سؤال فقهي عن البسملة في الصلاة جزاكم الله خير ..

ajmn · 23-08-2011, 06:06 AM

قراءة البسملة في الفاتحة في صلاة الفريضة

الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين.

و بعد، يسأل الكثير من المصلّين في جامع الإمام محمّد الفاضل ابن عاشور بتونس، هل البسملة آية من سورة الفاتحة أم لا ؟.. و يسألون عن حكم قراءتها في الفاتحة في صلاة الفرض ؟..

للإجابة نقول: أنّ العلماء اختلفوا في البسملة، هل هي آية من الفاتحة أم لا ؟ ذهب الإمام مالك رحمه الله، و أهل المدينة، أنّ البسملة ليست آية من سورة الفاتحة و لا في أوائل السور، وإنّما هي جزء آية من سورة النمل.
و قال الإمام الشافعي أنّ البسملة هي آية من سورة الفاتحة، و الرّاجح أنّها ليست بآية من الفاتحة، لأدلّة نقلية و عقلية و بلاغية ذوقية. فمن جهة النقل نجد جملة أحاديث تؤيّد رأي الإمام مالك منها:
1) ما رواه الإمام مالك في الموطّأ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم قال: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة ( أي القراءة في الصلاة ) نصفين بيني و بين عبدي، فنصفها لي و نصفها لعبدي، و لعبدي ما سأل، يقول العبد: الحمد لله ربِّ العالمين، فأقول: حمدني عبدي ... " إلى آخر الحديث.
2) ما رواه مالك و البخاري و مسلم عن أبيّ بن كعب أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلم قال له ( أي لأبيّ بن كعب ): " ألا أعلّمك سورة لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل مثلها قبل أن تخرج من المسجد ؟ قال: بلى، فلمّا قارب الخروج قال له: كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة ؟ قال أبيّ: فقرأت الحمد لله ربِّ العالمين حتّى أتيت على آخرها ".
3) ما رواه مسلم و أبو داود و النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صلّيت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أبي بكر و عمر، فكانوا يستفتحون بالحمد لله ربِّ العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمان الرحيم، لا في أوّل القراءة و لا في آخرها ".
4) ما رواه مسلم و أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم، يستفتح بالتكبير و القراءة بالحمد لله ربّ العالمين ".
5) ما رواه الترمذي و النّسائي عن عبد الله بن مغفّل قال: صلّيت مع النبيّ صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر و عثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقول: بسم الله الرَّحْمَانِ الرّحيمِ، إذا أنت صلّيتَ فقل: الحمد للهِ ربِّ العالمين ".
6) استدلّ الإمام مالك بعمل أهل المدينة الذين لم يُسْمَعُ أحدٌ منهم قرأ البسملة في الصلاة الجهرية.
7) حجّة الإمام مالك من طريق الاستعمال العربي هي: أنّه لو كانت البسملة آية من كلّ سورة، لكانت فواتح سور كلّها متماثلة و ذلك مذموم في كلام البلغاء.
8) و زاد فضيلة الشيخ العلاّمة محمّد الطّاهر بن عاشور دليلا ثامنا وهو حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو حديث مرفوع، و ذلك حين غطّ جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال له: اقرأ، قال: " ما أنا بقارئ، إلى أن غطّه الثالثة، ثمّ قال: اقرأ بسم ربِّك الذي خلق .. " فلم يذكر صلى الله عليه و سلم هنا: بسم الله الرحمان الرحيم.
فهذا دليل على أنّ البسملة ليست آية من سورة الفاتحة.
صفوة القول عند المالكية هي: تجوز البسملة في صلاة النافلة، و تكره في صلاة الفريضة مطلقا سرّا و جهرا، إلاّ إذا قصد المصلّي الخروج من الخلاف فيكون الإتيان بها أوّل الفاتحة سرّا مندوبا، و يكره الجهر بها في هذه الحالة. و عند الشافعية البسملة واجبة في كلّ فرض قبل قراءة الفاتحة سرّا و جهرا.
و الله أعلم..

و صلّ اللهم و سلّم على سيّد الأوّلين و الآخرين محمّد بن عبد الله و على آله و صحبه و التّابعين.

**شوق ~** · 23-08-2011, 06:20 AM

اقتباس

المشاركة الأساسية كتبها ajmn


	قراءة البسملة في الفاتحة في صلاة الفريضة الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين. و بعد، يسأل الكثير من المصلّين في جامع الإمام محمّد الفاضل ابن عاشور بتونس، هل البسملة آية من سورة الفاتحة أم لا ؟.. و يسألون عن حكم قراءتها في الفاتحة في صلاة الفرض ؟.. للإجابة نقول: أنّ العلماء اختلفوا في البسملة، هل هي آية من الفاتحة أم لا ؟ ذهب الإمام مالك رحمه الله، و أهل المدينة، أنّ البسملة ليست آية من سورة الفاتحة و لا في أوائل السور، وإنّما هي جزء آية من سورة النمل. و قال الإمام الشافعي أنّ البسملة هي آية من سورة الفاتحة، و الرّاجح أنّها ليست بآية من الفاتحة، لأدلّة نقلية و عقلية و بلاغية ذوقية. فمن جهة النقل نجد جملة أحاديث تؤيّد رأي الإمام مالك منها: 1) ما رواه الإمام مالك في الموطّأ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم قال: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة ( أي القراءة في الصلاة ) نصفين بيني و بين عبدي، فنصفها لي و نصفها لعبدي، و لعبدي ما سأل، يقول العبد: الحمد لله ربِّ العالمين، فأقول: حمدني عبدي ... " إلى آخر الحديث. 2) ما رواه مالك و البخاري و مسلم عن أبيّ بن كعب أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلم قال له ( أي لأبيّ بن كعب ): " ألا أعلّمك سورة لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل مثلها قبل أن تخرج من المسجد ؟ قال: بلى، فلمّا قارب الخروج قال له: كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة ؟ قال أبيّ: فقرأت الحمد لله ربِّ العالمين حتّى أتيت على آخرها ". 3) ما رواه مسلم و أبو داود و النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صلّيت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أبي بكر و عمر، فكانوا يستفتحون بالحمد لله ربِّ العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمان الرحيم، لا في أوّل القراءة و لا في آخرها ". 4) ما رواه مسلم و أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم، يستفتح بالتكبير و القراءة بالحمد لله ربّ العالمين ". 5) ما رواه الترمذي و النّسائي عن عبد الله بن مغفّل قال: صلّيت مع النبيّ صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر و عثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقول: بسم الله الرَّحْمَانِ الرّحيمِ، إذا أنت صلّيتَ فقل: الحمد للهِ ربِّ العالمين ". 6) استدلّ الإمام مالك بعمل أهل المدينة الذين لم يُسْمَعُ أحدٌ منهم قرأ البسملة في الصلاة الجهرية. 7) حجّة الإمام مالك من طريق الاستعمال العربي هي: أنّه لو كانت البسملة آية من كلّ سورة، لكانت فواتح سور كلّها متماثلة و ذلك مذموم في كلام البلغاء. 8) و زاد فضيلة الشيخ العلاّمة محمّد الطّاهر بن عاشور دليلا ثامنا وهو حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو حديث مرفوع، و ذلك حين غطّ جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال له: اقرأ، قال: " ما أنا بقارئ، إلى أن غطّه الثالثة، ثمّ قال: اقرأ بسم ربِّك الذي خلق .. " فلم يذكر صلى الله عليه و سلم هنا: بسم الله الرحمان الرحيم. فهذا دليل على أنّ البسملة ليست آية من سورة الفاتحة. صفوة القول عند المالكية هي: تجوز البسملة في صلاة النافلة، و تكره في صلاة الفريضة مطلقا سرّا و جهرا، إلاّ إذا قصد المصلّي الخروج من الخلاف فيكون الإتيان بها أوّل الفاتحة سرّا مندوبا، و يكره الجهر بها في هذه الحالة. و عند الشافعية البسملة واجبة في كلّ فرض قبل قراءة الفاتحة سرّا و جهرا. و الله أعلم.. و صلّ اللهم و سلّم على سيّد الأوّلين و الآخرين محمّد بن عبد الله و على آله و صحبه و التّابعين.

جزاك الله خير الجزاء
ووفقك ربي لما يحبه ويرضاه

ولكن أخي الحمد هي الآية الثانيه كما نرى في المصحف الشريف
فما الآيه الاولى إذاً ..؟

23-08-2011, 06:06 AM	#1
ajmn خبير تقنية حديثة تاريخ التسجيل: Jul 2006 البلد: أينما وجدت الابتسامة :) المشاركات: 5,034	قراءة البسملة في الفاتحة في صلاة الفريضة الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين. و بعد، يسأل الكثير من المصلّين في جامع الإمام محمّد الفاضل ابن عاشور بتونس، هل البسملة آية من سورة الفاتحة أم لا ؟.. و يسألون عن حكم قراءتها في الفاتحة في صلاة الفرض ؟.. للإجابة نقول: أنّ العلماء اختلفوا في البسملة، هل هي آية من الفاتحة أم لا ؟ ذهب الإمام مالك رحمه الله، و أهل المدينة، أنّ البسملة ليست آية من سورة الفاتحة و لا في أوائل السور، وإنّما هي جزء آية من سورة النمل. و قال الإمام الشافعي أنّ البسملة هي آية من سورة الفاتحة، و الرّاجح أنّها ليست بآية من الفاتحة، لأدلّة نقلية و عقلية و بلاغية ذوقية. فمن جهة النقل نجد جملة أحاديث تؤيّد رأي الإمام مالك منها: 1) ما رواه الإمام مالك في الموطّأ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم قال: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة ( أي القراءة في الصلاة ) نصفين بيني و بين عبدي، فنصفها لي و نصفها لعبدي، و لعبدي ما سأل، يقول العبد: الحمد لله ربِّ العالمين، فأقول: حمدني عبدي ... " إلى آخر الحديث. 2) ما رواه مالك و البخاري و مسلم عن أبيّ بن كعب أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلم قال له ( أي لأبيّ بن كعب ): " ألا أعلّمك سورة لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل مثلها قبل أن تخرج من المسجد ؟ قال: بلى، فلمّا قارب الخروج قال له: كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة ؟ قال أبيّ: فقرأت الحمد لله ربِّ العالمين حتّى أتيت على آخرها ". 3) ما رواه مسلم و أبو داود و النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صلّيت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلّم و أبي بكر و عمر، فكانوا يستفتحون بالحمد لله ربِّ العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمان الرحيم، لا في أوّل القراءة و لا في آخرها ". 4) ما رواه مسلم و أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم، يستفتح بالتكبير و القراءة بالحمد لله ربّ العالمين ". 5) ما رواه الترمذي و النّسائي عن عبد الله بن مغفّل قال: صلّيت مع النبيّ صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر و عثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقول: بسم الله الرَّحْمَانِ الرّحيمِ، إذا أنت صلّيتَ فقل: الحمد للهِ ربِّ العالمين ". 6) استدلّ الإمام مالك بعمل أهل المدينة الذين لم يُسْمَعُ أحدٌ منهم قرأ البسملة في الصلاة الجهرية. 7) حجّة الإمام مالك من طريق الاستعمال العربي هي: أنّه لو كانت البسملة آية من كلّ سورة، لكانت فواتح سور كلّها متماثلة و ذلك مذموم في كلام البلغاء. 8) و زاد فضيلة الشيخ العلاّمة محمّد الطّاهر بن عاشور دليلا ثامنا وهو حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو حديث مرفوع، و ذلك حين غطّ جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال له: اقرأ، قال: " ما أنا بقارئ، إلى أن غطّه الثالثة، ثمّ قال: اقرأ بسم ربِّك الذي خلق .. " فلم يذكر صلى الله عليه و سلم هنا: بسم الله الرحمان الرحيم. فهذا دليل على أنّ البسملة ليست آية من سورة الفاتحة. صفوة القول عند المالكية هي: تجوز البسملة في صلاة النافلة، و تكره في صلاة الفريضة مطلقا سرّا و جهرا، إلاّ إذا قصد المصلّي الخروج من الخلاف فيكون الإتيان بها أوّل الفاتحة سرّا مندوبا، و يكره الجهر بها في هذه الحالة. و عند الشافعية البسملة واجبة في كلّ فرض قبل قراءة الفاتحة سرّا و جهرا. و الله أعلم.. و صلّ اللهم و سلّم على سيّد الأوّلين و الآخرين محمّد بن عبد الله و على آله و صحبه و التّابعين. __________________ إذا انقطع المطر . . فلا تلم الأرض على جفافها . .