[قلم الحياة]

يُذكر أنّ فتاة عاشتْ على تربية أمها التي ما تفتأ وتملي عليها من دروس الحياة ما يزيد من خبرتها ، ومضت على هاتيك الحال حتى خُطِبتْ الفتاة ، وتهيئت للزواج ..


دخلت في عش الزوجية ومضتْ مع زوجها على أتم حال ..
















وفي يومٍ من الأيام دخل عليها زوجُها في المطبخ ، وهي ( تقْلِي ) سمكاً في المقلاة ، فوقف بجانبها يشاهدها ، وإذا هي تقص ذيل السمكة ورأسها وتضعه في المقلاة ، فإذا انشوت أخرجتهما ثم وضعت بقية السمكة ..



فتعجب منها زوجها ، وأبدى استغرابه من صنيعها ، وتســـــــــــــاءل !!؟ .
لماذا لا تضع السمكة كاملة في المقلاة ؛ وما هو السر في كونها تجعل الرأس والذيل وحدهما ، ثم بقية السمكة لوحده ..
فقالت الفتاة : لا أدري ؟! ، غير أني رأيت أمي تصنع هذا ، فأنا أصنع مثلها !! .
وحين رجعت الفتاة إلى أمها تسألها عن سر ذلك ، فاجابت الأم بأن مقلاها كان صغيراً فهو لايسع السمكة بكاملها !! ..
بينما كان مقلا الفتاة كبيراً يسع السمكة فلا تحتاج معه إلى أن تصنع مثل ما تصنع أمها !! .
في حياتنا اليومية سلوكيات كثيرة أخذها الكثيرون منا بالمحاكاة ، وحين تتتبع مصدر هذه السلوكيات والبواعث الأولية لها يهولك الأمر ..
في هذه الحكاية بيان لخطورة المحاكاة غير الواعية ..

آمل التعليق بفائدة من هذه الحكاية التي هي مثال لكثيرين باتوا ( يقلدون ) ولا يدرون ( وش القصة ) !! ..

[معلمة وفاء]

التقليد او المحاكاه له شروط
1-المحاكاه بعقليه ووعي
2- مراعاة الظروف
3-محاكاة الفضلاء(تقليد الكرام فلاح)
4-عدم نفي او تهميش الشخصية او الذات وتجريدها من المحاكاه الفاشله
5-الموازنة بين ابراز الذات وتربية الذات؟
شكرا

[متفائلة (2)]

لابد أن أحكم عقلي قبل ان ااخذبنصيحة أحد
فبعض الطرق تناسبك ولاتناسب غيرك

[خمائل مختاله]

حينما نقدس القدوه..سنطبق افعاله بحذافيرها..ان كانت لاتضرنا فلابس ..فالقدوه ستسهل لك رسم طريق الحياة بيسر..

[الـصـمـصـام]

أحسنتَ الإيراد لهذه القصة الرمزية ، و كما أن هذه الفتاة أبت إلا تضييق مقلاتها الواسعة ، فإن الذين يقلدون بهذا الشكل يأبون إلا أن تضيق فضاءات عقولهم الواسعة ، و لذا كان من أبرز الأسباب التي استمر فيها الكافرون على كفرهم ، هو : أنهم وجدوا آباءهم على أمة .. و كفى بهذه في التقليد الأعمى مهلكة .. أشكرك ..

[كتكوتة]

هههه
ضحكت تخيلت البنيه ..موقف مضحك..
اجد نفسي احيانا وليس دائما افعل ماتفعله امي..لانها قدوتي..ولكن في امور كثيره لااقلدها لانها مخطئه واعلم ذلك

[قلم الحياة]

معلمة وفاء ..

شكراً لكِ على إدراج هذه الشروط الدقيقة في المحاكاة ، وهي شروط تستحق الشرح المفصل ، فلعلك تكتبين فيها ويتم التعليق عليها بما يخدم حفظ الهوية الإسلامية التي غدت تتفتت في مجتمعنا ـ وللأسف ـ حتى بتنا لا نرى لكثير من الشخصيات التي نقابلها إلا سحنات العرب بأمزجة الغرب ..
شكراً لك مرة اخرى ..


متفائلة2 ..يقسم ابن القيم أحوال العبد من حيث التقليد إلى قسمين :
1. متبع .
2. مقلد .

أما المتبع فهو الذي يحاكي غيره مع معرفته بالدليل أو التعليل لهذه المحاكاة ..
أما المقلد فهو الذي يحاكي فقط دون معرفة بالعلة أو الدليل ..



سماوة الخيال
لا بد من القدوة ، ولا تستطيعين أن تاخذي أموراً كثيرة إلا عن طريق المحاكاة ، لذا أُنزِل الكتاب وأرسل الرسول من البشر للإقتداء به في تطبيق الكتاب ..




الصمصمام
أهلاً بك أخي : إشكالتنا كثيرة ؛ فكما أن ثمة من ضيق عقله في الفضاءات الواسعة نجد من فتح لعقله الأبواب المغلقة التي بعثرت التفكير الفطري العربي الأصيل ودخلتنا لوثات الفلسفة ، وغدا كثير من النخب يحاكون غيرهم في السقيم ، ويتركون القويم لما يتطلبه من جهد وكلفة ..
دمت سالما ..



كتكوتة ..
إيه البنية مجتهدة ( حيــل ) !! ..



أشكر للجميع التعليق ، ولي عودة أخرى للموضوع لمناقشة جوانب فيه أخرى ..


شكراً لكم مرة أخرى ..

[قلم الحياة]

يرفع للاطــــــــــــــــــــــــــلاع ..

[قلم الحياة]

.


بالتأمل في حياتنا اليومية وما نلبسه من لباس أو ما نفعله من سلوك نجد أمثلة كثيرة على المحاكاة غير الواعية ، والناس كما قال الأول كأسراب القطا يقلد بعضهم بعضاً ..

فمما انتشر في أوساط النساء لبس بنطال ( الجنز ) حتى غدت الفتاة تلبسه أمام محارمها في البيت ! ..

ولبسه كان أول ما لبس في الدول الصناعية حيث يلبسه عمال المصانع لمناسبته للعمل في بيئات المصانع من نواحي كثيرة بينما هو في البيئات الإسلامية حين دخلها لأول مرة كان مستنكراً وينظر للابسه بعين مختلفة ..




تقادم العهد بالناس وصار يُلْبَس بالحفلات وبالمناسبات العامة وصار زياً عاماً ـ وللأسف ـ ثم صار ينزل للأسواق بناطيل ـ بموضة جديدة ـ وذلك أنه يبدو عليها تغير لونها من كثرة الاحتكاح وهي جديدة !! ، ثم نزل بناطيل مشققة وهكذا ، وكلما بليت بناطيل المقلَّدين ظهرت عندنا ما يحاكيها موضة جديدة !! ..


وفي الأفكار تجد فكرة الحداثة التي سوقها في مجتمعاتنا الإسلامية المبتعثون من أبنائنا ، وصاروا يروجون لها ويدعون إلى تبنيها ، وفي السلوك اليومي أمثلة من المحاكاة كثيرة تدلنا على حالة الذوبان لمجتمعاتنا تمارس علينا باسم الحضارة !! ، وهي إلى القذارة منها أقرب ..