|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-09-2004, 08:48 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: بريــــــــدة
المشاركات: 3,533
|
العلماء يقفون عاجزين أمام مرض الإيدز!!
بعد نشرنا مقالة مفصلة عن انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) حول العالم وإصابته حوالي 55مليون شخص وفتكه بحوالي 20مليون رجل وامرأة وطفل وردتنا عدة رسائل من قراء جريدة "الرياض" الغراء وعدة مكالمات هاتفية من أصدقاء ومعارف ومرضى يستوضحون مزايا هذا الوباء القاتل في غاية الاستفسار العلمي أو للوقاية من الاصابة به أو لتوضيح وسائل تشخيصه بعدما تعرض بعضهم إلى هذا الالتهاب الفيروسي، فرغبنا نشر هذه المقالة المفصلة للتوعية والتثقيف بناءً على آخر المستجدات التي نشرت حوله عالمياً والأطروحات والمقالات التي ناقشته بالتفصيل.
لمحة تاريخية حول هذا المرض في سنة 1981م، نشرت عدة مقالات طبية حول إصابة بعض اللوطيين بالتهاب رئوي نادر يدعى داء المتكيسات الرئوية الكرينيي، وسرطان الجلد "غرن كابوزي" وذلك لأسباب مجهولة حيّرت الخبراء خصوصاً أن هؤلاء الرجال كانوا يتمتعون بصحة جيدة. ففي سنة 1983م تم اكتشاف فيروس داء نقص المناعة المكتسب أو الإيدز في فرنسا، تبعه سنة 1985م استعمال تحليل وصولي على الدم لتشخيصه. وفي سنة 1987توصل العلماء إلى علاج دوائي ضد الحمات أو الفيروسات التي تسببه ولكن بنتائج متواضعة جداً مما حث الاخصائيين عالمياً بالقيام بالعديد من الاختبارات التي تكللت ببعض النجاح سنة 1996م. بتطبيق العلاج الفعّال ضد الفيروسات التراجعية باستعمال عدة مضادات لها مع تدني نسبة الوفاة بسببه ومع تأخير حدوث المرض أو الحاجة إلى الاستشفاء المعالجي، وذلك بنسبة حوالي 60% إلى 80% تقريباً.. ورغم عدم وجود أي علاج شافي لهذا المرض حتى الآن، إلا أن هذه المعالجة المتقدمة نجحت في تغيير مسار هذا الوباء وخففت من مضاعفاته وقللت نسبة الوفيات بسببه ووفرت للمرضى المصابين به فرصة التمتع بحياة طبيعية بالرغم من الأعراض الجانبية المزعجة لتلك العقاقير وأسعارها الباهظة. مراحل الإصابة بالفيروس مع الأعراض السريرية تمر الإصابة بالفيروس التراجعي بعدة مراحل مع أعراض سريرية خاصة بكل مرحلة: 1- انتقال الفيروس: ينتقل الفيروس بالعدوى أثناء الممارسة الجنسية المثلى وغير المثلى المحرمين، وباستعمال حقن ملوثة لتعاطي المخدرات أو بنقل الدم أو عمليات نقل الأعضاء أو انتقاله إلى الجنين من والدته الحامل المصابة به والتعرض إلى سوائل جسدية تحتوي على الفيروس مثل السائل المنوي والإفرازات المهبلية والدم وافرازات عضوية أخرى مخلوطة بالدم مثل السائل المخي النخاعي أو السائل الجنبوي أو الصفاقي أو التاموري أو الزليلي أو السلوي، ونادراً ما يتعرض طبيب أو تقني يعمل في المختبر إلى هذا الفيروس بسبب وخز إبرة أو آلة حادة أو حدوث تلوث العينين أو قرحة في الجلد أو في أية غشاوة جسدية برشاش سائل يحتوي على الفيروس. وفي حوالي 0.2% يكون سبب الإصابة مجهولاً. وتختلف أسباب الإصابات بهذا الفيروس من دولة إلى أخرى ففي الولايات المتحدة مثلاً يتم عادة انتقال الفيروس أثناء الاتصالات الجنسية الشاذة والمثلى أو استعمال الحقن الملوثة بنسبة حوالي 46% من مجموع الإصابات فهي 25% بسبب تعاطي المخدرات يليها في حوالي 10% نتيجة الاتصال الجنسي غير المثلى أي بين رجل وامرأة، و2% بسبب نقل الدم وحوالي 1% من الأم الحامل إلى جنينها بينما تزيد نسبة الإصابة إلى حوالي 70% إلى 80% في البلاد الفقيرة النامية بسبب الاتصال الجنسي غير المثلى ومن 5إلى 10% من انتقال الفيروس من الأم إلى جنينها أو استعمال الحقن الملوثة للمخدرات. وجدير بالذكر أن أمل انتقال المرض بين الرجل والمرأة إذا ما كان أحدهما مصاباً بالالتهاب الفيروسي متساوي ولكن نسبة تزيد مع ارتفاع عدد الحمات أو الفيروسات الغازية للجسم لتصل إلى حوالي 22% خصوصاً عند الشباب وفي حال وجود تقرحات في المجاري التناسلية، وأما أمل الاصابة به إذا ما كان عدد الفيروسات عند أحد الشريكين ضئيل فلا يتعدى عادة أكثر من 0.11% بعد الاتصال الجنسي المنفرد. والجدير بالذكر أن اللمس أو التقبيل لا يشكلان أي خطر من الإصابة بهذا المرض. 2- غزو الفيروس للجسم مع أعراضه إن حصول الأعراض السريرية بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) يصل إلى حوالي 50% إلى 90% من تلك الحالات حتى عند الذين تعرضوا للاصابة أثناء عملهم الطبي أو المخبري حيث إن أمل إصابتهم بالالتهاب الفيروسي لا تتعدى 0.36%. وتمر عادة فترة أسبوعين إلى 4أسابيع وأحياناً 6أسابيع قبل ظهور الأعراض السريرية التي تدوم عادة ما بين أسبوع إلى 4أسابيع مع معدل اسبوعين وتتميز بما يأتي مع الإشارة إلى نسبة حدوثها: @ ارتفاع الحرارة أو الحمىّ (96%). @ تضخم العقد اللمفية (74%). @ التهاب البلعوم (70%). @ الطفح (70%) الممثل ببقعيات مطاطية حمراء حجم ما بين 5ميلميترات و 10مليميترات على الوجه والصدر والبطن وأحياناً الأطراف وراحة اليد والأحمص أو ظهور أيضاً تقرحات في الفم والمرئي أو في الأعضاء التناسلية. @ آلام مفصلية أو عضلية (54%). @ إسهال وصداع 32% لكل منها). @ غثيان وقياء (27%). @ ضخامة الكبد والطحال (14%). @ السلاف (12%). ومن أبرز تلك الأعراض السريرية كما ظهرت في دراسة أميركية على 46مريضاً مصاباً بفيروس مرض نقص المناعة المكتسب الحمى التي تصل إلى 38.9درجة والتهاب البلعوم والتعب الجسدي والآلام العضلية والنقص في الوزن (معدل 5كيلوغرامات) ونادراً ما تظهر أيضاً أعراض عصبية أهمها التهاب السحايا والدماغ والاعتلال العصبي في حوالي 8% من تلك الحالات وشلل الوجه ومتلازمة غيان باريه والتهاب عصب الذراع واختلال الجذور العصبية والتشويش الذهني والذهان. ولكن علينا التشدد على نقطة مهمة ان كل تلك الأعراض غير خاصة بالالتهاب بفيروس الإيدز وقد تظهر في أمراض أخرى إلا أن تواجد بعضها معاً عند أي شخص قد يوحي باصابته بهذا الفيروس ويتطلب ذلك اجراء التحاليل الاضافية التي ستناقش لاحقاً لإثبات التشخيص. 3- إمراض الغزو الفيروسي ورواسبه إن الفيروس HIV-1 المسؤول عن أكثرية حالات الالتهاب بهذا المرض يدخل عادة الجسم عبر غشاوة الجهاز التناسلي ويرتبط ببروتينه الغلافي الخلايا المناعية CD4 الملتصقة بالخلايا التغضنّية الموجودة عادة في غشاوة عنق الرحم والمهبل وأحياناً في اللوزتان والغدانيات مما يفسر إلى انتقال الفيروس أثناء المجامعة. وتحتاج الخلايا المناعية إن كانت من نوع البلاعم واللمفاويات إلى مستقبلات خاصة لاحتواء الفيروس. فإذا ما فقدت تلك المستقبلات يصبح الانسان مقاوماً لذلك الالتهاب. وبعد اندماج الفيروس باللمفاوياتCD4 المناعية ينتشر في الجسم عبرها ويغزو الغدد اللمفية في غضون يومين والمصدّرة أو بلازما الدم بعد حوالي 3أيام بعد الإصابة وينتقل بواسطتها إلى عدة أعضاء منها الدماغ والطحال والغدد اللمفية. وقد أظهرت عدة دراسات أنه وقت الاصابة يكون عدد اللمفاويات CD4 مرتفعاً، ولكن مع فقدان كامل للمناعة الخاصة ضد تلك الفيروسات الغازية مما يسبب سرعة تكاثرها. ولكن الجسم يبدأ بحشد جيوشه المناعية للنيل من تلك الأجسام الغريبة عنه ويأمر بعض اللمفاويات المناعية CD8 بمجابهة هذا العدو وتجري معركة حامية ما بين الفيروسات والخلايا المناعية التي تستطيع في المراحل الأولى من وضع حد ولو لمدة قصيرة للالتهاب الفيروسي فتنخفض كمية الفيروسات في الجسم وتزول عادة الأعراض السريرية التي وضحناها سابقاً ويستقر عدد الفيروسات لمدة حوالي 6أشهر بعد الإصابة في حال لم يستعمل أي علاج لهذا الالتهاب وحسب عددها الأصلي ومناعة الجسم ضدها. وفي بعض الحالات النادرة تستقر الفيروسات لعدة سنوات بدون أن تسبب مرض الإيدز مع نسبة طبيعية للخلايا اللمفاوية CD4 واحتواء كامل للفيروسات بدون أي علاج. وعلاوة على ذلك فقد تبين حديثاً أن استعمال المضادات ضد الفيروسات باكراً عند تشخيص الالتهاب الحاد قد يحفظ سلامة وفعالية الخلايا المناعية ضد الفيروس مما يخفض مدة الأعراض السريرية بعد الاصابة وقد يقي من انتشار الفيروس إلى الأعضاء الأخرى، ولكن بدون التمكن من القضاء عليه. وفي غضون 6أشهر تقريباً من الاصابة يختبئ الفيروس في الخلايا اللمفاوية ويقضي على الكثير منها بعد استبدال حامضها النووي بما هو خاص به، ويغيّر شكله مراراً لتفادي معرفة هويته والنيل منه من الدفاع المناعي، وينجح في أغلبية الحالات إلى السيطرة على الجسم وتسبب مرض المناعة المكتسب أو الإيدز مع أعراضه ومضاعفاته وقدرته على الفتك بالإنسان المصاب به. وأما فترة حدوث هذا المرض فهي تختلف حسب عدد الخلايا اللمفاوية CD4 وكمية الفيروسات الغازية للجسم. وقبل ظهور مرض الإيدز يعيش المريض بدون أية أعراض سريرية ولكنه قد يصاب بتضخم العقد اللمفية التي تحتوي على كمية كبيرة من الفيروسات التي تختبئ في الجهاز اللمفاوي داخل اللمفاويات CD4 وتنتشر منها بعد القضاء عليها بنسبة 10خلايا يومياً. وتستمر المعركة ما بين الدفاع المناعي الذي يحاول استبدال الخلايا المناعية CD4 المتلوفة بخلايا جديدة وبين الفيروسات التي تستكمل هجومها العدواني ضد تلك الخلايا للفتك بها بينما تكرر نفسها بسرعة وتنجح أخيراً في حربها الشعواء وتسيطر تماماً على الجسم وتسبب مرض الايدز بأعراضه الأولية التي تدعى "ب" ومنها الطفح والتهاب المهبل الفطري، أي داء المبيضات المستمر والمتعاود والمقاوم للعلاج والطلوان الفموي والحلاَّ المنطقي والاعتلال العصبي المحيطي وغيرها مثل الحمى والاسهال لمدة تزيد على شهر. ورغم أن تلك الأعراض قد تتواجد في الكثير من الأمراض الأخرى إلا أن حدوثها بكثرة وبشدة في مرض الإيدز يميزها عن الحالات الطبية الباقية. |
الإشارات المرجعية |
|
|