بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » صـوتــيـات و مـرئـيـات » دموع التوبة تغسل درن الذنوب ( توبة الغامدية)إخترتها لكم

صـوتــيـات و مـرئـيـات دروس ، محاضرات ، خطب ، أناشيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-03-2005, 09:56 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
دموع التوبة تغسل درن الذنوب ( توبة الغامدية)إخترتها لكم

بسم الله الرحمن الرحيم // خطبة توبة الغامدية
ان الحمد لله /// انما التوبة

انظروها من ورائكم, تقطع ردهات الزمن, وتمخر عباب التاريخ, تخوض غماره, بسفينتها العظيمة, لتحجز قبل تلك البواخر مرسى.كأني بها وقد أقبلت على رسول الله بخطىً ثابتة, وفؤادِ يرجف وجلاً وخشية, رمت بكل مقاييس البشر وموازينهم, تناست العار والفضيحة, لم تخشى الناس, أو عيونهم, وماذا يقولون أقبلت تطلب الموت, فالموت يهون إن كانت معه المغفرة والصفح, يهون إن كان بعده الرضا والقبول, يهون إن كان فيه إطفاء حرقة الألم, ولسع المعصية, وتأنيب الضمير قالت (يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني) عندها يشيح النبي عنها بوجهه, فتقبل عليه وتقول: يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني, أُراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك, فوالله إني حبلى من الزنا, فقال: ((اذهبي حتى تضعيه)) فولت والفرح يملأ قلبها, والسرور يخالط نفسها ألأنها نجت من موت محقق؟ وردها رسول الله, كلا, بل لم يزل الهم يعترك في فؤادها وسياط الخوف تعلو هامة تفكيرها ويمر الشهر والشهر, والآلام تلد الآلام, فتأتي بوليدها تحمله: ها أنا ذا وضعته فطهرني يا رسول الله, فيقول البر الرحيم: ((اذهبي حتى ترضعيه فتفطميه)). فعادت بابنها الرضيع, فلو رأيتها ووليدها بين يديها, والناس يرقبونها عجبًا وإكبارًا, والشيطان يسول لها ويزين أن تلك فرصتك, وقد قمت بما عليك, والنبي ردك مرارًا, وترجع به, وحولين كاملين, كلما ألقمته ثديها, أو ضمته إلى صدرها زاد تعلقها به وتعلقه بها, وحبها له, فهي أم, وللأم أسرار وأخبار وتدور السنة تعقبها سنة, وتأتي به في يده خبزة يأكلها, يا رسول الله قد فطمته فطهرني, عجبًا لها ولحالها! أي إيمانٍ هذا الذي تحمله, ما هذا الإصرار والعزم, سنتان اوتزيد, والأيام تتعاقب, والشهور تتوالى, وفي كل لحظة لها مع الألم قصة, وفي عالم المواجع رواية, فيدفع النبي الصبي إلى رجل من المسلمين, ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم, فيطيش دم من رأسها على خالد بن الوليد, فسبها على مسمع من النبي , فقال عليه الصلاة والسلام: ((والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه))إنه الخوف من الله, إنها خشية الله ترتقي بالنفوس فلا ترى لها قرارًا إلا بجوار الرحمن في جنة الرضوان.إنها الخشية لم تزل بتلك المؤمنة حين وقعت في حبائل الشيطان, واستجابت له في لحظة ضعف, نعم أذنبت, ولكنها قامت من ذنبها بقلبٍ يملأه الإيمان, ونفسٍ لسعتها حرارة المعصية, نعم أذنبت ولكن قام في قلبها مقام التعظيم لمن عصت, فتحشرجت في صدرها سؤالات, كيف أعصيه وهو المنعم الخالق! كيف أعصيه وهو الرازق الواهب؟ كيف أعصيه وقد نهاني؟ كيف أعصيه وقد كساني ؟! فلم تقنع إلا بالتطهير وإن كان طريقه إزهاق النفس وذهاب الحياة.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد ) قال الحسن: "إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه, وما يزال متخوفًا منه حتى يدخل الجنة" رواه البخاري ومسلم . عباد الله ان الخشية حقا هي التي تربي القلب حتى لا يفرق بين معصية وأخرى, فلا ينظر إلى صغر المعصية، ولكن ينظر إلى عظمة من عصى, قال الله سبحانه ـ يحصر المنتفعين بالذكرى ـ: طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى [طه: 1 ـ 3]. يسئلونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها [النازعات: 41 ـ 45], وقال سبحانه: فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى [الأع إن المنتفعين بالذكرى, المستفيدين هم الذين صقلت قلوبهم الاعمال والايمان: إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير وفي يوم حضره الشيطان, وغابت فيه خشية الله ومراقبته أجمع أخوة يوسف على رميه في غياهب البئر, وكان ما كان من أمر السيارة, وبيع العبيد وهو الحر الأبي, وبعد كل ما لاقى من الآلام والمتاعب وهو بعدُ فتى يافعا دخل بيت العزيز غلامًا يخدم, وقد بلغ من الجمال مبلغًا حتى أوتي شطر الحسن, لم تصبر معه امرأة العزيز المفرطة في البهاء والجمال, حتى تجملت وتزينت وغلقت الأبواب، فأقبلت تدعو وتغري هيت لك, هيت لك, قد ملكت جمالاً تغريه به, ومنصبًا وجاهًا يحفظه من العقوبة, فهي امرأة العزيز, وكان الطلب منها, بعد أن غلقت الأبواب، وهو في نفسه غريب بعيد عن أهله ووطنه, والغريب , وهو شاب , فتصور كل هذا, والمكان يعلوه السكون, لا يُسمع فيه إلا نداء الإثم والفجور, هيت لك, هيت لك حينها أقبل يوسف قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ] عندها هرب يوسف عليه السلام, هرب إلى الله, فرّ إلى الله, يمم الباب خشية من الله, فمدت يدها تجر قميصه روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)) وذكر منهم: ((ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله)) [4].
قال مسروق ـ رحمه الله ـ: "كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله, وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله". وقال إبراهيم بن سفيان: "إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهواتِ منه وطرد الدنيا عنه".
قال عمر بن عبد العزيز: "من خاف الله أخاف الله منه كل شيء, ومن لم يخف الله خاف من كل شيء" فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية [النساء: 77], أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين [التوبة: 13]. إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين [التوبة: 18]. إن هذه العبادة العظيمة, إن مفهوم الخشية والمراقبة غاب في قاموس كثير من الناس إلا من رحم ربك, غاب في تعاملنا مع ربنا,وفي خلواتنا في تعاملنا في أنفسنا, في تعاملنا مع الناس في أقوالنا, في أفعالنا, في بيعنا وشرائنا, في تربيتنا لأبنائنا, في أدائنا وظائفنا, في تعاملنا مع الأجراء والخدم, في حياتنا كلها, والموفق من وفقه الله
بالخوف والخشية تصلح أمور العباد, بل يصلح الكون كله, قال أبو حفص: "الخوف سراج في القلب يبصر به ما فيه من الخير والشر
وحين يخلو القلب من الخشية يتحول الى جسم غريب عن هذا الجسد فخيل انك تحمل في صدرك صخرة صماء فكيف اذا كانت هي قلبك فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار, وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء, وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون [البقرة: 74], اذا هل عرفت سر الفجوة بينك وبين القرآن ومدى خسارتك من الهدى والفرقان والموعظة والبيان والنور والشفاء والبرها قدجاءكم برهان من ربكم ) (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) فكم من البشر وفي الحجارة والجبال والأشجار والحيوان خير منه, وقديمًا قيل: "من كان بالله أعرف كان منه أخوف", ولهذا يتمايز المؤمن من غيره, ويظهر الصادق في خشيته ممن يدّعي ويتزين, يظهر أهل الخشية الحقة في وقت الخلوات وساعات الوحدة والعزلة عن الخلق,
إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير [الملك
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...

آخر من قام بالتعديل د. صالح التويجري; بتاريخ 09-03-2005 الساعة 10:03 PM.
د. صالح التويجري غير متصل   الرد باقتباس


قديم(ـة) 09-03-2005, 10:18 PM   #2
رفيق الحـــريري
عـضـو
 
صورة رفيق الحـــريري الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
البلد: في قلب كل من أحبني
المشاركات: 125
بارك الله فيك ونفع بك الاسلام والمسلمين
__________________
رفيق الحـــريري غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 10-03-2005, 04:12 PM   #3
الهدبه
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2004
البلد: الرياض
المشاركات: 1,644
بارك الله فيك ..

والله يجزاك خير ..
__________________
رحم الله والدكـ ياابا عبدالعزيز ..

اللهم أسكنه فسيح جناتكـ .. وأجعل قبرهـ روضه من رياض الجنة
الهدبه غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 11-03-2005, 11:09 PM   #4
نبع الحنان
 
صورة نبع الحنان الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2001
البلد: اليابان - هيروشيما
المشاركات: 3,391
... :: شيخنا صالح التويجري :: ...

حياك الله شيخنا الفاضل
وسعدنا والله بك وبكتاباتك الجميلة
بارك الله فيكم وفي علمكم
وشرف والله لنا أن نرى كتاباتك وخطبك في منتدانا
حفظك الله في حلك وترحالك شيخنا القدير


مع محبتي
نبع الحنان
__________________
إلتقاء أرواح .. في مدونة نبع الحنان

http://www.nsheed-nb3.com/

نبع الحنان غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 13-03-2005, 01:08 AM   #5
الـنـجـيـع
عـضـو
 
صورة الـنـجـيـع الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 586
الشيخ د/صالح التويجري


أسأل الله العلي العضيم

أن ينفع بك وبمثلك الأمة


ويغفر لنا ولكم


ويجعل أعمالكم خالصة لوجهه الكريم


إنه ولي ذلك والقادر عليه
الـنـجـيـع غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 14-03-2005, 04:08 PM   #6
إكلــــيل
عـضـو
 
صورة إكلــــيل الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: إثارة المونتاج تغمرنيـ ..!!
المشاركات: 1,649
غفر الله لك ونفع بك الأمة ..
__________________

إن الفراغ مرض عضال ، منبته غياب هدف وتراخي عزائم . والأمم تبدأ في الانهيار حين يتسع قميص الوقت ويصغر حجم العمل


الـفـراغ ُ قـــاتــل ..!! (كيف .. الخلاص ) ..؟
إكلــــيل غير متصل   الرد باقتباس
قديم(ـة) 22-03-2005, 06:32 PM   #7
هاوي لاغاوي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: بريدة ستي
المشاركات: 22
شيخنا الشيخ صالح

وفقه الله آمين

ما أحوجنا الى قراءت تلك السير وأخذ العبر منها

شكر الله لك جهدك وسعيك

وكتب الله لنا بما سطرته عظيم الفائدة

وسجل لك به عظيم الأجر

أخوك هاوي لا غاوي
__________________
تقبل تحيات أخيك المحب هاوي لا غاوي
هاوي لاغاوي غير متصل   الرد باقتباس
إضافة رد

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)