|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: !!!
المشاركات: 2,024
|
هـمهـمـات مـودع ..!
همهمات مودع ..!
قبل الرحيل . . أي رحيل , تعصف في النفس خليط من المشاعر بين شوق ٍ وخوفٍ واستعادة ذكرى جميلة وأخرى أليمة , بين نظرة للماضي بكل مراحله ومواقفه , وبين نظرة إستشرافية للمستقبل المخيف ..! عندما نجبر على الرحيل .. نقف طويلا على أطلال الذكرى ومراتع الصبا في الزوايا التي شهدت الكثير من الصخب والشقاوة نتلمسها بأيدينا ونستعيد معها كمَّاً هائلا من المواقف والأحداث , هنا كانت الحادثة المضحكة , وهناك كان الموقف المؤلم هنا في هذه الزاوية المظلمة من الغرفة العلوية الكثير من الزفرات التي يخيل إليَّ أنها طبعت في ذلك الجدار .. كنت ألجأ إلى هذه الزاوية عندما يثقل همي كاهلي وما أجمل تلك الهموم أستعيدها اليوم فأضحك لقصر النظرة في تلك المرحلة ..! عندما كانت تسيل دموعي لأجل أني حرمت من شيء أحببته ..! كنت أبثها كل آلامي .. أتحدث إليها أو أنني أتحدث مع نفسي حتى إن كل من يمر بجانب تلك الغرفة يخيل إليه أني أتحدث إلى أحد ما .. بل إن أحدهم اتهمني بالجنون في مرة من المرات .. عندما أُخبرت برحيل صاحبي المقرب إليَّ عن هذه الدنيا لجأت مسرعا هناك وجلست في تلك الزاوية وبلا شعور تصوب نظري في ناحيتها العلوية هكذا كالمجنون كأني أنظر إلى شيء ما ..! وعندما رحل حبيب آخر وهو مازال حيا على هذه الأرض تكررت تلك الحالة .. قبل أن أنام كثيرا ما كنت أقلب بصري في تلك الناحية وأنا أقلب في رأسي كثيرا من الأفكار والآمال والتطلعات ...! لذلك أجدني مرتبطا بذلك المكان ويصعب علي مفارقته .. وهنا في هذا المكان الفسيح الذي شهد شقاوةً وعبثا كشقاوة كل طفل .. كل شبر من هذا المكان شهد مني زلة أو سقطة أصبت خلالها بجرح أو كدمة أو ربما أقوم صحيحا معافا ..! من هنا بطرف ذلك الممر كنت أهرب عندما يلحقني أحدهم وكنت أجيد الدخول بين تلك الأشياء بخفة وسرعة عجيبة .. وعندما أضطر كنت أقفز من أعلى الجدار بمهارة عالية .. ![]() وهنا وهناك أشياء كثيرة حفظت ونقشت في الذاكرة عبر أكثر من خمسة عشر سنة ..! ثم هنا أجدني بحاجة ماسة إلى أن أنظر إليها اليوم نظرة مودع , فالرحيل لا بد منه , وربما يكون الرحيل أيضا مرحلة كغيره من المراحل التي مررنا بها ومن يدري ربما أذكر يوما من الأيام هذه المشاعر التي أشعر بها الآن فأضحك على هذه الذكرى كما ضحكت وبكيت على ذكريات ماضية ..! إلا أن للرحيل روعة مخيفة ..!! الرحيل هو الموقف الوحيد الذي أسال دموع الجبابرة كل الجبابرة بلا استثناء ..! الرحيل .. كلمة يغص بها حلقك عندما تستشعرها استشعارا حقيقيا ..! الرحيل والوداع وجهان لعملة واحدة حقيقتها انعدام البقاء ومظهرها أصوات النشيج ونحول الأجساد وانهمار الدموع كالمطر .. وجدتني أردد مع الصمة القشيري الشاعر البدوي الذي قطع القلوب بمشاعره عندما وصف الرحيل والوداع بصياغة رقيقة تتعجب أن صدرت من بدوي عاش في الصحراء النجدية القاحلة ..! [poem="type=0 font="bold large 'simplified arabic', arial, helvetica, sans-serif""]بكت عيني اليسرى فلما زجرتها =عن الجهل بعدالشيب أسبلتا معا
أتـجـزع ..والـحـيـان لـم يـتـفـرقـا= فـكيـف إذا داعي التفرق أسمـعا كـأنـك لـم تـشهـد وداع مـفـارق =ولـم تـرى شعبـي صاحبين تقطعا ألا يــاخـلـيـلـي الـذيـن تـواصـيـا= بـلـومـي .. إلا أن اطـيـع واضـرعـا قـفـا إنـه لابد , من ..رجــع نظرة= مصعـدة شتـى بـهـا القوم أو معـا قفا ودعا نجد ومن حل بالحـمـى= وقــل لـنـجـد عـنـدنــا أن تـودعـــا وأذكـر أيــام الحـمـى ثــم أنثني= على كـبدي من خشية أن تـمزعا وليست عشيات الحمى برواجع= عـلـيـك ولكن خل عـيـنـيـك تدمعا ولـمـا رأيت البشر أعرض دونـنـا =وجـالت بنـات الشوق للحين نـزعا تلفت نحو الحي , حتى وجدتني =وجـعـت من الإصغـاء ليتا وأخدعـا سلام على الدنيا فما هي راحة =إذا لـم يـكن شملي وشملكم معا لعمري لـقـد نادى منادي فراقنا =بتشتيتنا في كـل واد فـأسـمـعـا كـأنـا..خـلـقـنـا للـنـوى وكـأنـمـا= حـرام على الأيـام .. أن نـتـجـمـعا[/poem]
__________________
مَـنْ يـُعَـمّـَرْ يـَجِـدْ أَحِـبّـَاءَهُ فِـيْ الأَرْضِ أَوْفـَى مِمَّنْ عَـلَيْـهَا وَأَحْـنَـى ..!
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|