|
|
|
26-11-2010, 02:11 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 747
|
حملات الحج ..واقع مخالف وترويج دعائي زائف
كتب محمد الزهراني _ الدمام
في مثل هذه الأيام يستغل عدد من المكاتب الرسمية وغير الرسمية لحملات الحج في مختلف المناطق هذا الموسم الإسلامي العالمي إذ يسعون إلى تأمين كافة متطلبات الحملة من حافلات وكوادر ليست في ملكيتها أصلا وإنما يتم استئجارها في الموسم بغض النظر عن كفاءتها أو صلاحيتها للعمل في قيادة حملات الحج وخدمة حجاج بيت الله الحرام، وبذلك أصبحت حملات الحج لحجاج الداخل ضربا من ضروب التجارة. ومن خلال إحصائية بسيطة فإن ما نسبته 70% من حجاج الداخل يتذمرون من عدم الوفاء بالوعود التي يتلقونها من مكاتب الحملات قبل بدء الحملة الأمر ما يجعل الكثير من الحجاج يقصدون الحج بدون تراخيص رسمية أي أنهم يفضلون الطرق غير النظامية على هذه الحملات لأنهم لم يجدوا في الواقع الخدمات التي كانوا يطمحون إليها والتي سبق وأن وعدوا بها من قبل مكاتب حملات الحج قبل انطلاق حافلاتهم. « اليوم « طرحت هذا الموضوع في هذه الحلقة بغية تسليط الضوء على مدى جودة الخدمة التي تقدمها هذه المكاتب وكذلك نسبة مطابقتها للعقود المبرمة مع المستفيدين منها من حجاج الداخل . مخالفات صريحة في البداية يقول خالد جمعان :» لا أعلم من أين أبدأ الحديث عن حملات الحج وكيف أصنف ما تقوم فيه بعض الحملات، فمن المعلوم أن الحج من أعظم المشاعر الإسلامية وأنبلها وهو يدعو إلى تذكر يوم القيامة والزهد في الدنيا ولكن ما نراه اليوم من تصرف عدد من الحملات مخالفا كثيراً لتلك المقاصد السامية والأهداف النبيلة، ولقد شاهدت في إحدى سنوات الحج ـ وأنا في منى ـ رأيت حملة كاملة بحافلاتها تقف على الرصيف طيلة أيام الحج وعلمت فيما بعد أن هذه الحملة منطلقة من المنطقة الشرقية، وقد كان وضع الحجاج للأسف الشديد يرثى له، فقد تجرأ كثير منهم على الاعتداء على مسؤول الحملة بالضرب لأنه وبحسب كلام أحدهم أنه لم يوفر لهم أبسط أنواع الخدمة وهي السكن، فالأطفال والنساء وكذلك الرجال من الحجاج يبيتون ويصبحون على أرصفة الشوارع، وذكر لي هذا الحاج أنه في اليوم الأول اعتذروا بعدم الترتيب وأن هناك لبسا حصل وسوف يسكنون في احد المخيمات في اليوم الثاني، ولكن لم يتغير شيء حتى يوم العيد !!» الموضوع الأصلى من هنا: شبكة عدوية الاسلامية مخيم لثلاث حملات أما فواز الزهراني فيذكر أن بعض الحملات لا توجد لديها استقلالية فهي تعمل دعاية لنفسها وتروج لخدماتها وتطبع الملصقات والإعلانات وتظهر أنها مثالية في خدماتها، ويضيف في نفس السياق :» ..لو جئنا إلى الواقع لوجدناه مختلفا تماماً عما تعلنه وتروجه عن نفسها تلك المكاتب، فبعضها ينظمُّ حملته مع حملة أخرى بل وربما اجتمعت أكثر من ثلاث حملات في مخيم صغير لا يكفي لـ 100 حاج وترى عدد الحجاج الموجودين فيه قرابة الـ 700 حاج وهذا مخالف للاتفاق الذي تم قبل بدء الرحلة». تسمم غذائي ويتفق عبدالعزيز الشهري مع رأي الزهراني في عدم مطابقة الخدمة للعقد المبرم مع المستفيد ويضيف في نفس الجانب :» إن برنامج الغذاء من أسوأ برامج الحملات، فالعديد من الحملات لا تهتم بالتغذية رغم أنك إذا قرأت الدعايات التي تعملها تلك الحملات تجدها على غرار ( أفضل المأكولات والمشروبات والمرطبات على مدار الساعة ) وهذا فيه غش للكثير من الحجاج، ومن هنا فإني أرى أن المشكلة الأولى تكمن في عدم وجود الرقابة على الحملات وترك الحبل على الغارب للكثير منها، مما جعل أصحابها يستغلون الموسم في كسب أكبر قدر من المال». ويذكر الشهري أنه في أحد مواسم الحج وفي عرفة – تحديدا - كانت إحدى الحملات المجاورة لهم قد تكتمت على موضوع تسمم عددا من الحجاج لديها، ولكن الأمر قد اتضح من خلال المشاكل التي أحدثها حجاج تلك الحملة بل وصل الأمر إلى المضاربة بين الحجاج وبين صاحب الحملة والذي يتهمه أولئك الحجاج بتقديم وجبات منتهية الصلاحية، .. ويضيف الشهري :» لقد كان أكثر من عشرين حاجاً مصابين بالمغص والتقيؤ، ناهيك عن قلة دورات المياه في تلك الحملة وقد حاول بعضهم الدخول إلى حملتنا لقضاء الحاجة، وهذا من أغرب المواقف التي شاهدتها في الحج مما جعلني أتوقف كثيراً عن الانضمام إلى بعض الحملات في الشرقية والمشهورة بالمخالفات وعدم الوفاء بالوعود «. تركوهم في الطائف وفي نفس الجانب يشير محمد السلولي إلى أنه من أكثر الأخطاء التي يرتكبها أصحاب حملات الحج تكدس الحجاج في الحملة الواحدة، فهذا الأمر يضمن لهم دخلاً مادياً كبيراً بغض النظر عن جودة الخدمات المقدمة لهم، ويضيف السلولي :» سمعنا في الموسم الماضي عن مشكلة كبيرة حدثت في إحدى حملات الحج، وقد وعد المتضررون بمحاسبة صاحب الحملة، حيث تفاجأ ركاب إحدى الحملات المنطلقة من الدمام وبعد انتهاء موسم الحج بترك الحجاج في الطائف والعودة بدونهم، وفي انتهاك صريح لأساسيات وشروط الحملة، وهي الذهاب والعودة إلى الدمام في الوقت المحدد، ومن المستنكر في هذه القصة أن وسائل الإعلام قد تناولت هذا الحدث، بينما لم يجد المتضررون محاسبة تذكر للمتسبب في هذه القضية «. غياب الرقابة وعن توحيد الأسعار لكافة الحملات والذي سمعنا سعي المسؤولين فيه لهذا الموسم وهو 3900 ريال كحد أقصى للحملة يقول محمد القحطاني :» إن أغلب الحملات لم تطبق هذا التعميم الرسمي، بل إن الكثير من الحملات وخصوصاً في المنطقة الشرقية قد انتهكت هذا الأمر فأصبحت تعلن في الصحف عن حملاتها وبأسعار تفوق ما تم الاتفاق عليهـا، وهذا يدل على غياب الرقابة، ويدل كذلك على أن هناك تلاعبا في تطبيق القرار، وإلا فهل من المعقول أن تصل تكلفة الحج في إحدى الحملات العادية إلى 15000 ريال للحاج الواحد ؟! وهل فعلاً تصل تكلفة الحاج الواحد إلى هذا المبلغ الخيالي رغم بساطة إمكانات تلك الحملات؟! وأشير هنا إلى أن المسلم المسكين الذي يعد متوسط الدخل ولا أقول ضعيف الدخل وإنما متوسط الدخل، كيف له أن يؤمن تكلفة حجه وحج زوجته وأبنائه ؟!! لقد كانت حملات الحج في السابق لا تتجاوز 2500 ريال وكانت خدماتها بالمستوى المعقول والآن قد ارتفعت أسعار الحملات بشكل خرافي، وأصبح الحاج المسكين يبحث بقدر المستطاع عن الأنسب بحيث يكمل حجه بأيسر الطرق وأنسبها بعيداً عن المشاكل التي عودتنا عليها بعض حملات الحج ولهذا يصبر الحاج المسكين وربما يقترض مبلغاً من المال من أجل أن يحج وهذا ما جعل الكثير من الحملات تستغل الحاج» . |
الإشارات المرجعية |
|
|