[قاهر المواقع]

(( ويل للمطفّفين !! ))



نعلم علم اليقين أن الذي وضع التمر المبلول في أسفل الإناء والتمر الناشف في الأعلى يعتبر قد مارس الغش , ومثله من خلط الماء باللبن ولو لم يظهر فهو قد مارس الغش أيضا , مما يجعل أمر الغش واضح جدا لا لبس فيه .


وكلنا نعلم أنه في الفترة الماضية مرت بنا ارتفاعات مزعجة في معظم أسعار السلع الاستهلاكية التي ليس لنا عنى عنها , وتشمل معظم مناحي الحياة , وهذا ما جعل المواطن يتململ من ذلك , بخلاف لما كانت الارتفاعات في الأسعار في سلع لا تهم الا شريحة محدودة من المواطنين , وكمثال على ذلك ارتفاع سعر الشعير , لكنها لما طالت الكل أحس بذلك ملك الإنسانية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبدالعزيز ( يحفظه الله ) فأصدر أمره الكريم بصرف بدل غلاء معيشة على مدار ثلاث سنوات بنسبة 5% , فاكتملت مطلع هذا العام ولله الحمد حتى صارت 15% مما جعل المواطن يستطيع أن يتعامل مع هذا الظرف العالمي الذي لم يكن لدينا فقط , وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم مواقف خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية .
لكن هناك فئة تتربص بالمواطن ولا تريده أن يهنأ بعيش , بل تجعله يعيش الوهم بأن تلك الموجات المزعجة قد ولت بغير رجعة , ولم يعلم بأنه آخر من يعلم بما يجري وما يحاك له .


وقبل الدخول في التفاصيل أذكر هنا قصة حقيقية وقعت في دولة صديقة مجاورة , تمثلت في قرار في تغيير وزن حاجة لا يستغني عنها المواطن , فجلست وبأمر الدولة كل وسائل الاعلام ولمدة شهر كامل توضح للمواطن ما حصل وبالتفصيل لكيلا يتعرض للغش والتدليس حتى ولو كان لا يتمتع بدرجة عالية من الذكاء , خصوصا وأن موازين معظم السلع الاستهلاكية الضرورية يحفظها المواطن والمقيم عن ظهر قلب ولا يختلف فيها اثنان ولا يتناطح فيه تيسان .


لكن الذي حصل لدينا أن المواطن استبشر بانخفاض أسعار معظم المواد الاستهلاكية الضرورية وأعلن الفرح بالقضاء على الغلاء ولله الحمد والمنة , بل ولازال يحتفل وأنا وأنت ربما نكون احتفلنا معهم , ولم نعلم الحقيقة حتى يبلغنا بها أحد الأسيويين الشرفاء , حيث دخلت إلى أحد المحلات التجارية وطلبت عدة أغراض للمنزل ومن ضمنها أرز , فطلبت نوع من الارز بالاسم وسألت عن سعره فذكر لي سعر جديد أقل من السابق , فقلت له الحمد لله أن الأسعار عادت لعقلانيتها , وطلبت منه أن يحمله بالسيارة , فقلت له ما زحا , الحمد لله أن الأسعار أصبحت معقولة بفضل الله ثم بفضل من يعنيهم الأمر وحرصهم على المراقبة والمتابعة , وإلا من كان يتخيل أن الأرز سيكون بهذا السعر ؟؟ فتفاجأت به يطلق العنان لضحكة مجلجلة ملأت المكان , قلت له ما ذا دهاك ؟؟ قال أنا بخير لكن أنت المسكين !! قلت ولماذا قال لأن الكيس الذي معك وزنه أربعين كيلوغرام وليس كما كان في السابق خمسة وأربعين كيلوا غراما , وهنا فالسعر لا زال مرتفعا لكن كل من يشتري لا بعلم بذلك , قلت له هل هذا معقول ؟؟ ولماذا لم يتم التنبيه على ذلك ؟ قال والخافي أعظم فلقد كان الوزن الجديد قبل فترة لم يكتب على الكيس بل كان الوزن الموجود هو السابق , لكن حماية المستهلك ووزارة التجارة أجبرتهم على إعلان الوزن رسميا .
فانطلقت بسيارتي وكلي خجلا من هذا الأسيوي الذي كان محقا في ضحكته المجلجلة , وأقول بيني وبين نفسي : من يوقف غش وتدليس هؤلاء ؟؟ ثم اليس ذلك من التطفيف الذي ذكر في القرآن الكريم ؟؟
عاجل
http://www.burnews.com/articles.php?action=show&id=4035