[أبو الهيثم]

أخي أبو عبدالعزيز.. .

هذا الأمر ينطبق عليهم وينطبق عليك كذلك.

تقول: لم يتصلوا علي منذ تعييني.. فهل اتصلت عليهم؟ ربما قالوا عنك نفس الكلام.

في أمور التواصل أخي الفاضل اعمل بحكمة القائل:

وتغافل عن أمورٍ إنه ** لم يفز بالوصل إلا من غفل

كن أنت الجانب الحريص، فإن وجدت برودًا من الطرف المقابل انسحب بإحسان ودعاء، كما قال الشافعي:

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ** فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

لا يعني هذا كرهه واتهامه بالخيانة، وإنما -عن تجربة- بعض العلاقات العابرة (خصوصا العمل) إذا تبعها فراق طويل جدا، كالانتقال من منطقة لأخرى.. فالأيام تنأى بين المشاعر، ولعله يحتفظ بجميل الذكرى لكنه يُحرج من التواصل دون تطعيم من زيارات ونحوها، أو أن البعض يرى أن التواصل هو تواصل اللقاء.. وما سوى ذاك يعلوه البرود يومًا بعد يوم، وهذا سبب البرود أو التوتر الذي يعلوك حين تشاهد صديقا عزيزا عليك أيام الثانوية أو المتوسطة لكن تحسّ حين لقائك به وأنت في الثلاثين مدى ضعف التواصل بينكما.

هذه هي الأيام يا صاحبي، وهذه ظروف الحياة، ولا تعني أبدًا أن الشخص سيء أو خائن عشرة، لكن الناس تختلف، فأنا أتمنى أن يقابلني الطرف المقابل بعد انقطاع سنوات كما كان يقابلني ويستقبلني حين كانت تربطنا علاقات يومية.. لكن الناس تختلف.

لا تحزن، وتواصل مع من يرحب بتواصلك، ومن وجدت برودا من جهته فانسحب.. وادع له بالتوفيق كلما ذكرته، وكن خير مستقبل إن صادفته.

وفقك الله تعالى.