[الـمـتـوهـج]

في هذه الولاية الأمريكيه استقرت العائله المسلمه الصغيره المكونه من زوجين وطفلين ،صبي في السابعه
من عمره وبنت في الثالثه .
ولم تتأثر هذه العائله المسلمه بطبيعة الحاله الإقتصاديه ،ولا الحياة الإجتماعيه في أمريكا،
وإنما حافظت على نمط حياتها الإسلامي،فالأب يذهب إلى عمله صباحاً ويعود بعد الظهر
ليجد الأم قد أعدت الطعام وقامت بشؤون المنزل ،ووقت صلاة العصر يصطحب الأب إبنه إلى المسجد ،
ثم يعودون لقراءة القرآن والتفقه وقراءة بعض سير الصحابه ،وفي برنامج الأسره نزهات وزيارات وتسوق،
وأهم من كل هذا صلاة الأب في المسجد بصحبة إبنه .
تشرب الصغير هذه البيئه وأحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما أحب الصحابه وحياتهم،
وتعلق قلبه بسيرتهم .
في الصباح يذهب الطفل إلى مدرسته وقلبه مشحون بالإيمان وفي وجهه يشرق نوره المبهر الذي يملأ قلوب
المعلمات وطاقم المدرسه بالحب والحنان لهذا الطفل الصغير رغم أنه عربي ،تقول المعلمه :لا أدري سبباً
لهذا الحب ،وكلما نظرت إليه تمنيت أن أضمه وأن أدخله في قلبي ، كلما وقف أمامي يبدوا لي أكبر مما هو
عليه ،ورغم أن كلامه لايخرج عن كلام الأطفال الذين معه في الفصل إلا أنني أشعر شعوراً عميقاً أنه أكبر مني ،
كنت أحادثه وكأني أحادث أبي أو أستاذي في الجامعه .
لم تدرك المعلمه سبب ذلك ، لم تعرف أن هذا الطفل على صلة بالله ،وأن الله أعد لها على يديه مستقبلاًرائعاً
وخاتمه سعيده .
في حصة الإنشاء راحت المعلمه تسأل الطلاب واحداً واحداً:
ماذا تتمنى أن تكون في المستقبل ؟؟
وكانت اجابة الطلاب متفاوته منهم من يتمنى أن يكون رائد فضاء ،ومنهم من يتمنى أن يكون محارباً،
وغير ذللك من الأمنيات وجاء دور الطفل العربي ،نظرت المعلمه في وجهه المشرق وقالت له :
ماذا تتمنى أن تكون في المستقبل ؟؟((طبعاً بلغة انجلينزي ))
فقال : صحابي قالت ماذا : قال صحابي قالت مامعنى صحابي
وعجز الطفل عن شرح معنى الكلمه ،فلم يكن جوابه سوى تكرار الكلمه صحابي صحابي
ولم تخرج المعلمه بنتيجه لكنها إهتمت بالموضوع فاتصلت بأمه وطلبت موعداً لمقابلتها.
شرحت المعلمه للأم المشكله وأن القضيه تتعلق بسلوك الطفل وتقويمه ،لذلك فعليها أن تعرف معنى
(صحابي ) لأن أهواء التلاميذ وسلوكياتهم يجب أن تُدون في السجل الخاص بكل تلميذ .
وشرحت الأم للمعلمه معنى صحابي فكانت لابد أن تمر بحديثها عن عبادة الأوثان في الجاهليه
وبعثة النبي ،وماعاناه هو والصحابه في سبيل إيصال هذا الدين للناس ،ثم قالت لقدتعلق قلب
ابني بهؤلاء العظماء وأحبهم حباً ملك عليه كل جوارحه ،وسيطر على تفكيره لذلك كان من
الطبيعي أن يتمنى أن يكون مثلهم لينصر الحق وينشر العدل
افترقت الأم والمعلمه ،وعادت المعلمه إلى بيتها ،وفي داخلها تتفجر ينابيع وتنبت أشجار
تحمل أطايب الثمر ،أصبح في قلبها جنه وأصبحت تحتقر هذه الحياة الماديه .
زارت الأم مراراً ،وزارتها الأم ،وهالها الحجاب الإسلامي ،وعندما ناقشت الأم فيه
وعرفت معانيه أحبته وقررت أن ترتديه ،ماأجمل الحياة بلا كذب ،ولاخيانه زوجيه ولاسرقه
ولاظلم ولاطغيان ولاطمع ولانفاق ماأجمل الحياة بمشاعر صادقه ليس لها علاقه بالمصلحه الشخصيه
ماأعظم قدرة الله أهذا هو الإسـلام هكذا قالت المعلمه:فأجابت الأم :نـعـم
وأسلمت المعلمه الأمريكيه ،وألتزمت بأوامر الله وتحققت لها السعاده كل ذلك بسبب طفل مسلم أحب الصحابه.

[فليت بن قنه]

اللهم انصر الاسلام والمسلمين