس السبب في ظهور النفاق في القلب المعاصي فقط، بل المباحات التي هي مواقع نظر الخلق أكثر تأثير [الإحياء ص1151]. ح_ واستدلوا على تحريم غناء المرأة خاصة، بما شاع عند الناس من أن صوت المرأة عورة. وليس هناك دليل ولا شبه دليل من دين الله على أن صوت المرأة عورة، وقد كان النساء يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ملأ من أصحابه وكان الصحابة يذهبون إلى أمهات المؤمنين ويستفتونهن ويفتينهم ويحدثنهم، ولم يقل أحد: إن هذا من عائشة أو غيرها كشف لعورة يجب أن تستر. فإن قالوا: هذا في الحديث العادي لا في الغناء، قلنا: روى الصحيحان أن النبي سمع غناء الجاريتين ولم ينكر عليهما، وقال لأبي بكر: دعهما. وقد سمع ابن جعفر وغيره من الصحابة والتابعين الجواري يغنين. أدلة المجيزين للغناء: تلك هي أدلة المحرمين، وقد سقطت واحداً بعد الآخر، ولم يقف دليل منها على قدميه، وإذا انتفت أدلة التحريم بقى حكم الغناء على أصل الإباحة بلا شك، ولو لم يكن معنا نص أو دليل واحد على ذلك غير سقوط أدلة التحريم، فكيف ومعنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة، وروحه السمحة، وقواعده العامة، ومبادئه الكلية؟ وهاك بيانها: أولاً: من حيث النصوص: استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلى هذا الحد. والمعول عليه هنا هو رد النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضى الله عنه وتعليله: أنه يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بعث بحنيفية سمحة. وهو يدل على وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدى الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة فيه. وقد روى البخاري وأحمد عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، ما كان معهم من لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو". وروى النسائي والحاكم وصححه عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنين. فقلت: أي صاحَبْى رسول الله أهلَ بدر يفعل هذا عندكم؟! فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخص لنا اللهو عند العرس. وروى ابن حزم بسنده عن ابن سيرين: أن رجلا قدم المدينة بجوارٍ فأتى عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فغنت، وابن عمر يسمع، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة، ثم جاء الرجل إلى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، غبنت بسبعمائة درهم! فأتى ابن عمر إلى عبد الله بن جعفر فقال له: إنه غبن بسبعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه، وإما أن ترد عليه بيعه، فقال: بل نعطيه إياها. قال ابن حزم: فهذا ابن عمر قد سمع الغناء وسعى في بيع المغنية، وهذا إسناد صحيح لا تلك الأسانيد الملفقة الموضوعة. واستدلوا بقوله تعالى: (وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) (سورة الجمعة/ 11). فقرن اللهو بالتجارة، ولم يذمهما إلا من حيث شغل الصحابة بهما ـ بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحا بها ـ عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتركه قائما. واستدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه. وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي. واستدلوا بما نقله غير واحد من الإجماع على إباحة السماع، كما سنذكره بعد. وثانياً: من حيث روح الإسلام وقواعده: أ_ لا شئ في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء، لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم...الخ، فهل الطيبات أي المستلذات حرام في الإسلام أم حلال؟ من المعروف أن الله تعالى كان قد حرم على بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم على سوء ما صنعوا، كما قال تعالى: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل) (سورة النساء/ 160-161)، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم جعل عنوان رسالته في كتب الأولين (الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) (سورة الأعراف/ 157). فلم يبق في الإسلام شئ طيب أي تستطيبه الأنفس والعقول السليمة إلا أحله الله، رحمة بهذه الأمة لعموم رسالتها وخلودها. قال تعالى: (يسألونك ماذا أحل الله لهم قل أحل لكم الطيبات) (سورة المائدة/ 4). ولم يبح الله لواحد من الناس أن يحرم على نفسه أو على غيره شيئا من الطيبات مما رزق الله مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء وجه الله فيه، فإن التحليل والتحريم من حق الله وحده، وليس من شأن عباده، قال تعالى: (قل أرأيتم ما أنزل اللهُ لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون) (سورة يونس/59) وجعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات كإحلال ما حرم من المنكرات، كلاهما يجلب سخط الله وعذابه، ويردى صاحبه في هاوية الخسران المبين، والضلال البعيد، قال جل شأنه ينعى على من فعل ذلك من أهل الجاهلية: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين) (سورة الأنعام/ 140). ب_ ولو تأملنا لوجدنا حي الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد غريزة إنسانية وفطرة بشرية، حتى إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلى الإصغاء إليه ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم، بل نقول: إن الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة حتى قال الغزالي في الإحياء: (من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع وكثافته على الجمال والطيور وجميع البهائم، إذ الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثراً يستخف معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر ـ لقوة نشاطه في سماعه ـ المسافات الطويلة، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه. فنرى الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها، وتصغي إليه ناصبة آذانها، وتسرع في سيرها، حتى تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها). وإذا كان حب الغناء غريزة وفطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها؟ كلا، إنما جاء لتهذيبها والسمو بها، وتوجيهها التوجيه القويم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها. ومصداق ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية: فقال عليه السلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي. وقالت عائشة: "لقد رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا التي أسأمه ـ أي اللعب ـ فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو". وإذا كان الغناء لهواً ولعباً فليس اللهو واللعب حراماً، فالإنسان لا صبر له على الجد المطلق والصرامة الدائمة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة ـ حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: "يا حنظلة، ساعة وساعة" رواه مسلم. وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أكرهت عميت. وقال كرم الله وجهه: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة. وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لها على الحق. وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب... وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، كذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل عن ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة. القائلون بإجازة الغناء: تلك هي الأدلة المبيحة للغناء من نصوص الإسلام وقواعده، فيها الكفاية كل الكفاية ولو لم يقل بموجبها قائل، ولم يذهب إلى ذلك فقيه، فكيف وقد قال بموجبها الكثيرون من صحابة وتابعين وأتباع وفقهاء؟ وحسبنا أن أهل المدينة ـ على ورعهم ـ والظاهرية ـ على حرفيتهم وتمسكهم بظواهر النصوص ـ والصوفية ـ على تشددهم وأخذهم بالعزائم دون الرخص ـ روى عنهم إباحة الغناء. قال الإمام الشوكانى في "نيل الأوطار": (ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر، وجماعة الصوفية، إلى الترخيص في الغناء، ولو مع العود واليراع. وحكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع: أن عبد الله بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأساً، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره. وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. وحكى الأستاذ المذكور مثل ذلك أيضاً عن القاضي شريح، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، والشعبي). وقال إمام الحرمين في النهاية، وابن أبي الدنيا: (نقل الأثبات من المؤرخين: أن عبد الله بن الزبير كان جوار عوَّادات، وأن ابن عمر دخل إليه وإلى جنبه عود، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله؟ فناوله إياه، فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي؟ قال ابن الزبير: يوزن به العقول!). وروى الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالة في السماع بسنده إلى ابن سيرين قال: (إن رجلا قدم المدينة بجوار فنزل على ابن عمر، وفيهن جارية تضرب. فجاء رجل فساومه، فلم يهو فيهن شيئا. قال: انطلق إلى رجل هو أمثل لك بيعا من هذا. قال: من هو؟ قال: عبد الله بن جعفر... فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن، فقال لها: خذي العود، فأخذته، فغنت، فبايعه ثم جاء إلى ابن عمر...الخ. القصة). وروى صاحب "العقد" العلامة الأديب أبو عمر الأندلسي: أن عبد الله بن عمر دخل على ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود، ثم قال لابن عمر: هل ترى بذلك بأساً؟ قال: لا بأس بهذا، وحكى الماوردي عن معاوية وعمرو بن العاص: أنهما سمعا العود عند ابن جعفر، وروى أبو الفرج الأصبهاني: أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء بالمزهر بشعر من شعره. وذكر أبو العباس المبرّد نحو ذلك. والمزهر عند أهل اللغة: العود. وذكر الأدفوي أن عمر بن عبد العزيز كان يسمع جواريه قبل الخلافة. ونقل ابن السمعاني الترخيص عن طاووس، ونقله ابن قتيبة وصاحب الإمتاع عن قاضى المدينة سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري من التابعين. ونقله أبو يعلى الخليلي في الإرشاد عن عبد العزيز بن سملة الماجشون مفتى المدينة. هؤلاء جميعاً قالوا بتحليل السماع مع آلة من الآلآت المعروفة ـ أي آلات موسيقى ـ وأما مجرد الغناء من غير آلة فقال الأدفوى في الإمتاع: إن الغزالي في بعض تأليفه الفقهية نقل الاتفاق على حله، ونقل ابن طاهر إجماع الصحابة والتابعين عليه، ونقل التاج الفزاري وابن قتيبة إجماع أهل الحرمين عليه، ونقل ابن طاهر وابن قتيبة أيضاً إجماع أهل المدينة عليه، وقال الماوردي: لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه في أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة والذكر. وقال ابن النحوي في العمدة: وقد روى الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمر ـ كما رواه ابن عبد البر وغيره ـ وعثمان ـ كما نقله الماوردي وصاحب البيان والرافعي ـ وعبد الرحمن بن عوف ـ كما رواه ابن أبي شيبة ـ وأبو عبيدة بن الجراح ـ كما أخرجه البيهقي ـ وسعد بن أبي وقاص ـ كما أخرجه بن قتيبة ـ وأبو مسعود الأنصاري ـ كما أخرجه البيهقي ـ وبلال وعبد الله بن الأرقم وأسامة بن زيد ـ كما أخرجه البيهقي أيضاً ـ وحمزة كما في الصحيح ـ وابن عمر ـ كما أخرجه ابن طاهر ـ والبراء بن مالك ـ كما أخرجه أبو نعيم ـ وعبد الله بن جعفر ـ كما رواه ابن عبد البر ـ وعبد الله بن الزبير ـ كما نقل أبو طالب المكي ـ وحسان ـ كما رواه أبو الفرج الأصبهاني ـ وعبد الله بن عمرو ـ كما رواه الزبير بن بكار ـ وقرظة بن كعب ـ كما رواه ابن قتيبة ـ وخوات بن جيبر ورباح المعترف ـ كما أخرجه صاحب الأغاني ـ والمغيرة بن شعبة ـ كما حكاه أبو طالب المكي ـ وعمرو بن العاص ـ حكاه الماوردي ـ وعائشة والرُّبيّع ـ كما في صحيح البخاري وغيره. وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر وابن حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري. وأما تابعوهم فخلق لا يحصون منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور (الشافعية). انتهى كلام ابن النحوي. هذا كله ذكره الشوكاني في نيل الإطار [ج8/264-266]. قيود وشروط لا بد من مراعاتها: ولا ننسى أن نضيف إلى هذه الفتوى قيوداً لا بد من مراعاتها في سماع الغناء. 1- فقد أشرنا في أول البحث إلى أنه ليس كل غناء مباحاً، فلا بد أن يكون موضوعه متفقا مع أدب الإسلام وتعاليمه. فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجساً من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكاس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضاً آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال. والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا، مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين، وكل من يعينهم، بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم؟!. والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحبة العيون الجريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (سورة النور/ 30-31) ويقول صلى الله عليه وسلم: "يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. 2- ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلى إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة ـ ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلى دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع على الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح على جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وأشغالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصاً لدى الشباب والشابات. إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض). فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير؟!. 3- ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة الماثلة في الأذهان عندما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء. وهذا ما يدل عليه الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره: "ليشربن ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعارف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير". وأود أن أنبه هنا على قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلى الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء، ومخالطة المغنين والمغنيات وحواشيهم، وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها الشرع، ويكرهها الدين. أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلى الأغاني وهو بعيد عن أهلها ومجالسها، وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل بها إلى جانب الإذن والتيسير. 4-هذا إلى أن الإنسان عاطفة فحسب، والعاطفة ليست حباً فقط، والحب لا يختص بالمرأة وحدها، والمرأة ليست جسداً وشهوة لا غير، لهذا يجب أن نقلّل من هذا السيل الغامر من الأغاني العاطفية الغرامية وأن يكون لدينا من أغانينا وبرامجنا وحياتنا كلها توزيع عادل، وموازنة مقسطة بين الدين والدنيا، وفي الدنيا بين الحق الفرد وحقوق المجتمع، وفي الفرد بين عقله وعاطفته، وفي مجال العاطفة بين عواطف الإنسانية كلها من حب وكره وغيرة وحماسة وأبوة وأمومة وبنوة وأخوة وصداقة... الخ فلكل عاطفة حقها. أما الغلو والإسراف والمبالغة في إبراز عاطفة خاصة فذلك على حساب العواطف الأخرى، وعلى حساب عقل الفرد وروحه وإرادته، وعلى حساب المجتمع وخصائصه ومقوماته، وعلى حساب الدين ومثله وتوجيهاته. إن الدين حرم الغلو والإسراف في كل شئ حتى في العبادة فما بالك بالإسراف في اللهو وشغل الوقت به ولو كان مباحاً؟! إن هذا دليل على فراغ العقل والقلب من الواجبات الكبيرة، والأهداف العظيمة، ودليل على إهدار حقوق كثيرة كان يجب أن تأخذ حظها من وقت الإنسان المحمود وعمره القصير، وما أصدق وأعمق ما قال ابن المقفع: (ما رأيت إسرافا إلا وبجانبه حق مضيع) وفي الحديث: "لا يكون العاقل ظاغنا إلا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم"، فلنقسم أوقاتنا بين هذه الثلاثة بالقسط ولنعلم إن الله سائل كل إنسان عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه؟ د_ وبعد هذا الإيضاح تبقى أشياء يكون كل مستمع فيها فقيه نفسه ومفتيها، فإذا كان الغناء أو نوع خاص منه يستشير غريزته، ويغريه بالفتنة، ويسبح به في شطحات الخيال، ويطغى فيه الجانب الحيواني على الجانب الروحاني، فعليه أن يتجنبه حينئذ، ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنة على قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح. تحذير من التساهل في إطلاق التحريم: ونختم بحثنا هذا بكلمة أخيرة نوجهها إلى السادة العلماء الذين يستخفون بكلمة "حرام" ويطلقون لها العنان في فتاواهم إذا أفتوا، وفي بحوثهم إذا كتبوا، عليهم أن يراقبوا الله في قولهم ويعلموا أن هذه الكلمة "حرام" كلمة خطيرة: إنها تعنى عقوبة الله على الفعل وهذا أمر لا يعرف بالتخمين ولا بموافقة المزاج، ولا بالأحاديث الضعيفة، ولا بمجرد النص عليه في كتاب قديم، إنما يعرف من نص ثابت صريح، أو إجماع معتبر صحيح، وإلا فدائرة العفو والإباحة واسعة، ولهم في السلف الصالح أسوة حسنة. قال الإمام مالك رضي الله عنه: ما شيء أشد علىّ من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا، وإن أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زماننا هذا يشتهون الكلام في الفتيا، ولو وقفوا على ما يصيرون إليه غداً لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب وعليا وعامة خيار الصحابة كانت ترد عليهم المسائل ـ وهم خير القرون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ـ فكانوا يجمعون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها، وأهل زماننا هذا قد صار فخرهم، فبقدر ذلك يفتح لهم من العلم قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا الذين يقتدي بهم، ومعول الإسلام عليهم، أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول: أنا أكره كذا وأرى كذا، وأما "حلال" و"حرام" فهذا الافتراء على الله. أما سمعت قول الله تعالى: (قل أرأيتم ما أنزل اللهُ لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون) (سورة يونس/59)؛ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرماه. وقال الله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) (سورة يونس/ 116). |
![]() |
![]() |
#14 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2007
البلد: جُفون العُيون .!
المشاركات: 1,909
|
الأحناف رحمهم الله يرون وجوب الحجر على المفتي الماجن !!
وكلامهم مندرج تحت قاعده [ الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف ] ..
__________________
الحياة في ظلال القرآن نعمه .. نعمه لا يعرفها الا من ذاقها , نعمه ترفع العمر وتباركه وتزكيه .. والحمد لله لقد من علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان .. ذقت فيها من نعمته مالم أذق قط في حياتي .. ذقت فيها هذه النعمه التي ترفع العمر و تباركه و تزكيه .! سيد قطب رحمه الله
|
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|