بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الأقزام والدمى !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-12-2010, 03:58 PM   #1
السحاب العالي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 115
الأقزام والدمى !!

يقول الله جل شانه: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ ﴾ [المؤمنون: 117] ويقول جل وعز في سياق الحديث عن بني إسرائيل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ [آل عمران: 21]، وإذا أنعمنا النظر في النصين المقدسين فسنرى أنه لا يجوز شرعاً ولا يتصور عقلاً أن يكون مع الله - الواحد الأحد - إلهٌ آخر فلم ذُكر البرهان؟ وفي الآية الأخرى لا يجوز شرعاً ولا يتصور عقلاً أن يرتكب نبي ما يوجب القتل فما سبب وصف القتل بغير حق مع أنه لايمكن أن يكون بحق أبداً؟.

إن هذين النصين الشريفين يعلمان الناس قداسة الحق وضرورة وجود البرهان؛ فالحق واجب الاتباع والتعظيم، والدعوى إذا أرسلت بلا برهان معتبر فلا قيمة لها. وهكذا الحق دوماً له سلطان وبهاء وجلاء، كما للباطل ظلمة وغثاثة ورعونة. ومهما طالت صولات الباطل؛ فللحق صولات وجولات وإن تأخرت.

ولأننا نقدس الحق ونبحث عن البرهان ونرفض التعميم والظلم؛ فلابد من مقدمات مهمة قبل الحديث عن "الأقزام والدمى" الذين عاثوا في أممهم فساداً، وأحالوا قشيب ثيابها أسمالاً، سالكين سبل الزور والبهتان، معتمدين الأساليب المضللة التي وقع في شراكها أجيال عديدة؛ فصاغت منهم فكراً خاوياً، وقولاً باطلاً، وهموماً أرضية، وجموعاً لا تعطي للصفر قيمة.

المقدمة الأولى:

أن وجود الخطأ في صفوف الصالحين أمر وارد لا ينقص من قيمة الحق شيئاً؛ كما أن وجود بعض الصواب عند المبطلين وارد أيضاً ولا يغير من حقيقة الباطل أبداً.

المقدمة الثانية:

أن هذه المقالة لا تشمل جميع الكتاب والخطباء والمتحدثين؛ فإن منهم عقلاء وفضلاء وذووحياء، غير أن مايطفو ومايراد له الغلبة والظهور هو ما نتحدث عنه هنا.


المقدمة الثالثة:

أن هذه المقالة غير معنية بتنزيل الأحكام الشرعية على المعين وما يترتب عليها، فذاك شأن الراسخين من أهل العلم، الثابتين على الحق، والمرابطين حول الحمى المقدس أن ينتهك؛ كما أنها لا تصنف الناس - إلا من صنف نفسه بنفسه -.

من هم الأقزام والدمى؟

هم رجال ونساء، لهم خلف الشاشات صورة، وفي الإذاعات صوت، وعلى أوراق الصحف والمجلات سطور، وفوق المنابر حديث، وأمام الجماهير مقعد، وفي مسارب الانترنت موقع، ولا يهم بعد ذلك منهم اسم أو رسم، فهم لا يختصون بصورة أو مظهر أو ملبس؛ إذ منهم الملتحي وفيهم الحليق، ومنهن المختفية خلف حجاب أو بعض حجاب ومنهن من لاتعرف الحجاب، ومنهم الشيخ والمكتهل والشاب النزق.

كما أن منهم الثابت على خط واحد طوال عمره ومنهم المتقلب مثل "العلك" السحري الذي يتلون بجميع الألوان ثم تكون نهايته أن يلفظ في مزبلة حقيرة!

من لوازم حمل هذا الوصف "" غالباً:

1- خمول الذكر وقلة الشأن في كثير منهم؛ لذا فإن البحث عن الشهرة -ولو بسوء - مطلب لهم وغاية؛ فالأضواء فاتنة "والنجومية" تجلب شهوات النفس والسمع والبصر!.

2- عداء كل ماهو إسلامي، كالمناهج والجمعيات والمراكز والحلقات والكتب والوزارات والحكومات والخطباء والعلماء والقضاة؛ ويزيد بعضهم قبحاً فيتطاول على الصحابة الكرام أو النصوص المقدسة بازدراء أو تحريف.

3- استعمال المصطلحات الهلامية والكلمات المطاطة بظلم وتجن وتشويه، كما قال العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله: "إن ظلم الكلمات بتغيير دلالتها كظلم الأحياء بتشويه خلقتهم؛ كلاهما منكر وكلاهما قبيح، وإن هذا النوع من الظلم يزيد على القبح بأنه تزوير على الحقيقة وتغليط للتاريخ".

4- رفع الشعارات المضللة والكلمات الفضفاضة كالتشدد والتسامح والوسطية والإصلاح والوطنية دون تحديد لمعنى هذه الكلمات أو ضرب أمثلة توضيحية؛ ولا ننسى الكلمة التي تحتل نصف رؤوسهم:الإرهاب!

5- رحمة "الآخر" والتحنن عليه والدعوة لقبوله وفسح المجال له؛ غير أنهم لايمتثلون ما يدعون له حين يكون الآخر مسلما، فكأن هذه الوصايا العذبة لاتصلح إلا لكافر أو فاجر تماماً كما لاينطبق إعلان حقوق الإنسان على المسلمين!

6- غض الطرف عن جرائم "الآخر" كتدنيس المصحف الشريف وسب الرسول صلى الله عليه وسلم وقتل المدنيين واعتقال النساء "وهم المدافعون عنهن دوما!" إضافة إلى مخازي "قبلة" أكثرهم في السجون والقلاع والبلدان المحتلة، فلا يذكرون هذه الأمور إلا من باب الأخبار العابرة بلا تعليقات من أصحاب الأعمدة والبر امج.

وسائلهم:

1- الكذب: وهو أكبر مطايا الباطل؛ فكم من رواية بلا أصل، ورأي من غير اعتقاد، ومثالية بلا تطبيق.

2- النقل الانتقائي للنصوص والحقائق بحيث يفهم منها خلاف حقيقتها، ولهم في ذلك سلف وقدوة ماضية في الافتراء والتقول، كمن يسكت بعد قراءة ﴿ فويل للمصلين ﴾ (الماعون: 4).

3- نشر كل ما يوافق مشاربهم ويحقق مآربهم المريضة والاحتفاء به، ولو كان جنس هذا المنشور مبغضاً لديهم؛ كالاحتفاء بفتوى شاذة.

4- تضخيم الأخطاء العفوية أو الطبيعية لمخالفيهم؛ إذ لا بد لكل متحرك من عثار أو انحراف أو وقوع، أما الساكن فكامن لايعرف خيره من شره.

5- استغلال الأخطاء التي يرتكبها الغلاة لتجريم الصالحين وعموم المجتمع في سعيٍ حثيث لإسقاط القاعدة بالمثال الشاذ.

6- استغلال الأحداث لنفث السموم وشحن النفوس والتجرؤ على سلطان الله ثم سلطة صاحب الأمر تحت دعاوى الإصلاح والتغيير وما يطرب له غربان البيت الأبيض ومؤسسات التهييج الغربية.

7- الحديث نيابة عن المرأة من غير توكيل ولا تفويض؛ فلعمر الله إن من يقرأ حروفهم يظن أن النساء في بلادنا قد ضاقت بهن الشوارع في مسيراتٍ لطلب حق الاقتراع والتصويت أو المطالبة بقيادة السيارة، ويعتقد من يسمع مقولاتهم ويرى رسوماتهم أن الرجل في بلادنا وحش كاسر مع نسائه ينهب المال وينغص الحياة ويسلب البهجة. ومن عجب لاينقضي منه العجب أن جل حديثهم عن المرأة لايمس قضاياها الحقيقية وهمومها. فالمرأة تريد ألا يتجرأ عليها أحد بسوء في مكان العمل أو في الأسواق، وترغب ألا يزج بها فيما تأباه فطرتها من اختلاط وتميع، وتتمنى زواجاً مبكراً وحفظاً لحقوقها الشرعية.

8- أنهم ينكرون على العالِم أن يفتي بما يخالف أهواءهم، ويعدون الفتوى الشرعية تجاوزاً أو تحجيراً أو غير ذلك، ولا يعلمون أنهم وهم سادرون في متاهات غيهم يفتون فيحللون ويحرمون ويفعلون عين الأمر الذي يستنكرونه بجهل وهوى، بينما الأصل في العلماء الاستناد إلى الدليل الثابت والقول المحكم.

9 - التواصل مع الأجنبي في الداخل والخارج؛ ومده بالمعلومات التي يحب سماعها بعد تهويلها أو إعادة سبكها.وإن المارقين الذين رحبوا بالمحتلين الأمريكان في أفغانستان والعراق هم أقزام ودمى البلدين، وهذا الدور هو المنتظر من كل "قزم ودمية" في جميع بلدان المسلمين.

10- نشر الفساد بكل وسيلة، وإشاعة المفاهيم التي يريدون ترسيخها حتى من خلال الإعلانات التجارية ونشرات الأحوال الجوية.

11- إقصاء وإزدراء كل رأي أو فكرة أوبرنامج أو إنسان لايسير في ركابهم ولا يحقق ما ينشدونه؛ ومن كتم الحق احتاج أن يقيم موضعه باطلاً كما قال شيخ الإسلام.


وأخيراً ؛ فهل كان العرب القدماء يعرفون ما سيكون عليه سفلة الأزمنة التي بعدهم حين قالوا: "إذا كنت خاملاً فتعلق بعظيم"؟ وهل كان الصينيون يقدمون لحضارات العالم نصيحة ذهبية في حكمتهم "لا تَقِسْ عمق الماء بقزم"؟ وهل من الخير لأمة الإسلام أن تدار ثقافتها وإعلامها وشؤونها المهمة بأيدي أقوام لا يحترمون تاريخها، ولا يعيشون آمالها فضلاً عن آلامها، ثم هم يتيهون عن مستقبلها؛ فلا الظهر أبقوا ولا الغاية بلغوا؟ ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد
السحاب العالي غير متصل  


موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)