|
|
|
![]() |
#11 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
|
هطل المطر. . | |~ّ
![]() هطل المطر .. وشعرت برغبة باستقباله كما يفعل الاطفال .. هنالك حيث يهطل مشيت من خلاله وكان يغمرني بالذكريات .. شعرت حينها بأن أول ما يستقبل الهطول هي ذاكرة الإنسان . .و بأن هذا المطر يأتي مفعماً بالذكريات التي يحملها للبشر.. فليس هنالك من إنسان لا يحمل ذكرى مع المطر لا يحمل ذكرى فرحة لا يحمل حزن لا يحمل ذكرى حب لا يحمل ذكرى فراق .. لا يحمل املاً .. لا يحمل رقصة طفولية مع المطر .. ان المطر كان دائماً شاهداً على الكثير والكثير من واقع الإنسان وانفعاله .. وبينما يبلل المطر وتبلل الذكريات شعر رأسي وملامحي واكتافي واطراف اصابعي .. ويلاطفني ذلك البرد المطري الدافئ وبصوته المعتاد الذي يغسل مسمعي ونفسي من ضجيج الوجود وضجيج الحياة.. حيث لا يبقى على مسمع نفسي إلا صوت المطر ولحن المطر ..حينها تتصاعد رائحة التراب ورائحة الوجود المنبعثة منه .. ان هذا المطر النازل من السماء .. هذا الذي ينسدل على الحياة فيجعل منها مشهداً مختلفاً في نفوسنا ..ان لون الحياة يتغير مع هطول المطر .. ولون النفس اولاً .. ان مذاق الحياة في نفوسنا يتغير مع هطول المطر . . ورائحة الحياة ايضاً .. وملامح البشر .. ان للمطر سحره و اثره على نفسي حد الثمل .. انه يثملني بالذكريات والاحاسيس الحزينة والسعيدة انه يجعلني استطيع أن أعيش الحزن والسعادة في نفس الوقت .. أعيش الماضي والحاضر في نفس الوقت والضجيج والسكون .. ان للمطر القدرة على اصابتي بالهذيان .. هذا الهذيان الذي يجعلني لا ارغب بالهروب من المطر الذي يغسلني بالذكريات والمشاعر الغريبة .. هذا الهذيان الذي يجعلني اشعر وكأن عالماً جديداً ومنطقاً جديداً ينزل مع نزوله .. نظرت إلى الجبال المبتلة والى الازفلت المبتل وإلى رصيف العابرين الفارغ .. وإلى الاشجار والزرع المبتل بابتهاج .. نظرت إلى كل ذلك وكأني انظر لأول مرة الى هذه الحياة وهذه الموجودات عليها التي يعمدها المطر .. هل هذا هو الوجود الذي اعرفه !! وهل هنالك وجود آخر في هذا الكون تمطر سماءه بهذا الشكل ؟ ان فكرة إن حالة المطر هذه هي حالة فريدة بما اعلمه من وجود لهي فكرة مدهشة فعلاً ! آه كم اسمح لهذا المطر ان يتلاعب بي .. يرد عقلي إن المطر لا يمنح الوجود حلة جديدة وفريدة .. لكنه يمنح نفسك هذا الشعور .. ان نفسك هي من تنحني وتسجد لهذا الاستقبال وهذا الشعور الذي به تستقبل المطر سامحاً له بتلوين الحياة .. ان نفسك هي من تخلق الشعور بالربيع والشعور بالمطر والشعور بالشتاء .. ان نفسك هي من تسمح بأن يغسلها المطر .. ان المطر يهطل بهذا الشكل يهطل اولاً من نفس وذاكرة وسماء الإنسان .. ان للإنسان سماء ممطرة بداخله .. ان للمطر الف معنى ومعنى ينطلق من نفس كل إنسان .. تلك النفس التي هي السماء الحقيقية للإنسان .. تركت عقلي بهذيانه المعتاد ثم عدت إلى الاستمتاع بسماع حبات المطر وموسيقى المطر التي تعزف هذا اللحن الوجودي على ملامحي وعلى النوافذ وعلى الارصفة والسواقي .. هربت من تحليلات عقلي لاني لم اكن اريد لهذه المعاني التي يبعثها المطر ان تذوب تحت مجهر تحليله المعتاد .. فقط لم اكن أرغب حينها بأن اتخلى عن جمال مشهد حبات المطر وهي تصافح النوافذ والنفوس وتراقص الاطفال وتشهد ميلاد الذكريات وتعمدها بهذا الشكل الفريد والساحر .. راق لي
__________________
تمــوت النفوس بأوصابها .......................ولم يدري عوادهــا ما بها وما أنصفـت مهجة تشــتكي .................................أذاهــا الى غير أحــبابها ستبقى لي منك ذكرى ماحييت ![]() آخر من قام بالتعديل لماذاهذا; بتاريخ 09-12-2010 الساعة 07:22 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|