بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أسطورة الغرام ! بين سلامة وعبد الرحمن القس في غابر الأزمان !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 05-10-2010, 09:52 AM   #1
عربي أنا
عـضـو
 
صورة عربي أنا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: ديار الأحلام
المشاركات: 58
أسطورة الغرام ! بين سلامة وعبد الرحمن القس في غابر الأزمان !


------------------------------------------------------------------

الناس في كل زمان تراهم مُغْرمين بالغريب من الحكايات، والعجيب من القصص والروايات، ولو كان فيها من الكذب على الفاضلين والفاضلات، أو الخدش في أعراض الصالحين والصالحات = ما يَنْدَى له جبين الزمان خَجَلا !

فإذا اتَّفق أنْ وقعتْ لبعض الأماثل هفوة، أو صدرتْ منه زلَّة، أو تقوَّل بعضهم عليه بعض الأباطيل ! أو سعى لترويج ما يحكيه عنه الدهماء من الأسمار والأفاعيل = فإنهم يضجُّون بها ويزْعَقُون !

ويستروحون بِتِرْدَاد المنكرات ويمرحون! غير ناظرين إلى أن الله سائلُ المفتري عما اقترفتْه يداه ؟! وناقمٌ على الجاني بما يُفْسِد عليه آخرتَه ودنياه !

وليست نقمةُ الجبار على المفتري والجاني، بأقل من غضبه على الـمُرَوِّج لأكاذيبهما فيما يُعاني، بل لكلٍ قِسْطٌٌ من الغضب، ونصيبٌ من معاينة الشقاء والعطَب.
فما أضلَّ سبيل ممن لم يهتدِ إلى الترويج لنفسه وبضاعته إلا بالتكذُّب وتوليد الحكايات الساقطات، وتركيبها على ألسنة الطاهرين والطاهرات ! بما يكون وصمة عارٍ في نواصي الـجُناة، وعلامة خُسْرانٍ في أنوف الطالبين للشُّهْرة والجاه في تلكم الحياة !

فيا بُؤْس حال من أراد شراء دنياه فلم يجد دون المقايضة عليها بِدِينِه ! ويا خيبة آمال من رام طلب الكمال بالنهوض على عِرْض ضحيَّته بعد الخوض في دمه وتمزيق سيرته وقطْعِه لِنِياطِ وتِينِه ! غافلا عن أن الله سوف يُحْصي عليه أعماله ويُعيد . وما ربك بظلام للعبيد.

ومن تلك الأساطير السائرة : تلك الأسطورة الشائعة بين الناس قديمًا وحديثًا، والتي تدور رحاها حول شغَف عبد الرحمن القَسِّ وتعلُّقِ قلْبه بـ: ( المغَنِّية سلامة ؟! ) وما سلامة ؟!

وما كانت سلامة إلا جارية تشدو بصوتها في أندية السَّكَارى من الحب والهوى! وتصدحُ بنشيج غنائها في سامر الغرْقَى من تباريح الشوق والجوَى !

أما عبد الرحمن هذا : فهو ابن عبد الله بن أبى عمار القرشى المكى الإمام الناسك العابد القانت الصالح القدوة، كان يُلقَّب بـ ( القَسِّ ) لكثرة تعبده وتألُّه آناء الليل وأطراف النهار، كما كان ذلك دَيْدنَ الرهبان والقساوسة في تلك الأزمان وما قبلها.

وقد كان عبد الرحمن هذا: تابعيا جليلا، سمع من جابر بن عبد الله الأنصاري، وذكروا له رواية عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبي هريرة وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روى له الجماعة إلا البخاري وحده !
ولم يتكلم فيه أحد بشيء، بل وثقوه وأثنوا عليه خيرًا.
نعم: هناك كلمة طائشة لبعض النقاد المتأخرين بشأنه !

إذا عرفتَ هذا: فاعلم أن جميع ما يذكرونه عنه في كتب التاريخ والأدب والأسمار كلها حكايات سمجة لا تثبت عنه، ولا يصح منها شيء قط !

وقد استقرأتُ تلك الحكايات وتتبعتها من بطون الكتب والدفاتر فإذا هي مدخولة الأسانيد كلها ! معلولة بالضعف والانقطاع والجهالة وصنوف العلل !

ومن أشهر تلك الحكايات:

تابع البقية: ....
__________________
.
.
.


لَسْنَا أولَ حـبِـْيـبَـيْـنِ فَرَقَنَا القَدَرُ ..!

.
.
.
عربي أنا غير متصل  


قديم(ـة) 05-10-2010, 10:08 AM   #2
عربي أنا
عـضـو
 
صورة عربي أنا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: ديار الأحلام
المشاركات: 58

ومن أشهر تلك الحكايات:

ما رواه ابن أبي الدنيا وعنه جماعة عَنْ خَلَّادِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ( سَمِعْتُ شُيُوخًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَذْكُرُون: أَنَّ الْقَسَّ كَانَ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ أَحْسَنِهِمْ عِبَادَةً وَأَظْهَرِهِمْ تَبَتُّلًا.
وَأَنَّهُ مَرَّ يَوْمًا بِسَلَّامَةَ جَارِيَةٌ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَهِيَ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَسَمِعَ غِنَاءَهَا فَوَقَفَ يَسْتَمِعُ، فَرَآهُ مَوْلَاهَا فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ فَتَسْمَعَ ؟ فَتَأَبَّى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى سَمَحَ، وَقَالَ: أَقْعِدْنِي فِي مَوْضِعٍ لَا أَرَاهَا وَلَا تَرَانِي فَقَالَ: أَفْعَلُ فَدَخَلَ فَتَغَنَّيْتُ فَأَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ مَوْلَاهَا: هَلْ لَكَ أَنْ أُحَوِّلَهَا إِلَيْكَ ؟ فَتَأَبَّى ثُمَّ سَمَحَ، فَلَمْ يَزَلْ يَسْمَعُ غِنَاءَهَا حَتَّى شُغِفَ بِهَا، وَعَلِمَ ذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ، فَقَالَتْ لَهُ يَوْمًا: أَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكِ قَالَتْ: وَأُحِبُّ أَنْ أَضَعَ فَمِي عَلَى فَمِكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ.
قَالَتْ: وَأُحِبُّ وَاللهِ أَنْ أُلْصِقَ صَدْرِي بِصَدْرِكَ وَبَطْنِي بِبَطْنِكَ قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ. قَالَتْ: فَمَا يَمْنَعُكَ ؟ وَاللهِ إِنَّ الْمَوْضِعَ لَخَالٍ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: { الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف: 67]، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ خَلَّةُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكِ تَؤُولُ بِنَا إِلَى عَدَاوَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَتْ: يَا هَذَا، أَتَحْسَبُ أَنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ لَا يَقْبَلُنَا إِنْ نَحْنُ تُبْنَا إِلَيْهِ ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَا آمَنُ أَنْ أُفَاجَأَ ثُمَّ نَهَضَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ فَلَمْ يَرْجِعْ بَعْدُ، وَعَادَ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ النُّسُكِ ).

ومن تلك الحكايات:

ما رواه الخرائطي وعنه جماعة عن الزبير بن بكار أنه قال: ( كان عبد الرحمن بن أبي عمار من بني جشم بن معاوية ينزل مكة وكان من عباد أهلها يسمى القس من عبادته فمر ذات يوم بسلامة وهي تغني فوقف يسمع غنائها فرآه مولاها فدعا إلى أن يدخله عليها فأبى عليه فقال له فاقعد في مكان تسمع غناءها ولا تراها ففعل فغنت فأعجبته فقال له مولاها هل لك أن أحولها إليك فامتنع بعض الامتناع ثم أجابه إلى ذلك فنظر إليها فأعجبته فشغف بها وشغفت به وكان ظريفا فقال فيها:


أُمّ سَلاّمَ ما ذكرتُكِ إلاّ ... شَرِقَتْ بالدموع منِّي المآقي.
أم سلام أنت همي وشغلي ** والعزيز المهيمن الخلاق.
أم سلام لو وجدت من الوجْ * د عُشَيْر الذي بكم أنا لاقي.


قال: وعلم بذلك منه أهل مكة فسموها سلامة القس فقالت له يوما أنا والله أحبك فقال وأنا والله أحبك فقالت أنا والله أحب أن أضع فمي على فمك قال وأنا والله أحب ذلك قالت فما يمنعك فوالله إن الموضع لخال فقال لها ويحك إني سمعت الله عز وجل يقول { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } أنا والله أكره أن تكون خلة ما بيني وبينك في الدنيا عداوة يوم القيامة ثم نهض وعيناه تذرفان من حبها وعاد إلى الطريقة التي كانت عليها من النسك والعبادة).

قلتُ(والكلام لصاحب المقال): وهاتان حكايتان منكرتان منقطعتان لا تثبتان ! مع كونهما أشهر ما في هذا الباب من الأكاذيب ! وقد بسطنا الكلام عليهما وتخريجهما وبيان عوارهما في تخريجنا لكتاب ( ذم الهوى /لابن الجوزي ) [1/رقم/572،573 ].

وإنما تصح نحو تلك الحكايات عن أمثال: أبي نواس والفرزدق وعمر بن أبي ربيعة وبشار بن برد وغيرهم من المُجَّان في كل زمان !


فإن قيل:
هذا أمر مشهور مستفيض عن عبد الرحمن القس في بطون الكتب والتراجم والأخبار !
فقد ذكره ثقات العلماء والمؤرخين : كالزبير بن بكار وابن أبي خيثمة والدارقطني والذهبي وغيرهم !


فالجواب: أن العبرة بالصحة والثبوت، دون الشهرة والذيوع!

وكم اشتهر جماعة من أفاضل الناس بأفاعيل وأعمال موبقة، وحالهم منها كحال الذئب من دم ابن يعقوب؟!
ومَنْ طلب هذا الأمر في المتقدمين واللاحقين وجده بكثرة غامرة، ولا ينخدع بمثل تلك المؤتفكات في حق هؤلاء الأفاضل إلا من يبغي للبرآء العيب !

فإن قيل: وما يضرُّ عبدَ الرحمن القس إن صحَّ ذلك عنه ؟! مع عفافه وورعه وتقواه ورهبته من الله، وفراره مما يغضب خالقه كما فعل مع سلامة حين خلا له الاجتماع بها في ذينك الحكايتين السابقتين؟

والجواب أن نقول: أين ذلك العفاف في عشق امرأة أجنبية لا تحل له ؟!

وأين تلك التقوى في هذه الأشعار الفاضحة لقائلها بخط عريض !؟


وهب أن الرجل قد شُغِف بحب تلك ( السلامة ) ! - وحاشاه الله من ذلك - ألا كان يستطيع أن يتزوجها أو يتخذها مِلْكًا ليمينه؟!

وهل يرضى عاقل أن يصبح حديث القوم في أقاصيص الحب والغرام ؟!

فكيف بهذا الإمام الشريف العفيف رغم أنوف الجانين عليه بما لم يقترفه
!

ومن الغريب أن يكون الحافظ الذهبي - مع حذقه وانتقاده - ممن ينخدع بمثل تلك الأخبار الفاسدة في حق الرجل!

فتراه يقول عن الإمام القس في ترجمته من كتابه الكاشف: ( مشهور بالقس لعبادته، وشغفه بسلامة شائعٌ مع عفة ؟).

وأقول: أيُّ عفة تلك مع فضيحة بين الناس صنعتْها له تلك الأشعار والمشاهد الغرامية مع معشوقته؟! وكأن الذهبي ما وقف على تفاصيل تلك العفة في كتب الأدب والتواريخ عامة، وكتاب ( الأغاني ) لأبي الفرج الأصفهاني، ( وطبقات المغَنِّيين ) لأبي الفرج ابن الجوزي، و( أخبار مكة ) للفاكهي، وغيرها خاصة ؟!

وإنما العفيف حقا: هو من إذا ابْتُلِيَ بشيء من تلك الأدواء ، جعل يدافعها ويستغفر الله مما طرف إليه طرفه، وزاغ له بصره، من النظر فيما لا يحل له، فضلا عن التعلق والشغف بما حرمه الله عليه.

وكيف يكون عفيفًا مَنْ أطلق لنظره العنان في تأمل محاسن من أمره الله بالتنكب عن النظر إليه ابتداءًا ؟! فضلا عن الاسترسال في تعمق النظر لاستيعاب شمائل المنظور إليه ؟

وكيف يكون عفيفًا مَنْ جعل يرخي لجام الاستماع إلى الألحان الخانعة بالأشعار الباعثة على تهييج حرارة شهوات القلوب الساكنة ؟!

تابع البقية: ....
__________________
.
.
.


لَسْنَا أولَ حـبِـْيـبَـيْـنِ فَرَقَنَا القَدَرُ ..!

.
.
.
عربي أنا غير متصل  
قديم(ـة) 05-10-2010, 10:37 AM   #3
عربي أنا
عـضـو
 
صورة عربي أنا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: ديار الأحلام
المشاركات: 58

وكل ما في الأمر: أن الإمام القس ربما كان قد نوى الاجتماع بسلامة تلك عن طريق السبل المشروعة من نكاح وغيره، فلعله أسرَّ بذلك إلى رجل مريض القلب والدين !

وكان هذا الرجل قد علم من القس شدة تقشفه وبالغ زهده وورعه، وعزوفه عن شهوات النفس ورغباتها، مع جميل تعففه عن النظر لما في أيدي الناس حتى لقبوه بـ ( القس ).
فرأى هذا الرجل المفتون- بمساعدة غيره له- نفْسَه تميل إلى نسج أساطير وأباطيل - لموافقة هذا لطريقته في الزيغ والانحراف - حول سيرة هذا الإمام الطاهر، فراح يذيع بين الناس والدهماء من أهل مكة وما حولها تلك الأكذوبات المسبوكة حول عشق القس بـ ( سلامة ) مع ورعه وزهده وعبادته !

فسمع تلك الأخبار جماعة ممن في قلوبهم مرض ؟!

فجعلوا يتزيَّدون على ما سمعوه كتزيُّد الشياطين في الأخبار على من يسترقون السمع لأجلهم لكي يسقطونهم بها في شباك مصائدهم !

بل ذهب بعضهم إلى توليد الأشعار المختلقة على ألسنة العاشقين ونسبتها إلى الإمام القس ! ومن ذلك قوله - زعموا - لمَّا عاتبه بعضهم في شغفه بسلامة:



قالوا أحب القسُّ سلامة *** وهو التقي الورع الطاهر !
كأنما لم يدر طعم الهوى *** والحب إلا الفاسق الفاجر !
يا قوم لي كبد تهفو كأكبادكم *** وفؤاد مثلكم شاعر !


والناس يعجبهم الباطل من الأخبار في حق الأطهار !

فجعلوا يتناقلون هذا بينهم حتى تقبَّله منهم بعض الفضلاء - أمثال الزبير بن بكار وخلاد بن يزيد وشيوخهما في تلك الحكايات - فوقعوا في أُحْبُولة تخليد تلك الأكاذيب مع مشاركة العامة في التشنيع بها - قصدوا أولم يقصدوا - على هذا الإمام الفاضل القدوة النبيل. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وقد صار عرض هذا الإمام الطاهر العابد ملعبة في أيدي السفهاء وقليلي الحياء ممن ذهبت خشية الله من قلوبهم في كل زمان!


فهذا عبيد الله بن قيس بن شريح الأموي المشهور بـ ( قيس الرُّقِيَّات ) ذلك الشاعر الماجن المتغزِّل في الحرائر !

كان ممن شارك على نشر تلك القبائح في حق الإمام القس بأشعاره التي طار بها المغرضون كل مطار !


فذكر غير واحد أن قيس الرقيات هذا اجتمع يومًا بـ( سلامة ) وأختها ( ريَّا ) فقال لهما: ( إني أريد أن أمدحكما بأبيات وأصدق فيها ولا أكذب!

فإن أنتما غَنَّيْتُماني بذلك وإلا هجوتكما ولا أقربكما!

فقالتا له: فما قلتَ ؟ فقال:


لقد فَتَنَتْ رَيَّا وسَلاَّمةُ القَسّا *** فلم تتركا للقَسِّ عقلاً ولا نَفْسَا !
أُختانِ إحداهما كالشمس طالعةً ... في يوم دَجْنٍ وأُخرى تُشْبِه القَمَرا !
تَكُنَّانِ أبْشاراً رِقاقًا وأوجُهًا... عِتَاقًا وأطرافًا مُخَضَّبةً مُلْسا!



وكذا لم يكتف بخدش عرض الإمام القس بفتنته بسلامة وحدها ! فضمَّ إليها أختها ( رَيَّا ) ! وكانت ريَّا نحو أختها في الشهرة بالأغاني والألحان !

وكأنه كان قد لقيَ بعض الجفاء والصدود من معشوقته ( كَثِيَرة الخزرجية ) ! التي كان يُشَبِّبُ بها في شعره دون حياء ! فلم يحتمل مكابدة الشوق في استعمال التغزل حتى جعل يلوك به لسانه في حق الإمام القس مع سلامة وأختها معًا !

كأنه ما كفاه فضيحته نفسه بتشبيبه في ثلاث نسوة كلهن يُسمَّى :بـ ( رُقَيَّة ) حتى لقَّبوه بـ ( الرُّقيَّات ) لأجل تغزُّله فيهن ! حتى عمد إلى اتهام الأبرياء بدائه نفسه !

وهكذا يفضح الله الوالغين في أعراض الناس دون تَهَيُّبٍ لذلك اليوم الرهيب: يوم يقوم الناس لرب العالمين.

ثم تدور عجلة الأزمان، وتمضي دوائر الأيام، فيظهر طراز آخر من الكَتَبة الذين ضل مسعاهم إلا في الاهتداء إلى ثلْبِ الأطهار والتقوُّل على ألسنتهم من الكذب وكلمات الهيام والغرام ما يقفون لأجله يوم الحساب ترتجف قلوبهم حتى تكاد تطير من هول ما يأخذ الله به الآثمين والكَذَبَة !

ففي ليلة ركَدتْ ريحها، وأرِقَتْ نجومها : تسلَّلتْ خطرات الشيطان إلى آذان الكاتب الكبير ( علي أحمد باكثير ) ! لتُلْقي في مسامعه معالم رواية جديدة من قائمة سلسلة رواياته في ( الحب العذري الطاهر ) ؟!

ولم تتركه تلك الخطرات يتعثر من الحيرة في اختيار أبطال قصته الجديدة ! بل جاءتْه بالبطل والبطلة هذه المرة متمثِّلين في ( سلامة والقَسِّ ) !

فلم يُكَذِّب خطرات الشيطان ! ولا استعاذ منه بالرحمن ! بل عمد إلى تصديق الوساوس، ونهض إلى تجسيد الهواجس !

ووضع روايته الآثمة لأول مرة: ( سلامة القس ) التي جعل يتزيَّدُ فيها من البهتان على لسان العاشِقَيْن - على عادة كُتَّاب القصة والرواية - ما يعلم هو أنه من هواجس الشيطان وسماديره !

فأساء إلى نفسه قبل يُسيء إلى الإمام عبد الرحمن القَسِّ ومَنْ افترى على شفاههم ما لم يقولوه !

وكانت رءوس أصحاب المصالح السياسية: التي تتخذ من أمثال ( هيكل ) ورفاقه = أقلامًا مسنونة للفتك بمن يناهضها في المشرب والمسلك ! بعد إيعاد هذا وذاك بشيء من حُطام الدنيا ! ولعذاب الآخرة أشد وأبقى !

وكان أوجه الشَّبَه بينهم وبين ( باكثير ) في الترويج لأنفسهم على حساب تلطيخ الجباه الطاهرة = من الوضوح بمكان لا يخفى على من لا يزال يرى بإنسان عينيه !

وإذا كان عزاؤنا في ( هيكل ) ( وعلي باكثير ) وغيرهما ممن كان يتأطَّم ويتكذَّب على الأبرياء في القصص والكتابات = هو ما نعرفه من نزعات هؤلاء وهويِّتهم في عصر فُقْدان الهوية !

فماذا يكون عزاؤنا في الكاتب الإسلامي الفذ ( مصطفى صادق الرافعي ) الذي أبَى - هو الآخر - إلا أن يجعل من قلمه ريشةً ظل يعبث بها في وجوه محاسن سُمْعة الإمام ( عبد الرحمن القس ) في كتابه الماتع ( وحي القلم ) ؟!


وشأن الرافعي في هذا الخطب: شأنُ سائر الكُتَّاب الذين ربما حملهم الشبق الأدبي على أن يصنعوا من الحبَّة قُبَّة ! ومن الذرَّة هضبة ! دون مراعاة الإساءة إلى الذوات الطاهرة فيما يكتبون ! وانتخاب أصل الموضوع الذي عليه يَبْنون !
بل ربما كان أكثرهم في ذلك حاطبَ ليل ! أو جارفَ سَيْل !

فكأنه أساء من حيث يريد الإحسان، وجَنَف من حيث يبغي العدل والميزان !

فنعدُّ هفوته بشأن ( عبد الرحمن القس ) كهفوته بتحميله ( الشيخ محمد عبده ) من الألقاب الطائرة والأوصاف الضخمة في كتابه ( السحاب الأحمر ) ما لا يكاد يُحْتَمَل ولا يجيء عند من عرف ( الشيخ محمد عبده ) حق المعرفة!

وقلَّ أن ترى أديبا بلغ الذروة في فخامة الأسلوب العربي= يراعي التخيُّر والتحقيق في كتاباته بما لا يصيب دينه وعقيدته فيما ربما يضر به نفسه ! وربما أصابه في مقتل !




وأخيرا

نقلت لكم هذا المقال بتصرف خشية الإطالة عليكم أحبتي ..

>> لا تلوموني فعلت ما بوسعي لكن الكلام يجر بعضه ولم أرد بتر المعلومات

ولمن أراد الإستزادة فليخبرني فأدله على مقال الكاتب الأصلي وفقه الله لأن نظام المنتدى لا يسمح لي بوضع رابط ..


.
.
.

أتمنى أن أكون زدت في علمكم .. وذدت عن عرض الإمام الناسك بقدر استطاعتي

تحيتي لكم


__________________
.
.
.


لَسْنَا أولَ حـبِـْيـبَـيْـنِ فَرَقَنَا القَدَرُ ..!

.
.
.
عربي أنا غير متصل  
قديم(ـة) 06-10-2010, 12:45 AM   #4
عربي أنا
عـضـو
 
صورة عربي أنا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: ديار الأحلام
المشاركات: 58
.
.
.
التباين واضح بين عدد المشاهدات والردود


!!!
__________________
.
.
.


لَسْنَا أولَ حـبِـْيـبَـيْـنِ فَرَقَنَا القَدَرُ ..!

.
.
.
عربي أنا غير متصل  
قديم(ـة) 06-10-2010, 01:04 AM   #5
همس الشـــــوق
Registered User
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: بريده
المشاركات: 66
شكرآ لك اخوي

موضوع جدآآ رائع

جزاك الله خير
همس الشـــــوق غير متصل  
قديم(ـة) 06-10-2010, 01:30 PM   #6
عربي أنا
عـضـو
 
صورة عربي أنا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: ديار الأحلام
المشاركات: 58
.
.
.
العفو أخيتي

دمتي بود

.
.
.
__________________
.
.
.


لَسْنَا أولَ حـبِـْيـبَـيْـنِ فَرَقَنَا القَدَرُ ..!

.
.
.
عربي أنا غير متصل  
قديم(ـة) 10-10-2010, 01:03 PM   #7
عربي أنا
عـضـو
 
صورة عربي أنا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: ديار الأحلام
المشاركات: 58

.
.
.




ما جاز لكم موضوعي ؟؟


.
.
.



__________________
.
.
.


لَسْنَا أولَ حـبِـْيـبَـيْـنِ فَرَقَنَا القَدَرُ ..!

.
.
.
عربي أنا غير متصل  
قديم(ـة) 10-10-2010, 02:01 PM   #8
محمد،
Guest
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
البلد: في كنف الحياه
المشاركات: 196
اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها عربي أنا
.
.
.



ما جاز لكم موضوعي ؟؟


.
.
.



والله ياخي الغالي عربي مواضيعك تشدني دائماً ... ولكن..؟؟
طول الموضوع قد يجعل بعض الاعضاء يهرب منه ..
اعذرني على جرائتي فلولا حبي لك لما تجرئت على ما ذكرت ..
ودمت لنا كاتباً وابقى على تميزك فنحن بحاجه لإبداعك ..
متمنياً لك السداد في الامر..
محمد، غير متصل  
قديم(ـة) 13-10-2010, 07:28 AM   #9
MISS PINK
عـضـو
 
صورة MISS PINK الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
البلد: بريدة
المشاركات: 286
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت رواية سلامة القس في السابق وبحثت عن صداها في الإنترنت وقرأت ما كتب عنها بشأن عدم مصداقيتها
لكن أخي هذه الرواية مثلها مثل الأخريات .. أقصد إني قرأتها بعقلي وليست عاطفتي
لأن الإنسان غير معصوم لا تنسى وعد إبليس بالغواية لأبناء آدم جميعا ً.. وأعتقد أنك قد سمعت بقصة المؤذن الذي إرتد عن دينه بسبب تلك الفتاة التي رآها وتنصر بسببها
توجد حساسية كبيرة من قبل الشريحة العظمى للقراء في القصص والروايات التي تتناول العلماء والمشائخ فلا يجوز الحديث عنهم وكأنهم ملائكة .. صحيح يجب أن لا نتتبع زلاتهم لكن هذا لا يمنع حدوث الخطأ
لا تنسى أخي الفاضل أن القرآن الكريم قد عرض لنا قصة الصحابة رضي الله عنهم اللذين لم يجاهدوا مع الرسول بكل شفافية ووضوح

مع العلم إني قد قرأتها بعيدا عن الأسماء المذكورة فقد قرأتها بإسم القس وسلامة ولم أؤمن بشأن الإسم الحقيقي له عبد الرحمن بن أبي عمار

أخي أولاً ما رأيك أنت شخصيا بالرواية ؟
وأيضاً ما رأيك أن تعطيني الدلائل التي تمنع حدوث ذلك؟

وأيضا الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
__________________
سبحان الله
والحمدلله
ولا إله إلا الله
والله أكــبر
اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفو عنا
MISS PINK غير متصل  
قديم(ـة) 02-12-2010, 06:57 PM   #10
عربي أنا
عـضـو
 
صورة عربي أنا الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
البلد: ديار الأحلام
المشاركات: 58
.
.
.
عفوا أحبتي لم أعلم بالردود ..

ولي عودة قريبة بإذن الله

تحيتي لك أخ محمد لقد ابهجني نقدك يا عزيزي

السلام عليكم

.
.
.
__________________
.
.
.


لَسْنَا أولَ حـبِـْيـبَـيْـنِ فَرَقَنَا القَدَرُ ..!

.
.
.
عربي أنا غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)