بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » يوسف أباالخيل يشن هجوماً لاذعاً على الثقافة المحلية التي أنتجت الفراج والرشود وغيرهم

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 27-09-2004, 11:24 AM   #1
ابن عساكر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 47
يوسف أباالخيل يشن هجوماً لاذعاً على الثقافة المحلية التي أنتجت الفراج والرشود وغيرهم

منتدى الكتّاب> مقالات عامة > يوسف أبا الخيل

اعترافات الثلاثي الأصولي الجديد/ محنة ثقافة مؤدلجة

التاريخ: الاثنين 2004/09/27 م


بداية فالعنوان أعلاه ليس من بنات أفكار كاتب هذه السطور عفا الله عنه بل هي استعارة من اسم لأحد كتب المفكرالليبي الراحل/ الصادق النيهوم رحمه الله وهو كتاب (محنة ثقافة مزورة) نعى فيه على الثقافة العربية الكثير من مآسيها ولاعقلانيتها وتمسكها بفتات الخرافة وقض وقضيض اللامعقولية حتى غدت مضرب الأمثال في الانهماك في القشور والتغني مقابل ذلك بذات متورمة ليست علامة على شبع أو شحم بقدر ما هي إشارة جلية على وجود أورام داخلية لاتزال حبلى بالكثير من المفاجآت المرعبة المجافية للصراط المستقيم والسالكة دروب التخلف والازدراء والتقوقع والنهل من معين خرافة لاينضب لمواجهة مشاكل عصرية لا تتعدد أدواؤها بقدر معرفتها لدواء وحيد متاح لكل من ألقى السمع وهو شهيد على قدرة المراكمة المعرفية المتوشحة تاج العقل والعقلانية والدخول في العصر فكرياً وهو الضرورة الملحة لمواجهة هذا الفيض المتراكم المتورم من الباطل الجلي ذي الأسس الخفية أحياناً والجلية أحياناً أخرى.
اليوم أستعير العنوان النيهومي بتعديل بسيط تماهياً واستصحاباً لأثر وبُعءد ومدى ما سمعناه وما شاهدناه مؤخراً من اعترافات الأصوليين الثلاثة/ الفراج والرشود وأبي عاصم التي عرضها التلفزيون السعودي مؤخراً على شاشته وأتت بفضح جديد/ قديم للاعبين الأيديولوجيين وجماعات الإسلام السياسي الجدد من مخطط طويل الأجل لاستثمار سذاجة المتلقين من أدوات التنفيذ وهشاشة زادهم الثقافي والشرعي والمقاصدي وقبل ذلك وبعده حداثة أعمارهم بما يسمح لأولئك المتنفذين في عالم أسلمة السياسة المؤدلجة الموجهة لخدمة عوائل مستكبرين يختفون في الكهوف والقفار ويرسلون الأدوات التنفيذية الصغيرة التي تُحشى في أدمغتها أن لا سبيل إلى الفردوس الأعلى إلا بالمرور على الجماجم واللحى والتخضب بالدم في رحلة جحيمية تبدأ بالمنفذ فتحيله ركاماً تذروه الرياح كأن لم يغن بالأمس قبل أن تثني بالمستهدفين من أناس أبرياء جلهم من الثكالى والرضع والمعوزين وطالبي القوت والساعين على الأرامل والمساكين والذين يبتغون من ربهم فضلاً ورضواناً فإذا الرضوان ينقلب بفضل هذه الثقافة المؤدلجة والمؤدلجة - بفتح اللام وكسرها - إلى استدماج للنفس والروح تحت ظل مفخخ ومفخخ - بكسرالخاء وفتحها - لتسبقهم إلى جنة عرضها السموات والأرض مستمسكين ومتبركين بعبق دماء وأشلاء ضحايا لم يمنعهم من مواصلة الحياة سوى تواجدهم في موقع التفخيخ المادي بعد أن سبقه تفخيخ العقل واللب ممن يلوذون بصمت الكهوف.
لايمكن لأولئك النفر من مفخخي الأدمغة ومن مسامري ثقافة العنف العدمي ممن أبان عنها أولئك المعترفون الجدد وأسلافهم من قبلهم وممن سيخلفهم من بعد وفق نظرة عقلية سليمة أن يصلوا لهذه المرحلة المتقدمة في الشقاء الإنساني وعذابات الروح والجسد إلا لكونهم تلقوا ما حشيت به أدمغتهم باعتباره حقاً قطعياً لا يخضع لجدلية نسبية الصواب والخطأ والتعالي المقدس للحقيقة، ولو كانت الثقافة المعاشة تتوافر على شيء من ذلك لربما على الأقل لم يتلقها أولئك المفخَّخون بدون فحص وروية وبدون عرضها على المبادئ البسيطة للعقل الإنساني المتواطئ تماماً مع المقاصد الشرعية لكافة الأديان السماوية المتسامية إلى قيمة الإنسان - بوصفه ابناً لآدم - بعيداً عن نحلته وديانته ومذهبه التي تبقى بينه وبين ربه بحيث لا يجوز لأحد من إخوانه البشر أن يحجر عليه فيها فضلاً عن أن يحاسبه أو يعاقبه عليها بل الفيصل في العلاقات الأخوية البشرية هو المعاملة فقط تأسياً بتوجيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (الدين المعاملة) فالمعاملة بين الناس هي ما يجب أن تكون الفيصل لتقييم سلبيتهم أو إيجابيتهم نحو بعضهم البعض أما العائد والأديان فتلك خصوصية لرب العالمين يحاسب عباده عليها وفق إرادته وعدله ورحمته، ولايجوز لآحاد الناس ولا لجمعهم أن يكرهوا أحداً على اعتناق ما لا يريد، أليس الله سبحانه وتعالى قد عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم على إكراه الناس على الإيمان ممثلاً في قول الله تعالى في الآية 99من سورة يونس {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} وإذا كان الأمر هكذا بشأن سيد البشر فكيف بمن هو دونه من سائر البشر؟ وفي الآية الأخرى ما يوضح بجلاء مماثل هذا الأمر المهم إذ يقول تعالى في الآية 108من سورة الأنعام {كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون} ولفظة (زيَّنَّا) في هذه الآية تشير إلى أمر غاية في الأهمية وهو أن الأديان والعقائد والمذاهب وكل ما يعقد الناس عليه قلوبهم إنما تغلل في الوجدان وتمترس في الوعي واللاوعي باعتباره حقاً لا مرية فيه وبالتالي فالإكراه على ضده وتسويق غيره لهم بالقوة وتقبيح ما ألفوه لن يؤتي أكله ولن يغير من الواقع شيئاً بنص القرآن الكريم وشاهد الاجتماع البشري، ولا يعني هذا الاستنتاج طبعاً ترك ما نعتقد أنه صواباً نراه أن لا نرشدهم إليه أو نبين لهم ما نعتقده نحن حقاً بنظرتنا البشرية القاصرة ولكن يجب أن يتم كل هذا بإطار كامل من الاعتقاد الخالص بأن لهذا المخالف نفس الحق الذي نتوافر عليه من التماهي مع معتقده والدفاع عنه مادامت الثوابت المتفق عليها مراعاة الجانب.
لا مناص إن رمنا الخروج من عنق زجاجة أزمتنا الحالية أن نعترف بصريح القول وليس بلحنه بأن هؤلاء وأولئك ومن سيتقحم كرسي الاعتراف مستقبلاً سواءً منهم الفاعل أو المفعول لأجله إنما هم نتيجة ثقافة مأزومة تختزل الآخر وتطويه تحت أجنحة قناعاتها الفكرية ولا تسمح له بالتغريد خارج سربها بمن فيهم من هم من داخل الثقافة نفسها ولكن فقط بإطار مذهبي مختلف - دعك من مَن هم من خارج الديانة - وأنها من ثم تتأبط مقدمات العنف من الكره والضيق والانغلاق والتعصب وكل أدوات الإقصاء بإرث يخلط بين المقدس والبشري بإلباس البشري لبوس المقدس وتقديمه للمتلقي على أنه حكم الله وحكم رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ومن ثم وكنتيجة حتمية مبنية على مقدمة قطعية فإنها لا تجد مناصاً من فرض الوصاية على الآخرين المخالفين الذين لا تجد حرجاً من وصمهم بخلطة إقصائية شديدة التأثير والتفخيخ العقلي أقل مفرداتها الابتداع والضلال، والحل يكمن في نظري في الإسراع في قلب الطاولة في وجوه مؤسلمي السياسة لغرض في نفس يعقوب بشرعنة أبواب النقد على مصراعيها بحيث تقدم المعلومة أياً كانت خارج الثوابت القطعية لا بصفتها حقاً خالصاً وإنما بصفتها مفردة احتمالية لها ما لها وعليها ما عليها واعتماد المواجهة والمكاشفة الصريحة بلا خوف أو وجل من مؤدلجين ومتذهبين والاعتراف بأن هؤلاء ليسوا نبتة نبتت في العراء بل إنهم حصاد مر لبذرة بذرت وعلينا من ثم تعديل هذه البذرة جينياً ليتغير الحصاد.
ابن عساكر غير متصل   الرد باقتباس


إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 12:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)