بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » من الكتب النادره الجزء الاول من اخوكم ابو دجانه انشروها

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 01-05-2005, 04:38 AM   #1
الخنساء
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 76
من الكتب النادره الجزء الاول من اخوكم ابو دجانه انشروها

[align=justify]تقديم كتاب*

الإنتصار لأهل الفلوجة والجهاد

شبكة البصرة

تقديم عبد الله شمس الحق

لأبي عبد الله صلاح الدين بن محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ

الى كل من أراد أن يعرف موقعه من المجاهدين الشرفاء .. الى الباحثين عن
الصفاء والنقاء.. ويحبوا بالكتاب والسنة والأولياء والصالحين الأقتداء ..
الى منْ أرادَ الله ُ له البصيرة فيما يشاء .. الى كل من أحب أن يكون نفرا ً
في الجنة بعد دار الفناء .. ويكون مع غلبة البرض - أي القلة- ..
ويستيقن أنه ليس من أهل حَرَض - أي الفساد- ويكون منْ بين الذين على دينه
قبض .. الى كل من يعبد الله الذي يراه وهو لايراه !! الى كل منْ يتمكر
ويتنكر (أن الجنة تحت ظلال السيوف) .. وظنّ أموال الدنيا ُتنجيه من علقم
الحتوف .. الى من يبتغي رحمة الرب الرؤوف ..! الى من أراد أن يسمو
بالطاعة في الجهاد لأوامر القهار .. وينجي نفسه من الشبهات و الشوائب
والأكدار ..! يوم لاعذر له في إتباع تفسيرات وفتاوي مبنية على شُبهات
وبدع الجهلاء .. والسفهاء .. ولمن تغلغلوا في صفوف المسلمين وهم يضمرون
له العداء .. وعماد الدين (المحمدي) هذا ، في المقام البادئ - أقرأ ..
أقرأ .. أقرأ حتى يَتعظمُ الأيمان بدين محمد في نفوس القراء .. ويكتشف
الحق بالأدلة الناصعة .. والبراهين القاطعة ..! ويجازيه الله خير جزاء ..!
نتقدم لكل هؤلاء .. بنوع من التقديم المتواضع لكتاب (أبي عبد الله صلاح
الدين بن محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ) - المعنون (الإنتصار لأهل الفلوجة
والجهاد) .. من على شبكة البصرة الغراء .. التي يعود اليها الفضل
والأجر .. في أن يكون مثل هذا الكتاب بين يدي قرائها الأعزاء .. أما بعد
، وليس عيباً أن نُقّر الخشية في (عرض الكتاب) .. كما هو مألوف ..
ومعروف .. فأرتأينا تقديمهُ للقارئ كما هو بحبره وكلماته وسطوره ولكن
بأجزاء ..! إذ هذا ماجرى لنا من قبل مع (المارد القادم) - للأستاذ أمين
الحوامدة - واليوم عادت خشيتنا تتكرر مع كتاب - أبي عبد الله صلاح الدين
آل الشيخ ).. الذي أتقن تسبيله الينا برصانة لغة القرآن .. والسنة
النبوية الشريفة لقطع أحابيل أحزاب الشيطان !! حتى مايلبث القارئ
المتوغل بين سطوره ..! يجدهُ كالجسر المستقيم لمن أراد عبوره ..! والله
ليشهد كل قارئ لهذا الكتاب .. كما نحن شهدنا بعد غوصنا في كل قلمس من
عيالمه (أي كل بحر من بحوره والمقصود هنا موضوعات الكتاب) كم نحن
مقصرين في إيتاء حق هذا الدين العظيم ..! إذ سيجد القارئ في (قلمس -
التولي والمحبة للمسلمين ) درة الله حقاً معلقا ً على رقاب المسلمين في
قوله تعالى - : {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـئِكَ
كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ
اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. ووجدنا حديث الرسول - ص - في قوله - : (أفْضَلُ الأعْمَالِ
الْحُبُّ فِي الله وَالْبُغْضُ فِي الله) كالسلطان الآمر للمؤمنين والمؤمنات بالجهاد ..
يوم يشتد إنخداع (المسلمين) بمخادع الكفار..! ويستبدلون حب الله .. بحب
( ُملهيات الجوف - أي المعدة - ومسيلات اللعاب ومزركشات الثياب .. وكل ما
يثير حب الدنيا .. وملذات الشيطان في سبيل النفس الأمارة بالسوء ..
ومالذ لها وماطاب..!! وفي (قلمس- الظلم والخذلان للمسلمين) - وجدنا وعَدَ
الله في قوله تعالى - {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُواْ
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} .. يالها
من آية تثلج صدور المؤمنين .. في أن الله لايهمل تعذيب أولئك ( المتزندقين
المتخندقين بين المسلمين بأسم الدين والخونة والعملاء ) في الدنيا قبل
الآخرة ..! ولانعتقد أن المتغابي والمتجاهل عن المفاسد والفواحش التي
دخلت ( عراق البلاد ) مع المحتل وُمسانديه .. سيكونوا معفيين عن السؤال
والعذاب !! وهذا ما قدمه المؤلف( أبي عبد الله آل الشيخ) بين صفحات كتابه
(الإنتصار لأهل الفلوجة والجهاد) .. ليكون كمركب النجاة لمن أراد
النجاة..! أما من بين الأحاديث التي وردت في قلمس من هذا الكتاب
(الجهادي) وجعلنا أن نقف بعين باكية .. هو ذاك الحديث المبجل
لقدرالرسول - ص - العارف بوحي من الله .. في أن يأتي زمان اليوم على
أمته.. كما هو في فلسطين وأفغانستان والعراق وسواها من بلاد المسلمين ..
ويظهر من ُيعين الأعداء والكفارعلى قتل المسلمين وإستباحة الديار ..!
فأنذرّ- ص- في الحديث المقصود : ((من أعان على قتل المسلم ولو بشطر كلمة
جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله)) ..! بل وربي أن
الساعة تجري بهم بعُجالة !! لكنهم لايشعرون ..! أو فيما قاله الرسول
كذلك -: (لاَ يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاَحِ. فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ
يَنْزِعُ فِي يَدِهِ. فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ)، وفي رواية عند مسلم عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: (مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ
بِحَدِيدَة ٍ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ)...! أما في
(قلمس البراءة والبغض للكفار) من الكتاب .. والله أرجوا المعذرة من
القارئ .. في أن أكون مقدما ً لشئ من درر الله التي إستشهد بها (المؤلف)
ليريح كل نفس مضطربة .. علقت بين العوالق .. وأبتعدت عن الحقائق ..
لتحتسر بين الضوائق!! فإنني تارك تلك الدرر كما بينها الكاتب - المؤلف -
ليراها القارئ بجمال (عنقود الكرم) الذي يتدلى كالثريا في مكانه ..
لم يمسه أحد ليفرط بشئ من حباته.. وهو بحق الحق كذلك هو في رصانة
صياغاته بين المبتدأ والخبر كالعنقود المتلازم بين كلماته وعباراته
وصفحاته وموضوعاته !! فكيف لي أن أحشر نفسي بين النفائس الألهية وقواعد
محكمة في العبر!! وبعد .. لقد جهد الكاتب بأيتاء المعنى في الكلمة..
ورسم صفاء العبارات .. ليطلق الأيمان والتقوى ليخترق الفؤاد.. كأنه
منشدا ً داعيا ً القارئ المؤمن وشأنه يقول - هاهنا النور إن إبتغيته
قربا ً للجهاد في نيل حب الله .. وهاهناك الظلمات إن إبتغيتها مأوىً لقضاء
الدنيا بالملذات والشهوات..!! ومن أجل أن يقينا (أبي عبد الله) - صاحب
العقل الوفور.. وبرعم من براعم الحق في شجرة علم الرسول الأنطماس
والأنغماس .. في وحل الشبهات (شبهة الوفاء بالعهود والمواثيق ، شبهة قصة
حاطب رضي الله عنه ، شبهة الإكراه ، شبهة الديمقراطية ، شبهة المصلحة
والضرورة ، شبهة اشتراط الراية) ..! تلك الشبهات المبتدعة التي يجرجر
بها الأدعياء لمداهنة الأعداء ..! والدين منها براء !! بينّ (أبوعبد الله آل
الشيخ) بترتيب العقلاء .. العلماء .. ومافي ديننا من صفاء ونقاء .. أنها
شبهات .. لصقت بالدين الحنيف لأسباب الدنيا ومطامع النفس وسبل الهوى
وخدمة الأعداء ..! فلا مفر للعاقل من أن يدرك الصواب قبل فوات الآوان ..
ومنْ يأبى أن يتفهم حقيقة الدين .. حقيقة موجبات القرآن .. حقيقة سنة
نبينا خاتم الأديان .. حقيقة التفسير ورجاحة التأويل .. مات مصرا ً على
الكبائر ..! فيسقط بفعلته من رحمة الرحمن .. لقوله تعالى : (( ومن لم
يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) .. ومابالك أيها المسلم ..! أن
للجهاد ثلاثة ضروب -(*) مجاهدة العدو الظاهر .. ومجاهدة الشيطان ..
ومجاهدة النفس ..! وثلاثتها تدخل في قوله تعالى ( وجاهدوا في الله حق
جهاده ) .. فأما الجهاد الأكبر عينه الرسول - ص- في مجاهدة النفس .. نعم
ياعزيزي القارئ .. الجهاد الأكبر في مجاهدة النفس .. لأختفاء العدو وطول
وسوسته !! وما مجاهدة العدو (الظاهر) كما وصفه وبينه الرسول - ص - إلا
الجهاد الأصغر ..!! إذن الويل كل الويل من عذاب الجبار ذو البطش
الشديد .. فأين المسلم من الجهاد الأكبر وهو يتثاقل و يتجاهل ويتناسى
(الأصغر) مع عدو ظاهر أمامه يغزو بلاده ويستبيح ماله ونساءه ويشييع
الفاحشة لطمس إسلامه..!!

(*) للمزيد عن هذا الموضوع راجع - الترمذي ( فضائل الجهاد) ، البيهقي(
شعب الأيمان ) ، أبن أبي الدنيا ( محاسبة النفس) ، العلجوني ( كشف
الخفاء) ، وآخرون !

أما بعد ، اليكم جميعا ً .. حان قراءة الكتاب .. ونسأل الله أن يجعله في
نفوسنا فتحا ً جديدا ً لضروب الجهاد !!

الجزء الأول

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله وليِ المؤمنين، الناصرِ لجُندِه المجاهدين، الموفيِ بعهدهِ لعبادهِ
الموقنين، المُنْزِلِ السكينةَ على عبادهِ المقاتلين، الممُددِ بالملائكةِ
المُسَوِّمين، المستجيبِ لاستغاثةِ المستغيثين، الهازمِ للكفرةِ المتحزبين،
القاصمِ لرقابِ الجبابرةِ المستكبرين، الفاضحِ للمنافقين المرجفين. ثم
الصلاة والسلام على نبيه محمدٍ الهادى إلى النور المبين، والصراط
المستقيم، المُرسَلِ رحمةً للعالمين، وبالكتاب الحكيم، ليخرج الناس به من
الظلمات إلى النور، ومن الشرك والشك إلى التوحيد واليقين، أيده الله
بنصره وبالمؤمنين، وألقى الرعب في قلب عدوه القريب والبعيد. جعل أمته
خير أمة أخرجت للناس، تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وتدعوهم إلى
الخير والنعيم.

أمةٌ بُغضُها وعداوتُها وقتالُها في الله ولله ، تُجاهدُ مَنْ حادَّ وكفر باللهَ ، وكذب
وعصى رسوله، مِن الذين سلكوا سُبلَ الشيطان وأعرضوا عن سبيل الرحمن. تصبر
وتصابر لأجله ممتثلةً أمرَ ربها، مطيعةً أمرَ رسولها، وتحقيقاً للعبودية
والاستسلام الواجب عليها لله تعالى، وجلباً للمصالحِ العظيمة، والآثار
الحميدة، ودرءً للمفاسد الكبيرة، والآثار الوخيمة. أمةٌ محبتها وولائها،
وبُغضها وبرائتها، تبعا لمحبة الله تعالى وبغضه. والله تعالى أخبر أنه يحب
المؤمنين ويتولاهم، وأنه يبغض الكافرين ويبرأ منهم.

أفتستقيم وتصح المحبة لله تعالى والعبد يحب من عاداه ومن آذاه؟ قد كذَّبَ اللهُ
هذه الدعوى وردها، قال تعالى: {لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـئِكَ حِزْبُ
اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

وفي صحيح البخاري عنْ أَنسٍ رضيَ اللّه تعالى عنه قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمان: أَنْ يَكونَ اللَّهُ ورسولُه أحبَّ
إليهِ مِمَّا سِواهُما، وأنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلاّ لله، وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعودَ في
الكُفرِ كما يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النَّار). وفي السُنن حدثنا مُسَدَّدٌ أخبرنا خَالِدُ
بنُ عَبْدِ الله أخبرنا يَزِيدُ بنُ أبِي زِيَادٍ عنْ مُجَاهِدٍ عنْ رَجُلٍ عنْ أبِي ذَرٍّ قالَ قالَ
رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أفْضَلُ الأعْمَالِ الْحُبُّ فِي الله وَالْبُغْضُ فِي الله).
وروي عن البراء قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَوْثَقُ عُرَى الإِسْلاَم
الحُبُّ فِي اللَّهِ وَالبُغْضُ فِي اللَّهِ).

وقيل شعرا:

تَوَدُّ عدوي ثُـمَّ تَزْعُــمُ أَنني صَدِيقُكَ ليسَ النَوكُ عَنْكَ بِعازِبِ



فالحب في الله ، والبغض في الله، هو من الدين الذي أمر الله به، وهو التولي
للمسلمين، والبراءةُ من الكافرين. محبةٌ وتولٍ لها ضوابطها وقواعدها، وبغضٌ
وبراءةٌ له أصول وشروط ، تحقق العدل والخير وتمنع الظلم والشر. منَّ اللهُ
تعالى على المسلمين فأصبحوا بنعمته إخوانا متحابين متعاونين، كالجسد
الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وحذرنا
الفتنة العظيمة في الأرض والفساد الكبير متى ما اختلفنا وتفرقنا وتحزبنا
وتدابرنا، قال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ
رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، وقال تعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}. وأخبرنا الله تعالى -
وقوله الحق - أن الكفار بعضهم أولياء بعض في عدواتهم وحربهم للإسلام
وأهله، وأنهم يودون لو نكفر كما كفروا، وأنهم لا يزالون يقاتلوننا حتى
يردونا عن ديننا، وأنهم لا يرضون عنا حتى نكفرَ بالله تعالى ونتبعَ ملتَهم
وباطلهم.

هذه حقائقٌ، لا يجوز للمسلم أن يشك فيها، أو يتردد في تصديقها والإيمان
بها، لأن الله تعالى هو الذي أخبرنا بها، وأمرنا الإيمانَ والتصديق بها، ولا
ينقض هذه الحقيقة الكلية العامة ما يُظهرُه بعضُهم من التعاطف مع المسلمين
، فكثيرٌ منه سببه عدم قناعتهم بأسلوب القتال والإعتداء طريقا لتغيير
المسلمين لدينهم. وبعضهم مداهنة لمن داهنهم من المسلمين قال تعالى:
{ودوا لو تُدهن فيُدهنون}

واليوم ونحن نرى ما أخبرنا به رسولُنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتحقق ويُشاهد
من تداعي الكفار على المسلمين تماما كما تتداعى الأكلة على قصعتها. روى
أحمد وأبو داوود، عن ثَوْبَانَ قال قال رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يُوشِكُ
الأُمَمُ أنْ تَدَاعى عَليْكُم كَمَا تَدَاعى الأكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا، فقالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ
نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قالَ: بَلْ أنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثُيرٌ، وَلَكِنَّكُم غُثَاءُ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ
الله مِنْ صُدُورِ عَدُوكُمْ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ الله في قُلُوبِكُم الَوَهْنَ، فقالَ
قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهْنُ؟ قالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ).

حُبٌ للدنيا أشغلنا وعلقنا بها، حتى ألهت وأنست - وهي المنغصُ عيشُها،
المُكدرُ نعيمُها، الفانيةُ حياتُها، الغَرورُ متاعُها – عن آخرةٍ خالدين فيها
أبدا، إمَّا في جنةٍ لا يزول نعيمُها ولا تنقطع لذتُها، أو نارٍ لا يُقضى على
أهلها ولا يُخففُ من عذابها. حُبٌ أضعف النفوس والقلوب، فتركت الجهاد
والقتال، واشتغلت بالزرع والمال، وتفرقت واختلفت وتحاسدت، حتى أسلمَ
البعضُ البعضَ الآخر للعدو الغاشم، عساه يرضى عنها فيكف بأسه وشره،
ويُمْهِلُها قليلاً لتلهو مزيداً وتلعب.

عدوٌ ظالمٌ كافر، تسلط بسبب ذنوبنا علينا. فالمصيبة تصيبنا من الله بسبب
كسبنا وتفريطنا، {وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن
كَثِيرٍ}. عدوٌ لنْ يرضى عنا أفراداً ودولاً حتى نتبع ملته وفكره ومنهجه، أو
ننسلخ من ديننا ونترك شريعتنا وملتنا. وهذه طامةٌ، القتلُ أهونُ منها، قال
تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} ، الفتنة الكفر بالله، قال ابن جرير في
تفسيره: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركا بالله من بعد
إسلامه أشدّ عليه وأضرّ من أن يقتل مقيما على دينه متمسكا عليه محقّا فيه.

استولت الجيوش الكافرة النجسة على كثير من بلاد الإسلام، آخرها أفعانستان
والعراق، تحت دعاوى باطلة ودعايات مضللة، يخفون وراءها الغلَ والحقد
الذي ملأ قلوبَهم على هذا الدين العظيم. فأسرع إليهم المنافقون، والذين
في قلوبهم مرضٌ، مصدقين ومروجين لكذبهم وإفكهم. فصاروا صفا معهم وجندا
لهم، وجعلوا من جيوش الكفرة الملحدين مخلصةً للمسلمين، من ظلم الظالمين،
وطغيان المتكبرين. فصدَقَ فيهم قول الشاعر:

والمُستَجيرُ بعمروٍ عند كُربتهِ ***** كالمُستجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ



فراعني تصديقُ بعضِ المسلمين هذا الإفك المبين والمكر العظيم. فمكرُهم مكرٌ
كبيرٌ، تزول من هوله الجبالُ الراسيات. قال تعالى: {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ
اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}، وقال تعالى: {وَمَكَرُواْ مَكْراً
كُبَّاراً}.

بُطلان هذه الدعوى الكاذبة ظاهرٌ بينٌ للعقلاء والمؤمنين. لأنها تخالف وتناقض
ما تدل عليه الآيات المحكمات، والسنن الصحيحات، من عداوة الكفار وبغضهم
للمسلمين، وهذا كافٍ للمؤمنين. ثم لأنها تتعارض مع الحقائق والوقائع
والآثار والنتائج التي سمعها وشاهدها الناسُ نتيجةً لهذه الحروب.

ومع ظهور زيف هذه الدعوى ، فقد انبرى فريقٌ يتظاهر بالعلم والدين ،
بالدعوة الى خِذلان المسلمين، وتسليمِهم لظلمِ وفتنةِ الكفرةِ المُلحدين،
فنهوا عن مناصرة المجاهدين ، وعن الذبِّ عن حرمات المسلمين، فقالوا
لإخوانهم المجاهدين لو أطاعونا ما قتلوا وما ماتوا. وتجاوز آخرون، حتى
تعدوا الخذلان إلى مظاهرة الكفار على المسلمين ، جهلا منهم وغرورا ،
فثبطوا المجاهدين ، وأرجفوا بصفوف المقاتلين، فحرَّمُوا ما أوجبَهُ الله تعالى
من جهاد الكفار، وأوجَبُوا ما حرَّمَهُ الله تعالى من التسليم والانقياد للكفرة
والمنافقين المرتدين .

جمعَ هؤلاء المفتونون، لتبربر هذا الفعل القبيح، والجرم العظيم، ما ظنوه
دليلا يستترون به من الفسق والظلم والكفر والنفاق. فلبسوا به على الناس
بعد أن زخرفوه، وأعانهم على التضليل كثرةُ الدعايةِ والترديدِ والتزيين.
فوجد قبولا وتصديقا عند بعض الناس لموافقته للهوى، وداعي السلامة مِن ما
يوجبُه الجهادُ من التضحية وبذل النفس والمال.

فرأيت حقاً لازماً، لمن أوجبَ اللهُ تعالى عليَّ محبتَهم ونصرتهم، أن أكتب هذا
الكتاب، فمهدت ببيان ما أوجبه الله تعالى للمسلمين من الولاية، وللكفار من
البراءة. ثم شرعتُ بالردِ على شبهاتٍ ستٍ واهيات، هن شبهة الوفاء بالعهود
والمواثيق، وقصة الصحابي حاطب رضي الله عنه، والإكراه، والديمقراطية،
والمصلحة والضرورة, واشتراط الراية.

وهي حجج كما وصفها الشاعر:

حججٌ تهافت كالزجاجِ تخالهـُا حقاً وكلٌ كاسرٌ مكسورُ



وسميته، الانتصار لأهل الفلوجة والجهاد، لأن الفلوجة أصبحت علما ورمزا
للعزة والجهاد، وأهلها أهلٌ لقول الشاعر:



سأَغسِلُ عَنِّي العارَ بالسيف جالباً *** عليَّ قضـاءَ اللهِ ما كان جَالبا

وأذْهَلُ عَنْ دارِي وأَجعَلُ هَدْمَها *** لِعِرْضِيَ مِنْ باقِي المَذَمَّةِ حَاجِبَا

ويَصْغُرُ في عَيْني تِلادِي إِذا انْثَنَتْ *** يمَينِي بإدْراكِ الذي كُنْتُ طَالِبَا

فإِنْ تَهدِمُـوا بالغَدْرِ دَارِي فإنها *** تُراثُ كَرِيمٍ لا يُبَالِي
العَـوَاقِبَا

أَخِي عَزَماتٍ لا يُرِيدُ عَلَى الَّذي *** يَهِمُ بهِ مِنْ مَقْطَعِ الأَمْرِ صَاحِبَا



وقول الراجز:

لا جزعَ اليومَ على قُربِ الأجلْ *** الموتُ أحلى عندنا من العسلْ

والنصرُ في العراق نصرٌ على رأس الكفر وعاموده. وأردته مساهمةً أعتذر بها
يوم ألقى ربي، ومناصرةً حسب جَهدي وحيلتي، لأخواني المجاهدين في سبيل الله
تعالى، في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، والشيشان، وكشمير، وغيرها من
البلاد، عسى الله تعالى أن يعفو ويصفح ويجزي ويرفع.

واللهَ أسألُ أن أكونَ بذلك نلت سهما مع المجاهدين، الذين يجاهدون لتكون
كلمةُ اللهِ هي العليا، وكلمةُ الذين كفروا السُفلى، الذين رفعهم الله على
القاعدين درجات.



التولي والمحبة للمسلمين

المؤمن أخٌ وولي للمؤمن ، لا يكمل إيمانُه حتى يحبَ لأخيه ما يحبُه لنفسه،
والولي كما قال أهلُ العربية: الصديق والنصير، وهو التابع المحب. والولي
ضد العدو، والوَلاية النُصرة، والموالاة المناصرة ضد المعاداة.

قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.

فللمسلمِ حقٌ واجبٌ على أخيه المسلم، أن يتولاه وينصره ويحبه، وأن لا يخذله
أو يظلمه أو يسلمه لعدوه. حقٌ أوجبه الله تعالى وفرضه وأكده، دلت عليه
الآياتُ البينات، والسننُ الصحيحات، وامتثله المهاجرون والأنصار، حتى آثروا
على أنفسِهم ولو كان بهم خصاصة. فكانوا جميعا متآلفين متحابين متعاونين
متناصرين، فملكوا الدنيا، ونشروا الخير، ورفعوا كلمةَ الله ، حتى صارت هي
العليا، وكلمةُ الذين كفروا السفلى.

فمن الآياتِ الكريمات الآمرة، والمقررة، والدالة، والموجهة، لهذا التآخي
والتآلف والمحبة بين المسلمين:

قولُه تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى
شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ}.

وقوله تعالى: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي لأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ
قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .

وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

وقوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا}.

وقوله تعالى: {ياأَيُّهَا االَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي
اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذالِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.



ومن الأحاديثِ الصحيحات، والسننِ الهاديات، ما في الصحيحين:

عن أبي بُرْدَةَ عن أبي موسى رضيَ اللهُ عنه عنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
(المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يشُدُّ بعضُهُ بعضاً، وشَبَّكَ بينَ أصابعِه).

وعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ
وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ. إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ
بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).

وعن قَتادةَ عن أنَسٍ رضي اللَّهُ عنهُ عنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لا
يُؤْمِنُ أَحدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأًّخِيه ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).

وعنْ أبي قِلابَةَ عنْ أَنسٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ
وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمان: أَنْ يَكونَ اللَّهُ ورسولُه أحبَّ إليهِ مِمَّا سِواهُما، وأنْ يُحِبَّ
المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلاّ لله، وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ كما يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في
النَّار).

وفي صحيح البخاري: عنِ ابنِ شِهابٍ أنَّ سالِماً أخبرَهُ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ رضيَ اللهُ
عنهما أخبرَهُ أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (المسلمُ أخو المسلمِ لا
يَظلمُه ولا يُسلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيهِ كان الله في حاجتهِ، ومَن فَرَّجَ عن
مُسلمٍ كُربَةً فرَّجَ الله عنهُ كُربةً من كُرباتِ يومِ القيامةِ، ومَن سَتَرَ مُسلِماً سَترَهُ
اللهُ يومَ القيامة).

وفيه حدَّثَنا مُسدَّدٌ حدَّثَنا مُعتمِرٌ عن حُمَيدٍ عن أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (انصُرْ أخاكَ ظالِماً أو مَظلوماً، قالوا: يارسولَ الله،
هذا ننصُرهُ مَظلوماً، فكيفَ ننصُرهُ ظالِماً؟ قال: تأخُذُ فوقَ يدَيهِ).

وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: (إِنَّ اللّهَ يَقُولُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلِي. الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي. يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ
ظِلِّي). وعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لاَ تَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا. وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا
فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَينَكُمْ).

وروى الترمذي - وقال حديث حسن صحيح - حَدَّثنا أَحْمَدُ بنُ مَنِيعٍ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ
بنُ هِشَامٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ أَخْبَرنَا حَبِيبُ بنُ أَبي مَرْزُوقٍ عن عَطَاءِ بنِ
أَبي رَبَاحٍ، عن أَبي مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ، حدثني مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله
يَقُولُ: (قال الله عَزَّ وَجَلَّ: المُتَحَابُّونَ في جَلاَلِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهُمُ
النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ).

وفي مسند الإمام أحمد حدّثنا عبد الله حدَّثني أبي حدثنا أبو النضر حدثنا عبد
الحميد بن بهرام الفزاري عن شهر بن حوشب حدثنا عبد الرحمن بن غنم أن
أبا مالك الأشعري جمع قومه فعلمهم صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم
قال: ( احفظوا تكبيري وتعلّموا ركوعي وسجودي فإنها صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي كان يصلي لنا كذا الساعة من النهار، ثم إن رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قضى صلاته أقبل إلى الناس بوجهه فقال: )يا أَيُّها
النَّاسُ اسْمَعُوا واعْقِلُوا، واعْلَمُوا أَنَّ لله عزّ وجلّ عِبَاداً لَيْسُوا انْبِيَاءَ ولا
شُهَدَاء، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ والشُّهَدَاءُ عَلى مَنَازِلِهِمْ وقُرْبِهِمْ مِنَ الله(. فجثا رجل
من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فقال: يا رسول الله، ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء
والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله! انعتهم لنا، فَسُّرَ وجُه النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسؤال الأعرابي.

فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: )هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ ونَوَازِعِ
القَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ، تَحَابُّوا في الله وتَصَافُوا، يَضَعُ الله لَهُمْ
يَوْمَ القِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا، فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُوراً، وثِيَابَهُمْ
نُوراً، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ ولا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ الله الذينَ لا خَوْفَ
عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُون(.



جاء فضيل الى أبي إسحاق السبيعي بعدما كف بصره، فقال تعرفني؟ قال:
فضيل؟ قال: نعم. فضمه الى صدره وقال إني والله أُحبك، ولولا الحياء لقبلتك،
ثم قال حدثني أبو الأحوص عن عبد الله (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت
بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) نزلت في المتحابين.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ' فإن المؤمنين أولياء الله، وبعضهم
أولياء بعض، والكفار أعداء الله، وأعداء المؤمنين. وقد أوجب الموالاة بين
المؤمنين، وبين أن ذلك من لوازم الإيمان، ونهى عن موالاة الكفارة، وبين
أن ذلك منتف في حق المؤمنين، وبين حال المنافقين في موالاة الكافرين.`

قال ابن المقفع: ' إذا نابت أخاك إحدى النوائب من زوال نعمة، أو نُزولِ
بليةٍ، فاعلم أنك قد أُبتليت معه، إما بالمواساة فتشاركه في البلية، وإما
بالخذلان فتحتمل العار.`

قال الشاعر:

إنَّ أخاكَ الصِدق مَنْ يَسْعَى مَعكْ *** ومَنْ يضُرُّ نفسَه لينفعَـكْ

ومَنْ إذا ريـبُ الزمـان صدَّعك *** شتتَ شملَ نفسَه ليجْمَعك

أطلعوا في الجزء الثاني
الظلم والخذلان للمسلمين

اللجنة المركزية في جماعة انصار الجهاد
[/CENTER]
__________________
حسبنا الله و نعم الوكيــــــــــــــــــل .... حسبنا الله و نعم الوكيــــــــــــــــــل
الخنساء غير متصل  


قديم(ـة) 01-05-2005, 09:55 AM   #2
قناص بغداد
عـضـو
 
صورة قناص بغداد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2004
البلد: >> بلاد الرافدين <<
المشاركات: 289
رفع الله قدركِ اختي الخنساء

بإنتظار الأجزاء الأخرى ..

- قناص بغداد -
__________________
.
يا فـتى دجـلـة زدهـم لهبـا ... أمـطـر الجـو ببـرق ورُعُــد

7
7
قناص بغداد غير متصل  
قديم(ـة) 01-05-2005, 07:40 PM   #3
الخنساء
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 76
جزاك الله خير على المرور
و الجزء قادم إن شاء الله يا قناص بغداد

يتبع ...
__________________
حسبنا الله و نعم الوكيــــــــــــــــــل .... حسبنا الله و نعم الوكيــــــــــــــــــل
الخنساء غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:01 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)