بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـصـاد الإنـتـرنـت » هجوم غير لائق من ابن عقيل الظاهري تجاه الشيخ البراك وجيله من المشائخ !!

حـصـاد الإنـتـرنـت حصاد شبكة الإنترنت و المواضيع المنقولة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 10-11-2010, 04:00 AM   #1
@ولاية دعيسكو@
عـضـو
 
صورة @ولاية دعيسكو@ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
البلد: في بلد يحكمه الاسلام ولله الحمد
المشاركات: 194
هجوم غير لائق من ابن عقيل الظاهري تجاه الشيخ البراك وجيله من المشائخ !!

بسم الله الرحمن الرحيم

عذرا كتبته على عجلة من أمري
والمعذرة عن النقص فيها

قرأت ماكتبه أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري في جريدة الجزيرة ليوم الثلاثاء الموافق 3 / 12 / 1431 هـ من كلام فظ وقاسي وغير لائق وطويل يوجهه للعلامة سماحة الشيخ عبدالرحمن البراك !! ، بسبب أن الشيخ حفظه الله زجره في الخوض بمسألة خلق القرآن الكريم !!، قضية لاوجوب لها ولاتفيد ولاتنفع الأمة بشيء ، بل ستزرع الفرقة والشحناء بين أبناء المسلمين نحن في غنى عنها في هذا الزمن الذي تكالب فيه الأعداء على أمة الإسلام ، وستدفع أهل الكلام وأهل النفاق في الخوض فيما لافائدة فيه ، قضية خلق القرآن وعدم خلقه !...قضية اتفق عليها أهل السنة والجماعة .. وهو أن القرآن الكريم كلام الله منزل من الله جل في علاه ... وإعلان الظاهري في وسائل الإعلام أنه متوقف في الخوض في هذه المسألة ... كمن يرمي الشك في صدور الناس ويهرب أو يخنس عنهم !! أفلا يسعه ماوسع الناس والعلماء المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة ؟ وكتابته الهجومية لاتخلو من الحشو اللغوي واستعراض لمفردات أدبية تنبيء أن هناك شخصية نرجسية خلف من يستعرضها ! ، ولم أكن متوقع من هذا الرجل الذي سخر قلمه وثقافته وأدبه في الذب والانتصار لشخصه أو لنفسه دائما في الماضي بهذا العنف والطيش ومع من ؟ مع ولي من أولياء الله الذي يشهد الكل بتقواه وخشيته لربه .. ولم نعلم عنه إلا رجلا تقيا وغيورا على دين الله ، هذا الهجوم الظاهري الذي لم نتعوده إلا من الأحداث فقط في أوج مراهقتهم ، ولم نألفه بين العلماء الراسخين في العلم إذا كان يعد هذا الظاهري نفسه من العلماء !! ، فالظاهري أساء الأدب كثيرا مع عالم الأمة الشيخ / عبدالرحمن البراك الذي شهد العالم بقوة حجته ، وإخلاصه لدينه ووطنه وعقيدته ، والذي وقف كثيرا تجاه الأصوات النشاز وناله من الأذى ماناله ، ولم يحشّم ويوقّر كبر سن الشيخ ، ولم يوقر علمه في الفقه والعقيدة وخدمته لامة الإسلام ، واعتباره علما من أعلام الأمة الذين زكاهم الشيخ ابن باز رحمه الله قبل موته وزكاهم الشيخ ابن عثيمين ، بالأمس طالعنا تجاوزات هذا الظاهري في نفس الصحيفة، يكيل بمكيال الانتصار للنفس وبكل قسوة على الكاتب المعروف / عبدالرحمن العشماوي ، ومن بعدها مباشرة يتراجع ويتحسر ويعض أصابعه ندما !! واليوم يعود بوجه جديد وقناع آخر ! هل هو تقدم السن وضعف القدرات الذهنية تكون سببا في هيجانه ؟ أم أنه الزهايمر الذي بدأت أعراضه على هذا السبعيني ؟ أم أن هناك أمرا مخفيا لانعلم عنه ؟ أم وراء الأكمة ماوراءها ؟ وهل يعقل أن يتفوه رجل يعد نفسه من كبار المثقفين المخضرمين كما يقول عن نفسه .. بكلام مثل هذا عن الشيخ الجليل البراك عندما قال : ــ
( أولها: أنه يأمرني بالرجوع إلى ما هو عليه من تقليد باطل نسأل الله السلامة أمراً جازماً، ويشترط عليَّ رجوعاً صريحاً بلغة واضحة، ويحدد الأمد بأسبوعين؛ فيا لها مِن صفاقة ؟!!.. ولو كان ذا علم محقق ووارحمتاه لطلابه يوم كان يُدرِّس العقيدة لطلب مني استدلالي على التوقف، ولقال: لعلنا نجد عندك حقاً فنتبعه، أو شبهة فنساعدك على جلائها؛ فهذه هي لغة أهل العلم والعقل )
وهل يريدنا أن نصدقه بأن الشيخ على باطل في رأيه عن هذه القضية ( خلق القرآن )
وقال أيضا دلالة على تزكية نفس ، وغرور نفس ، وكبرياء وسوء خلق نسأل الله العافية : ــ
( فيا هذا اعلم أن عشيرتي الكبرى هم أصدقائي وأحبابي، وما ذلك إلا أن الله جعل لي وداً.. وأما كل عُومة، وكل حاوٍ، وكل ماجن أو مجدِّف، وكل مقلد متمعلم: فأسدحه سدحاً، ويبرك عليه يراعي، ولا أبالي برضاه، واعلم يا هذا أن ما قلته هو حسن المعاملة؛ فلم أقبل نصيحة بعض الأحباب بالرفق في العبارة، ولكن كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأنت وكثير غيرك مستميتون في تقليده وإن لم تعلموا قوله تصوراً، ولم تفقهوا استدلاله إن كان خطأ أو صواباً، ولا سيما في عُضَل الفكر )

وقال أيضا متهما الشيخ البراك وأهل جيله !! بالتقليد الأرعن لاحول ولاقوة إلا بالله : ـــ
( ولكنك الآن لا تقدر؛ وإنما عليك اليوم براءة الذمة من التعرض لأبي عبدالرحمن الذي نذر نفسه وقلمه للدفاع عن دين ربه وكيان أمته متبرئاً من التقليد الأرعن الذي بليت به أنت وكثير من أهل جيلك حتى صار الأكثر إلا مَن رحم ربك زيادة نُسخٍ في البلد !!.. )

لن أطيل ... فهذا الرجل الكهل تجاوز الخطوط الحمراء ، وظهر عواره تجاه مشائخنا البارزين وهذا ما أبداه لسانه ومايخفي صدره أكبر من مفردات ونبرات ألفاظه النشاز تجاه الشيخ البراك والمشائخ بشكل عام الذين يعتبرهم جيلا للشيخ ؟ من هم جيل الشيخ حفظه الله ؟ بلا شك أنهم الشيوخ كالشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين وغيرهم رحم الله الميت منهم ومتع الله الحي منهم على عمل صالح.. والذين أصبحو زيادة نُسخٍ في البلد في نظره وأخذ يلمزهم وينتقص من قدرهم ومكانتهم !!

وأخيرا
ياظاهري ماذا قدمت للروافض والعلمانية والليبرالية وأعداء السلفية بشكل عام من خدمة عظيمة في الطعن بمشائخ السلفية كالبراك وابن باز وابن عثيمين وغيرهم طالما انتظروها من أمثالك لكي يقدمها إليهم بطبق من ذهب ؟
فعلا شيء محزن ، ونسأل الله الثبات

دمتم بخير. منقووووووووووول
__________________
أستغفر الله.سبحان الله.والحمدلله.ولااله الا الله. والله أكبر.
@ولاية دعيسكو@ غير متصل  


قديم(ـة) 10-11-2010, 04:06 AM   #2
* شــــذى *
عـضـو
 
صورة * شــــذى * الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
البلد: بحضن أمـــي ♥♡
المشاركات: 803



صرآحة ابن عقيل الظاهري هذا ودي أدرس شخصيته ..!
ما أدري وش توجهاته ومنهجه ..
أشوف الصحيفة هاليومين ردود بينه وبين الشيخ اليراك ..بس ما فضيت أقرأ لهم ..!
والظاهري بينشر فتنة يوم يقول بخلق القرآن ..!
الله يهدي المسلمين




.
.
__________________
_
% ..اللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك , فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك.. %
.
.

فمان الله~
_
* شــــذى * غير متصل  
قديم(ـة) 11-11-2010, 01:06 AM   #3
@ولاية دعيسكو@
عـضـو
 
صورة @ولاية دعيسكو@ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
البلد: في بلد يحكمه الاسلام ولله الحمد
المشاركات: 194
شكريااااااااات
__________________
أستغفر الله.سبحان الله.والحمدلله.ولااله الا الله. والله أكبر.
@ولاية دعيسكو@ غير متصل  
قديم(ـة) 11-11-2010, 03:20 PM   #4
الفاحص التبصر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 11
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته:
ارفق لكم بعض المعلومات المهمة التي يجب على المسلم ان يفهمها جيدا حتى يكون على بينة
من امره: (وهو مذهب اهل السنة والجماعة)
مقتطفات من كتاب الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى المسمى :
( أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة )
قال رحمه الله تعالى:

( القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ، ليس كلامه الحروف دون المعاني ، ولا المعاني دون الحروف ، تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا ، وآمن به المؤمنون حقا ، فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن ، فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة ، والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة ، والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق ، والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق ، والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق ، قال الله تعالى :
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ }{ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } ، وقال تعالى : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } ، وقال تعالى : { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } ، وقال تعالى : { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " أديموا النظر في المصحف " . والنصوص في ذلك لا تحصى )
س2 : هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟
جـ : أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها ، فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه ، وأنزله بعلمه ، وهو أعلم بما ينزل ، وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي » (1) . الحديث - ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام : إنها صفة ذات وفعل معا ، فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته ، فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاء وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } ، { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } ، { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .
_________
(1) ضعيف .

س3 : من هم الواقفة وما حكمهم ؟
جـ : الواقفة هم الذين يقولون في القرآن : لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق . قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : ( من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ، ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا جهلا بسيطا فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان ، فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق ، وإلا فهو شر من الجهمية )
س4 : ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟
جـ : هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ؛ لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد ، وبين الملفوظ به الذي هو القرآن ، فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني ، ورجع إلى قول الجهمية ، وإذا قيل : غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ، وهذا من بدع الاتحادية ، ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى : من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع (2) .(3)
_________
(2)انظر كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ( 1 / 164 ، 165 ) .
(3) راجع إجابة السؤال الأول من قوله(فالأنامل والمداد000 الخ) فهو بمثابة إكمال لهذا السؤال الأخير0
الفاحص التبصر غير متصل  
قديم(ـة) 12-11-2010, 03:54 AM   #5
@ولاية دعيسكو@
عـضـو
 
صورة @ولاية دعيسكو@ الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
البلد: في بلد يحكمه الاسلام ولله الحمد
المشاركات: 194
صرآحة ابن عقيل الظاهري هذا ودي أدرس شخصيته ..!
ما أدري وش توجهاته ومنهجه ..
أشوف الصحيفة هاليومين ردود بينه وبين الشيخ اليراك ..بس ما فضيت أقرأ لهم ..!
والظاهري بينشر فتنة يوم يقول بخلق القرآن ..!
الله يهدي المسلمين
__________________
أستغفر الله.سبحان الله.والحمدلله.ولااله الا الله. والله أكبر.
@ولاية دعيسكو@ غير متصل  
قديم(ـة) 12-11-2010, 11:19 AM   #6
أبو مسعود
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
البلد: في مكان ما
المشاركات: 108
أرأيت لو مرض أحد من الناس ما ذا سيعمل
سيبحث عن طبيب يعالجه
وسيسأل عن أفضل الأطباء للعلاج

هذا لصحة الإنسان

أما الدين فينبغي الحرص عليه أكثر من الصحة

فمن أين نأخذ الدين

هل يؤخذ من المتقلبين الذين يغيرون آراءهم كل حين

أم نأخذه من العلماء الربانيين الراسخين رسوخ الجبال الرواسي

كنا في زمن مضى نخاف من فتن الشهوات أما الآن فخوفنا أكثر من فتن الشبهات

أخشى ما أخشاه أن يرجع لنا زمن ابن أبي دؤاد عامله الله بما يستحق

نسأل الله أن يقينا شرها ويحفظنا بحفظه حتى نلقاه غير مغيرين ولا مبدلين



وكلٌ خصيم نفسه
أبو مسعود غير متصل  
قديم(ـة) 12-11-2010, 11:37 AM   #7
دفا
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
البلد: qassim
المشاركات: 863
الله يصلح الحال
دفا غير متصل  
قديم(ـة) 12-11-2010, 03:38 PM   #8
أبو مسعود
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
البلد: في مكان ما
المشاركات: 108
أبو محمد النجدي:
لعلك تطلع بارك الله فيك على حكم من قال بالتوقف في خلق القرآن:

اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها الفاحص التبصر
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته:
ارفق لكم بعض المعلومات المهمة التي يجب على المسلم ان يفهمها جيدا حتى يكون على بينة
من امره: (وهو مذهب اهل السنة والجماعة)
مقتطفات من كتاب الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله تعالى المسمى :
( أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة )
قال رحمه الله تعالى:

( القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ، ليس كلامه الحروف دون المعاني ، ولا المعاني دون الحروف ، تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا ، وآمن به المؤمنون حقا ، فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن ، فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة ، والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة ، والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق ، والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق ، والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق ، قال الله تعالى :
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ }{ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } ، وقال تعالى : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } ، وقال تعالى : { وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } ، وقال تعالى : { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " أديموا النظر في المصحف " . والنصوص في ذلك لا تحصى )
س2 : هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟
جـ : أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها ، فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه ، وأنزله بعلمه ، وهو أعلم بما ينزل ، وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي » (1) . الحديث - ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام : إنها صفة ذات وفعل معا ، فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته ، فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء بكلام يسمعه من يشاء وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } ، { وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } ، { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .
_________
(1) ضعيف .

س3 : من هم الواقفة وما حكمهم ؟
جـ : الواقفة هم الذين يقولون في القرآن : لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق . قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : ( من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ، ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا جهلا بسيطا فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان ، فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق ، وإلا فهو شر من الجهمية ) س4 : ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟
جـ : هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ؛ لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد ، وبين الملفوظ به الذي هو القرآن ، فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني ، ورجع إلى قول الجهمية ، وإذا قيل : غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ، وهذا من بدع الاتحادية ، ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى : من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع (2) .(3)
_________
(2)انظر كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ( 1 / 164 ، 165 ) .
(3) راجع إجابة السؤال الأول من قوله(فالأنامل والمداد000 الخ) فهو بمثابة إكمال لهذا السؤال الأخير0

أبو مسعود غير متصل  
قديم(ـة) 12-11-2010, 05:12 PM   #9
* شــــذى *
عـضـو
 
صورة * شــــذى * الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
البلد: بحضن أمـــي ♥♡
المشاركات: 803

جزاك الله خير ابو مسعود لمشاركتك الأخيرة ..
ويا أبا محمد .. الشك بحد ذاته سيفتح أبواب الفتنة للمتربصين ..!
وأتمنى أن تقرأ رد الشيخ البراك على الظاهري في صحيفة الجزيرة ..





.
__________________
_
% ..اللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك , فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك.. %
.
.

فمان الله~
_
* شــــذى * غير متصل  
قديم(ـة) 12-11-2010, 05:52 PM   #10
أبو مسعود
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
البلد: في مكان ما
المشاركات: 108

من جريدة الجزيرة يوم الخميس 27/11/1431هـ

البراك يرد على الظاهري :
لا أجد عذراً لخطئكم العظيم إلاّ ضعف قواكم الفكرية !

الحمد لله وحده، أما بعد؛ فهذا مقال كتبته تصويباً لمسألة مهمة تعرَّض لها الأستاذ أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري فلم يحالفه الصواب فيها، وكنت بعثت باستدراكي إليه مع خطاب مني إليه لعله يصحح الخطأ، وحين لم يفعل فإني أقدمه إلى القراء اليوم مع خطابي إليه.. والله أسأل لي وله التوفيق والسداد، ولسائر المسلمين.

فضيلة الأستاذ - أبا عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري - وفقه الله،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فأبعث إليكم تعقيبي على بعض ما جاء في مقالكم في جريدة الجزيرة المنشور في 2 شعبان 1431هـ، بعنوان تحقيق أصولي، في كلامكم على القرآن، واختياركم التوقف في كونه مخلوقاً أو غير مخلوق، وقد رأيتُ - وفقكم الله - أن تطلعوا على هذا التعقيب، لتراجعوا المسألة وتصححوا ما وقعتم فيه من خطأ، وتنشروا ذلك في الأسبوعين القادمين بلغة واضحة ورجوع صريح، فإنه يجب عليكم ذلك، لأن هذه المسألة ليست مما يسع فيه الخلاف، والحق ضالة المؤمن، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «ولا يمنعنك قضاءٌ قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق قديم».

وإن بقيت على رأيك في التوقف - وأعيذك بالله من ذلك - فإني أرى أنه لا يسعني إلا نشر التعقيب، بياناً للحق، وبراءة للذمة، وقد كان في نيتي نشر التعقيب، ولكني آثرت - أولاً - مخاطبتكم وإطلاعكم.. وأسأل الله أن يشرح صدرك للحق، ويهديك إلى كل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوك - عبد الرحمن بن ناصر البراك

6 رمضان 1431هـ.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فقد اطلعت على المقال المسهب للأستاذ أبي عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري، المنشور في جريدة الجزيرة في الثاني من شعبان لعام 1431هـ، بعنوان تحقيق أصولي، وقد أفاض الكاتب في الحديث عن نفسه - كعادته - ولا سيما في مقالاته الأخيرة، لكن تميَّز هذا المقال بمراجعات حسنة في سيرته وفي تعامله مع الآخرين، وقد اعترف الأستاذ فيه بضعف ذاكرته وضعف قواه الفكرية.

ومما تضمنه المقال الحط من منزلة الإمامين ابن تيمية وابن القيم في علمهما واجتهادهما، وذلك كله من أجل تفضيل أبي عبد الرحمن لابن حزم وتعصبه له وغلوه فيه، ولا يعنيني في هذا المقام الدفاع عن الإمامين، فإنه لا يوافق أبا عبد الرحمن على ما قال إلا من له هوى وتحامل على الإمامين من خصومهما من طوائف المبتدعة، بل الذي يعنيني من هذا المقال كله قول أبي عبد الرحمن - هداه الله ووفقه - في نقده للمقلدين للإمام ابن تيمية فيما يجزمون به تقليداً له، قال: «ومن ذلك الجزم بأن القرآن غير مخلوق، ولا يحل الجزم بأنه خالق أو مخلوق، بل الواجب التوقُّف اتباعاً لتوقف السلف قبل الخلاف الذي بعضه اتباع لهم بإحسان، وبعضه خلاف لهم باجتهاد خاطئ» اهـ.

وهذ كلام منكر، يحمل في طياته تصويب مذهب الجهمية في القرآن الذي كفَّرهم به أئمة السنة، وهو قولهم: القرآن مخلوق، وردوا عليهم، وصاحوا بهم من أقطار الأرض، وإيضاح ذلك:

أن قوله: «الجزم بأن القرآن غير مخلوق» باطل؛ لأن من المعلوم بالضرورة أن الجزم بأن القرآن غير مخلوق هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهو سبب محنتهم على أيدي المعتزلة، في عهد المأمون ومن بعده، وثبت في المحنة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-، فلم يداهن ولم يتأول، فتبوأ منزلة إمام أهل السنة.

وأبو عبد الرحمن يرتضي في هذه المسألة العظيمة مذهب الواقفة، وهم طائفة من الجهمية، ارتضوا ألا يقولوا إن القرآن مخلوق ولا غير مخلوق، وهذا إما أن يكون شكًّا منهم أو نفاقًا مع أهل السنة، ولهذا عدَّهم الأئمة شرًّا من الجهمية المصرحين بمذهبهم، لأن مذهب الواقفة يمكن أن يروج لدى الأغرار والجهال، ومن المعلوم بداهة أن الشَّك في الحق كالتكذيب به، فالشاك في صدق الرسول كالمكذب له، فهكذا من يشك في أن القرآن غير مخلوق ولا يجزم، هو في حكم من يجزم بأن القرآن مخلوق.

وقول أبي عبد الرحمن: «ولا يحل الجزم بأن القرآن خالق أو مخلوق، بل الواجب التوقُّف» صريح في أنه يذهب إلى وجوب التوقف في المسألتين في كون القرآن خالقاً، وفي كونه مخلوقاً، ومعنى ذلك أنه يجوز أن يكون القرآن خالقاً، ويجوز أن يكون مخلوقاً، وهذا باطل، بل الواجب الجزم بأن القرآن ليس بخالق، بل الله هو الخالق، والجزم بأن القرآن غير مخلوق؛ فإنه كلام الله، وكلامه سبحانه من صفاته، وليس شيء من صفاته مخلوقاً، ولهذا عُبِّر عن مذهب أهل السنة في القرآن بأنه كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وقد أجاب الأئمة -رحمهم الله-، كعلي بن الحسين وجعفر بن محمد وابن المبارك وابن مهدي حين سُئلوا عن القرآن، أجابوا بقولهم: إن القرآن ليس بخالق ولا مخلوق، كما نقله عنهم اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج:2 ص: 264 وما بعدها)، وذكر البيهقي في كتاب الاعتقاد (ص: 102) أن هذا «هو مذهب كافة أهل العلم قديماً وحديثاً، وذكر أسامي أئمتهم وكبرائهم الذين صرحوا بهذا، ورأوا استتابة من قال بخلافه» اهـ.

وقول أبي عبد الرحمن: «بل الواجب التوقُّف اتباعاً لتوقف السلف قبل الخلاف»، أقول فيه: غلط أبو عبد الرحمن - عفا الله عنه - في نسبة التوقف إلى السلف، ومن هم السلف إلا الصحابة والتابعون؟! ولو كان الأمر كما قال لكان الجازمون بأن القرآن كلام الله غير مخلوق قد ضلوا عن طريق السلف، وهذا ظاهر الفساد والبطلان، بل عبارة أبي عبد الرحمن تلك تقتضي ذلك، فإن الذين اختلفوا في القرآن ثلاث طوائف:

1- أهل السنة الذين آمنوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وجزموا بذلك.

2- الجهمية الذين جحدوا صفات الله، وجزموا بأن القرآن مخلوق.

3- الواقفة الذين لا يجزمون بشيء.

وتقدم حكم الطائفتين عند أهل السنة، وعبارة أبي عبد الرحمن تقتضي أن الواقفة هم أتباع السلف، كما تقتضي أن قول الجهمية - وهو الجزم بأن القرآن مخلوق - هو من قبيل الخطأ في الاجتهاد، وكذلك عنده أن الجزم بأن القرآن غير مخلوق هو من قبيل الخطأ في الاجتهاد، ولا يخفى ما في هذا من التسوية بين مذهب أهل السنة ومذهب المعتزلة الجهمية في المصدر والحكم.

وبعد؛ فلا أجد لأبي عبد الرحمن عذراً في هذا الخطأ العظيم إلا اعترافه بضعف ذاكرته، وضعف قواه الفكرية.

لكن سبق له في تباريحه في المجلة العربية (العدد 300) قوله: «كلمات الله ها هنا (يشير إلى ما في الحديث: أعوذ بكلمات الله التامات...) كنايةٌ عن مشيئته وقدرته وعلمه وحكمته وتدبيره جل جلاله» اهـ، وهذا عدول بالكلمات عن الحقيقة إلى المجاز، وكلماته سبحانه الكونية والشرعية كلها من كلامه الذي هو عند أهل السنة كلام الله حقيقة، ويستدلون على ذلك بمثل قوله عز وجل: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} وقوله سبحانه: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}.

وهذه المقولة من أبي عبد الرحمن تدل على أن لديه تشوشاً قديماً في مفهوم كلام الله، وأنا أدعوه إلى الرجوع والمراجعة في الكتب المصنفة في مذهب أهل السنة والرد على الجهمية؛ مثل شرح أصول السنة للالكائي، والسنة لعبد الله بن أحمد، والسنة للخلال، والإيمان لابن مندة، وعقيدة أصحاب الحديث لأبي عثمان الصابوني، وغيرها كثير لا تخفى على مثل أبي عبد الرحمن، أسأل الله أن يفتح عليَّ وعلى أبي عبد الرحمن ويبصِّرنا بالحق، وأن يمتِّعه بقواه الفكرية والبدنية، وأن يحسن لنا وله الخاتمة، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

عبد الرحمن بن ناصر البراك

================================================== ====

وهذا مقال للدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف عن خلق القرآن:
حكى الإمام اللالكائي (ت418) مقالة السلف الصالح : أن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأن من قال بخلقه فهو كافر ، وأسندها إلى خمس مائة وخمسين إماماً [ انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي: 2/312،2/216-316] ، سوى الصحابة الأخيار ـ رضي الله عنهم ـ ثم قال : " ولو اشتغلت بنقل قول المحدِّثين لبلغتْ أسماؤهم ألوفاً كثيرة ، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار ، ونُقلَتْ عن هؤلاء عصراً بعد عصر لا ينكِر عليهم مُنكِر ، ومن أنكر قولهم استتابوه ، أو أمروا بقتله ، أو نفيه ، أو صلبه [ المرجع السابق 312 ]

والأدلة على كون القرآن كلام الله غير مخلوق أكثر من أن تُحصَر ، ومن ذلك أن الله ـ تعالى ـ فرق بين الخلق والأمر في قوله { أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ } [الأعراف :54] فالخلق خلق الله ، والأمر : القرآن .

كما فرَّق ـ سبحانه ـ بين عِلمه وخَلقه ، فقال ـ عز وجل ـ { الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ }[الرحمن : 1ـ3] فالقرآن عِلمُه ، والإنسان خلفُه ؛ فعلمه ـ تعالى ـ غير مخلوق . قال تعالى { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعَدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ } [آل عمران : 61] فالعلم هاهنا القرآن .

وفي حديث خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق ، لم يضرَّه شيء حتى يرحل من منزله ذلك " [أخرجه مسلم] .

فكلمات الله غير مخلوقة ؛ إذ لا يُشرَع الاستعاذة بمخلوق ، وإنما يستعاذ بالله ـ تعالى ـ وبأسمائه وصفاته .

وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه " [ أخرجه أحمد:3/390، وأبو داود(4734) والترمذي(2925) وصححه]

فلو كان كلام الله مخلوقاً لم يكن فضل ما بينه وبين سائر الكلام كفضل الله على خلقه ، وليس شيء من المخلوقين من التفاوت في فضل ما بينهما كما بين الله وبين خَلقِه [ انظر: الرد على الجهمية لعثمان الدارمي: ص 162 ]

فالقول بخلق القرآن كفر ظاهر ؛ إذ هو تكذيب لنصوص الوحيين ، وإلحاد في أسماء الله وصفاته ، وتعطيل لما يحب الله ـ عز وجل ـ من الكمال ، أفيقال بعد هذا : إن هذه المسألة ليست من أصول الدين ؟ [ قالها بعض الذين أُشربوا البدعة كالمقبلي في العلم الشامخ ، وأبي غدة في مسألة خلق القرآن ، وتبعهم بعض متسننة هذا العصر ، أرباب الترنح والتلفيق ... انظر في الرد عليهم : رسالة تنبيه الإخوان ، لحمود التويجري ، والمحنه وأثرها في منهج الإمام أحمد ، لعبد الله الفوزان ]

أيُظَن أن السلف الصالح يكفَّرون ويغلظون على من خالفهم في مسألة فرعية ؟
أيُظََن أن الإمام أحمد بن حنبل يُعرَّض نفسه للتلف لأجل مسألة يسوغ فيها الخلاف ؟

فلقد كابد الإمام أحمد السجن أكثر من عامين ، وتخلى عنه الناس ، وتوالت عليه السياط ، وعانى الضرب الشديد حتى تخلَّعت يداه ، وتفاقمت جروحه ، ومُنِعَ من صلاة الجمعة والجماعة ...

أفيكون ذلك كله لأجل أمر أجتهادي ؟

رحم الله الإمام علياً بنَ المدني ؛ إذ يقول : ( أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنه ) [ طبقات الحنابلة لإبن أبي يعلى: 1/28 ] بل قال : بشر الحافي بشأن الذين أجابوا في المحنة : ( وددت أن رؤوسهم خُضِّبت بدمائهم ، وإنهم لم يُجِبوا ) .

والمقصود أن القول بخلق القرآن من أشنع الزندقه وأخبثها ، وقد أدرك سلفنا الصالح فداحت هذه الزندقة ومآلاتها ، وبينوا مُناقضتها لأصول الإسلام ؛ سواءً في الدلائل أو المسائل : فأمّا الدلال : فإن القول بخلق القرآن باعثه القياس الفاسد والعقل المُريح ؛ فهو تحاكم وتسليم لعلم الكلام والإبتداع ، وإعراض واعتراض على نصوص الوحيين ( أصدق الكلام وخير الهدي ) [ انظر: الأشاعرة عرض ونقد لسفر الحوالي: ص 64-66 ]

لقد أكمل الله ـ تعالى ـ لأمة الإسلام الدين وأتم عليهم النعمة : ( فنحن نعلم أن كل حق يحتاج الناس إليه في أصول دينهم لابد أن يكون مما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يُبينها للناس ؟

وهذا مما أحتج به علماء السنة على من دعاهم إلى قول الجهمية القائلين بخلق القرآن ، وقالوا : إن هذا لو كان من الدين الذي يجب الدعاء إليه لعرَّفة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ودعا أمته إليه .... فكل من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسُنة رسوله لقد دعا إلى بدعته وضلالته ) [ الدرء لابن تيمية 1/233ـ 234= باختصار ]

وأما مناقضتها لأصول الإسلام في مسائلة : فهي تنقض أصلَي شهادة لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فالقول بخلق القرآن تعطيل لرب العالمين ـ عز وجل ـ وطعن في الرسالة وإبطال للشرائع ... وهذا قد جاء مبيَّناً في آثار السلف الصالح ؛ فقد قال الإمام عبدالله بن إدريس : من قال القرآن مخلوق فقد أمات من الله شيئاً [ أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية):2/44 ]

وقد قال الإمام أحمد بن حنبل : إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة .

فأجاب أحمد بأنهم وإن لم يقولوا بخلق أسمائه فقولهم يتضمن دلك ، ونحن لا نشك في ذلك حتى نقف فيه [ التسعينية:2/577-581 ]

وقال عبدالله بن أيوب المخرمي : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : إنه مخلوق فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله [ أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية):1/352 ]

وقد أوجز ابن تيمية هذا الطعن في الشهادتين لدى القائلين بخلق القرآن ؛ فقال : وكان أهل العلم والإيمان قد عرفوا باطن زندقتهم ونفاقَهم ، وأن المقصود بقولهم : إن القرآن مخلوق أن الله لا يكلم ولا يتكلَّم ، ولا قال ولا يقول ، وبهذا تتعطل سائر الصفات : من العلم والسمع والبصر وسائر ما جاءت به الكتب الإلهية ، وفيه أيضاً قدح في نفس الرسالة ؛ فإن الرسل إنما جاءت بتبليغ كلام الله ، فإذا قُدِح في أن الله يتكلم كان ذلك قدحاً في رسالة المرسلين ، فعلموا أن في باطن ما جاؤوا به قدحاً عظيماً في كثير من أصلَي الإسلام : شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمداً رسوله الله [ بيان تلبيس الجهمية:3/518 -519، وانظر: شرح الأصفهانية( ت:مخلوف) ص60، ومجموع الفتاوى: 12/7 ]

لقد كانت مقالة الأشاعرة في القرآن أقلَّ انحرافاً من مقالة المعتزلة ؛ فإن المعتزلة يزعمون أن القرآن مخلوق لفظاً ومعنىً ، وأما الأشاعرة فيجعلون القرآن هو المعنى القائم بذات الله ، وأما الحروف والأصوات فهي دالة عليه ، وهي مخلوقة .

ومع ذلك فإن مقالة الأشاعرة قد آلت بالمتأخرين منهم إلى القول بأن المصحف ليس فيه إلا المداد والورق ، فامتهنوا القرآن وداسوه بأرجلهم [ انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية:8/425 ]

و أخيراً فإن المتعين الرسوخ في فقه هذه المسألة الجليلة، وإضهارها بين الخلائق ، وبيان عمق علم السلف ، وحدَّة أفهامهم ، ودرايتهم بمآلات الأقوال ولوازمها ، خلافاً لمن تنكَّب سبيلهم فهوّن من شأن هذه المسألة ، وخاص فيها بالباطل ، وانتقص أهل السنة ، فجمع بين الجهل والظلم ، فلا عِلم مصدَّق ولا عدل محقّق . وبالله التوفيق (*)





(*) أستاذ مشارك في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض .
(*) المصدر: مجلة البيان عدد شوال 1431هـ رقم العدد 278 ص 94 - 95 .
أبو مسعود غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)