[الداهيه]

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد التوسع الذي كان عليه الـ ( أهل الدين ) والفتح الدعوي الإسلامي الذي ( كان ) في كل معركة يدخلها ( الملتزمون ) حقاً يخرج منتصراً وذلك لأن الله قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) ، بعد هذه الفترة والهيمنه ( الدينيه ) التى جددها ابن عبد الوهاب - رحمة الله -
قبل مايقارب 80 سنة ، التى كانت نصرا وفتحاً مبينا ً، بعد الثورة الوهابيه المحمدية التى تم قمع
أهل الباطل ووهدم أباطيلهم فيها ؛حضرت مرحلة الضعف ولكن بتدرج يومي مستمر وذلك لعودة التيارات أكثر نشاطا وحركة قال الله : ( يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) !

بعد أن بدأت التيارات المتجددة النشطة بالتحرك والضرب بأساسيات الدين عند ( الملتزمين )
بدأ الملتزم شخص قوي وظهرت ضعف هذا الطريقة يوما بعد يوم قال الله : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) ، ثم توقف هذا المخطط. فبدأ العمل بمخطط أكثر فاعلية ،تسمى بمرحله التميع ؛ يقصد بها جعل الدين مجرد اسم بمعنى اوضح ملتزم بلا هوية , إن إحتج بالدليل قالوا له: ( الدين يسر ) وأن الدين مجرد مصطلحات مخصصة ، حتى بدأت مرحلة التيسير !

هذه مرحلة تابعة للتميع فبدأ الرجل الصالح فينا همه تحصيل العلم اليسير , بدون عناء أو تعب
حتى أتت الطامة ويسرت العقيدة ، وحددت مسائلها , وحذفت بعض أركانها , ودمرت اللغة
العربيه , وبسط الفقه قال الله لعبادة المجتهدين : (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) فما حال الميسر !

ضعف العلم وقل طالبوه ، حتى بدأت مرحلة إخراج المهلكات المدمرات للأمم السابقة
[ المرأة - المال ] , حتى أصبح خروج المرأة من دارها مطلب إنساني يجب أن ينفذ وكأنهم
تناسوا قول الله : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) ، وجعلوا تحصيل المال
الذي سماه الله فتنة مطلب يجب تنفيذة بكل الوسائل ، قال الله : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ )!

حصل لتلك التيارات ما أرادوا , خرج النساء من دورهن فأصبحت المرأة تزاحم الرجال في
التمثيل والإذاعات والحفلات والمناصب وغير ذلك ،، حتى أصبح بعض فضلائنا لم يجد مجال يتحدث
فيه عن حال الأمه وعن (الفتن ) إلا في أماكن مبوئه وأمام متبرجة .. بحثت عن السبب فلم أجد
متهم سوى التيسير ؛ لأننا لم نفقه تفسير قوله تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ) كما
فهمه ابن عباس وابن حزم وابن باز -رضوان الله عليهم - !

ونرى في السنوات الأخيرة من تبعات الحملات على ( الدين ) ، حصول المطلب الثاني وظهوره
بشكل لافت ( المال ) أصبح الملتزم أو الدعوي إن إستدعى للدعوة إلى الله لن يحضر إلا بفندق
عالى المستوى وبألذ المأكولات وأرقى السيارات كل ذلك من باب : ( أنزلوا الناس منازلهم )
ويستشهد بقول الله ( وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) ولعله نسي قوله تعال ( وَ الاَْخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقَى)
ومن ذلك القضاه وبعض العلماء الذين تقربوا من الولي الذي كان يقول عنها ابن القيم في كتابة
تلبيس ابليس قرب بعض العلماء من الوالي أنه شر وفتنة وخطر ، وغيرهم مما نشاهدهم في
الواقع العجيب !

أسأل الله لكم ولي طول الأمل مع حسن العمل
إن أصبت فمن الله تعالى وان أخطأت فمن نفسي والشيطان !

[قاهر الروس]

إِيييهٍ يَا الدَّاهِيَةْ ، لَمْ يَهْدِمْ هَيْبَةَ الدِّينِ إلا المَحْسُوبُونَ على الدِّينِ
حِينمَا لَمْ يَتَوَرَّرعوا عَنْ أَمَاكِنَ لَيْست مُنَاسِبَةً لَهُم بَأعْذَارٍ وَاهِيةَ
مِنْهَا الدُّخولِ عَلى العُصَاةِ في مَيَادينِهِمْ وَلَرُبَّمَا لَنْ يَتوَرَّعوا وَلو
دَخَلوا عَليْهِم في مَرَاقِصَ وَمَحَافِلَ غِنَائيَّةْ .

أَيُّهَا الحَبيبُ عَلى عِلْمٍ بِاتِّسَاعِ رِقْعَةِ الجَرْح ، وَلِكن مَا اتَّسَعَ الجَرْحُ
إلا وَ زَادَ الألَمْ ، وَمَا زَادَ الألَمُ إلا وَاسْتَيْقَظَ القَلْب .

للأَسَفْ بَعْضُ الدُّعَاةِ جَرَفْهُم المَدّ التَّغريبيُّ وَ دَنَّسَ طُهْرِ لِبَاسِهِمْ مِنْ غَيْرَ أَنْ يَعرفوا بِذَلِك
رُغْمَ أَنَّهُم هُم الذينَ كَانُ,ا يُحَذّرونَنا مِنْ الإنْجِرَافِ المُسَمَّى بـ " الانجِرَاف بِحُسْنِ نِيَّة "

تَجِدُهمْ يُرَزِّزُونَ أَنْفُسِهِمْ في مَسَاءِلِ كَشْفِ الحِجَابْ ، لِبْسِ البنْطَالِ وَ الإخْتِلاطْ وَهُو مَا يَخْدُمُ عَدُوَّهم تَحْتَ مُسَمَّى
المُجْتَهِدُ المُخْطِئُ لَهُ أَجْر ، وَضَاعَتْ أُمورُ الدِّينِ فِيْ مِشْنِقَةِ الإجْتِهَادِ وَالأرَاءْ ، وَلَمْ تَؤَنِّبُهم ضَمَائِرُهم لِحِفْظِ جَنَابِ هَذا الدِّينِ وَهَيْبَتَه .

المَعْرَكَةُ طَاحِنَة ، وَالصّرَاعُ قَائِمْ ، والعَاقِبَةُ للمُتَّقين

اللَّهُم يَا مُقَلِّبَ القُلوب وَ الأبْصَار ثَبّت قُلوبَنَا عَلى دِينِكَ إِلى أَنْ نَلْقَاك

[غربة غريب]

ذكرتني بأبيات كان يرددها سليمان العلوان - ثبته الله - وهي للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني( فتأملها )


يَقُولونَ لِيْ فِيْكَ انْقِبَاضٌ وَإِنَّما *** رَأَوا رَجلاً عَنْ مَوْقِفِ الذُّلِّ أَحْجَمَا

أَرَى النَّاسَ مَن دَانَاهُمُ هَانَ عِنْدَهمْ *** وَمَنْ أَكْرَمَتْهُ عِزَّةُ النَّفْسِ أُكْرِمَا

وَمَا كُلُّ بَرْقٍ لاحَ لي يَسْتَفِزُّنِي *** ولا كُلُّ مَنْ لاقَيْتُ أَرْضَاهُ مُنْعِمَا

وَإِنِّي إذاما فَاتَنِي الأَمْرُ لَمْ أَبِتْ *** أُقَلِّبُ كَفِّي إِثْرَهُ مُتَنَدِّمَا

وَلَمْ أَقْضِ حَقَّ العِلْمِ إِنْ كانَ كُلَّمَا *** بَدَا طَمَعٌ صَيَّرْتُهُ لِيَ سُلَّمَا

إذا قِيلَ: هذا مَنْهَلٌ قُلْتُ قَدْ أَرَى *** وَلكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ تَحْتَمِلُ الظَّمَا

ولم أَبْتَذِلْ في خِدْمَةِ العِلْمِ مُهْجَتِي *** لأَخْدِمَ مَن لاقَيْتُ لكنْ لأُخْدَمَا

أَأَشْقَى بِهِ غَرْسًا وَأَجْنِيهِ ذِلَّةً *** إِذِنْ فَاتِّبَاعُ الجَهْلِ قَدْ كانَ أَحْزَمَا

ولو أَنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوهُ صَانَهَمْ *** ولو عَظَّمُوهُ في النُّفُوسِ لَعُظِّمَا

ولكنْ أَذَلُّوهَ فَهَانَ وَدَنَّسُوا *** مُحَيَّاهُ بالأَطْمَاعِ حَتَّى تَجَهَّمَا

[الداهيه]

سأعود لكم !