بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » شبهات حول «المقاطعة»

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 12-01-2005, 11:44 PM   #1
معلومات مهمة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
المشاركات: 23
شبهات حول «المقاطعة»

يعترض البعض على المقاطعة مثلاً بحجة تضرر العمالة!

ــ القول بأن 'العمالة قد تضرر من جراء المقاطعة' كلمة حق يراد به باطل، فهذه الفئة المحدودة التي تفقد وظائفها لديها من الفرصة لتبحث عن عمل آخر، فتضرر هؤلاء إذاً ضرر محدود محتمل. أما أولئك الذين يقتلون في أراضينا المحتلة، وتنتهك أعراضهم، وتهدم بيوتهم. وتتلف ممتلكاتهم، ويزلزت كيانهم، فضررهم فظيع لا يحنمل، فمن لهم إذا خذلهم إخوانهم المسملون؟!

وفي مصر، مثلاً، تبلغ قيمة الاستثمارات الأمريكية 3 مليار دولار، وتوظف 40 ألف عامل، في حين أن سوق العمل بها 29 مليون عامل، منهم 3 مليون بلا عمل، وعلي ذلك فان حجم المسرحين من الشركات الأمريكية لا يمثل 1% من حجم العاطلين عن العمل.

كما أن هناك 'تدوير للعمالة في السوق، فعندما تغلق شركة أمريكية أو صهيونية تفتح أكثر من شركة وطنية تستوعب عددا أكبر من العمالة. ويكفي للدلالة علي بطلان هذه الشبهة أن الشركات الأمريكية تسببت في تسريح 1500 عامل من شركة (الإسكندرية للزيوت والصابون) وبعد مقاطعة المنتج الأمريكي انتعشت حركة الشركة واستقدمت عددا من العمالة التي سبق أن سرحتها.

كما أن الخصخصة التي تنادي بها الحكومات وتطبقها في إطار (العولمة)، وتعميم (اقتصاد السوق)، وغير ذلك من المسميات البراقة للتستر على (الاستعمار الاقتصادي الجديد) تسرح العمالة أيضا بزعم المصلحة العامة، والحفاظ علي اقتصاد الدولة، حيث تم تسريح 180 ألف عامل في مصر، فلماذا التفرقة؟

ويعترض البعض على المقاطعة أيضاً بحجة تضرر الاقتصاد الوطني!

ــ أما القول بان المقاطعة تضر الاقتصاد الوطني، فغير صحيح، بل هو تدليس قبيح، لأن الشركات الأمريكية والصهيونية لا تسهم في رفع مستوي الاقتصاد الوطني لأنها تركز، كما هو الحال في مصر مثلاً، علي المنتجات الاستهلاكية والترفيهية، ومعظمها كذلك معفي من الضرائب. فوجودها يعرقل السير في الطريق الصحيح: طريق الثورة الصناعية التي تعتمد على مصانع العدد والآلات، والصناعات المعدنية والكيميائية والإلكترونية والغذائية الأساسية.

البعض يقول: (أنا أقاطع ومائه لا يقاطعون: فلا فائدة!!)، والبعض يقول: (العدو الأمريكي أضخم بكثير من أن يتأثر بمقاطعتنا، فلا جدوى منها)

ــ فمثل هذا يقال له: أن المقاطعة عبادة لله عز وجل، وطاعة لأمره في تولي المؤمنين، ومعاداة الكفر الحربيين. وهل يسوغ ترك الصلاة لأن الكثيرين لا يصلون؟! فالفائدة الأساسية هي فائدة عقائدية إيمانية، قبل أن تكون تحقيق نصر أو مصالح دنيوية. على أن المشاركين في المقاطعة كثيرون جداً، كما يدل عليه الواقع، ومجموع مواقفهم أدَّى بلا شك إلي اثر، وسيؤدي في المستقبل إلى آثار أعظم، بإذن الله.

والمقاطعة سلاح ناجع مجرَّب: جربته الهند بقيادة غاندي ونجحت في هز اقتصاد بريطانيا، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. وجربته كوبا مع أمريكا فلا يعرف شعبها ما يسمي بالمنتج الأمريكي أبداً، وجربته اليابان مع أمريكا بتلقائية ووعي الشعب الياباني جعل العم سام يقوم بجولات مكوكية أكثر من مرة يستجدي فتح السوق الياباني وتشجيع شراء المنتج الأمريكي.

ثم إنه من الخطأ أن يظن أن القصد من المقاطعة هو فقط، وحصراً، إلحاق الضرر الاقتصادي فعلياً بالعدو. بل إن المقاطعة تستهدف أولا، وقبل ذلك:

(أ) المحافظة على شخصيتنا وهويتنا، وتعزيز ثقتنا بالنفس، بمجرد ارتقائنا إلى مستوى قول كلمة: (لا لأمريكا)، فنطبق عملياً إيملننا بقوله، جل جلاله، وسما مقامه: }إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ v كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَاوَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ v لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{، (المجادلة؛ 58:20-22).

(ب) إضعاف هيمنة أمريكا علينا، ومنعها من التحكم بمصيرنا، خصوصا في المجالات الثقافية والإجتماعية، عن طريق رفض كل ما هو أمريكي.

(ج) تربية اولادنا على العزة الإسلامية، تربية تجعلهم لا يرون في الكافر المستعمر نموذجا متفوقا عليهم إلى الإبد، وتدريبهم على تحدي الصعاب، وعلى عشق الحرية، وعدم الخضوع للطواغيت والجبابرة. وتحطيم أسطورة أن النموذج الأمريكي هو النموذج الأفضل والأقوى، كما يزعم الإعلام العميل المضلل.

(د) المشاركة في شرف محاربة العدو اقتصاديا، وإضعاف جبهته، مهما كانت نسبة ذلك الإضعاف، وبغض النظر عن النتائج، وذلك لتحصيل أجر المجاهدة.

(هـ) إحداث التناقضات داخل جبهة العدو، وتحريك فئات في داخله تتأثر من مقاطعتنا لها لتبدأ بمساءلة حكوماتها عن الحقيقة، ولماذا يتعرضون للمقاطعة، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من إضعاف الدعم الأمريكي للعدو الصهيوني، وربما مراجعة السياسات الأمريكية العدوانية.

البعض يقول: (إن الشركات المحلية العاملة بأمتياز: توظف عمالة إسلامية أو عربية أو محلية، وتستهلك منتجات محلية، ورأسمالها محلي، فكيف نقاطعها ونسبب الأذى لأنفسنا؟!)

هذه الشبهة من أقوى الشبهات التي يروج لها لأن هناك مستثمرين وطنيين، دفعوا ملايين الدولارات للشركات الأمريكية مقابل أمتيازات استعمال اسمها في بلاد المسلمين، ولأن هناك عمالا محليين يعملون في هذه الشركات. وفي بعض الحالات، مثل حالات الشركات العاملة في مجال المطاعم والوجبات السريعة مثلا، فإن هذه الشركات تستهلك مواد اولية عربية مثل: الدجاج واللحوم والخبز، وهي بذلك تشغِّل مزارع وأفران عربية، فإذا قاطعناها فإننا نكون بذلك قد أثرنا على المستثمرين والعمال والمزارعين.

بل وصل الحال إلى حد قول بعض الخونة من فقهاء السلاطين أن القائمين على المقاطعة فسقة منحرفون، بخلاف أصحاب تلك الشركات الذين هم حماة الاقتصاد الوطني، والمتصدون للدفاع عنه، وللقضاء على البطالة، ... الخ.

فنقول لهؤلاء المفتونين أولاً: إن أمريكا عدو محارب لأمتنا الإسلامية، وهي ليست جديدة على ممارساتها العدائية، والإحتلال الصهيوني الذي تدعمه أمريكا مثلا، قائم قبل ان تبدأ أي من هذه الإمتيازات نشاطها في عالمنا الإسلامي، فلماذا يذهب هؤلاء المستثمرون إلى شركات العدو، ويقيمون معه الإتفاقات، وينقلون مشاريعه إلى بلادنا، خلال صراعنا معه، رغم ما في هذه المشاريع من خطر علينا؟ وأين كان اهتمامهم بالأمة والوطن، وأبناء الوطن، آنذاك، أم أن وطنيتهم استيقظت فقط عندما نادينا المقاطعة، وبدأت مصالحهم الأنانية الضيقة في التأثر؟

ونقول ثانياً: يزعم هؤلاء انهم يحلون مشاكل البطالة بتشغيل آلاف العمال في مؤسساتهم. نحن هنا لا نريد الإطالة ونقول فقط، إن أمريكا وبالأموال العربية في معظم الأحوال، قتلت وتقتل آلافاً أكثر في اراضينا المحتلة مباشرة في أفغانستان والعراق، وبمساعداتها للكيان الصهيوني الخبيث، ودعمها للأنظمة العميلة، ومن أرباح الضرائب التي تأخذها من مثل هذه الشركات التي اشترى هؤلاء المدعون أمتيازاتها. إن وجود آلاف من العاطلين عن العمل أفضل بكثير، وأقل ضرراً على الأمة من خسارة آلاف من القتلى المسلمين.

ثم إن هناك استثمارات من انواع أخرى لتشغيل هؤلاء الذين يتباكون على تشغيلهم، ما دامت رؤوس الأموال موجودة، فلماذا اللجوء إلى هذه الإستثمارات الأمريكية بالذات؟؟ إن هذا لا يمكن إلا أن يعني: «موالاة» أمريكا، والوقوف إلى جانب أمريكا، وهو اصطفاف جبهوي غير معلن، لأن نتائجه هي دعم الإقتصاد الأمريكي، ثم الصهيوني بالتبعية، بالإضافة إلى نقل الثقافة الأمريكية المدمرة إلى مجتمعاتنا.

فعلى من يختار هذه «الموالاة» أن يتحمل نتائج اختياره. وأفضل برهان على الشكوك التي تحيط بهذا «الموالاة»، والنوايا السيئة التي لا تخلو منها، يظهر تماما في أن أمريكا تدعم في المدن الصناعية المؤهلة، كل من يتعامل مع اسرائيل من الإستثمارات فتعفيه من الجمارك إذا صدر إلى أمريكا، شريطة ان يكون قد ادخل في منتجاته ما لا يقل عن 8% من المدخلات (الإسرائيلية). إن الأمر أوضح من الشمس في رابعة النهار.

وقد يحتج بعض هؤلاء، خصوصا اصحاب الإستثمارات في مجال الوجبات السريعة، ان كل ما في استثماراتهم محلي، عربي، أو إسلامي، ولا يوجد إلا الإسم الذي استورد من أمريكا: فهم يشغلون السوق المحلية، فقط لا غير.

ونحن نقول ان السوق المحلية لن تتأثر بوجود أو غياب استثماراتهم، لأن كمية الطعام المستهلك تعتمد على السكان وليس على شكل تقديم الوجبات، وان زبائن الوجبات السريعة، لن يتوقفوا عن الأكل إذا لم يجدوا امامهم مطعما من مطاعمهم، بل سيذهبون إلى مطعم محلي آخر ويأكلون فيه. وهذا يعني انهم سيأكلون ويشغلون السوق المحلية، دون أن تذهب نسبة مما يدفعون إلى أمريكا ثم إلى العدو الصهيوني.

ثم نسأل هؤلاء: مادام كل شيء محلياً، فلماذا لا تسمون منتجاتكم اسما عربياً أو إسلامياً أو شرقياً... اليس اسم (كباب) أجمل وأفصح من اسم (همبرغر) مثلا؟!

تابع
معلومات مهمة غير متصل  


قديم(ـة) 12-01-2005, 11:47 PM   #2
معلومات مهمة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
المشاركات: 23
يتبع

وينبه البعض فيقول: (ماذا عن الصفقات الحكومية مع أمريكا، والتي تعادل أضعاف ما يشتريه الشعب؟)

إننا نعرف سلفا ان كثيراً من الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي عميل لأمريكا، وهو مرتبط ارتباطا كاملا بها. هذه الأنظمة العميلة لا تحتاج إلى أسلحة لأنها لا تستعملها ضد أعداء الأمة، وفي كثير من الأحيان لا تلزمها حتى للقمع الداخلي، ولكنها مع ذلك تشتري أثمن الأسلحة من أمريكا مقابل الحماية التي توفرها لهذه الأنظمة العميلة، ولتبقي شركات السلاح والطائرات الأمريكية في وضع مالي مستقر، ومساعدة لسيدتهم أمريكا في حل أزماتها المالية.

ولكن هذا يجب ان يشكل سببا إضافيا من اسباب إصرارنا على المقاطعة، لا بسبب العوامل المالية فقط، بل بسبب العوامل المعنوية والنفسية أيضا، التي ذكرناها أعلاه. وحتى نتمكن، ولو بعد حين، ولو بعد صراع مرير، سلماً أو حرباً، من فرض مواقفنا الشعبية على هذه الأنظمة العميلة، أو اقتلاعها من جذورها.

وهل كان وجود المنافقين الخونة، المتولين للمشركين واليهود في (المدينة النبوية الشريفة)، ومن حولها من الأعراب، مبرراً للتوقف عن الجهاد؛ وهل كان وجود العملاء، مثلا خلال أي حرب تحرير، يعني ضرورة وقف المقاومة؟؟ طبعا: لا.. وألف لا.

بالإضافة إلى عامل آخر مهم، وهو اننا لا نقاطع فقط من أجل الجانب الإقتصادي، بل من أجل كثير من الأسباب العقائدية والسياسية والأخلاقية، كما وضحنا سابقا وسنوضح لاحقا.

وقد يتسائل البعض: (ماذا عن الشركات الأمريكية التي يملكها عرب أو مسلمون في أمريكا؟)؛ (وماذا عن الإستثمارات العربية أو الإسلامية في الشركات الأمريكية أو ذات الإمتياز الأمريكي الناشطة في أمريكا، والتي تقوم بالتصدير إلى الوطن العربي؟) أو باختصار: (ان بعض الشركات يملكها عرب أو مسلمون في أمريكا ذاتها، وبعضها ينتج منتجات قابلة للتصدير إلى البلاد الإسلامية، فهل نقاطعها أم لا؟)

هذا السؤال يطرح في الشارع للتشكيك بمشروعية المقاطعة وأخلاقياتها، ولتشجيع الإنقسام في الشارع العربي والإسلامي حولها.

نحن نعلم ان أمريكا تتكون من خليط كبير من أبناء الشعوب والأمم المختلفة، ومنها أمتنا الإسلامية، وشعوبنا العربية والإسلامية. ونعرف أن معظم من ذهبوا إلى هناك، لم يذهبوا إلا عندما ضاقت بهم الدنيا ولم يجدوا عملا أو رزقا يكفيهم. بسبب ظروف خارجة عن ارادة معظمهم، وهي تتعلق اساسا بالحكومات العاجزة عن حل مشاكلهم ومشاكلنا.

وينقسم هؤلاء المهاجرون المقيمون إقامة دائمة هناك إلى أربع فئات رئيسة:

الفئة الأولى منهم: ما زالت تنتمي إلى أمتها، وتخدمها، وتخدم قضاياها عن بعد، وربما بحذر وسرية.

والفئة الثانية: تخلت عن علاقتها بأمتها ولم تعد تهتم بأي شيء سوى حياتها الخاصة ومصالحها، وقد ذابت في المجتمع الأمريكي وأصبحت جزءا لا يتجزأ منه. بل ان ابناءها قد يحملون السلاح كمجندين امريكيين في أي حرب من حروب أمريكا ضد أمتهم الإسلامية. وإذا جاؤوا إلى يلادنا إنما يأتون كأشخاص امريكيين يستفيدون من ميزات جنسيتهم الأمريكية في تحصيل بعض الإمتيازات التي يحصل عليها الأجانب في بلاد العالم الثالث.

وهناك فئة ثالثة: اتخذت موقفا معاديا للشرق ولأمتها، وهي تقوم بنشاطات معادية ضد الأنظمة والحركات الإسلامية والوطنية الموجودة في العالم الإسلامي، وهي على قلتها موجودة.

وهناك فئة رابعة: غير مقيمة في أمريكا بشكل دائم، ذهبت وتذهب إليها لأنها غنية قادرة على العيش حيث تريد، وقد ذهبت للقيام بنشاطات اقتصادية تزيد فيها اموالها واستثماراتها، وحصلت على (جرين كارد) أو على جنسية امريكية لتسهيل تنقلاتها وأعمالها، ولتكون قادرة على الهروب إليها في الأزمات، ولتعلم اولادها هناك، وتدربهم ليكونوا جاهزين لتولي المناصب الحكومية الهامة هنا، أو لاستلام المراكز القيادية في المجتمع. وكم رأينا من صبيان لهذه الفئة يجري إعدادهم، وإذ بهم يتقلدون ارفع المناصب السياسية ومواقع القرار الأخرى منذ لحظة تخرجهم من الجامعات.

إن الفئة الأولى، وهي الفئة الوحيدة التي تهمنا: يتفهم أفرادها قضايانا بشكل واع. وإذا كان له نشاط اقتصادي، فهو يقبل ان نقاطعه مقابل ما للمقاطعة من فوائد لقضايانا الإسلامية، ونضالنا المشروع، مع أن الغالب أن سوقه ليست سوقنا، وتأثره بالمقاطعة يكون معدوماً في العادة. بل إ ن شمول المقاطعة له قد يشكل «غطاءً» أمنياً له، يحميه من الشكوك والتساؤلات. ونحن معنيون بعدم تسبيب الأذى لمصالح هؤلاء، قدر المستطاع، وبتنمية العلاقات معهم فقط، ولكن بحذر، في أغلب الأحيان، لأن الكثيرين منهم مراقبون، وقد تلحق بهم المعاملة (الخاصة) من قبلنا بعض الضرر!

أما الفئات الأخرى فقد يكون لنا منهم أقرباء... بل حتى إخوان وإخوات، ولكننا لا خيار لنا. إن المطلوب منا ان نحدد موقفنا منهم، ومحال أن يكون موقفنا إلا كما أمر الله: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْأِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ v قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ{، (التوبة؛ 9:23-24).

فأما الفئة الثانية: فقد انفصلت عن أمتها، وركنت إلى الدنيا، فنحن لا نعنيها، وهي لا تعنينا. ولا حاجة لنا إلى الاهتمام بها، أو حتى تذكرها أصلاً.

وأما الفئة الثالثة: فهم مرتدون حربيون، وهم من ثم من أشد أنواع العدو الحربي خبثاً وشراً، ومقاتلتها ومنابذتها أولى من االعدو الكافر الحربي الأصلي، ومن باب أولى مقاطعتها. فلا يجوز بحال من الأحوال الاغترار بادعائها الوطنية، وما قد تذرفه من دموع التماسيح، وما قد تنادي به من (فتح أبواب الاجتهاد)، و(تجديد الفكر الإسلامي) وغير ذلك من المزاعم المكذوبة، التي هي في حقيقتها محاولات لأمركة الإسلام، وإبطال الجهاد، واستئصال المجاهدين المخلصين.

وأما الفئة الرابعة: فالغالب عليها النفاق والمراوغة، ونفاق أكثرهم في حقيقته نفاق اعتقادي، أي أنهم في الحقيقة، وباطن الأمر، كفار مرتدون، وإن كانوا يظهرون بأسماء وانتماءات إسلامية أو عربية.

وعندما خانت الأنظمة أمتها، وباعت قضاياها، وفي مقدمتها (القضية الفلسطينية)، ونادت بـ(التطبيع) مع العدو الصهيوني الخـبيث، كان هؤلاء في مقدمة دعاة (التطبيع)، بل وجدنا ان معظم (المطبعين) من هذه الفئة الماكرة الخبيثة، وأن هذه الفئة الخبيثة كلها من المطبعين.. وهذا يعطينا سببا أقوى وأكثر إقناعا لمجاهدتها بمقاطعتها، ومقاطعة ما تنتجه هنا أو هناك، بدون هوادة أو رحمة، وبكل غلظة. كما أمر الله جل جلاله، وسما مقامه: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{، (التوبة؛ 9:73)، و(التحريم؛ 66:9).

ونحن كذلك معنيون بمواجهة ما تسببه لنا الفئة الرابعة من مشاكل وما تقدمه لأمريكا (أمهم الحنون) من خدمات تصب في مصلحة العدو، اعترفوا بذلك، أم أنكروا. إنهم يلعبوا على الف حبل، فهم إذا تأذت مصالحهم الأنانية الخاصة يدعون الإخلاص للقضايا الوطنية، ويستثيرون عواطفنا لنؤيدهم، بينما يؤلبون علينا الحكومات والأجهزة الأمنية من اجل مصالحهم وأرباحهم الجشعة بكل الوسائل والطرق، وإذا هدأت الأمور لسعونا لسع العقارب والأفاعي، وسلقونا بألسنة حداد. يدسون السم في الدسم... إن المقاطعة، والمقاطعة فحسب، هي العلاج الناجع لسموم هؤلاء الأفاعي.

لذلك فإن الحديث عن مصالح العرب والمسلمين الأمريكيين التي تتأثر من مقاطعتنا تضليل متعمَّد، يراد به مجرد تشكيك الناس في المقاطعة ومشروعيتها.
معلومات مهمة غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 09:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)