بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الاسير والتحدي وسراب الحرية...

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-07-2005, 12:33 AM   #1
موج
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 8
الاسير والتحدي وسراب الحرية...

الأسير والتحدي وسراب الحرية ...
ما هو شعورك لو وقعت أسيرا في يد عدوك الحاقد عليك ..؟ ثم فجاءة ساومك على إعطائك الحرية ؟ بعد إطلاق سراحك ، بعدما يضع الدنيا تحت قدميك ..؟ مقابل أن تتنازل عن اعز ما تملك ..؟ ما رأيك هل توافق .؟
ما اكثر الذين سينهزمون ، ويرضون ، ويقبلون بالثمن ، مقابل أن ينالوا حريتهم ، على أي شاكلة كانوا ..
لكن صاحبنا الأسير من نوع آخر ، فقد وقع عبد الله أسيرا ، في يد ألد أعدائه شراسة وحقدا ، بعد معركة ضارية ،هو وجماعة من رفاقه الأبطال. اقتيد عبد الله مع رفاقه بالأغلال والقيود ، إلى مجلس الملك ، فبداء نهر الاغراءات يسيل ، وبداء بريق السراب يلوح في الأفق أمام عيني هذا الشاب الأسير ، حيث بداء الملك يلوح له بإطلاق صراحه من القيود والأغلال ، مقابل الإذعان والاستجابة لرغبته ، وهي الانسلاخ من دينه ، الى دين الملك ، فما اصعب أن تساوم على حياتك ، وأنت قد لا تستطيع إنقاذها ، لانه بإشارة واحدة من هذا الملك يفصل رأسك عن عنقك ،
فماذا كان الرد من صاحبنا ..؟ انه الثبات على المبداء ، فقد رفض عبد الله العرض الذي قدمه الملك ، لكن الملك لم ييأس منه ، فامطره بوعود يسيل لها لعاب كل إنسان ينعم بالحرية ، ناهيك عن هذا الشاب المكبل بالقيود والأغلال ، فما اكثر الذين يرسبون عند الامتحان ، إذا عرضت عليهم الدنيا والملك ..؟ تخيل أن الملك عرض على صاحبنا، حينما شعر بصلابته وتحديه ، أن يعرض عليه أن يتنازل له عن نصف ملكه ، مقابل الاستجابة له فقط ، فماذا كان الرد..؟ عبد الله يتحدى و يثبت ، ثبوت الجبال الراسيات ، ويقول وهو يبتسم ، ويستشعر مغبة الرفض انه مقتول لامحاله ، يقول بكل ثقة وتحد : لو اعطيتني جميع ما تملك ، وملك العرب معه ، ما تحركت عن ديني قيد أنمله ، ولا اقل من ذلك ، فشاط الملك غضبا ، وبد أ يتوعد ويهدد بالقتل ، لكن هل يجدي التهديد نفعا ، مع من خرج يطلب الموت والشهادة في سبيل الله .؟ فقال للملك : افعل ما تريد ...
قدم هذا البطل ليصلب ، وشد وثاقه ، فقال الملك للجند: ارموه بالسهام والنبل ، واجعلوها عن يمينه ، وشماله ، وتحت قدميه ، وذلك لإرهابه ، وتخويفه ، والملك يغريه بالوعود السرابية ، ولكن ما اصعب أن تزاح الجبال عن مكانها ، والبطل لم تغره الوعود فقد طار بروحه الى انهار الحقيقة ، فغاب عن زيف الدنيا وسرابها ، فلم يفطن لتلك السهام التي انهالت عليه ذات اليمين وذات الشمال .
ففكر الملك الحاقد بطريقة جهنمية أخرى لثني هذا البطل ، الذي لم يغره بريق السراب ، فقد أمر بالقدور ونصبت ثم صب فيها الزيت ، ثم أشعلت النار تحتها ، فبدأت تغلي وتفور ، فقال الملك له : الآن ، إما أن ترجع او القيك في هذا القدر الذي يغلي ..؟ بالله عليك ما هو موقفك أنت ، لو انك مكانه ، والاماني تنهال عليك ، والوعود بالملك والجاه ، والحياة ..؟ هل تفعل ..؟ هل يخدعك بريق السراب ..؟ وتستجيب ..؟ ام يكون التحدي ..؟
لكن عبد الله لم تحرك هذه التهديدات شعرة من جسدة ، فبداء الملك ينفذ تهديداته ولكن مع واحد من رفاقه ، تخيل ، يجر صديقك أمام عينيك ، ثم يلقى بالقدر المملوء بالزيت المغلي ، فتنصهر العظام قبل اللحم ، وقد تلقى أنت بعده ، ولكن ، اليقين والثبات على المبداء ، والتضحية من اجل الدين ، والنظر إلى عواقب الأمور ، وان هذه الحياة الدنيا فانية ، جعلته يلقي بكل أماني السراب تحت قدمه ، فصار الملك يلقي بأصدقائه واحد تلو الآخر ، أمام عينه ، وهو ثابت الجنان ، فقال الملك : خذوه والقوه ، فتقدم بكل ثبات ، ولما وصل الى القدر ، ورأى الزيت يغلي ، واثار إخوانه باقية ، بكى ، الله اكبر ، ترى ما الذي أبكاه ..؟ فرح الجنود وقالوا للملك انه بكى ، فقال ردوه : لعله خاف .؟ وسيرجع ، فقال له الملك : ما يبكيك ..؟ هل أنت خائف من الموت ..؟ دونك جنان السراب ، ادخلها ، فقط اترك دينك ..؟
فقال البطل : تمنيت لو أن لي بعدد شعر جسمي أرواحا تقتل في سبيل الله ،وليست روحا واحده ، فعرف الملك انه لن يثني هذا الجبل ، ولن يزحزحه عن مكانه قيد أنمله ، وان انهار السراب لن تخدعه مهما كانت التهديدات ،
فقال هل لك أن تقبل رأسي : واخلي سبيلك ..؟ فقال البطل : نعم ، بشرط ان تخلي عن بقية أصحابي ..؟ فاستجاب الملك ، وأطلق له بقية اصحابه .
فماذا كانت النتيجة بعد ذلك .. ؟ انه خلود الذكر ، والفوز بالجنان ، وعلو الرفعة في الدنيا ، فقد قبل الفاروق ، عمر بن الخطاب ، رأسه حينما وصل إلى المدينه .
بقي أن أقول لك : من هو هذا البطل ..؟ الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب على صفحات تاريخ البطولات الإسلامية المجيدة ، انه الصحابي البطل ، عبد الله بن حذافة السهمي ، البدري ، رضي الله عنه .
موج غير متصل  


قديم(ـة) 24-07-2005, 02:34 AM   #2
مدحت شوقي بريده
.. وللشطوب نكهة و نكهة ..
 
تاريخ التسجيل: Feb 2002
البلد: هناك
المشاركات: 16,085
اخي موج ..
لاتبكينا عفا الله عنك ..

فلهؤلاء الرجال وقفات وصولات وجوالات ..
يوسف عليه السلاااااام ..
احمد بن حنبل ..

فلسنا والله الا شعرة في اصبع احدهم ..

نعم مالذ الحياة عندنا وماأطربها وماأهناها ..
لأننا بعنا الثمين بلا ثمن ..


وهم باعوا الدنيا لأجل الآخرة ..
ولذا رفع الله درجاتهم وثبتهم ..


شكراً لك اخي موج ..
__________________
.
.
.

.. قلب البحطلة ينبض ..
ينبض ينبض ينبض ..







.
مدحت شوقي بريده غير متصل  
موضوع مغلق

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)