|
|
|
15-03-2011, 10:09 AM | #99 |
مميّزة
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: في أرض الله الواسعة *
المشاركات: 1,809
|
المحاظرة السابعة و العشرون
المحاظرةالسابعةوالعشرون الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله . الضوابط والقواعد التي يجب تطبيقها عند مراعاة أحوال المدعوين أولا : لابد من التثبت حين رصد أحوال المدعوين والدقة في تشخيصها وتحديدها من قبل الداعية قبل الشروع في مخاطبتهم والتعامل معهم. يجب أن ننتبه إذا أردنا أن نشخص المدعو وتقرر أن حالته بتلك الصورة ثم تكتشف أن تشخيصنا له تشخيص غير دقيق وإنما شخصنا تشخيصا لآخر فَيكون العلاج على حال لا تمثل واقع المدعو فتقع بالخطأ وتكون سبب في صرف هذا المدعو عن ما نريده من مضمون الإسلام . _لا تكون هذه الأحوال في آن واحد ذات تأثير في عمل الداعية ويلزم الداعية أن يراعيها كلها مع كل مدعو وبنفس الدرجة لكن الذي نريده أن نتلمس لدى المدعو الحال التي نرى أن لها صلة وتأثير بما يدعو إليه .. ● لبيان ذلك .. . ..هل أنت مطالب أنك تنظر إلى كل مدعو من خلال جميع هذه الأحوال .بحيث أنك إذا أمسكت (مثلاً زيد من المدعوين ) فتنظر فيه بالنسبة لوضعه وأحواله المتعلقة بشخصيته أو بذاته ..الجانب الشخصي والعقلي والعاطفي والنفسي وما إلى ذلك ثم تنتقل بعد ذلك إلى الأحوال المحيط به وهي علمه ومعرفته وبيانه ومعرفة وضعة الاقتصادي, ووضعه الاجتماعي ؟ الإجابة : لا أنت تنظر إلى الأحوال التي لها تأثير في مشكلته التي ستسعى إلى تغيرها .. ● مثلاً..أنت عندك مدعو بخيل تريد أن تخلصه من تلك المشكلة .. أنت تنظر فقط الأحوال ذات الصلة بتلك المشكلة على سبيل المثال.. من المناسب أن تقرر هل هو فقير أم متوسط أو غني هذه الحال له علاقة بتلك المشكلة تنظر في مدى علمه حول الصدقة والزكاة هل هو يعلم أنها واجبة أو لا يعلم بذلك . ثانيا : أن تهتم بوقتك أيها الداعية وقتك وجهدك وطاقتك هي محسوبة عليك ولذلك لا نريد أن تصرفها في مراعاة أحوال تكتشف بعد ذلك أن ليس لها علاقة بهذا المدعو ولا بمشكلته فتكتشف أن هذا الجهد لا طائل من ورائه وهذا الذي يستدعي ترشيد الإنفاق في وقتك وجهدك ومهاراتك وخبراتك وأنت تتعامل مع المدعوين ليس كل حال من أحوال المدعوين تستدعي أن تراعيها مع كل المدعوين حتى إذا كانت المشكلة واحده. ثالثا : لابد من الفصل بين القضايا التي يمكن فيها مراعاة حال المدعو والقضايا الأخرى التي لا تخضع لاجتهاد الداعية . (على سبيل المثال) العادات والتقاليد إصرار بعض الناس على أن من السيادة شدة الولاء لضريح ولذلك تجد هؤلاء الأقوام نسأل الله العافية من أحوالهم من عاداتهم أنهم يعيبون على الواحد في المناسبات إذا لم يذهب لزيارة هذا الضريح هذه عادة قوية فرضت نفسها على الناس وجعلتهم يغالبون أنفسهم ليذهبوا إلى هذا الضريح .هل نقول أن عاداتهم قويه ولا نستطيع تغيرها ونقول يجب أن تراعى ؟ . لا المناهج الدعوية من أسسها تخليص الناس من هذه الأشياء السيئة سواء قامت على فكر وعقيدة أو على مصلحة ومطامع أو على عادات وتقاليد. فهل أراعي العادات والتقاليد المتعلقة بهذا المسلك التعبدي في تلك المناسبات أم أنني أقدم تنازل وأقول عاداتهم و تقاليدهم قوية و متمسكين بها _ لا مساومة بقضايا الدين بالذات القضايا الكبر وهي قضايا العقيدة والتوحيد والشرك. رابعا : عدم التعجل لتلبية هوى المدعو ورغباته بحجة مراعاة أحواله . .لا. قد يكون هناك شيء من الرغبات والهوى. لا باس من التريث وتركه عليها خصوصاً إذا كانت له علاقة بأصل مهم من أصول الدين ولذلك إذا كان مشكلته هواه يرتبط بشيء كبير فيجب أن لا ننصاع إليه. خامسا : أن يتعامل الداعية مع هذه الأحوال ينحصر في الظاهر منها أما الباطن المستتر فلا يطالب الداعية بتقصيه وكشفه فليس من منهج الدعوة مباشرة التجسس على الناس لمعرفة أحوالهم . الحمد الله المدعوين أمامناَ ما ظهر من ذلك بنينا منهجاَ عليه وما خفي من ذلك فقد استتر الإنسان بحالة لكن نحن نستطيع أن نستنبط المستور من الظاهر من خلال ما بحوزتنا من خبرة استقيناها من علو أخرى كعلم النفس وعلم التربية وعلم السلوك الظاهر بالسلوك الظاهر على نفسية وعقلية أو عاطفة المخاطب فنعرف أن كان الإنسان حقود أو محب أو عنده غيرة أو يميل إلى هذا الشيء أو يكره هذا الشيء أو انه خائف وما إلى ذلك من تلك الأمور . . . ●مواضع الشواهد من الكتاب والسنة وتحديدا من هدي الرسول صلى الله علية وسلم لأنه الداعية الصاحب القدح المعلى الذي رأينا في طريقته صلى الله علية وسلم كيف تمت مراعاة أحوال المدعوين بصورة صحيحة . يجب أن نشير إلى أن كل عمل دعوي نجدة في القرآن و السنة وكل عمل دعوي قام به الرسول صلى الله عليه وسلم دون استثناء البتة هو في حقيقته يمثل شاهد قوي من شواهد مراعاة أحوال المدعوين لان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جسد الدعوة في صورتها الصحيحة الكاملة المتوازنة وبالتالي كل مدعو اتصل به الرسول صلى الله عليه وسلم يقين أن هذا الرسول صلى الله علية وسلم هو المعلم عليه أفضل الصلوات والتسليم قد راعى أحواله بالصورة الصحيحة التي نتج عنها تحقيق أهداف منهاج الدعوة وهي الإقناع والتأثير . ●عن أبي ذر رضي الله عنه أن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر رواه مسلم.. نأتي بشاهد آخر ● عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان.. ●عن حنظلة الأسدي:.{ لقيني أبو بكر رضى الله عنه فقال: كيف أنت يا حنطلة؟ قال قلت: نافق حنطلة. قال سبحان الله. ما تقول؟ قال قلت:نكون عند رسول الله يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنها رأي العين، فإذا خرجنا من عند رسول الله عافسنا الأزواج والأولاد الصغار، فنسينا كثيراً. قال أبو بكر رضى الله عنه، فوالله إنا لنلقى مثل هذا فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت:نافق حنظلة يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:وما ذاك؟ قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنها رأي العين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده أن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، لكن يا حنظلة ساعة وساعة. فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ملاعبة الأزواج والأولاد، بل صرح، صلى الله عليه وسلم، بما يجوز للإنسان فعله في غير ذكر الله فقال: "كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشى رجل بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة".[صحيح – النسائى، السلسة الصحيحة 315] ولابد للعبد أن يعلم أن كل شيء لله، وأن يذكر نفسه ويعود قلبه ولسانه على "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" [الأنعام:162] وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
__________________
|
15-03-2011, 11:40 AM | #100 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
|
تلخيص المحاضرة (19)
ماهو الأساس الثالث من أسس بناء مناهج الدعوة ؟
هو ’’ الدليل المنسجم مع الدعوة ‘ مالمقصود بالحس وما أبرز أساليب المنهج الحسي؟ أولاً : لفت الحس إلى التعرف على المحسوسات للوصول عن طريقها إلى القناعات لفت الحس اللي هي الحواس الخمس خصوصاً السمع و البصر إلى التعرف على المحسوسات المتاحة الموجودة أمامك هذا معنى لفت الحس إلى المحسوسات الموجودة للوصول عن طريقها إلى القناعات كما في قوله تعالى "وفي الأرض آيات للموقنين و في أنفسكم أفلا تبصرون وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء و الأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون " نقول للناس عبر هذه الآية في الأرض آيات للموقنين فتش في الأرض أنظر هذه المظاهر الكونية العجيبة براكين تتفجر و أرض تمور و تتزلزل ومُطر تنزل وسحب تتكون و تثمر آيات ..! لابد أن تسأل نفسك يعني كيف جاءت ؟ هذه الأشياء محسوسة أنت تنظر إليها .. تسمع بها .. بل إنك تشمها و تلمسها , هذا من أهم الأساليب قال الله تعالى أيضاً في آيات أخرى و الآيات و الأحاديث كثيرة لكننا نورد منها ما يكفي لبيانها قال تعالى " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنهم الحق أولم يكفي بربك أنه على كل شيء شهيد " بلا والله سبحانه و تعالى , و في أنفسهم .. جسمك أيها الإنسان شيء محسوس " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " لفت الحس إلى شيء محسوس وهو الجسم و في هذا الجسم مالا نهاية له من العجائب و الغرائب و بدائع صنع الله سبحانه وتعالى , هذا هو الأسلوب الأول من أساليب المنهج الحسي , الأسلوب الثاني هو أسلوب التطبيق العملي .. أسلوب التطبيق العملي على وجه يشاهده المدعو و يعرف منه كيفية تطبيق الفعل المأمور به الذي ندعوه إليه , الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ فعل شيئاً من ذلك و باشر أسلوب التطبيق العملي _ عليه الصلاة والسلام _ حين كان يعلم الناس الصلاة والحج وأمر الناس بأن يقتدوا به وكان يقول لهم " صلوا كما رأيتموني أصلي " وكذلك يقول لهم " خذوا عني مناسككم " و لشك إن هذا تفعيل قوي للحس فالرسول _ صلى الله عليه و سلم _ يتوضاء الوضوء على الصورة الصحيحة ثم يصلي الصلاة على صورتها الصحيحة هذه أشياء محسوسة مشاهدة في الواقع فيقول للناس " أعملو حواسكم و انظروني كيف أتوضىء و أنظروني كيف أصلي فخذوا وضوءكم و صلاتكم عني " هذا ببساطة أسلوب التطبيق العملي و هو من الأساليب المهمة في المنهج الحسي و هكذا الشأن في الحج يقول الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ " أنا أحج بالصورة الصحيحة فأنظروني بحواسكم وتعلموا مني كيف تحجون " و أنا الأسلوب التالي من أساليب المنهج الحسي القدوة العملية في تعليم الأخلاق و السلوك وهذا له علاقة بالأسلوب الثاني لكن قد يكون فيه شيء من التخصيص جاء الله رسوله _ صلى الله عليه و سلم _ قدوة للمؤمنين قال سبحانه و تعالى في الآية الكريمة " لقد كان لكم في رسول لله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر وذكر الله كثيراً " ليس عليك أيها الإنسان العبد إلا أن ترى تلك الأسوة وهي الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ و تقتدي به فتدلك لما فيه فلاحك ونجاتك , هذه الآية جاءت في سورة الأحزاب . كان خُلق الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ القرآن وقد جاء ذلك على لسان عائشة _ رضي الله عنها _ حين سُألت عن خلقه _ صلى الله عليه و سلم _ فقالت " فإن خلق نبي الله _ صلى الله عليه و سلم _ كان القرآن " فهو نموذج حيٌ يجسّد القرآن في حياته و كل أفعاله و أقواله و لذلك إذا رأيته في هذه الحال في كل ظروف حياته فكأنك ترى القرآن يمشي على الأرض فهو قدوة .. أسوة نصدر عنه و نأخذ منه و نحن نقتدي به في إمتثال تلك القدوة ليرانا الآخرون فيقتدوا بنا و يتأثروا بما نحن عليه من الأساليب الخاصة بالمنهج الحسي تغيير المنكر باليد على وجه يشاهده و يحسه صاحب المنكر .. تغيير المنكر باليد حس على وجه يشاهده ( حس لاحظ ) إحساس صاحب المنكر و يعد هذا الإنكار أقوى درجات الإنكار إن كان الداعية أو المحتسب قادر عليه ( ننتبه لذلك ) فهي درجات للإنكار لكل درجة منها مواضعها التي تسوغ فيها , جاء في حديث أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قوله " من رأى منكم منكراً فليغيروه بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه .... إلى آخر الحديث مثلاً المربي في أسرته مع أولاده بالطريقة المناسبة الحكيمة و المدير مع مرؤوسه وهكذا ... إن كان الموقف فعلاً سائغ لمباشرة هذا التغيير باليد , الأسلوب الأخير من أساليب المنهج الحسي تأييد الرسل عليهم الصلاة و السلام بالمعجزات الحسية و الخوارق وهذا حدث مع الأنبياء كلهم تقريباً الذين سبقوا الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ ومع الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فإبراهيم عليه السلام أُيّد بمعجزة بعدم التأثر بالنار وموسى بمعجزة العصا و اليد و عيسى بإبراء المرضى و إحياء الموتى و الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ أيد بمعجزات كان أقواها و أطلقها و أعظمها هو القرآن الكريم و الصلة المشتركة لتلك المعجزات لدى هؤلاء الأنبياء عليهم السلام أنها سمات تتناسب مع ميول و إهتمامات أقوامهم فحين كان فرعون و قوم فرعون من قوم موسى عليه السلام يهتمون بالسحر ساق الله سبحانه و تعالى له معجزات تتناسب مع هذه الإهتمامات و حين كان العرب يهتمون أكثر ما يهتمون باللغة العربية و البديع و البيان و الفصاحة ساق الله سبحانه وتعالى لهم تلك معجزالمعجزة الكبرى و هي القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فأعجزهم أيما إعجاز ناهيك عن المعجزات الأخرى التي ساقها الله على يد رسوله و هي كثيرة _ عليه الصلاة و السلام _ هذا كل ما يتعلق بأساليب المنهج الحسي ما هي مواطن إستعمالات المنهج الحسي؟ الموطن الأول ) عندما نكون محتاجين لتعليم الأمور التطبيقية العملية و الدعوة إليها التي تحتاج إلى تفهيم و هذا التفهيم يحتاج إلى تطبيق ولذلك نستخدم هذا المنهج الحسي وكل ما كان الأمر المدعو إليه دقيقاً و هاماً و تفصيلياً كانت الحاجة إليه أشد كما فعل الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ في تعليم الوضوء و الصلاة و الحج باشر هذه الأمور عملياً أمام الناس و أمر الناس أن يرقبوه وهو يأديها فتعلموها على وجه صحيح هذا موطن مهم من مواطن إستخدامات المنهج الحسي موطن آخر وهو أن يُستخدم في دعوة العلماء المتخصصين في العلوم التطبيقية التجريبية و يُعين في ذلك الإستدلال بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم و السنة المطهرة مع ملاحظة عدم استخدام النصوص الشرعية لتأييد النظريات العلمية والفرضيات ويكتفى بالإتشهاد بها على الحقائق العلمية الثابتة و بأسلوب مناسب دون تحويل الآيات مالا تحتمل من المعاني يعني انه في مجال العلم التجريبي التطبيقي و بالذات مع العلماء نستخدم المنهج الحسي للفت النظر إلى أشياء محسوسة إكتشفها العلم لنثب للعلماء وهم أصحاب فكر و منهج قوي من المدعويين براعة الإسلام و سبقه و إعجازه في هذه المسألة ليست في دلالة الآية فدلالة الآية صحيحة مطلقة لا إشكال فيها إنما العلة في جهد العلماء فهم ظنوا أن هذه الظاهرة الكونية تتسم بهذا التفصيل ثم تبين لهم بعد ذلك و بعد إجراء المزيد من الدراسات أن فهمهم خاطئ فالذي يتطرق إليه الخلل جهد البشر و ليس النص القرآني أو النص النبوي الصحيح . فيجب أن ننتبه لهذا الإحتراز ونحافظ عليه ولذلك نحن نأتي بالإكتشاف العلمي كشاهد نستأنس به فقط على صحة القرآن و السنة في قضايا الإعجاز وليس دليل على صحة الكتاب و السنة وحين نستأنس بالإكتشاف العلمي على ما في القرآن و السنة من مضامين فنحن بذلك نلفت نظر غير المسلمين حسياً ( حسياً ) إلى عظمة القرآن الذي أشار إلى هذه القضايا العلمية من أكثر من 14 قرناً من مواطن إستعمالات المنهج الحسي حين ندعو المتجاهلين للسنن الكونية الذين ينكرون البداهيات العقلية هؤلاء المعاندين تفيد معهم الحقائق المعتمدة على المحسوسات وعلى هذا الأساس جاءت كثير من معجزات الأنبياء _ عليهم السلام _ ماديه محسوسة مثلاً محاجة إبراهيم _ عليه السلام _ مع الطاغية الذي إدعا أنه يحي و يميت إلى أن بهتة إبراهيم حين قال له : إن الله يأتي بالشمس بالمشرق ( ظاهرة كونية محسوسة ) الله كل يوم يأتي بها من المشرق تفضل لنا أيها المدعي فأتي بها من المغرب وهكذا .. تسقط والإستطراد في تلك الأمثلة كثير ومتعدد وهو لا يخفى عن علمكم لكن الوقت تقريباً لا يسمح بإراد شيء من ذلك لكن الآن هذا المثال بيّن لنا تقريبا ما يمكن أن يتضح به هذه المواطن التي يسوغ و يحصل فيها إستخدام المنهج الحسي . ما أبرزخصائص المنهج الحسي سمات ( يعني الأمور التي إمتاز بها ) ؟ من أبرز ذلك سرعة تأثيره لإعتماده على المحسوسات لأن القضايا الحسية يتأثر بها الناس أسرع من القضايا الأخرى ( يعني يسلم بها كل إنسان عادة فإذا لم يُظهر المدعو تسليمه بما رأى دلّ ذلك على عناد و إصرار و مكابرة و ليس على عدم إقتناع فهو مقتنع لكنه مكابر و معاند ) ومن هنا توعد الله سبحانه و تعالى الذين أصروا على كفرهم بعد رُؤيت المعجزات النبوية الدامغة طلبوا معجزات فحققوا لهم .. ثم طلبوا المزيد فحققت لهم ومع ذلك ينكرون الآن لا سبيل لحصول أي لجس عندهم فقد إتضحت الرسالة و بانت على حقيقتها لهم لكنهم عاندوها و جحدوا بها ليس لعدم قناعتهم بها و إنما هو الكبر و الغرور وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلو قال الله سبحانه و تعالى حول ذلك " قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء ( قال على طلب قومه هم طلبوا ذلك ) تكون لنا عيداً لأولنا و آخرنا و آية منك و ارزقنا و أنت خير الرازقين ( قال الله ) إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداّ من العالمين " لأنها إذا نزلت فقد قامت عليكم الحجة فقد لمستم بأييديكم ( دليلاً على صدق رسالة عيسى عليه السلام ) و لذلك حين تنكرون بعد ذلك لكم إلا العذاب و العقاب الأليم , جاءت هذه الآيات الكريمة في سورة المائدة . من خصائص المنهج الحسي عمق تأثيره في النفوس البشرية لمعاينتها للسيء المحسوس ومن هنا قيل " ليس الخبر كالعيان " فالأنفس تتأثر به خصوصاً إذا رأت الآثار السلبية لما هم عليه من حال و أفكار سيئة و الإسلام يدعوهم إلى تركها , الخصيصة الثالثة للمنهج الحسي سعة دائرته لإشتراك الناس جميعاً في إدراك كثير من الأمور بالحس و هذه لغة مشتركة بين كل البشر مسلمهم و غير مسلمهم ملحدهم و غير ملحدهم كلنا تقريبا كبشر نشترك في هذه الحواس ونتعاطى بصورة واحدة مع المحسوسات و لذلك سعة الدائرة التي يؤثر بها المنهج الحسي كبيرة جداً ومن السائغ أن نستخدمه في تلك الدائرة الواسعة و نستثمر ما فيه من مزايا ماهو النوع الثاني من أنواع الدعاوى ؟ النوع الثاني هو الدعاوى المتضمنة لأمور عقلية و هي ليست فيها حس و إنما فيها مضامين تُعمل في العقل وتُنشأ في العقل و يتم تعاطيها بلغة العقل و الفهم ولذلك ربما لا يسوغ أن نستخدم فيها الدليل الحسي الملموس لكن مواطن التعامل معها وتداولها في العقل و الدليل المناسب المثمر هو التأمل و التفكر , يصعب طرح هذا النوع من الدعاوى على أرض الواقع كما نتعامل مع المسائل الحسية المجردة و لذلك فإن الدليل العقلي أو الذي نسميه البرهان قال العلماء عبّر عنه علماء الإسلام بالبرهان وهكذا جاء الحديث عنه في القرآن الكريم " قل هاتوا برهانكم " هو المناسب البرهان هو المناسب لإثبات هذا النوع من الدعاوى ونحن نعبر عنه في مقررنا بالمنهج العقلي لأنه يرتكز على العقل .. يدعو إلى التفكير .. يدعو إلى التدبر و الإعتبار هذا النوع من الأدلة يحتاج إلى أن يبحث الداعية لدى المدعو عن الحد الأدنى من القناعة التي يشترك معه فيها بشأن تلك القضية التي يطرحها الداعية عليه هذه القناعة المشتركة بين الداعية و المدعو على أمر معين هي الخلفية المعرفية لهما التي يتفقان عليها ثم ينطلقان منها لإتمام النقاش حول القضية المطروحة . أهم شيء أن أشترك أنا و المدعو في خلفية علمية حول تلك القضية لا نختلف فيها حتى ننطلق منها كمل يقال " ننطلق من أرضية مشتركة " يجب أن يؤسس الداعية على تلك الأرضية المشتركة بينه و بين المدعو الدليل العقلي لأن الدليل العقلي المبني على تلك الأرضية المشتركة ملزم للمدعو لا يستطيع المدعو إنكاره لأنه إذا أنكر الدليل العقلي معناه أنه أنكر الخلفية المشتركة و القناعة المسلمة بها و التي أخذنا إقراره عليها , بعد ذلك ينطلق الداعية في وضع المقدمة العقلية وهي التي يترتب على إيمان المدعو بها ضرورة إيمانه بما يُبنى عليها ( لاحظ معي ) يترتب على إيمان المدعو بالمقدمة العقلية وهي الخلفية المشتركة بينه و بين الداعية ضرورة إيمانه بما يبنى عليها , يتجلى ذلك في أمور عديدة جاءت في القرآن و السنة منها قول الله سبحانه و تعالى " قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله و إنا أو إياكم على هدى أو ضلال مبين " الخلفية المشتركة إشتراكنا نحن مع المدعويين على إيماننا بأن الذي يرزق من السماوات والأرض هو الله , ثم ننطلق من هذه المقدمة لنبني عليها نتائج يجب أن نلزم المدعو بها تبعاً لإلتزامه بتلك المقدمة الدليل في هذه الآية قام معنى البرهان العقلي الذي ساق مقدمة عقلية مفادها أن أحد الفريقين على صواب و الآخر على خطأ فلم يدعي المسلم أن الحق معه قال إن الحق محتمل معي و كذلك الخطأ محتمل معي و شأنك كذلك وهذه مقدمة جيدة ثم قال : تعال نتداول المسألة التي بيينا فالذي يثبت الحق معه معناه أن الثاني مخطئ و بالطبيعي أن المسلم يستطيع أن يُثبت الحق معه فإذا ثبت الحق معه لزم المدعو أن يسلم بتلك النتيجة التي بناها على المقدمة و هي إحتمالية الخطأ و الصواب عند المدعو و الداعية , فيعترف المدعو بخطئه و حين إذن ليس إلا أن يقتنع ثم يسلم أو يعاند .
__________________
تمــوت النفوس بأوصابها .......................ولم يدري عوادهــا ما بها وما أنصفـت مهجة تشــتكي .................................أذاهــا الى غير أحــبابها ستبقى لي منك ذكرى ماحييت |
15-03-2011, 05:59 PM | #101 |
فاصبر إنّ العاقبة للمتقين
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: . . تَحتَ ظِلّ رَحمةِ الله !
المشاركات: 5,426
|
هل انتهت جميع المحاضرات من التلخيص ؟!
أعانكم ربي وجعل أجرها لكم ثقيلة في الميزآن
__________________
. •
إنّ هٓذهِ الأمّة وإنْ استُركِعت .. فإنّ ظَهرهَا لنْ ينكَسِر ! والعَاقبة للمتّقين ، وسيرَى المُنافقِينْ هذا بأمّ أعينهـم العَورَاء . • |
15-03-2011, 06:45 PM | #102 | |||||||||||||||||||||||
مميّزة
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: في أرض الله الواسعة *
المشاركات: 1,809
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جزاك الله خيرا وأثابك تقريبا تبقى ثلاث محاضرات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ أنا تبقى لي محاضرة واحدة وهي المحاضرة الثامنة والعشرون ولكن لم أستطع تلخيصها لإنشغالي إذا كانت أحد الأخوات تتبرع بتلخيصها فجزاها الله خيرا أو أنتظروني غدا بإذن الله . .
__________________
|
|||||||||||||||||||||||
15-03-2011, 07:48 PM | #103 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
|
أجل 28 علي بعون الله غداً سأقوم بتنزيلها .
__________________
تمــوت النفوس بأوصابها .......................ولم يدري عوادهــا ما بها وما أنصفـت مهجة تشــتكي .................................أذاهــا الى غير أحــبابها ستبقى لي منك ذكرى ماحييت |
15-03-2011, 08:01 PM | #104 |
مـمـيـّـزة
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: سبحان من خلى هوى القلب حايل** دار المروه والكرم والحمايل
المشاركات: 4,624
|
المحاضرة الواحدة والعشرون
** أنواع الدعاوى التي يتضمنها النص** النوع الثالث /الدعاوى المتضمنة لأمور غيبية ما هو الدليل المنسجم مع هذا النوع من الدعاوى الذي يبرهنها ويجعل المتلقي يقتنع بها ويؤمن بها؟ الأمور الغيبية كما تعرفون مما يقوم عليه منطقة المسلم وهي الأساس والركيزة التي ينبني عليه هذا الإيمان ثم يقوم الإسلام بعد ذلك . ولأن العلم بتفصيل تلك الأمور الغيبية موكول إلى الله سبحانه وتعالى فهو العليم الخبير ,والإنسان اذا تجشم مسألة معرفة هذه الأمور الغيبية فإنه يتكلف عناءً لم يتعبد به ولم يطلب منه وذلك بأنه سعيه إلى ذلك يسعى بقدرة لا تمكنه أن يعرف تلك الغيبيات . فهي قد حجبت عنه لأمر أراده الله سبحانه وتعالى قد نعرف شيئا من علل هذا الحجب وقد لا نعرف شيئاً لكن لعل الأشياء التي نعرفها حول مسألة قضية الحجب تفعيل مسألة الإيمان فلا يمكن أن يحد المؤمن وغير المؤمن إلا إذا كان هناك أمر غيبي لا نراه ولا نشاهده ولا نحسه ولا يمكن أن نستدل عليه إلا بدليل مباشر من العقل وما إلى ذلك . .ولذلك حينً يظهر المؤمن الذي يؤمن بتلك الأمور التي لم تثبت له ويضعف الإيمان وينعدم حين يريد المسلم أو غير المسلم أن يرى هذه الأمور الغيبية حتى يكون هذه الرؤية شرط لإيمانه .. من حكم حجب الغيبيات/ 1/ تفعيل مسألة الإيمان ومعرفة درجاته بين الناس . 2/رأفة الله لخلقه حين حجب عنهم تلك الغيبيات لأن عقولهم وأذهانهم لا تستوعبها ولا تتحملها ولأن عواطفهم ومشاعرهم لا يمكن أن تتعامل مع هذه الغيبيات فالإنسان بجسده وبعقله وبعاطفته وبوجدانه أقل من يتعامل مع هذه الغيبيات ولذلك لو بدا شيئاً منها في هذه الحياة الدنيا ربما هلك بسبب ذلك فمن رحمة الله سبحانه وتعالى أن قام بحجبها عنا حتى تستقيم حياتنا على هذه الأرض بصورة لا يعكرها شيئا لا يتواهم مع قدرة عقولنا وأجسامنا وقلوبنا وعواطفنا . طيب ما هو الدليل المناسب الذي من خلاله نثبت الغيبيات ونجعل المخاطب يؤمن بها ويعتقد ويسلم ويصدق ؟ التدليل على هذه الأمور الغيبية بأمور حسية وعقلية من البداية هو أمر لا ينسجم معها أبداً ولا يمكن أن تثبت بهذا المسلك ولذلك إن الدليل الأنسب في إثبات هذه المسائل وجعلها مصدقه لدى المخاطب , ينطلق على إيمان المخاطب بمصدر هذه الغيبيات وتقوية الصلة والثقة بين العبد وبين الله باعتباره مصدر تصدر عنه الحقيقة الكاملة وتقوية وقوة الصلة بين العبد وبين الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره لا ينطق عن الهوى فإذا أخبرنا شئ من تلك الغيبيات فهي أمور صحية لا مجال لإنكارها ,, إخبار محمد عن الجنة عن النار عن الصراط وعن البرزخ عن الملائكة عن مارآه في النار عن الأمور الغيبية لكن الذي أخبرنا بها هو الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .. على ماذا نبني إيماننا؟ نبني إيماننا بتلك الغيبيات التي لم نراها ولم نحس بها ونبني تصديقنا بها وتسليمنا بها ,بتسليمنا وتصديقنا بمصدرها وهو الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق يجب أن تسلك أنت أيها الداعية وأنتِ أيتها الداعية في مخاطبة المدعو هذا المسلك وهو جاء للمخاطب يثق ويصدق ويؤمن بمصدر الغيبيات وهو الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .. إذا تحقق هذا التصديق إذا بنيت هذه الثقة بعد ذلك لا يجد العبد مشكلة في أن يصدق ما يصدر عمن يثق به ويسلم به وهذا هو البناء الصحيح والدليل القوي الذي ينسجم مع الأمور الغيبية فيجعل المخاطب يستكين لهذا الدليل ويعلم أنه ليس بالضرورة أن يعرف سر كل شئ ولكن المهم أن يتأكد من صحة مصدر هذه المعلومة هل هي من الله ومن رسوله أم لا ؟ فإذا كانت منهما فهي أمر حقيقي لا إشكال فيه ولذلك المؤمن المسلم يؤمن بالأمر الغيبي لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا به ورسوله صلى الله عليه وسلم أخبر به أشد أو ربما بمثل إيمانه بأن هذا الورق أمامه يحسه ويلمسه لأن مصداقية الله وقوة الحقيقة التي يلقيها على البشر ومصداقية محمد صلى الله عليه وسلم وقوة الحقيقة التي يلقيها على العباد أقوى من مصداقية الحواس البصر والسمع وما إلى ذلك التي نعتمد عليها في إثبات الأشياء المحسوسة ولذلك لا مناصاً من أن تعرج أيها الداعية وأنتِ أيتها الداعية على هذا الدليل فبه يحصل بناء برهان قوي يجعل المدعو يسلم بتلك الغيبيات ويؤمن بها لأن هناك تطابقاً وانسجاما بين تلك الغيبيات وبين هذه الأدلة التي سيقت لها .. الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأمر غيبي لا يخطر على بال ولا يمكن أن يصدقه الناس انطلاقا من واقع محسوس حتى بهذا الزمن وهو إخباره أنه صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة أسري به إلى المسجد الأقصى ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماء السابعة مروراً بالسموات السبع وكان له في كل سماء مما كان له من دخول وسلام وحديث , ثم رجع به مرة أخرى إلى مكانه فصلى الفجر مع المسلمين هذا الأمر لو أخبرنا به في هذا الزمان زمان التقدم العلمي والتقنية والوصول للقمر , لم نصدقه فكيف يكون الأمر بحال المسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك حين أُطرب الناس بسماع هذا الخبر مابين منكر وبين مصدق مرتاب في أغلب السؤال عن التفصيلات , جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه فهو لم ينشغل بالتفصيلات لم يسأل كيف ذهب؟ متى ذهب ؟ كيف نقل ؟ من الذي نقله ؟ من الذي طار به ؟ ماذا رأى؟ هو أنشغل فقط بالمسألة التي تكلمنا عنها بالدليل وهو مصدر المعلومة فقال قولته المشهورة "إن كان قاله فقد صدق " يعني أبو بكر الصديق يقول إن كان محمد صلى الله عليه وسلم رسولنا الذي لا ينطق عن الهوى قال بهذا الكلام فهو صادق أن هذه المعلومة مصدرها من المصادر المعتبرة وهي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فطالما أنها صدرت عنهما فهي أمر حتمي حقيقي لا مجال لإنكاره ,ولذلك الذي يصل لهذه الدرجة من الإيمان هو المرتاح . وأنت أيها الداعية يجب أن تريح المدعو بأن تجعل في يده هذه الدرجة من التصديق حين إذاً يتعامل مع الغيبيات على ضوء مصدرها وليس على ضوء طبيعتها وكنيتها وحقيقتها . فيبحث بعد ذلك عن أدلة حسية أو عقلية لإثباتها وهذا لا سبيل إليه بالمرة.. مثال : الموت وما يحصل من بعث بعده , لو أردنا أن نثبت ذلك بأدلة حسية فقط أو عقلية دون أن نطلق في إقناع المدعو بأن يسلم رسالة الإسلام وبصحة بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فالأمر هنا يقوم برمته على الثقة في مصدر الدعوة فإذا تحققت هذه الثقة كما قلنا وهو الله سبحانه وتعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم تحققت هذه الثقة لدى المدعو , تحقق بهذا الأمر الغيبي أنظر كيف يبين ذلك موقف أبو بكر كما ذكرنا لكم .. الركون إلى إثبات الأمر الغيبي سيجر الداعية إلى خارج الموضوع وسيشتت الموضوع ويخرج المضمون الدعوي عن سياقه ويجعل الداعية ليتكلف أمراً ليس بيده ولم يتعبد به , بل إن لاحظ معي انشغال العبد بمعرفة تفصيلات الأمر الغيبي ليس من الدين هكذا أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله . الإيمان به واجب والسؤال عن تفصيلاته لا يصوغ ولا يصح . ربما الداعية يتورط في بعض الأطروحات الحسية والعقلية فيكتشف أنه أخطأ وأنه حمل مضمون الإسلام ما لا يتحمل وأنه أدى بالمدعو إما إلى زيادة الحيرة والارتباك , لأنه تكلم عن أمر لا يمكن الحديث عنه أو أنه تسبب في زيادة انصراف المدعو عن مضمون الإسلام واقتناعه بأن الداعية هنا لا يملك دليل على إثبات مراتب دينه وهو دين الإسلام .. أنت قل بسهولة و وببساطه وبدون حرج هذا أمر غيبي لسنا مطالبين بمعرفته لأن قدرتنا البشرية لا تملك الإمكان لمعرفته , ولذلك نحن متعبدون أيها المدعو متعبدون فقط بالإيمان به وتصديقه دون أن نتجاوز ذلك إلى معرفة التفصيلات . كيف نؤمن به ؟ نبني إيماننا به بناءً على مصدره القائم به وهو الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت لنا أن هذا الأمر الغيبي جاء من هذه المصدرين فهو صحيح حقيقي لا إشكال في الإيمان به. جاء قي قوله سبحانه وتعالى ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ) لاحظ معي هذه الآية فهي تتحدث عن أمر غيبي طلب النبي هنا وهو موسى عليه السلام على جلال قدرة أن يطلع عليه أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن أستقر مكانه فسوف تراني ,فلما تجلى ربه إلى الجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ,فلم أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ) موسى عليه السلام ليس عنده شك في الله لكن من باب يعني المزيد من العلم من باب الفضول من باب يعني إطمننان القلب الطمأنينة هنا ليس التصديق والإيمان ,لكن الإرتياح لله السكينة التي ينشدها موسى برؤية الله هذا المقصود . الله سبحانه وتعالى قال أن هذا أمر حجب عن البشر , ولكن يبين الله سبحانه وتعالى شيئا من علل هذا الحجب قال له انظر إلى الجبل فلما تبدى ربه إلى الجبل صار هذا الجبل مدكا حطاما مساوا بالأرض , فأنظر سبحان الله العظيم كيف الجبل على قوته وضخامته وصلابته لم يتحمل هذا الأمر الغيبي وصار تراباً مساوا بالأرض فما بالك بالإنسان الضعيف , ولذلك نحن قلنا في بداية الكلام إن من حكم حجب الأمور الغيبية عن البشر في الحياة الدنيا الرأفة بهم والرحمة من الله سبحانه وتعالى لأنهم لا يتحملون التعامل مع تلك الأمور . لكن الله سبحانه وتعالى إذا بعثهم يوم القيامة بعثهم في خلق جديد لا في أجسامهم ولا في تفكيرهم وعقولهم ولا في عواطفهم ومشاعرهم فيكونوا مهيأين يوم القيامة للتعامل مع تلك الأمور الغيبية على ما فيها من هول وشدة . النوع الرابع / من الدعاوى هي تلك الدعاوى المتضمنة لأمور يدين لها المدعو ويؤمن بها لكنه لا يمتثل لها لا يستجيب لها وما أكثر هذا النوع وما أكثر حالاته وهو حالنا تقريبا لأن الإنسان يؤمن بأن هذا الأمر حلال وضروري ويجب فعله لكنه يتكاسل عنه فالواحد منا يؤمن أن هذا الأمر حرام ويجب أن يترك ولا يقترب وهو يمثل إثماً وغضباً من الله سبحانه وتعالى على العبد حين يفعله لكن الشهوة والهوى والنزوة تجعل الإنسان يتجاهل هذا التحريم ويذهب بهذه المسألة . هذا معنى النوع من الدعاوى أن هناك أموراً تؤمن بها وتقتنع لكنك لا تمتثل لها ولا تستجيب ولذلك المدعو هنا الآن ليس بحاجة إلى أن تقول له حلال وحرام فهو يعرف الحلال والحرام هو بحاجة إلى دافع يجعله يركن إلى علمه بأن هذا الأمر حلال أو واجب فيأخذ به أو أنه محرم فيتركه ويبتعد عنه .. فتقوية الوازع في قلبه تنشيط الخوف من الله تنشيط الرغبة في رحمة الله به وفوزه بالجنة بحيث يزهد في رغباته ونزواته وشهواته إذا نشطنا في قلبه و وجدانه وعقله الأمور العظيمة المترتبة من الله كثواب الله إذا ترك المحرم وإذا فعل المأمور الواجب , أما أن تقول له حلال حرام , يقول : أنا أعرف هذا حلال وهذا حرام ولذلك أدعي أن الله يهديه أليس هذا كلام الناس ,,هذا النوع من المدعوين الذي يعيش هذه الحال يجب أن نصوغ له دليلاً ينسجم مع حالته حتى يقتنع بضرورة الاستسلام لقناعاته بهذه الأحكام فيأخذ بها ويطبقها ويجعلها واقع ملموساً في حياته نحن نستخدم هنا المنهج العاطفي .. المنهج العاطفي : هو المنهج الذي من خلاله ننشط ما في الإنسان من وازع من خوف من رغبه من خشيه فنجعله يركن إلى ما يؤمن به من أوامر ونواهي فيأخذ بمقتضاه . يمثل هذا المنهج الموعظة الحسنة فهي صورة المنهج العاطفي التي تنطوي إلى الترغيب في الخير والترهيب من الشر وذلك بأن تذكر جزاة المحسنين إذا فعلوا الأوامر وجزاء المسيئين إذا باشروا المحرمات والمنهيات .. الموعظة الحسنة هي الدليل الذي يدير الموعظة الحسنة وهي التي تنعش الجانب العاطفي هي الدليل الذي يثير في نفس المدعو الدوافع الإيمانية والإنسانية والمخاطب كما نعرف تحمل فطرته من محبة الله وسعيه لإرضائه في سبيل تلك المحبة ولذلك لا سبيل من استخدام هذا المسلك . في حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي جاء ليستأذنه في الزنا شاهد على ذلك فالرسول لم يبين له حرمة الزنا وشدة جريمته وأنه من كبائر الذنوب وإنما خاطب وجدان هذا الشاب وعاطفته من خلال إثارة غيرته على محارمه لو نال تلك المحارم ما ينال محارم الغير يعتدي هو على تلك المحارم بالزنا فكان أن أرتدع وترك ما كان يهم به .. أبرز أساليب المنهج العاطفي ما يلي : أولاً أسلوب الموعظة الحسنة / أسلوب الموعظة الحسنة يندرج تحت الترغيب والترهيب وللترغيب والترهيب صور عديدة على الداعية أن يختار منها المناسب على ضوء ما يراه من حال المدعو والواقع . نص الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على هذا الأسلوب فقال في بعض الآيات (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) جاء ذلك في سورة النحل . من صور الترغيب والترهيب التذكير بنعمة الله على عبده التي تستوجب شكره , أيضاً مدح الداعي للمدعو أو ذمه وذلك بذكر خصائصه أو مزاياه أو بذكر معايبه وأخطائه قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس وقد جاء للسلام عليه صلى الله عليه وسلم (إن فيك خصلتين يُحبهما الله: الحلمُ والأناةُ( فكانت هذه سببا في رفع نفسيته هذا المخاطب وجعله يركن إلى هذا الرسول ويحب ما يصدر عنه . الوعد بالنصر والتمكين أيضاً هذا من أسس الترغيب والترهيب كقول الرسول صلى الله عليه وسلم لسراقة بن مالك وهو يهم باللحاق به وأسره وإعادته إلى قريش , كيف بك إذا لبست سواري كسرى , أثر ذلك عليه حتى رأى بأم عينيه سوار كسرى في يديه في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... كذلك سرد القصص العاطفية المؤثرة على غير ذلك من صور وأشكال المخاطبة بالموعظة الحسنة... هذا وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
__________________
|
15-03-2011, 08:25 PM | #105 | |||||||||||||||||||||||
مميّزة
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: في أرض الله الواسعة *
المشاركات: 1,809
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك أخيتي
__________________
|
|||||||||||||||||||||||
15-03-2011, 09:45 PM | #106 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2011
البلد: في ارض الله
المشاركات: 6
|
لاحول ولاقوة الابالله انتم معطيني السابع والعشرين والقى غيري مفرغها ليش خلصت من تفريغها طيب وين التقسيم عشوائي الله يسامحكم بعد ماتعبت منهاااا
|
15-03-2011, 10:32 PM | #107 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
|
المحاضرة (28)
ماهي الآثار المترتبة على تطبيق المنهج العام ؟ الآثار المترتبة على تطبيق الحكمة اللي هي مراعاة أحوال المدعوين وهي أثآر لاتخلو من ثلاث حالات آثآر إذا كان المدعو مسلما وآثار إذا كان المدعو غير مسلما وآثار له علاقة إذا كان المدعو من الرافضين للحق ونموذج للمناهج الخاصة الآثار المترتبة على المنهج العام وهو الحكمة إن الوصول بالمدعو في ضوء حالته اللي عرفناه إلى أعلى إلى أعلى درجات الإصلاح والاستقامة من خلال المنهج الدعوي المحكم الذي نراعي به أحوال المخاطب الترقي بتلك الأحول من السيئ للحسن ومن السيئ للأحسن يعد الثمرة الذي ينالها الداعية حين يتوفر في أدائه ماتحتاجه وتستدعيه الحكمة من إجراء يناسب حال المدعو وواقعه يظهر هذا الأثر في المدعو مختلفا حسب التقسيم التعليمي آثار مترتبة على المنهج العام أو مرعاه أحوال المدعوين إذا كان المدعو مسلما هاذي الحالة الأولى التي يظهر فيها الأثر إذا كان المدعو مسلما قد يكون متمسكا بدينه محافظا على فرائضه فيزداد ذلك لديه ويرتقي به المنهج الذي باشرنه أنت أيها الداعية معه يرتقي بالدعوة في درجات الإيمان والاستقامة قال الله سبحانه وتعالي .. (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى )) هذا الأمر لاشك إن أثره واضح في المسلم المستقيم فـ هو يتأثر كم يتأثر المنهج غير المستقيم فأثر المنهج الدعوي ولله الحمد على جميع الفئات مسلمين بدرجاتهم المختلقة وغير مسلمين بأصنافهم وواقعهم المتخلف فـ هذا المنهج المحكم لابد أن يأثر في كل هذه الفئات قد يكون المسلم عاصي معرض ليس كالسابق المنهج الدعوي سيسهم في رده للطاعة والالتزام وذلك نوصله إلى رتبة النوع السابق اللي هو المدعو المستقيم ويرتقي بعد ذلك في استقامته ويحسن حاله أريد أن أقولكم لكم حاجه مهمة وهي إن الأثر المترتبة على المنهج طالما إن المنهج هذا أحكم بنائه وروعي وهذا الأثر لا بد أن يحصل وهو اقتناع المدعو بما تطرحه أيها الداعية عليه من مضمون النوع الثاثي عالى.المدعو غير مسلم فمن أثر الذي سيتركه فيه المنهج العام طبعا المرجو في حقه إن يترك كفره إلى توحيد الله ودخول الإسلام فإذا دخل في الإسلام فإذا دخل في الإسلام يكون كالصوت الأول فـ نرتقي به درجات الإسلام والاستقامة قال الله تعالى { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } .. وقال الله تعالى ..( رسول يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) .. ولذلك أثر المنهج الدعوي في هذه الفئة واضح وماد خول ملايين الناس إلى السلام في الأزمنة والأمكنة المختلفة إلى دليل جلي في هذا الأثر قسم ثالث: له علاقة بالأثر المترتب على هذا المنهج إذا كان المدعو من الرافضين للحق عنادا ومكابرة فإن الحكمة في دعوته متطلبات مراعاة أحواله لابد إن تترك أثر فيه هذا الأثر سيكمل في الصورة التالية أنت إذا خاطبت المدعو المعاند بمنهج دعوي محكم راعية به أحواله المراعاة الصحيحة وفق الضوابط يقينا إن ستترك في نفسه حقا يصارع مافيه من الباطن يستوي في هذا الموقف من الدعوة المدعو للمسلم وغير المسلم لأن المدعو المسلم قد يكابر ويعاند في بعض المسائل المتعلقة في بعض المسائل المتعلقة في بعض المعاصي طبعا هذا لاشك أنه سوف يخلف لديه تصدقين وتوبة أو إنه سوف يشك ويتعذب في هذا المضمون الصحيح الذي زرعته أنت أيها الداعية في داخله فصار المضمون المحق المزروع في المسلم المعاند يتصارع مع المضمون الباطل ولا يرتاح المدعو إلى إذا ركن للمضمون الحق المضمون الجديد الذي دخله عقله فإذا لم يركن إليه ويستمر في عناده في هاذي فإنه مشكلته لايستطيع التخلص من المضمون الحق لأن المضمون الحق له القوة تجعله ينغرس في عقل وفكر هذا المخاطب فيزال تحت وطأة الصراع بينه وبين باطله وبين الحق الذي زرع فيه مرتاب متشدد إلى أن يكتب الله له الهدايه فيأخذ في هذا الأمر قال الله تعالي (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) .. وهذا حال كل من دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل وكل من دعاهم أي داعية وفق المنهج الصحيح سيتأثرون ويتنعون ولكن يستسلمون أو لا يستسلمون هاذي مسألة الثانية ولكنهم يقينا سيعانون صراع الداخلي بين باطلهم وبين الحق الذي سقته له أيها الداعية حتى يركنوا لهذا الحق ويرتاحوا الوصول لتلك النتائج في حقي أولئك لا بد من حصوله بتوفيق الله إذا توافرت بجهد الداعية إذا توافرت في منهجه فيما يتطلبه المنهج العام من إتقان وقرايه هذه هي الآثار التي تترتب على ذلك وهي لاتخرج من واحد من أن المنهج له سمات وله خصائص من أذكر أهمها؟ أنه لا يستمر مع كل المدعوين على اختلاف أحوالهم بنفس القدر فقد يناسب بعضهم وقد لا يناسب البعض الآخر وهذا طبيعي مثلا اللين والترغيب يصلح مع زيد المدعوين ولا يصلح مع الأمر هذا حالته تقتضي الترغيب وهذا حالته تقتضي الترغيب , الترهيب منه خاص والترغيب منهج خاص هاذي مسألة أو سمة من سمات المنهج الخاص مثل الترغيب جميع الحالات المدعوين ومشكلاتهم السمة الثانية هي أدق من السمة الأولى إن استخدام المنهج الخاص مع المدعو لايستمر مع المدعو في جميع الأوقات مع المدعو الواحد فقد يناسبه في وقت وقد لاينا سبه في وقت آخر فتعدد العلاجات الخاصة تتعد العمليات الدعوية الخاصة بتعدد أحوال الناس وبتعدد أحوال المدعو نفسه السمة الثالثة الداعية تبعا لذلك لايرتبط بالمنهج الخاص الواحد مع كل المدعوين فهو غير ملازم له في كل أحواله وله إن يتحول من هو إلى غيره تبعا لتغير حال المدعو وتبدله وذكر في سمات المنهج العام إن المنهج العام ملازم للداعية في كل أحواله سواء الدعوية ولا التعبدية في كل شؤون حياته هو يتفئ ظلال المنهج العام لكن المنهج الخاص لا يلازمك دائما فـ مثلا عندنا المنهج الخاص اللي هو الترغيب هل دائما الترغيب معك دائما مع كل شي ومع كل مدعو لا يجب إن تراوح بين هاذي المناهج الخاصة وتبدل بينها حسب متطلبات الناس وأحواله أيضا جهد الداعية سمه الرابعة والأخيرة جهد الداعية في اختياره للمنهج الخاص يقوم على الاجتهاد من خلال الملائمة بين حال المدعو وبين المنهج التي يناسب تلك الحال هذا الاختيار يقوم بتحديد المنهج من بين المناهج الخاصة الموجودة هل يستطيع إن يخرج لنا منهج دعوي خاصا جديدا ويبتكره الداعية؟ الجواب لا فليس بوسع الداعية يعني ابتكار شي من ذلك لأن تلك المناهج أستوعبها القران الكريم والسنة النبوية المطهرة هي أشبه ماتكون المناهج الوقفية والسبب في ذلك إن أحوال المدعوين قديما وحاضرا ومستقبلا إلى قيام الساعة معالجة كلها مهما جدت وتغيرت بتلك المنهاج التي بين أيدينا فليس هناك حال متوقعه للمدعو تطلب منهجا ليس موجود من المناهج الدعوية الموجودة لدينا وبناء على ذلك عندنا الموعظة الحسنة وبما يدخل من تحتها الترغيب وترهيب عندنا الحزم والشدة مادور الداعية بما يتعلق بالمنهج الخاص؟ ينحصر في اختيار المنهج المناسب من بين المناهج الموجودة أمامك أما انك تسعى لابتكار منهج جديد الموجود في القران والسنة استوعب كل شي وهذه مسألة ظاهرة باختلاف الوسائل الدعوية الوسائل الدعوية لا يزال أهل الدعوة يطورون ويبدعون في عهد الرسول مثل الخطبة والكتاب أو الرسالة بعدها ظهرت وسائل دعوية كثيرة ليست موجودة في زمن الرسول وهي صائغة شرعا بل محمودة ومطلوبة إذا الابتكار في الوسائل وهو اجتهادي إما في المناهج فليس هناك مجال لها لأن المجال التي في أيدينا مما جاء في القران والسنة مستوعب لكل شي ولا نستطيع حتى إذا أردنا إن نوجد منهج دعويا جديد ليس هناك شي إلى الموجود ما لصلة بين المنهج العام وبين المنهج الخاص ؟ تقوم الصلة بين هذان المنهجين على اعتماد الداعية في بناءة للمنهج الخاص على المنهج العام هو ينطلق من المنهج العام في بنائه للمنهج الخاص يعتمد على المنهج العام حتى يتمكن في تصميم وبناء المنهج الخاص تبين إن المنهج العام لازم للداعية كما ذكرنا في كل أحواله هو يحتاجه في بناء نفسه ويحتاجه في تكوين مهارته كما يحتاجه في أحكام صلته في بالله تعالى ويحتاجه في إحكام صلته بالكون من حوله وبالناس فهو نظام الإسلام الشامل بك من طوي عليه من عقيدة وشريعة وأخلاق ولذا إن المنهج الدعوي الخاص من الأمور المحكومة بما في المنهج العام سواء ع صعيد الاختيار أ وع صعيد التصميم ثم التنفيذ لهذا المنهج الخاص إذا المنهج العام معين للداعية في منهجه الخاص وتكوينه وتحديد ملامحه وضبطه والمحافظة عليه في مساره الصحيح الذي يحقق هدفه المطلوب وهو يقنع المخاطبة وهاذي الصلة بين المنهجين وهي صلة متناغمة متطابقة ليس فيها نقص أو توتر يعني هي تيسير إنسايبيه مع حياة المسلم على صعيد صلته بالله وعلى صعيد قيامه بالدعوة إلى الناس أذكر نموذج من المناهج الخاصة مع الأمثلة ؟ على المناهج الخاصة الموعظة الحسنة المجادلة التي بها أحسن الرفق واللين الشدة والحزم والقوة والترغيب والترهيب قال تعالي (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) الموعظة الحسنة والمجادلة بما هي أحسن من المناهج الخاصة يؤيد ذلك هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة فلم يكون ملازم لأي من المناهج بصفته دائمة ومستمرة مع جميع المدعوين لم يكن واحد من تلك المناهج ملازم للرسول في كل أحواله سنختار الموعظة الحسنة باعتباره أحد المناهج الخاصة التي من خلالها سوف نبين المراد بالمنهج الخاص وما يدخل تحته من تقسيمات وسمات تطبقيه والآثار المترتبة عليه وما إلى ذلك الموعظة الحسنة يراد بها في اللغة حث الناس على لزوم أمر بواسطة النصح والوصية والتذكير بمحاسن الأخذ في هذا الأمر ومساؤه تركه لاحظ معي الموعظة الحسنة المراد بها حث الناس على لزوم أمر مع بواسطة نصح وصية تذكير بمحاسن بمزايا هذا شي تذكير بمساؤ وسلبيات ترك هذا الشي الذي نحث الناس عليه أما في الاصطلاح فقد عرفها شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله بأنها أمر ونهي بترغيب وترهيب قال تعالى ( يعضكم أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )
__________________
تمــوت النفوس بأوصابها .......................ولم يدري عوادهــا ما بها وما أنصفـت مهجة تشــتكي .................................أذاهــا الى غير أحــبابها ستبقى لي منك ذكرى ماحييت |
15-03-2011, 10:39 PM | #108 | |||||||||||||||||||||||
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
|
الله يحفظكِ أستعجلنا بتفريع عنكِ لما تاخرتي ولم يسعفنا الوقت ..لازم نسلم المذكرة خلال هذه الأيام المعذرة أختي الفاضلة حقكِ علي أنا وأحتسبي أجركِ لن يضيع الله مجهودكِ وفقكِ الباري .
__________________
تمــوت النفوس بأوصابها .......................ولم يدري عوادهــا ما بها وما أنصفـت مهجة تشــتكي .................................أذاهــا الى غير أحــبابها ستبقى لي منك ذكرى ماحييت |
|||||||||||||||||||||||
16-03-2011, 12:11 AM | #109 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2011
البلد: في ارض الله
المشاركات: 6
|
الحمدلله نسأل الله الاجر
|
16-03-2011, 12:40 AM | #110 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2011
البلد: بيتنا
المشاركات: 174
|
مشكوره اختي
|
16-03-2011, 01:10 PM | #111 |
قبس دائم
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: لحلمٍ لن يعودوقلبٍ تعاقبني بعد رحيله الأحزان..(ياوالدي)
المشاركات: 3,328
|
المحاضرة (2)
ماهو مجمله كلام (أن العرب سبقوا في مناهج البحث العلمي )؟
أن علماء الإسلام هم من سبقوا إلى هذه المناهج لا من حيث وضعها وتكميلها ولا من حيث من استخدمها وتوظفيها بقي في هذه المسألة يشير إلى مسألة مهمة تردد إلى هذا الوقت وهي القول بأن مناهج البحث العلمي سبق إليها العلماء الأوروبيين فالنبوية.الوسطاء فهم الذين نظروا لها وصنفوها في تلك الصور بالعظيمة القويةيقة الأمر أن هذا الكلام غير صحيح ولقد بأن خطأه بنا على أن أهل الأسلم هم الذين سبقوا بذلك وأيدنا بالشواهد والأمثلة العظيمة القوية التي لا يتطرق إليها الشك من أن من باشر هذه الأشياء وهي علم الفقه وعلم مصطلح الحديث والتفسير وعلم لغة العربية وعلم السيرة النبوية ..هذه العلوم لا يمكن أن تتم بغياب مناهج البحث العلمي ,المسلمون وضعوها بصوره عظيمه أبهرت كل الناس وعلى رأسهم علماء الغرب وهم لازالوا يتأثرون بها وينهلون منها ويستفيدون ويأخذوا ويستقصون لكن هذه المسألة التي لازالت تردد خصوصاً,حتى في بعض المؤلفاتالمسألة.من إثبات أن مناهج البحث العلمي وضعها علماء أوروبا في القرون الوسطاء يصعب أن تجاوزها دون أن نعلق عليها لنشير إلى مسألة مهمة تنطوي على هذه المغالطة التاريخية ولو أقررنها وهي إن مناهج البحث العلمي وفق ما وضعه علماء الغرب في بعض أجزاء لا يتفق مع أصل مهم من أصول الإسلام ولذلك كان من المهم أن ننتبه لهذه المسألة .. ماهي المصادر المعتبرة والمعتمدة التي يقوم عليها الباحث في أخذ المعلومة ؟ قضية مصدر المعلومة في مناهج البحث العلمي ..أثبتوا هم فقط الملاحظة والمشاهدة والتجربة هاتان الأداتان هما الأدوات التي أعمدت كا مصادر للمعلومات وقالوا أن هاتان ترتبطان بحواس الإنسان وهي السمع والبصر والشم واللمس والتذوق هذه هي المداخل الطبيعية الحسيه للإنسان التي من خلالها يستطيع أن يجمع المعلومات ويتعامل معها فيقرر أن هذا الشيء موجود لأنه يلمسه وهكذا ويستعين لتقويه تلك الحواس بالتجارب في شتي المجالات ومن خلال التجربة وفي المختبرات يستطيع أنوالصراط وغيرهاعلومة فيأخذ بها ويعتمدها ماعدا ذلك لاقيمة له في البحث العلمي لديه هل كل المعلومات الموثقة لدى المسلمين المعتمدة يمكن أن تثبت بالحس مثل الجنة والنار والملائكة والصراط وغيرها ؟ هي يقينية ومن المُسالمات ,ونحن في الإسلام نؤمن بالصراط وغيره أيماناً يقيناً لكن لا نستطيع نتعامل بتلك الغيبيات بالحواس وإنما تركت الإيمان بمصدر هذه المعلومة وهو الله سبحانه وتعالى ورسوله ولذلك قوة هذه المصدر وارتفاع درجة ألموثقيه به جعلتنا نسلم بتلك الغيبيات أشد من تسليمنا للمح سوسات لان المحسوسات نعتمد في تصديقها على حواسنا ,والحواس قاصرة ,لكن الغيبيات نعتمد في تصديقها لنا له على إخبار الله وإخبار رسوله وهذان الخبران لا يتطرقان خلالهما الشك بالمرة مناهج البحث لدى الغربيين لا تعترف بالغيبيات وهي تسميها للميتازيقيا يعني ما وراء الغيب وما وراء المادة ويقولون هذه الغيبيات لا وجود لها في ا لعلم ولا يمكن أن نجلبها على طاولة البحث ودراسة فهي راجعه إلى الاهتمامات الشخصية وكل الإنسان حر في أن يؤمن أو لا يؤمن بما يريد لكن إذا جاءت ساحة العلم فلا يجلب شيء من تلك الغيبيات بالمرة ماهي المغالطة الكبرى في نفي تلك المصدرها.؟ نفي تلك الغيبيات هو في حقيقته نفى لمصدرها .مصدرنا نحن المسلمون في التصديق في تلك الغيبيات هما الكتاب والسنة لذلك هم تقولون لا نعتد بالنص الذي هو نص الكتاب الذي هو القرآن ونص السنة كمصدر للمعلومات ولذلك عندما يضعون الغرب مواد جمع المادة العلمية أو مصادر المعلومات يضعون الملاحظة ومشاهدة وثم التجربة ولا يضعون النص الذي هو الوحي ونحن لا نسلم لهم بذلك ولكن نستفيد مما لديهم ولكن لدينا منهج راسخ ومنهج الإسلام يقول خذوا مالدى الآخرين ولو حتى لوكانوا غير مسلمين فالحق هو ضالتنا والخير مقصدنا لكن الحمد الله بين أيدينا منهج دقيق وأسس راسخة يحدد لنا الصواب ونأخذه ويحدد لنا غير الصواب فنتركه ماهي علاقة مناهج الدعوة بمناهج البحث العلمي ؟ إذا قررنا إن مناهج الدعوة هي تلك الطرق التي يسعى الداعية من خلالها إلى استخدام مابين يديه من أساليب ووسائل الدعوة يستخدمها بطريقة تتسم بالحكمة حتى يتمكن من توصيل مضمون الإسلام الذي يراه مناسب لحال المدعو الذي يقوم مخاطبة على ضوء البصيرة بتلك الحال والانتباه لها هذه هو مفهوم مناهج الدعوة إذا كان هذه هي مناهج الدعوة صار المنهج الدعوة بتلك الصورة مجموعة من الإعمال والممارسات والطرق والمعلومات تتعلق بالمضمون وتتعلق بالمدعو وتتعلق مشكلة المدعو التي تحتاج علاج فيها ..لذلك صارت مناهج الدعوة صارت تراكم كبير من المعلومات الممارسة هذا التراكم الكبير على ضوء مابُين أن تعامل مع ذلك بمناهج البحث العلمي. مثال: مثل مالم يتمكن علماء الفقه من ضبط الإحكام المتعلقة بالحلال والحرام إلا عن طريق مناهج البحث العلمي وأيضاً علماء مصطلح الحديث لم يتمكنوا ضبط كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في تقديراته وأفعاله إلا من خلال مناهج البحث العلمي وهكذا أيضاً علماء النحو والسيرة .فنحن أيضا الدعاة لا نستطيع أن نضبط عمل الدعوة أو نقيم المنهج الدعوي إلا إذا استخدمنا مناهج البحث العلمي . ماهي عناصر وأركان العملية الدعوية ؟ 1- الداعية 2- المدعو 3- المضمون 4- الوسيلة والأسلوب وكل ركن هو حقيبة ملئيه بالمعلومات والمعطيات ولا سبيل للسيطرة على هذه الحقائب الأربعة إلا إذا استعانا بمناهج البحث ا لعلمي المسلمين لا يتأخروا من الاستفادة من العلم سوء هم الذين وضعوه أو سبقوا إليه كمناهج البحث العلمي أو سبقهم غيرهم من غير المسلمين أهم شيء يكون صواب ونافع ومفيد ماهي الضوابط التي تضبط العلاقة مابين مناهج البحث العلمي ومناهج الدعوة ؟ الجانب الأول : له علاقة بالجانب الشرعي وهو إن الداعية لا يستعين في بناء منهجه الدعوي إلا على ما يوافق أصول الدين وإحكامه من اجراءت البحث العلمي ومخالف أصول الدين وإحكامه فليس له مكان في الإسلام لان غير المسلمين لايعتدون بان القران والسنة إنهما مصادر من مصادر معتبرة والذي يترتب على هذا إلغاء الغيبيات لدى المسلمين وهي أصل من أصول الإيمان الجانب الثاني :وهو يتصل بالجانب الفني الحِرفي الذي له علاقة بعلم البحث كالآلة لها أصولها تأخذ مناهج الدعوة من هذا العلم ما تحتاج منه ليس كل مافي البحث العلمي تحتاجه مناهج الدعوة مثال على هذا علم الطب يحتاج إلى مناهج البحث العلمي لكن لاياخذ منها كل شيء يأخذ بذات المنهج التجريبي أيضا السيرة وهكذا ونتعامل في الجانب هذا في مناهج العلمي نأخذ منها مانحتاجه كان مناهج البحث العلمي حقيبة أدوات نأخذ أدوات منها معينه هي التي نحتاجها في بناء مناهج الدعوة
__________________
تمــوت النفوس بأوصابها .......................ولم يدري عوادهــا ما بها وما أنصفـت مهجة تشــتكي .................................أذاهــا الى غير أحــبابها ستبقى لي منك ذكرى ماحييت |
16-03-2011, 02:12 PM | #112 |
مـمـيـّـزة
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: سبحان من خلى هوى القلب حايل** دار المروه والكرم والحمايل
المشاركات: 4,624
|
بإذن الله علي تلخيص المحاضرة الرابعة عشر
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|