[فياض@]

مدونة فياض :

كثر الحديث عن الإعلام الجديد ووسائله ومواطنه على الشبكة العنكبوتية ، ولاأظن أن أحداً مطلعٌ اليوم يشكك في أهمية هذا الإعلام والدور الذي قام به وما سيقوم به في المستقبل القريب ولن يقف الإعلام الجديد على مانعرفه الآن فتسارع التقنية وجديد التكنولوجيا سيضيف أدوات أخرى للإعلام الجديد ستجعله أكثر فاعلية وأثراً ، وأسهل تداولاً وصنعاً ، ولكن السؤال هو كيف نستطيع أن نفعّل هذا الإعلام ونطور مهارات استخدامه لدى من لديهم المواهب الكافية لخوض هذا النمط من الإعلام ، هناك الكثير من الشباب والفتيات ممن لديهم أفكار خلاقه وراقية لنشر ثقافة معينة أو نقد ظاهرة اجتماعية ، أو طرح آراء وأفكار تجاه قضايا محددة ، لكن لايوجد لديهم المؤهلات اللازمة لطرح أفكارهم ورؤاهم في قالب مميز يجذب المشاهد ، عدد من المدونين لديهم مهارة كبيرة في إيصال الفكرة وذلك باستخدامهم الفعال للغة الجسد عند حديثهم مع الآخرين فنبرة الصوت وتعبيرات الوجه وهز الرأس وطريقة الجلوس كلها تساعد بشكل كبير في إيصال المعلومة والفكرة للمشاهد ، إلا أن عوائق كثيرة تمنع المدون من القيام بنشر تدوينة مرئية أهمها أنه لايملك كاميرا رقمية بمواصفات معقولة لتسجيل تدوينته ، ودقة التصوير مهمة لا يعني ذلك وجوب استخدام كاميرات سينمائية وجلب طاقم تصوير وإضاءة وو ... لتصوير تدوينة شخصية ، لكن صفاء الصورة مهم ، أيظاً كون المدون لايجيد استخدام أبسط برامج المونتاج مما يمنعه من قص وتعديل الفيديو الذي قام بتصويره ولأنه سيستخدم طرق بسيطة لتسجيل التدوينة فهذا يعني وجود أخطاء في التصوير بحاجة إلا قص وتعديل ، أيظاً من يرغب في نشر بودكاست صوتي هو بحاجة لجهاز تسجيل بدرجة نقاوة عالية ، لأن البودكاست الضعيف الصوت أو المشوش يجعل عند المستمع إنطباع سيء وذلك من خلال تجربتي في متابعة البودكاست العربي فرداءة الصوت حاجز فعلي يقلل من متابعة التدوينات الصوتية لبعض المدونين لأنك ستبقى طوال مدة الإستماع وأنت تحاول استفهام معنى الكلمات الغير واضحة في البودكاست ، كما أن ناشر البودكاست الصوتي يحتاج إلى بعض المونتاج لتعديل التدوينة ولإضافة بعض المؤثرات على الأقل في بداية ونهاية البودكاست ، مهارات أخرى بسيطة يحتاجها المدونون لنتمكن من الحصول على كم كبير من التدوين المميز لنتماشى مع أساليب التدوين المتجددة ولنتابع وقع وسائله المتسارعة ، من وجهة نظري الشخصية فإني أرى أهمية وجود مؤسسات إعلامية مستقلة غير ربحية تهتم بالإعلام الجديد ورواده من الشباب والفتيات ، تقوم هذه المؤسسات بدعم وتطوير المدونين وتقديم دورات متخصصة في احتراف التدوين بكل أنواعه ، دورات في طرق تفعيل واستخدام الشبكات الاجتماعية وكيفية جعلها وسيلة لنقل أفكارنا ، دورات مبسطة في المونتاج المرئي والصوتي بما يكفي لإنتاج البودكاست بشكل جميل دون الخوض أكثر في تفاصيل المونتاج ، دورات متخصصة في فن كتابة الخواطر ، والروايات ، وطرق طرح الأفكار وتسويقها لدى الفئة المستهدفة بالتدوين ، طرح طرق جديدة لتحفيز المدونيين على الاستمرار والتطوير في إثراء مدوناتهم كلُ بحسب تخصص مدونته ، المساعدة في إنشاء مجموعات تربط المدونين ببعض كعقد لقاءات للمدونين المهتمين بالتقنية والقيام بزيارة الشركات المتخصصة في هذا المجال ، المدونون المهتمين بالأدب والرواية تكون لهم رابطة أو جمعية تكون لها فعالياتها الخاصة بها وهدفها اكتساب المزيد من الخبرات والاستفادة من التجارب ، وهكذا في كل مجال آخر للتدوين ، يجب أن تكون هذه المؤسسة القائمة برعاية الإعلام الجديد غير تابعة لأي وسيلة إعلامية تقليدية حتى لا تحتكر أو تسيس ، المؤسسة الراعية للإعلام الجديد يجب أن تبقى راعية لا متحكمة في الإعلام الجديد ، لاتفرض أي وجهة نظر على أحد ، لا تتبنى توجهاً معيناً وتلزم به من تقوم برعايتهم ودعمهم ، لا تتدخل في أي تفاصيل أخرى ، هي تطور وتدرب وترعى وتبتكر وبالتأكيد أنها ستبقى ملتزمة بأن يكون دعمها للمحتوى الهادف والمفيد طبعاً ، لأن الرقي بمستوى التدوين هو من أهم أهدافها ، بإمكان المؤسسة أن تنشىء استديو صوت يتمكن أي مدون من استخدامه لتسجيل تدوينته الصوته ، بالإمكان أيظاً أن يكون هناك استديو لمن يرغب في في تسجيل تدوينة مرئية باستخدام تقنيات مميزة ، لا نريد أن نعقد مسألة التدوين فمن المهم أن تبقى سهلة وفي متناول الجميع ، لكن هذه بعض الأشياء التي قد تدعم المدونين الذين يرغبون في تقديم محتوى بشكل احترافي ، المؤسسة الراعية للإعلام الجديد غير مسؤلة عن المدونين ووجهة نظر أيٍ منهم لايلزم أن تكون موافقة لوجهة نظر المؤسسة ، والمدونون أصلاً لم ينتهجوا التدوين في الغالب إلا سعياً منهم لإيصال قناعاتهم بالشكل الذي يريدون دون تدخل أو رقابة من أحد فمن المستحيل من وجهة نظري إلزام المدونيين برأي معين أو فرض إيدلوجية معينة عليهم فالحرية هي أهم مميز للإعلام الجديد ،

أتمنى أن يتحقق هذا الحلم قريباً ، لنتمكن من رؤية نماذج عربية مميزة جريئة وراقية ورائعة في طرحها ،،


** اليوم الخميس سيقام : (الحفل التكريمي لجائزة هديل العالمية للإعلام الجديد ) بمدينة الرياض لتفاصيل أكثر هنا