|
|
|
![]() |
#8 |
Registered User
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: في مدينة الأحلام
المشاركات: 106
|
إلى اللقاء في موريتانيا وتحية للشناقطة
الثلاثاء 26, أكتوبر 2010 الدكتور عائض القرني لجينيات ـ بي شوق عارم لزيارة بلد المليون شاعر بموريتانيا، حيث مدارس العلم والأدب والمنقول والمعقول، وأحدّث نفسي : متى أجالس العلماء الشناقطة أهل الفصاحة والذاكرة اللماحة؟ ولعلي أحظى بصحبة أخي وصديقي سماحة العلامة الشيخ محمد الحسن الددو، لأشاهد منازل العلماء الجهابذة، سقى اله عهدهم، وهي الأرض التي أخرجت لنا رواد المعرفة وشداة الحرف وأساتذة الفصاحة كسماحة العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب "أضواء البيان"، الذي أقام في بلاد الحرمين ، فملأها علما وفهما، وقد أخذت طريقة نظم الأراجيز وحفظها من الشناقطة النبلاء، وما نظمت أرجوزة أميركا إلا بعدما استمعت لزميلي بالجامعة الشيخ حسن ولد خطري وهو يهدر علي بمنظمومات مشجية لعلماء شنقيط. ولا أعلم بلدا إسلاميا أكثر حفظا للعلم منظومه ومنثوره من الشناقطة والموريتانيين عموما، حتى إنك تجد العجوز في خيمتها بالبادية مع غنمها وهي تحفظ القرآن وألفية ابن مالك ومختصر خليل .وقد ذكر الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في رحلته أن إمرأة حافظة من الشناقطة باحثته في دقائق في صول الفقه إلى درجة أن كثيرا من طلبة العلم لا يفهم هذه المسألة التي حصل النقاش فيها . ولد حفظ علينا الشناقطة اللغة العربية في الشمال الإفريقي وفي إفريقيا عموما، وقاوموا الغزو الثقافي للغة الأمة ودينها، وكانوا حصنا منيعا أمام موجات التغريب وتغيير الهوية الثقافية واستلاب ذائقة الأمة الجمالية والاعتداء على تراث المسلمين المعرفي، وبقوا صامدين لحفظهم وفهمهم وفطرتهم النقية وهممهم العالية أمام الرياح العاتية للاستعمار وأذنابه والاحتلال وجلاوزته، باذلين أوقاتهم وأرواحهم وراحتهم للمرابطة على ثغور العلم الصحيح والوحي المقدس والرسالة الخالدة، مستغذبين العذاب في خدمة تركة الرسول –صلى الله عليه وسلم- المباركة، مستسهلين الصعاب في حفظ أمانة السلف ورعاية العهدة الكريمة التي تركها لنا الصدر الأول، فإذا تطارح الناس بمجالسهم في فنون الأسهم والعمار، والدرهم والدينار، والدولار واليورو، فإن الشناقطة يتطارحون في كلام العزيز الغفار، وشرح حديث النبي المختار، وتدارس آثار الأبرار، والشناقطة هم أولى الناس بقول زهير بن أبي سلمى مادحا: وفيهم مقامات حسان وجوههم *** وأندية ينتابها النبل والفضلُ وما كان من خير أتوه فإنما *** توارثه آباء آبائهم قبلُ وهل يُنبِت الخطى إلا وشيجه *** وتغرس إلا في مغارسها النخلُ شكرا للنفوس الكبيرة في موريتانيا والهمم الوثابة، أهل الشعر والخطابة والذكاء والنجابة، الذين وقفوا بائعين نفوسهم من الله يسهرون مع الآية المحكمة، والكلمة الجميلة، والبيت الآسر، والقافية الشرود، ويضحّون بالدنيا الرخيصة، والمتع الزائلة، في سبيل مواصلة العطاء المبارك والمشاركة في المشروع الرباني التحريري التنويري التجديدي الذي رسم معالمه سيد ولد آدم رسول الهدى، بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم، قريبا إن شاء الله وأنا أقارض الشناقطة بيتا ببيت وقافية بقافية وقصيدة بقصيدة، يدا بيد وهاء وهاء: وإذا اختلفت الأجناس فبيعوا كيف شئتم، فقد تعبنا من مجالس البنوك والأسهم والبورصة والمصارف والعملة والشيكات، فحياتهم فلوس في فلوس، أما الشناقطة فعندهم الأحاديث العذاب، والسداد والصواب والكتاب والسنة: قل للشناقطة الكرام تثبتوا *** فمحبكم ما حاد يا أحبابي أنتم نجوم العلم بل أقماره *** أوقاتكم في سنة وكتاب والله يشهد كم نعظّم مجدكم *** يدري بها الأبرار من أصحابي د. عايض بن عبد الله القرني |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|