|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#14 | |||||||||||||||||||||||
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
أخي العزيز أبو عطاء .. كون النبي صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم ليس معناه أن نتكلف بإدخال أمور ليست داخلة في النص , فالتصوير معروف لغة , وهو تجسيد وتكوين شكل معين كما بينت لك من كتاب الله تعالى واضحا صريحا , وليس من كلام فلان أو علان . فالتصوير المحرم هو التماثيل , والرسومات اليدوية , وكل ما كان له جرم ظاهر , وهذا ظاهر . أما التصوير الفوتوغرافي فهو وإن كان بضغطة زر إلا أن العمل هنا للكاميرا وليس للشخص , بدليل أن الطاقة لو فصلت عن الكاميرا لم يحصل تصوير أبدا ولو ضغطت الزر مائة مرة , والتصوير أخي العزيز ناتج عن خروج الإشعاع من الجهاز لسطوعه على الجسم المشع بحرارته , لأن لكل جسم حرارة معينة تكشفها هذه الأشعة والأضواء , وهذه الاختراعات موجودة منذ خلق الله الكون , ولكنها لم تكتشف إلا في القرون المتأخرة , والله تعالى يقول لنا : " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا " فالأصل في مكتشاف العصر الإباحة , والتصوير المحرم ليس اكتشافا ولكنه عمل إنساني بحت قائم على التجسيم والتكوين محاكاة لخلق الله تعالى . والكاميرا لم تجسد ولم تُكَوِّن , وإنما عكست الصورة وحبست الظل , وهذا أمر حادث ليس له مثيل في عصر التشريع ولا عصر الاحتجاج اللغوي , فحمل النص عليه بالتشديد ليس له ما يبرره , ولا سيما أن المصطلح اللغوي لا ينطبق عليه نهائيا . قد تقول : لماذا سمي تصويرا إذن ؟؟ فأقول لك : إن هذا ناتج عن الترجمة العربية للمفردة المنقولة من اللغة الأجنبية التي اخترعت الكاميرا , فربما كان المترجمون لم يجدوا لفظا أقرب من كلمة صورة وتصوير , وأنا أذكر أن آباءنا كانوا يسمون التصوير الشمسي : عكس , يقول : أبروح أعكس , يعني يبي يصور ... فكون الإطلاق المعاصر على الكلمة صار تصويرا لا يعني حمل النص الشرعي عليها , لأنها تختلف كليا عن المراد به شرعا . ولو تأملت علة التحريم وهي المضاهاة لخلق الله لوجدتها منتفية تماما في الكاميرا , والحكم يدور مع علته وجودا وعدما كما عند الفقهاء . نعم يكون الفوتوغرافي محرما في حالتين : 1. حينما يكون هناك تعظيم للصور , برفعها وتقديسها , وهذا التحريم حفظٌ لجناب التوحيد , لأنه داخل في الغلو المحرم . 2. تحريم النساء والمحارم , وهذا تحريم لأجل الأعراض , وليس لأجل التصوير ذاته . وللإنسان أن يتورع عن الصور الفوتوغرافية , فباب الورع مفتوح , وهو باب عظيم من أبواب الزهد والتقوى . نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
آخر من قام بالتعديل أبو سليمان الحامد; بتاريخ 18-08-2011 الساعة 08:39 AM. |
|||||||||||||||||||||||
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|