[ناصرالكاتب]

بسم الله الرحمن الرحيم

[align=right]تتحرَّقُ النفسُ –أحيانا- عند طريقِ غاياتها؛ فتقفُ عند مبدئه تارة، ثم تركُض إلى أحدِ جنباته تارة أخرى، ثم تعودُ –وهي تهذي به- إلى مَبدئه ممنيّةً ذاتَها قَطْعَه.

وذلك التخبُّط عندِ ((الخطوةِ الأولى)) داءٌ شائعٌ بين عشَّاقِ العلم والثقافة.

فالفتى اليافع حين يحضرُ مجلسَ علمٍ تأصيلي، طُوِيتْ فيه الرُّكب، وعَلَتْ فيه السَّكينَة، وتحرَّكت فيه الأقلامُ على الدفاتر.. تثورُ نفسُه بُعَيد هذا المجلس شوقا إلى حفظ المتون، ومتابعة الدروس، واستذكار الشروح.

وتتحرّقُ على ما فاتها من مراقٍ للعلم النافع.. علم الكتاب والسنة.

وقد يَعْرِضُ لها اضطرابٌ في المشتهى وتقلّبٌ في الرأي ساعةَ الفكْرِ في الأجدى من الأساليب للوصولِ السريع إلى (العلم)؛ فهل يحفظ ((العمدة)) أم ((الزَّاد)) وهل يجلسُ إلى ذلك الشيخ أم ذاك، أو هل يبدأ بعلوم الآلة أم بفقه الدين، وهل يجمع بين فنِّ وآخر، أم يجمع نفسَه على واحدٍ منهما.

وليس غريباً حصولُ مثل ذلك؛ فقلّة التجربة، وثورةُ الحماس داعيتان إلى هذا التردد.

ومكرُ الشيطان قائدٌ إلى مزيد من التخبط.

إلا أنَّ أموراً استجدت في هذا العصر فَلقَتْ بحرَ الأماني المتلاطم إلى قنواتٍ صغيرة، اختلفَت منابِعُها، وتباعدَت مصابُّها.

فذلك الذي يشتهي العلمَ المؤصَّل في ساعة، يتحرّق على ((الفكر، والتحليل السياسي)) ساعةً أخرى، فيخرج عن سمت المتعلِّم إلى فخامة ((المفكّر))، فيشغل نفسَه بتصيد الكتابات الفكرية المشحونة بالنظريات؛ كي يفرع عليها ما يريد شرحَه من الأفكار..

والشهوتان متناقضتان، فالأولى طريق إلى العلم –إن صحت النية، وسلمت الطريقة-، والثانية سبيل إلى (التعالم) والتشدُّق.

والمشتَهيات في باب الثقافة أنواع، وما ذكرتُه واحدٌ منها.

والنّفسُ الطالبةُ للمجد إما أن تسلُكَ سبيل الجد فتصل إلى المبتغى، أو هي كالخرقة الخَلِقَة تمزّقها مُدى الأماني، أو تحرقها نارُ المَنون.

وقد يكون للحديث بقية إن شاء الله.[/CENTER]

[الجنرال]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلام رائع يكتب بماء الذهب أخي ناصر .

فتجدهم أشكال فقط دون مضمون

وتجدهم هياكل دون جودة الداخل .

وحينها عند محاورتهم تجد العجائب فهو يتكلم

بمناهج ومبادئ , فتارة يخطئ هذا وتاره يهمش الأخر .

وياعجب حينما ينظر إلى المجتمع بالنظرات السودوية و الرجعية .

وتجد أكثرهم ممن سمو بالعقلانيين .

فائدة :

يقول عثمان بن راشد الجلعود ( الدين موافق للعقل , ولكن العقل لا يحكم الدين ) أو كما قال .

وشكراً لك أخي

أخوكم

الجنـــ( أبو خالد )ــــرال

[بقايا المجد]

احسنت اخي ناصر الكتاب على هذا الطرح الرائع ويعلم الله اننا استفدنا من كلامك فلاحرمك الله الاجر على ماكتبت

واذا اردنا الكلام عن صور التخبط والصدامات التي تعترينا فالمجال في هذا طويل

ولعلنا نلقي الضوء على نقطه واحده من ذلك وهي ((الاستعجال وقله الصبر))

فاصبحنا نريد ان نكون علماء دون مشقه بل نريد العلم باسرع وقت دون تاصيل !!

نتخبط في دروس العلماء فنحظر عند الشيخ الفلاني وما ان نتوسط معه الكتاب حتى ننتقل الى شيخ اخر وهكذا !!

كذلك في القراءه اصبحنا نقرا دون منهجيه بل ان البعض يتعجب كيف انه يقرا وحتى الان لم يستفد شيئا وهذا دليل الفوضويه التي يعيشها مع الكتب !!

وكل هذه الامور اسبابها التعجل بنيل العلم !

فنحن كما قال الشيخ عمر العيد حفظه الله في عصر ((الوجبات السريعه))
فحتى العلم نريد تحصيله بسررررعه

والعلم لاينال الطالب عليه الا بالمكابده والمجاهده والمصابره وثني الركب عند العلماء

**اللهم انا نسالك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا**

[سعيد و مبارك]

أعتقد ..
أن العلم أذا لم يكن في دروب الأيمان ،
فهو الي زيغ ..ما !!

[الجنرال]

للرفع في إنتظار جديد الإخوة