|
|
|
![]() |
#1 |
شيف مميز
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: في ظل رحمة الله
المشاركات: 1,723
|
㋡ ↘ الوقفة الثـــانية { 12 _10 } ㋡ ↘ في تفسير سورة الكهف .. ㋡ ↘
بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. نستكمل اليوم الجزء الثاني في تفسير سورة الكهف .. ![]() (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف:6) (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف:7) (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً) (الكهف:8) ![]()
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
شيف مميز
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: في ظل رحمة الله
المشاركات: 1,723
|
(فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف : 6) قوله تعالى: { فَلَعَلَّكَ } الخِطاب للرسول صلى الله عليه وسلم { بَاخِعٌ نَفْسَكَ } مهلكٌ نفسَك، لأنه كان صلى الله عليه وسلم إذا لم يجيبوه حَزِنَ حَزناً شديداً، وضاق صدره حتى يكادَ يَهلك، فسلَّاه الله وبيّن له أنه ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، وإنما عليه البلاغ وقد بلَّغ. ( عَلَى آثَارِهِمْ ) أي باتباع آثارهم، لعلَّهم يرجعون بعد عدم إجابتهم وإعراضهم. ( إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيث)ِ أي إن لم يؤمنوا بهذا القرآن . (أَسَفاً ) مفعول من أجله، العامل فيه: { بَاخِعٌ } المعنى أنه لعلك باخع نفسك من الأسف إذا لم يؤمنوا بهذا مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس عليه من عدم استجابتهم من شيء، ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ،. قال تعالى: { فإنما عليك البلاغ } [الرعد : 40] ، وهكذا ورثته من بعده : العلماء، وظيفتهم البلاغ وأما الهداية فبيد الله، ومن المعلوم أن الإنسان المؤمن يحزن إذا لم يستجب الناس للحق، لكنَّ الحازنَ إذا لم يقبل الناس الحق على نوعين: 1 - نوع يحزن لأنه لم يُقبل. 2 - ونوع يحزن لأن الحق لم يُقبل . والثاني هو الممدوح لأن الأول إذا دعا فإنما يدعو لنفسه، والثاني إذا دعا فإنما يدعو إلى الله عز وجل ، ولهذا قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك } [النحل لكن إذا قال الإنسان أنا أحزن؛ لأنه لم يُقبل قولي؛ لأنه الحق ولذلك لو تبين لي الحق على خلاف قولي أخذت به فهل يكون محموداً أو يكونُ غير محمود؟ الجواب: يكون محموداً لكنه ليس كالآخرِ الذي ليس له همٌّ إلاَّ قَبول الحق سَواء جاء من قِبَله أو جاء من قبل غيره. * * * (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف:7) إذا تأملت القرآن تجد أنه غالباً يقدم الشرع على الخلق، قال الله تعالى: {الرحمن (1) علم القرآن (2) خلق الإنسان(3) ( الرحمن) ، وتأمل الآيات في هذا المعنى تجد أن الله يبدأ بالشرائع قبل ذكر الخلق وما يتعلق به؛ لأن المخلوقات إنما سُخِّرت للقيام بطاعة الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56) ، وقال )هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً)(البقرة: الآية29)إذاً المهم القيام بطاعة الله ، وتأمل هذه النكتة حتى يتبين لك أن أصل الدنيا وإيجاد الدنيا، إنما هو للقيام بشريعة الله عز وجل. قوله تعالى: { إنا جعلنا} أي صَيَّرنا، وجعل تأتي بمعنى: خلق وبمعنى صيَّر، فإن تعدَّت لمفعولٍ واحدٍ فإنها بمعنى "خلق"، مثل قوله تعالى{ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)(الأنعام: الآية1)وإن تعدَّت لمفعولين فهي بمعنى صَيَّر، مثل قوله تعالى: )إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3) : أي صيَّرناه بلغة العرب،وإنما نبَّهتُ على ذلك؛ لأن الجهمية يقولون: إنَّ الجعلَ بمعنى الخلق في جميع المواضع، ويقولون: معنى قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّا } : أي خلقناه، ولكن هذا غلط على اللغة العربية. ( جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا ) هنا جعل بمعنى صَيَّر فالمفعول الأول "ما" والمفعول الثاني "زينة" أي أنَّ ما على الأرض جعله الله زينة للأرض وذلك لاختبار الناس. هل يتعلقون بهذه الزينة أم يتعلقون بالخالق؟ الناس ينقسمون إلى قسمين، منهم من يتعلق بالزينة ومنهم من يتعلق بالخالق، واسمع إلى قوله تعالى مبيناً هذا الأمر. (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الأعراف:175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الأعراف:176) إذاً جعل الله الزينة لاختبار العباد، سَواءٌ أكانت هذه الزينة فيما خلقه الله عز وجل وأوجده، أم مما صنعه الآدمي، فالقصور الفخمة المزخرفة زينة ولا شك، ولكنها من صنع الآدمي، والأرض بجبالها وأنهارها ونباتها وإذا أنزل الله الماء عليها اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، هذه زينة من عند الله تعالى. قوله تعالى: { لِنَبْلُوَهُمْ } أي نختبرهم. وقوله تعالى: { أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } الضمير يعود للخلق، وتأمل قوله تعالى: {ْ أَحْسَنُ عَمَلاً } ولم يقل: "أكثر عملاً"؛ لأن العبرة بالأحسن لا بالأكثر ، وعلى هذا لو صلى الإنسان أربع ركعات لكنْ على يقين ضعيف أو على إخلال باتباع الشرع، وصلى آخر ركعتين بيقين قوي ومتابعةٍ قوية فأيهما أحسن؟ الثاني؛ بلا شك أحسن وأفضل، لأن العبرة بإحسان العمل وإتقانه إخلاصاً ومتابعة. في بعض العبادات الأفضل التخفيف كركعتي الفجر مثلاً، لو قال إنسان: أنا أحب أن أطيل فيها في قراءة القرآن وفي الركوع والسجود والقيام، وآخر قال: أنا أريد أن أخفف، فالثاني أفضل؛ ولهذا ينبغي لنا إذا رأينا عامِّيَّاً يطيل في ركعتي الفجر أن نسأله: "هل هاتان الركعتان ركعتا الفجر أو تحية المسجد؟". فإن كانت تحية المسجد فشأنه، وإن كانت ركعتي الفجر قلنا: لا، الأفضل أن تخفف، وفي الصيام رخَّص صلى الله عليه وسلم لأمته أن يواصلوا إلى السَّحَر، وندبهم إلى أن يفطروا من حين غروب الشمس، فصام رجلان أحدهما امتد صومه إلى السحور والثاني أفطر من حين غابت الشمس، فأيهما أفضل؟ الثاني أفضل بلا شك، والأول وإن كان لا ينهى عنه فإنه جائز ولكنه غير مشروع، فانتبه لهذا { أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } ولذلك تجد النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من العبادات ما كان أحسن: يحث على اتباع الجنائز وتمر به الجنائز ولا يتبعها، يحث على أن نصوم يوماً ونُفطِر يوماً ومع ذلك هو لا يفعل هذا، بل كان أحياناً يطيل الصوم حتى يقال: لا يفطر، وبالعكس يفطر حتى يقال: لا يصوم، كل هذا يتبع ما كان أرضى لله عز وجل وأصلح لقلبه. *** (وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً) (الكهف:8)
قوله تعالى: { صَعِيداً } هذه الأرض بزينتها، بقصورها وأشجارها ونباتها، سوف يجعلها الله تعالى { صَعِيداً جُرُزاً } أي خالياً، كما قال تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً) (طـه:105) ، أي نسفاً عظيماً ولهذا جاء مُنَكَّراً: أي نسفاً عظيماً، قال تعالى{ فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً) (طـه:106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً) (طـه:107) وبلحظة: كن فيكون! إذاً هذه الأرض يا أخي لا يَتعلَّق قلبك بها فهي زائلة، هي ستصير كأن لم تكن كما قال : ) كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ)(يونس: الآية24). وتأمل الجملة الآن: { وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ } فيها مُؤكِّدان، "إنَّ" و"اللام"، ثم إنها جاءت بالجملة الإسمية الدالة على القدرة المستمرة، إذا قامت القيامة أين القصور؟ لا قصور، لا جبال، لا أشجار، الأرض كأنها حجر واحد أملس، ما فيها نبات ولا بناء ولا أشجار ولا غير ذلك، سيحولها الله تعالى { جُرُزاً } خالية من زينتها التي كانت عليها. تقسير ابن عثيمين عليه سحائب الرحمة والمغفرة .. وجميع موتى المسلمين .. الشكر لله اولا واخرا" .. ثم لوهج الدعوة حيث اتاحت لنا هذه الفرصة .. جزاك الله خيرا ياحبيبة ...
__________________
![]() آخر من قام بالتعديل َ ربـــــــــــى; بتاريخ 21-09-2010 الساعة 09:32 AM. |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2009
البلد: القصيم
المشاركات: 1,315
|
رفع قدركــ ومنزلتكـــ أبدعتي ورزقكــ ربي جنان الفردوس لتنعم بنعيمها وبصحبه خير البشر لكِ شكري والشكر كله للغاليه وهج الدعوة
![]() ![]() حفظها الله ورزقها ماتتمنى له الفضل الكبير بهذه الوقفات أنار الله بصيرتها بالحق |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
شيف مميز
تاريخ التسجيل: Jul 2009
البلد: في ظل رحمة الله
المشاركات: 1,723
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فاصبر إنّ العاقبة للمتقين
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: . . تَحتَ ظِلّ رَحمةِ الله !
المشاركات: 5,426
|
وَفِي ذَلِكَ فَـلْيَتَنَآفس الْمُتَنَـافِسُون ~
.
. السّلآآمُ عَليكُم وَرَحمةٌ مِنْ رَبّنآ تَغشَآكُم .. حبيبة القلب ربى ![]() شَكر الحيّ القيّوم سَعيكِ وجـازاكِ بالحسناتِ إحسانا بارك الله في خطآك وفي همّتكِ العآآليَـه ~ ![]() أي شيءٍ أعظمُ من كلامٍ الله ؛ والتّمعن فيه وفهم معآنيه ! فجزآكِ الله عنا خير الجزاء وجمعنا بكِ وبمن أحببتِ وأحببنا في أعالي الجنـان .. شكراً عظيمة بحجم محبتي لكِ يآربى ![]()
غفر الله لـ وهج الدعوة .. فقد قصرت في حق ربها ونفسها ودينها وأمتها ..! لم تقم هذهـ الجهود ألا لأنها تعلم بوجود نفوس طيّبه وخيّره تتنافس على الخير ورضى الله .. وتعلم بأن سلعة الله غآليه .. فهل من مشتري !
والشكر العظيم والإمتنان لـ الأيدي التي على الطيب ربّتكُمَـا ![]() أسأله ربي أن يجمعنا تحت ظل عرشه ؛ وفي جنانه ونتذكّر ماعملنا في هذه الدنيآ ... ![]()
__________________
. •
إنّ هٓذهِ الأمّة وإنْ استُركِعت .. فإنّ ظَهرهَا لنْ ينكَسِر ! والعَاقبة للمتّقين ، وسيرَى المُنافقِينْ هذا بأمّ أعينهـم العَورَاء . • |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
شيف مُميز
تاريخ التسجيل: Dec 2009
البلد: في قلوب المخلصين!!
المشاركات: 1,668
|
رُبى
![]() جهد رائع ... وفقكِ الله عزيزتي وجعل ذلك في موازين حسناتك ... وهج ![]() لاحرمكِ الله الأجر والمثوبة ... |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Jul 2008
البلد: في ارض الله الواسعه
المشاركات: 12,834
|
جزاك الله خير
وجعله في موازين اعمالك ..
__________________
آللہم إن ّبين أضلعي [ أمنيـة ]
يتمناهآ/ قلبي , وروحي , وعقلي . .
يآاااارب
إنّ أمنيتي تنبض في قلبٍ هو مُلگگ
فَلا تحرمني من ( فرحة تحقيقہآ )
فَإنگ آلوحيد القائل للشي:
" كـنّ . . فَيكون " سبحانك ...
|
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
صبراً يا نفسي معنا الله
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: ديرتي منبت غضـا ديرتي أنا القصيــم ديرتي غرب دهنـا ديرة النخل الهضيم ديرتي وش حيلها ديرة الحب القديم وسطها وادي الرما وادي جعلة مديم أسياد والعـزة لنا أبطــال ياعيال القصيم قصيمنا هو [فخرنـا] للمملكــة سـد عظيـم
المشاركات: 4,644
|
__________________
يارب تهديني قبل لحظة الفوت وتغفر ذنوبي يا كريم العطايا أشكيك همن داخل الصدر مكبوت وأيامي اللي بالخطايا ملايا ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
فكر نير
تاريخ التسجيل: Sep 2008
البلد: بالفردوس الأعلى .. لنا لقاء ~
المشاركات: 2,437
|
أسعدك ربي غاليتي هلى ما قدمتي .. ونفع به .. جزاك الله خيراً ..
__________________
|
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
كاتبة متميّزة
تاريخ التسجيل: Dec 2007
البلد: بين النبلاء .
المشاركات: 8,290
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
![]() ربى ![]() أسعدك ربي ![]() وهج ص١( جعل الله كُل ذلك خالصًا لوجه الله يوفقك )
__________________
|
![]() |
![]() |
![]() |
#11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2008
البلد: في مْسّكنْ نبضُهم ")
المشاركات: 3,264
|
__________________
. |
![]() |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|