|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
16-11-2010, 05:37 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Nov 2005
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 115
|
مثقفون جهلة ... بثقافتهم !!!!
تأتي أصل كلمة (الثقافة) في لغة العرب من مادة (ثقف) و هي تعني في الجملة الحذق في الأمور و فهمها وهي تدل على الفطنة و الذكاء في من يطلق عليه فيقولون : غلام ثقف أي : ذو فطنة و ذكاء و رجل ثقف أي حاذق فاهم .
وتأتي الثقافة كمصطلح إنساني فرض نفسه على الواقع البشري و على الحراك العلمي يراد بها في الاستعمال الأخذ من كل علم بطرف من غير التعمق في علم معين هذا معناها من جهة العموم . أما إذا أضيفت إلى الأمة فإن (ثقافة الأمة) هي تراث تلك الأمة الحضاري و الفكري في جميع جوانبه النظرية و العملية الذي تمتاز به هذه الأمة و أسلوب الأمة في الحياة . فالمثقف على هذه التعاريف هو الذي لديه كم من المعلومات التي استقاها من مجتمعه و أمته و حضارته و التي من خلالها ينظر إلى الحياة و يتعامل مع الغير وفقها . و هذا التعريف للمثقف إنما استخلصته من خلال استقراء كثير ممن كتبوا في الثقافة بشكل عام من المسلمين أو من غيرهم و الكل اتفق على أن المثقف إنما تتحدد هويته بحسب المخزون المعلوماتي الذي استقاه و تأثير عقله الشخصي في تلك المعلومات و مخرجات تلك المعلومات منه و التي تكون بطريقة الكتابة أو التعبير الشفهي أو التصرف العملي . و بعد هذه المقدمة القصيرة أرى أن ننظر في أولويات المثقف المسلم بمعنى ما هي أهم المعلومات التي ينبغي لكل مسلم يتطلع أن يكون مثقفا أن يمتلكها في مخزونه العقلي ؟؟ أولا : العقيدة : و ما أدراك ما العقيدة ؟؟ .. هذا الشعور الرائع و الفكر الراقي السامي الذي رفع هذه الأمة من مجرد أمة متوحشة (على حد تعبير ابن خلدون) إلى أمة ملكت الدنيا و صنعت رجالا و ضعوا حياتهم على أكفهم يغزون الدنيا و ينشرون رحمة الله في الأرض و تتلخص هذه العقيدة في كلمة الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه عندما سأله رستم عن سبب مجيئهم إلى بلاد الفرس قال (جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده و من ضيق الدنيا إلى الآخرة). فأهم مهمات المثقف هي أن تكون عقيدته صافية من كل الشوائب الشركية و الأدران التغريبية و أن يكون الكتاب و السنة تاج رأسه لا يضعهما حتى يلقى ربه و أن تكون عقيدته فاعلة في حياته فلا يكفي معرفته بأمور العقيدة النظرية (مع أهميتها) إذ لا بد من تفعيل تلك العقيدة في حياته حتى يدخل جنة الدنيا قبل أن يدخل جنة الآخرة . ثانيا : علمه بتاريخ أمته المجيد و محاولة الاقتداء به : وهذا من أكبرالفوارق بين المثقف المسلم و غيره فإن المسلم مهما اضطرب مجتمعه و حاد عن بعض المفاهيم المحققة للسعادة فيه كالعدل و المساواة و غيره فإن عليه استلهام ذلك التاريخ العظيم و أولئك الآباء الكرام صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم التي لم و لن يأتي التاريخ بمثلهم و محاولة تنزيل مفاهيمهم على الواقع للوصول للمفاهيم المنشودة لإحقاق السعادة في الدارين و لا تتحقق تلك السعادة باجتلاب مفاهيم من هنا أو هناك . ثالثا : وضع الهدف : إذ أن أي عمل لا هدف له كان نَصَباً على صاحبه لا طائل من ورائه .. و المثقف المسلم لا بد أن يكون له هدف و هدفه الأسمى إصلاح مجتمعه و أمته و إعادتها إلى مجدها السابق الذي سادت به الدنيا . و بعد هذا السرد يتضح أن أي مثقف يدعي أنه مثقف مسلم و لا يقيم هذه المقومات فيه و لا يعترف بها فهو ليس بمثقف مسلم أي نعم قد يكون مثقفا لكنه قد يدعو إلى دعوات لا تمت إلى الإسلام بصلة و هذا مما ابتلينا به في عصرنا الحاضر فلا يكون بهذا مثقف مسلم . كلنا سمع شيخنا و أستاذنا أ.د عبد الله المطلق - حفظه الله و رعاه - عندما ذكر (البليتين) التي ابتلينا بها الأولى وهي أهمهما و هي التي تعنيني هنا قوله (بعض أبنائنا يكذب علينا عند أعدائنا .. يا أخي يكذبون كذب .. يودونه مراكز دراسات في الغرب .. بعضنا ينشر عنا ضد واقعنا .. و الناس إذا ابتلوا بأولادهم عظمت عليهم المصيبة .. هذه المصيبة العظمى التي ابتلينا بها) هذا كلامه حفظه الله و هو ينبئ عن واقع خطير جدا .. أن كثيرا من كتاب صحافتنا و الذين يعتبرون مثقفي هذا المجتمع هذا حالهم من جهة كذبهم و افترائهم على مجتمعهم كأفراد أو مؤسسات في هذا المجتمع و من جهة الطعن في دينه و علمائه أيضا .. فكيف يعتبر هؤلاء مثقفون مسلمون ؟؟ . هؤلاء ليسوا بمثقفين هؤلاء جهلة بثقافتهم .. ما هؤلاء إلا أبواق لثقافات أخرى في مجتمعنا يحاولون بشتى الطرق و الوسائل خلخلة هذا المجتمع و تغيير مفاهيمه الثقافية الإسلامية إلى مفاهيم أخرى لا صلة لنا بها و لسنا في حاجة إليها . أنا لا أدعي كمال مجتمعنا و لا أنه يمثل المدينة الفاضلة .. لكن الإشكال في نقاد الأخطاء في المجتمع من المثقفين و الكتاب أنهم ينقدون من منطلق غير شرعي داعين إلى تصحيح الخلل بأمر غير شرعي أيضا و الأمثلة كثييييرة جدا و أشهر من أن تذكر .. هنا اعتراضي و هنا الخلل . لا بد أن يكون لدينا قناعة تامة بتراثنا و بثقافتنا النابعة من هويتنا الإسلامية و من ديننا الحنيف هذا الدين الذي قال عنه الله سبحانه و تعالى (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) فما عندنا نحسد عليه بدليل قوله سبحانه و تعالى و من أصدق من الله قيلا . علينا أن نعتز بثقافتنا و بهويتنا و أن نصلح مجتمعنا و ننقده بتراثنا فنحن لسنا بحاجة لاستقدام تراث آخر لا يمت لنا بصلة فإن هذه الأمة لن يصلح آخرها إلا بما صلح به أولها كما قال مالك بن أنس رحمه الله تعالى . كتبه / الفقير إلى عفو المجيد محمد الحمراني أبو سعيد |
17-11-2010, 05:57 PM | #2 | |||||||||||||||||||
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: في قلوب من أحب !
المشاركات: 688
|
أقف مذهولاً أمام عقليتك .. تفصيل وفلسفة جميلة حقيقة .. وفقك الله ..
دائماً ماتجول هذه الكلمات في خاطري .. ؛ من الآن فصاعداً سجلني أحد المعجبين بقلمك .. جزاك الله عنا كل خير |
|||||||||||||||||||
الإشارات المرجعية |
|
|