[محمد الرشودي]

تتكون من50 ولاية ومقاطعة ، تضم أكثر من 250 مليون إنسان من مختلف الأعراق والجنسيات و الديانات ، بنيت على أنقاض حرب أهلية حصدت مئات الآلاف بعد أن تم أغتصابها من سكانها الأصليين الهنود الحمر ، وأمتدت لنحو أكثر من 200 عام وهي تهيمن وتتربع على عرش القوة الإقتصادية و التكنولوجية و العسكرية ، إنها الولايات المتحدة الأمريكية.

يصعب على الإنسان أن يستوعب القدر المخيف مما يخفيه الحراك السياسي المتسارع والنشط بكل الاتجاهات والسيطرة الاستخبراتية المدعومة بالميزانيات الضخمة التي فاقت في عام 2001 ميزانيات الدول الكبرى مجتمعه ! بل إن حجم اتساع ذلك النشاط أرتبط بمكتسبات الدخل القومي ومجموعه! وإن نتاج التدخل في عمق الشؤون الدولية ورسم الاستراتيجيات والأهداف المستقبلية من العقول التي تدير البيت الأبيض ضمنت لأمريكا البقاء على وتيرة واحدة و التحدث بنبرة آحادية! و لعل ما حدث في عام 2007 من تدهور في الأقتصاد العالمي بسبب إفلاس البنوك المركزية الأمريكية هو خير شاهد على انزواء كافة المنظمات الدولية بلا استثناء تحت سقف واحد وهو شمولية وقوة هذا الكيان وعظمته !

وإن حجم الأخطاء و الاخفاقات التي مرت بها أمريكا أبتداء من الحرب الفيتنامية وصولا الى التخبط في حرب العراق هو نتاج تعقيدات طبيعية ،إذا كان مصدر ذلك التعثر هو قيادة دفة العالم بأسره ! بل وجد عند بعض القيادات العربية التي تخضع تحت سيطرتها ونفوذها دول نامية ومتناهيه بالصغر ما يفوق تلك الأخطاء بأحجام مضاعفة! وها هي أنظمتها تتوالى بالسقوط أو الترنح !

منذ الدعم والتدخل الأمريكي المباشر في الحرب الأفغانية السوفيتية ثم التحرك السريع لبناء قواعد في قلب المنطقة الأسيوية ، وتجنيد العملاء وتأسيس علاقات المصالح المشتركة ، ونهج السياسة الأمريكية قائم على المبادرة العسكرية و الحصار الإقتصادي والتأثير الدبلوماسي نحو ضرب كافة القوى التي تنافس على الظهور في الساحة العالمية ، أو التي قد تشارك في التأثير على المصالح و الأهداف الأمريكية , ولعل من تلك القوى التي تعارضت مع إرادة البيت الأبيض هي " القاعدة " بزعامة إبن لادن !

لقد أستعان إبن لادن بقنوات الدعم من ثروته الشخصية و تلك المتدفقة من دول الخليج في تمويل الأجهزة الإدارية واكتساب الولاء القبلي والذي أثر فيه أيضا سقوط النظام الشيوعي على يد المجاهدين ، وأستفاد بن لادن من المخزون والعتاد الحربي الذي خلفته تلك الحرب و التدريب العسكري المنظم ، مما جعل من القاعدة قوة عسكرية وتيار إسلامي يجب أن يتصدى له من الرؤية الأمريكية. وكانت الإنطلاقة عبارة عن المحاولات المتكررة لأغتيال إبن لادن في مصنع الأدوية بالسودان ، والضغط على أصحاب القرار لتوجيه الفكر الإسلامي لنبذ وتشويه الصورة التي كان في يوم من الأيام يرغب بها ويدعو اليها من على منابر المساجد بل حتى الإعلام الرسمي متمثلاً بالصحف الرسمية الناطقة بلسان الحكومة.

وأمتد ذلك الصراع حتى تحول بعد ذلك الى حرب وغزو متعمد على أفغانستان معقل القاعدة ، تقوده الولايات المتحدة بعد تأثيرات ضرب وتدمير مبنى التجارة العالمي في أيلول سبتمبر 2011 ، وبحسب أجندة الحزب الجمهوري فإن الحرب على القاعدة هي حرب استباقية تهدف لتنفيذ أهداف مستقبلية أثبتت حرب العراق مدى صحة تلك التوجهات بل إنها كشفت عن تلك الأحداث وهي توقع سقوط أنظمة عربية قريبة بعد سقوط نظام صدام ومقتله.

إن نظرية المؤامره في المنهج السياسي الأمريكي في رأيي أنها الآن بدأت تاخذ حيز التنفيذ الفعلي أكثر مما سبق ، وقد يثبت ذلك تزامن إعلان خبر مقتل أسامة بن لادن مع مجموعة من الفرضيات تتلخص في غياب صوت إبن لادن والعجز عن تحقيق تقدم في معرفة مكانه ، أو أن لدى الاستخبارات الأمريكية معلومات موثقة عن موته خلال الحرب وبالتالي تبني أمر مقتله من قبل القوات الأمريكية لدعم الموقف الأمريكي بشكل عام و السياسي الداخلي المتمثل بالإنتخابات المقبلة ، وليثبت لنا أيضا أن فوق طاولة البنتاجون من الأوراق السياسية و المؤامرات المفتعلة والمقصودة ما لا يدع مجال للشك بأن المرحلة القادمة هي مرحلة مصيرية للعالم العربي و الاسلامي بشكل خاص!!


تقبلوا تحياتي

بقلم / محمد الرشودي .. أبوشهد

[أبوسياف]

اللهم انصر الاسلام والمسلمين

[محمد الرشودي]

عزيزي أبوسياف .. اللهم آمين ..

أهلا بك ..