[طموح انسان]

أكتب هذه الكلمات ولا أدري النهاية التي قد أصل إليها في نهاية المطاف , لماذاً نرى الأغنياء سعداء في حياتهم , يسرحون ويمرحون ويرحلون هنا وهناك , ولاشئ يعرقل حياتهم , فالوظيفة تطرق أبوابهم بلا استئذان , والخيرات تلاحقهم أينما كانوا ... , مع أن بعضهم بعيد كل البعد عن الصلاة والمسجد وحب الخير والصدقات وسمات المسلم التقي الصادق , أما الإنسان العادي أو الفقير تجده يصلي كثيراً ويستغفر آناء الليل وأطراف النهار , ويقوم الليل والدموع تقاطر من عيناه , وبالنهاية نجدهم غير سعداء , فالفقر يلاحقهم , وهموم الحياة تقسوا عليهم , والزمان يحنوا عليهم , إذاً هل السعادة في المال والجاه ؟!! الدلائل تقول نعم !! أما نحن فنطرق أبواب الرزق وكأننا نسبح في ظلام دامس, لانرى للخير مسرات , وللشمس زمهرير , فأين أنتي ياحياة وأيام الصبا , لم نكن نعلم أن الحياة في يوماً ما ستقسو علينا , كنا نرى الأمل يشع نوراُ في الأرجاء , كسحابة أمطرت الأرض بخيراتها , كنا نعتقد أن الدراسة الثانوية أو الجامعية مدخل للسعادة وللوظيفة , أما اليوم فالأحلام أصبحت بعيدة المنال , في زمن اضمحلت فيه موازين الحكمة والرحمة , لانرى سوى مقادير الزمان , وصراعات التغيير , وانطماس الكلمة الصادقة , نعم ... الحياة لم تتغير , ولن تتغير !! إنها القلوب الجاثية على عروشها ....قد تغيرت ...المكان هو المكان ! والحياة هي الحياة ...كلنا سنموت ونبقى تحت التراب , لافرق بيننا ..وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون !!
واعتقد أنك أيها القارئ لاترضى لأبنك الاضطهاد والظلم والتمييز , إذا فلماذا ترضاه لأبناء الآخرين , فلو كنت ابنك لفرشت لي الأرض زهوراً وياسمين , ولأعطيتني وظيفة أسعد بها نفسي وأشق بها مستقبلي , ولكن ( أين نحن من حديث رسولنا الكريم )

( المسلم أخو المسلم إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) فمحاولة معايشة واقعنا الحقيقي هو جزء من الحل , نعم ..هناك رب كريم ودود عطوف , فالرجاء والدعوات لك أيها الخالق جل جلالك ...فما خير في الحياة إلا وجودك فيها ...

[الصباخ]

ياخوي غير صحيح كلامك، المال ليس غاية وإنما المال وسيلة، أنا لا أريد التحدث بمثالية عن ذلك، لأنني إنسان مثلك أفرح إذا ملك المال ويضيق صدري إذا فقدته.
لكن غير صحيح أن الأغنياء كلهم سعداء، فكم من المشاكل في بيوتهم لا نعلمها، وكم البلاوي التي تخفى خلف الصدور، ولتعلم بأن الواسطة لهؤلاء الأغنياء سهله، فتجدهم يأخذون أعلى وأفضل المناصب وهم جالسون في بيوتهم.
الله يكفينا الشر.