|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
خطبة بعنوان (الأمن مسؤولية الجميع) في 15/3/1424هـ
بسم الله الرحمن الرحيم الأمن مسؤولية الجميع 15/3/1424هـ [align=justify]الحمد لله القائل: ( ومن قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً )، وقال تعالى: ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً أليماً )، وصلى الله وسلم على نبينا القائل: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت . . الحديث". عباد الله : لقد مضى الحديث من هذا المنبر عن الجهاد وآدابه وأحكامه وشروطه والفرق بينه وبين التهور والاندفاع والابتداع . ومثل ذلك حديث آخر عن الشائعات وخطرها على المجتمع وتحذير الناس من الاستسلام لها والانطلاق منها ولاءً أو براءً، إذ هناك مصادر موثوقةٍ وأصول محفوظةٍ تحدد المنطلقات وترسم الأهداف وتزيل عقبات الطريق، أرجو أن تعود بكم الذاكرة إلى استحضار ما مضى بما يغني عن الإعادة التفصيلية ليكون الحديث منفرداً عن الحادث المؤلم الذي آسفنا وهزّ مشاعرنا وأقلق ضمائرنا حين اشتمل على قتل أبرياء وترويع الآمنين وبث الرعب بين الناس فهو ظلم وجناية كما نص على ذلك بيان هيئة كبار العلماء . . عباد الله : ومعرفة خلفيات الموضوع ودوافعها ومن وراءها أمر مهم في علاجه، وبتر أطرافه، وهذا ما لم تفصح عنه جهة مسؤولة بشكل رسمي، وأياً ما كان خلفه فهو فعل مدين شاذ، وحالةً استثنائيةً لا تمثل هذا البلد وأهله، فهو مضرب المثل في الأمن والاستقرار والترابط الاجتماعي، وهذا بفضل الله ثم بفضل تطبيق الشرع الذي هو مصدر الأمن ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )، وحين ننصح لأمتنا وأهل بلدنا نلتمس بعض الخلفيات التي يجب الحذر منها في كل حين لئلا تكون مصدر قلق أو وكر تطرفٍ، فمن ذلك : الحسدة الذين أكل الحقد قلوبهم غيرةً من هذا البلد الأمين والذي توالت عليه نعم الله من كونه مهبط الوحي ومبعث رسول الله ومهاجرة صلى الله عليه وسلم، فكم هي النصوص الشرعية التي تنص على هذه البقاع الطاهرة، وترفع شأنها ومن أسمى ما فيها كونها قبلة المسلمين، فقلوب المسلمين وأبدانهم تتذكر وتتجه كل يوم خمس مرات إلى الكعبة المشرفة وفي هذا من العظمة والوحدة والقوة والهيبة ما يحرق قلوب الكائدين، وما ذنبنا إلا أن هذا فضل الله، والله يؤتي فضله من يشاء. وأخرى نعمة الأمن ورغد العيش والكفاف وما نقص ففي المسلمين من التعاون والرحمة ما يسد الخلة، ولا مقارنة بمن حولنا، ومن زاد عنا في المال نقص عنا في الإيمان غالباً، وهذا غالب دول الكفر، وهناك من اجتمعت له السوءات كلها الفقر والكفر والخوف، فاشكروا ربكم على نعمه واعملوا يداً واحدة على رعاية هذه النعم. وتلك النعم شرق بها أناس وضاقوا بها ذرعاً، فهم يتربصون بنا الدوائر . النعمة الأخرى نعمة الإسلام وهو المظهر العام لهذا البلد وفيه من النظم والأهداف ما يحقق مصالحه وينشره بين الناس، ولا زال هذا البلد منفرداً بالمسجد كمحل واحد للتعبير، وهذا ما نص عليه وزير الخارجية وفقه الله، وهي نصرة للإسلام ولجزيرة العرب وصفعة في وجوه كل دعاة الضلالة من المبتدعة ومن يدندن حول تقارب الأديان . أما مصادر الثروة ومنابع المال فهي الأخرى نعمة عظمى، أسهمت في الرخاء والتقدم التقني والعمراني والتفرغ للطلب، فهل يعي بنو قومي ما هم فيه من نعم، ويعلموا أن لها فجأة زوالٍ ، والحديث لا يزال موصولاً عن مرض آخر وهو يجر إلى الدمار والتخريب، ألا وهو التسرع في التكفير والخروج على السلطان، نعوذ بالله من البغي والظلم والعدوان . . وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.[/CENTER] الخطبة الثانية [align=justify]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد عباد الله : إنه وفي ظل عدد من الأمراض الاجتماعية تنشأ ظواهر شاذة وفي زمن الانفتاح العالمي والتواصل مع الآخر تداخلت بين الأمم أفكار ونقلت معتقدات، ومن ذلك المعتقد الفاسد مذهب الخوارج والذي أبرز سماته التسرع في التكفير وبغير تثبت واتخاذ القرار دون دراسة وتأنيٍ مما ينجم عنه مفاسد عظيمة، فما يجري في بلاد كثيرة من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير وما ينشأ عنه من سفك الدماء وتخريب المنشآت ونظراً لما يترتب عليه من إزهاق للأرواح وإتلاف للأموال وإخافة للناس وزعزعة للأمن والاستقرار فقد أصدر مجلس هيئة كبار العلماء بيناً يوضح الحكم للناس نصحاً للأمة وبراءة للذمة، وإزالة للبس لمن اشتبه عليه الأمر، ومما ورد فيه أن التكفير حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن تكفر إلا من دل الدليل من الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي مجرد الشبهة والظن لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كما قال وإلا رجعت عليه" وهذا الحكم لا يتم إلا بوجود أسبابه وشروطه وانتفاء موانعه، وهذا من عمل العلماء الذين مع العلم بالحكم يضمون فقه الموقف وقواعد الشريعة وتقدير المصالح والمفاسد لأنه يترتب على تحقيق الكفر استحلال الدم ومنع التوارث وفسخ النكاح وغيرها مما يترتب على الردة فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة، ولهذا نحذر إخواننا وأبنائنا من مخاطر الانحراف في الفكر والمعتقد ونحثهم على التواصل مع العلماء والأخذ عنهم ومشاورتهم والسير خلفهم فهم أقرب إلى الحق من غيرهم، وإن استطاب بعض السفهاء غمز العلماء أو التهوين من شأنهم أو تجاوز القطار لهم،فهذا قصور أو تقصير، يلام عليه ولا يؤخذ منه، فما الذي جرَّه غير العلماء على الأمم إلا الفتن والقلاقل، والفوضى والتناحر، نسأل الله العافية والسلامة . عباد الله : وقد يتفاءل شؤماً بعض المأفونين بتعثر خطوات الإصلاح، وهذه تنبؤات المنافقين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وهذا اتهام للإسلام، فهم إذ لم يستطيعوا أن يطالبوا بتنحية ألصقوا التهم بمؤسساته وأهله ودعاته من العلماء وطلابهم . وإلا فهذه مناهجنا منذ سبعين سنة أو تزيد، وهذا القرآن يدرس في المدارس والحلق وفي البلاد من الأجانب منذ زمن، ولم نر لهذا العمل صلة بالمناهج والمدارس حتى تصح التهمة، فهلا طالبوا بإصلاحات تنفع المجتمع وتشغل العاطلة وتزيد من دخل الفرد، وكثرة قنوات التواصل بين العلماء والمجتمع وفتح الحوار البناء والمجادلة بالتي هي أحسن ودفع الحجة بالحجة، وكف الأقلام المشبوهة والإقرار بالحقائق دون مغالطة وعدم استفزاز بمشاعر المسلمين عبر الصحف والمجلات التي تنادي بتغيير الوضع الاجتماعي للأسرة والطعن في علماء هذا البلد ومناهجه ومؤسساته الدينية وتنطعهم بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها . وإلا فإن تبني الإسلام ديناً ودعوة لا توقفه حركات شاذة يحاسب عليها أصحابها ومن يدور في فلكهم وليس الإسلام . أما نحن كدولة وشعبٍ وراعٍ ورعيةٍ فإننا على بينة من أمرنا ولسنا في شك من منهجنا أو خطواتنا في ظل مؤسسات التعليم والدعوة التي هي من مفاخر هذا البلد المبارك، وهنا يتضح الفرق بين الوسطية فلا تطرف الغلاة المفْرِطون ولا العصاة المفرِّطون ونحن أبناء هذا البلد والأصل هي الوسطية والاعتدال، فإن الشذوذ لا يمثل شريحةً وإنما أفكاراً وافدة لا علاقة لها بالمناهج والنظم، إذ مناهجنا ومدارسنا ومساجدنا خرَّجت أمثال أعضاء هيئة كبار العلماء أصحاب العلم والعقل والرأي وفي الوقت ذاته شذ ممن درس في مدارسنا وعلى مناهجنا ممن تعرضوا لتشوهات فكرية متطرفة ذات اليمين وذات الشمال، فالذين يكفِّرون بلا بينة ويفسدون في الأموال والأنفس متطرفون، وكذلك دعاة الانحلال والاختلاط والربا والغناء والخمور هم كذلك متطرفون وفي الشريعة مخرج من كل فتنة ورد على كل شبهة وشهوة، والرد يكون إلى الله وإلى الرسول لا إلى الأهواء والرغبات والنـزعات البشرية، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وعلى هذا فإنني أوصي الأخوة بالحذر من فساد هاتين الطائفتين واليقظة لتلبيسهم والقرب من العلم والعلماء والأخذ منهم والعمل بفتواهم، والله تعالى ولي الصالحين . وصلوا وسلموا على رسول الله كما أمركم الله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم عليك بأعداء الدين من اليهود والنصارى والمنافقين ، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين واجعلهم حماة للدين . .[/CENTER] خطبة د. صالح بن عبد العزيز التويجري
جامع الرواف - بريدة
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
![]() |
![]() |
#2 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: مُجرَّدُ غُرَبَـاءْ ..!!
المشاركات: 11,482
|
جزاك الله كل خير يا شيخنا
وأجزل لك الأجر والجنة ونفع الله بعلمكم
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 353
|
احسن الله اليك ..
[align=justify]***** كم كنا بحاجة الى مثل هذه الخطب ، لم نكد نسمع بمثلها خلال الخمسة عشر سنة التي مضت ، جزاكم الله خيرا وبارك فيك ياشيخ صالح ******..[/CENTER] |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|