|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#33 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
أعتقد أن قول سبحانك في القنوت أمر لا بأس به من حيث الدلالة اللغوية , لأن الإمام يقول : فإنك تقضي ولا يقضى عليك , إنه لا يذل من واليتَ ولا يعز من عاديت .. فحين يقول المأموم سبحانك : فإن معناه : تنزيها لله أن يثبت له ما نفي عنه في الدعاء , وكان من دعاء المؤمنين : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (191) سورة آل عمران فقوله : سبحانك , جاء بعد النفي , أي سبحانك أن يثبت لك ما نفيناه عنك . ثم إن كلمة سبحانك قد ترد في مقام الثناء على الله تعالى للمبالغة في التعظيم والتنزيه كما قال سبحانه : {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} (13) سورة الزخرف وقال تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء بل إنها ترد في مقام الدعاء كما قال سبحانه وتعالى : {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (10) سورة يونس فهذا دعاء أهل الجنة التسبيح , لأن معنى ( دعواهم ) أي : دعاؤهم , كما في تفسير الزجاج والبغوي وغيرهما . إذن , فالتسبيح في مقام الدعاء وفي مقام الثناء وارد في القرآن العظيم , ولا معنى لدفعه وإنكاره . نعم , قد يكون النهي عن قول سبحانك من باب أنه غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف الصالح , فهذا شأن آخر .. والله تعالى أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|