[الـصـمـصـام]

..

في صبيحة يوم بارد دخلت على أحد فصول الأول متوسط ، و كان الطلاب يتسابقون علي لرواية ما حصل بالأمس ، إذ أن رجلاً كبيراً أراد أن يعبُرَ الشارع فدهسته سيارة شاب متهور ، ليكون حتفه على إثرها ، فيرحل عن دنياه في موقف مر بلحظة واحدة ..

دخلت الفصل الثاني ، و كان ذلك الموضوع هو مدار الحديث ، بعدها أخبرني بعض الطلاب أن هذا الشيخ الكبير هو والد عبدالرحمن ، الطالب في الصف الثالث ، عبدالرحمن ذلك الطالب الذي يجعلني كثيراً ما أخجل منه ، بسبب أخلاقه و أدبه الجم ، و بساطته و عفويته ..

أخبرني بعض الزملاء أن والد هذا الطالب ممن شهد الناس لهم بالخير ، و كان قد صلى المغرب وهو طاعن في السن ثقيل في السمع ، صلى المغرب جماعةً ، و تفقد ما يحتاجه المسجد ، و كانت وداعيته للمسجد في آخر صلاة صلاها ، أن جلب بعض النواقص في المسجد مما يحتاج إلى صيانة بشكل مستمر ..

عاد إلى منزله ، و أُذن لصلاة العشاء ، ليخرج كعادته فيحصل له ما حصل ، و تنتهي حياته ، و تبقى ذكراهـ ، في ذهن شخص لم يرهـ ، و لكنه احبه لما سمع عنه ، دخلت دارهم فإذا هي أسرة متميزة و ناجحة في مجالات الحياة ، فمنهم الطبيب الاستشاري و المنهدس و الصيدلي ..

التقيت بهم .. لم يكن بخاطري إلا التفكير في أن الطيب لا يُخرجُ إلا طيبًا في الجملة ، و أن الصالح يباركـ الله في ذريته ، و يعلي له ذكره ، و أن مدار الذكر الحسن على الخلق الحسن ، و الباطن الحسن كما نحسبة والدهم و الله حسبه و لا نزكي على ربنا أحداً ..

هذا هو المغنم من الحياة ، لما ترحل عنها ، و قد أرضيتَ ربَّ الناس ، فرضي الله عنك و أرضى عنك الناس ، إنه درس نتعلمه كل حين ، و ننساهـ كل حين ، و لا نزال نحتاج في كل يوم ، إلى موقف أو موعظة تعيد لنا استشعارنا لهذا الأمر ، و السعيد من وعظ بغيره ، و انتفع بموعظة غيرهـ .

صحيح أن هذا الشيخ الكبير رحمه الله ، ليس بذلك المستوى في التعليم ، و لا العطاء في مجتمعه ، إلا أنه قدم خدمة جليلة لأبناء مجتمعه و أهله ، و هي السعي لصلاح الأبناء و نجاحهم ، فكأنه هو الطبيب و المهندس و الخبير حينما يجعل من أبنائه من يصل إلى هذه المناصب ..

فيا أيها الأب الذي فاته أن يحفظ القرآن ، و أن يصبح مثقفًا واعيًا موعيًا ، أدرك ما فاتك من خلال غِراس صالح تقدمه عبر أبنائك ، فهو أعظم عطاء ، و خير ما يمكن أن تتدارك فيه ما فاتك ، ليس هذا في حفظ القرىن فحسب ، بل في كل موطن نجاح في الدنيا و الآخرة ..

أسال الله أن يرحم الأموات من آبائنا و أمهاتنا ، و أن يبارك في الأحياء منهم ، و أن يباركـ في أعمالنا و أعمارنا ، صدقوني .. أنا هنا احبس القلم خشية الإطالة ، و إلا فإنه يتأبى إلا أن يسترسل ..

أخوكم / عبدالله

[ريم الجزيرة]

لا حول ولا قوة الا بالله

صدقت اخي الصمصام

اللهم اجمعنا واياه بالفردوس الأعلى

[بنت القيصر]

قصة جميلة قرأتها مرارا وتكرارا ولم أملها ....

شكرا لك

[ثلاثينيه رايقه]

اللهم اجعل لهذا الشيخ نصيب مما قاله النبي صلى الله عليه وسلم :
اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جاريه,,علم ينتفع به,,,ولد
صالح يدعو له,,,,,,,,,,,,,,,

جزاء الله كاتب الكلمات خيرا على ماقدم وجعله في موازين اعماله

[رعشة خفووق]

.

ما مر بك يجعلني أثق كثيرا بتأثير صلاح الوالدين على الابناء

وأيضا العكس ليس صحيح

اذا كان الوالدين غير صالحين لا يعني أن الابن سيكون مثل أبويه ..

لكن صلاحهم مثل الضمان ,,ان كان فهذا خير كثير ,وان لم يكن فالله أعلم بنية وقابلية صلاح الابناء فكل ميسر لما

خلق له.

[طموح مشرق]

أسال الله أن يرحم الأموات من آبائنا و أمهاتنا ، و أن يبارك في الأحياء منهم ، و أن يباركـ في أعمالنا و أعمارنا ،

أميييين إنه سميع مجيب....

[نالا]

اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه
وواعفوا عنه وجازه بالسيئات احسانا

يكفى بنا ان نفخر بذلك الرجل العظيم بما قدمه لهذا المجتمع
صنع ابناءً ناجحون وانشئ بصمة تخلد ذكراه

اخي الكريم
نوّر حياتك بالتقى

[noof]

لا حول ولاقوه الا بالله الهم اجعل قبره روضه من رياض الجنه

فعلا قصه في قمت الروعه

[أبوياسر1]

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته..
كالعادهـ تمتعنا بأسلوبك الرآئع..
لا عدمناك أبا عبدالعزيز

[.:: عمر الفاروق ::.]

فبهداهم اقتد

شكرا لك

[بدلها]

بارك الله فيك
أبا عبدالعزيز

اللهم أغفرله وأرحمه يارب

[الوفي بندر]

اللهم إغفر له و إرحمه

و عافه و إعفو عنه

و أعنا على تربية انفسنا و أبنائنا على النهج السليم و الدين الحنيف

و جزاك الله عنا كل خير

[عبدالله الصالح]

بارك الله فيك ..

{ وكان أبوهما صالحا ..}

وماذا يبقى غير الذكر الحسن ..

الرسالة وصلت

دمت مباركا ..

[بندر 1430]

أحد زملائي .. من بلد آخر .. راتبه الشهري قليل لدرجة أنه لا يستطيع أحياناً شراء ما تحتاج إليه أسرته بعد مضي أيام قليلة من تاريخ الراتب لكنه يحرص كثيراً على إلحاق أبنائه في أفضل المدارس و الجامعات الأجنبية و لما سألته عن كيفية التوفيق بين متطلبات أسرته و الرسوم الدراسية قال لي بأنه إعتاد هو و زوجته على أكل الخبز الناشف فقط لكي يروا النتائج الإيجابية من خلال أبنائهم بعد أن يحصلوا على الشهادات التي تؤهلهم للعيش في المستقبل و كان يخبرني بأنه لم يستطع جمع ثروة من المال لكنه يعتبر أبناؤه أكبر ثروة ..!

جزيت خيراً أيّها الأستاذ الفاضل ..